عن تطوّر تجربة القهوة مع بيبي حيات

فيما تطوّر مفهوم شرب القهوة من عادة يومية إلى تعبير عن أسلوب حياة، أثّر كلّ من جيل الألفية، وجيل Z، ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل مختلف على القهوة كتجربة. حيث شهدنا مؤخّراً تحوّلاً في ثقافة القهوة. قهوتنا العربيّة مميّزة جدّاً، ولها تقاليدها وعاداتها، فكيف تتلاقى اليوم مع الاتّجاهات الرائجة؟ عمّ يبحث محبّو القهوة اليوم؟ وما هي اتّجاهات التجارب المستقبليّة؟ نبحث في ما يلي عن إجابات على هذه الأسئلة مع بيبي حيات مؤسِّسَة .November & Co .

Bibi Hayat: "هناك دائماً قصة وراء ما نقدّمه "

تعكس علامة .November & Co جانباً أكثر نعومة وسحراً من شخصية بيبي حيات، حيث يبرز نسخة تستمتع بالتعبير عنها. صُمّمت هذه المساحة لتعكس شعوراً بالدفء والراحة، وليس "الروعة". وبدلاً من مواكبة كلّ صيحة أو اتّجاه، تركّز على الأشخاص الذين يرتادون المكان، وتسأل كيف يمكنها أن تجعل تجربتهم أفضل. وهناك دائماً قصة وراء التصميم، وسواء بقي الشخص لمدة 20 دقيقة أو ساعتين، فالجميع مرحّب به لديها!

"بدأت .November & Co في العام 2006، حيث ركّزت في البداية على الشاي والحلويات، مع القهوة كتقديم جانبي"، تخبرنا بيبي حيات. وتشرح لنا قائلة: "مع الوقت، أدركنا مدى أهميّة التجربة الشاملة. لقد حاولنا - وفشلنا - مرّتين في توسيعها، ولكن في المرة الثالثة، قبل جائحة كورونا، نجحنا أخيراً. لقد تطوّرنا إلى ما يشبه المقهى الصغير الذي يقدّم قهوة وحلويات عالية الجودة في أجواء مريحة. كان السرّ هو أن نبقى أوفياء لمسارنا الخاص، لا أن نتبع الصيحات أو نقلّد الآخرين." بالنسبة إليها، جعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصةً Tik Tok و Instagram، القهوة تتعلّق أكثر بالجمال. وتؤكّد: "لكن بالنسبة إلينا في .November & Co، الجودة تأتي دائماً في المقام الأول. نحن لا نواكب كلّ صيحة؛ بل نركّز على المساحات الهادئة والمريحة والنكهات الرائعة. يقدّر عملاؤنا هذه الأصالة ولا ينجرفون وراء الصيحات الشائعة. نحن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل انتقائي، لكنّها ليست محور تركيزنا الرئيس أبداً." وتؤكّد أنّ الزبائن اليوم أكثر اطلاعاً - فهم يسألون عن المكوّنات، والمواد المسبّبة للحساسية، والخيارات الصحيّة. قبل أن تضيف: "نحن نقدّم جودة عالية بسعر معقول، ولكن السعر ليس موحّداً. فالأمر يعتمد على طريقة التقديم، والمكان، والتكاليف التشغيلية. بالنسبة إلى الطلبات الخارجية نستخدم الورق، ولكن في المتجر، نقدّم منتجاتنا بعناية واهتمام في أكواب خزفية جميلة، ونضع الزهور الطبيعية على طاولاتنا دائماً. كما أنّنا نؤمن باللّمسات الصغيرة، مثل تقديم كعك صغير مجاناً - وهو أمر توقّف الكثيرون عن القيام به. وعندما يتعلّق الأمر بقوالب الحلوى المخصّصة، فإننا نصرّ على الجمال والنكهة معاً، لأنّ قالب الحلوى يجب أن نتذكّره بمذاقه، وليس بشكله فقط."

وصفة من الطفولة

من أكثر الأشياء المميزة التي تشتهر بها هذه المساحة هو الشاي بالحليب، وهي وصفة من طفولة بيبي حيات، حملتها معها خلال فترة الدراسة الجامعية، وأتقنتها مع الكثير من الزعفران، والهال، ومزيج خاصّ من الشاي. وتضيف قائلة: "حتى أنّنا نستخدم مكعبّات الثلج الممزوجة بالشاي للحفاظ على نكهة غنية حتى آخر رشفة. كما أنّ الكثير من الحلويات لدينا تحمل لمسات شخصية - مثل حلوى التمر التي نصنعها غالباً من تمر حديقة والدي. ولا تعكس هذه التقاليد التراث الكويتي فحسب، بل أيضاً التأثيرات المتعدّدة لعائلاتنا، ورحلاتنا، وحتى مقدّمي الرعاية الذين نحبّهم في منازلنا. هناك دائماً قصة وراء ما نقدّمه."

وتختتم بيبي حيات حديثها موضحةً أن المقاهي موجودة في كلّ مكان الآن - ولكن ما يميّز كلّ منها هو التجربة. وتقول: "رغم أن القهوة ستبقى دائماً أساسية، إلّا أنّنا لاحظنا اهتماماً متزايداً بالقهوة منزوعة الكافيين، وشاي الأعشاب، والخيارات التقليدية مثل القهوة التركية والعربية التي تُقدَّم في الدلّة مع الحلويات. فالزبائن اليوم مطّلعون، ويبحثون عن التنوّع، والحبوب عالية الجودة، والعاملين المتمرّسين، والخيارات البديلة للحليب. وعلى الرغم من أنّنا لم نتبع كل الصيحات - مثل الماتشا - إلّا أنّنا نستكشف طرقاً مبتكرة لدمجها، ربما في الحلويات. ويتجه الناس أكثر فأكثر نحو الخيارات الخالية من الكافيين والخيارات الصحيّة، ونحن هنا لتلبية هذه الاحتياجات."

إقرئي أيضاً: العنود محمد وجوهرة سعيد تجمعان بين الإبداع وعشّاق القهوة

 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث