لا يُعَدّ الصيف مجرّد وقت للراحة، بل يشكّل محطة مهمّة لإعادة ترتيب الأولويات، التقاط الأنفاس والاهتمام بالذات وتعزيز التوازن النفسي والجسدي! سواء قمنا برحلة إلى البحر أو الجبل أو اجتمعنا بالعائلة والأصدقاء أوعشنا تفاصيل يومنا بوتيرة أهدأ، الصيف هو الوقت المثالي لإعادة شحن طاقتنا! في ما يلي، نسأل Zina Khair مؤسّسة علامة Le Marais 101 عن روتينها الصيفيّ والعادات التي تساعدها على البدء من جديد بحيويّة بعد العطلة الصيفيّة!
ZINA KHAIR: "الصيف يمنحنا رفاهيّة الوقت"
الصيف هو الوقت الذي تستعيد فيه Zina Khair مؤسّسة علامة Le Marais 101طاقتها الإبداعية. فهي تنتبه جيداً للروائح والألوان والأنماط والضوء من حولها، سواء كانت تتجوّل في ساحات دمشق التي تفوح منها رائحة الياسمين أو سواحل أوروبا المشمسة. تجمع هذه التفاصيل بشكل غريزي تقريباً. وتبقى معها طويلاً بعد نهاية الصيف، فتصبح مصدر إلهامها الإبداعي لبقية العام.
تشاركنا Zina Khair في ما يلي العادات التي تساعدها على الاستمتاع بفصل الصيف وتجديد طاقتها والاستعداد بحيوية لشهر سبتمبر، وتقول: "أوّلاً، قضاء وقت ممتع مع بناتي. بما أنّهن يعشنَ خارج البلاد، يصبح الصيف فترة خاصّة للالتقاء والتواجد مع بعضنا البعض بشكل كامل. ثانياً، الابتعاد عن وتيرة دبي السريعة واعتماد أسلوب حياة أكثر وعياً وهدوءاً. يتضمّن ذلك الانفصال عن ضغوط العمل ومنح نفسي الإذن بالراحة بدون الشعور بالذنب. ثالثاً، العودة إلى دياري في دمشق تمنحني إحساساً بالاستقرار لا أجده في أي مكان آخر، عاطفياً وروحياً وحيوياً. هناك، أعود إلى جذوري وأستعيد طاقتي بطرق لم أكن أعلم حتى أنّني بحاجة إليها."
هناك تقليد صيفي واحد لا تفوّته Zina Khair أبداً، وتخبرنا عنه بالقول: "في الليلة الأخيرة قبل عودة بناتي إلى حياتهنّ في الخارج، نجلس نحن الأربع فقط، لتناول عشاء تقليدي خاص. خلال الوجبة، تشارك كلّ واحدة منّا ملاحظة إيجابية وملاحظة سلبية عن الأخريات. التعليقات الإيجابية تساعدنا على الاحتفال ببعضنا البعض وتقدير قيمة كلّ منا، بينما تتحوّل الملاحظات السلبية إلى نقاط تأمّل لطيفة وبنّاءة للعام المقبل. ندوّن هذه الملاحظات ونراجعها في العام التالي. على مرّ السنين، أصبح هذا من أكثر طقوسنا أهمّية، فهو يساعدنا على التواصل بعمق أكبر كعائلة مع تشجيع بعضنا البعض على مواصلة النمو."
إعادة التواصل مع العائلة في الصيف
تؤكّد Zina Khair: "بالنسبة إليّ، إعادة التواصل تحدث على مراحل. أولاً، مع بناتي وزوجي فقط، وعادةً ما نختار وجهة تناسبنا جميعاً. هذا العام، سنتوجه إلى Costa Navarino بشواطئها الهادئة وبساتين الزيتون وبساطتها الجميلة، إنّها تبدو وجهة مثالية لعطلة الصيف. ثمّ مع والدتي وشقيقاتي، وأخيراً مع العائلة الكبيرة. هذه اللحظات التي تجمع بين الأجيال المتعدّدة مليئة بالضحك وسرد القصص والشعور الجميل بالانتماء الذي لا يمكن أن توفّره سوى العائلة. الصيف يمنحنا رفاهيّة الوقت، ممّا يسمح لنا بإجراء محادثات أعمق والضحك وخلق ذكريات تدوم طويلاً."
وهي تأخذ عادةً استراحة لمدّة أسبوعين من وسائل التواصل الاجتماعي خلال الصيف. تخبرنا: "لا يتعلّق الأمر فقط بالابتعاد عن الشاشة، بل بمنح عقلي استراحة من المحتوى الزائد والصور والتحفيز المستمرّ. نحن غارقون بالمعلومات لدرجة أنّها تصبح مرهقة. يتيح لي الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي إبطاء وتيرة تفكيري واستعادة تركيزي والتواجد أكثر في الحياة الواقعية. وإذا اضطررت، أقوم حتى بحذف التطبيقات بالكامل وأدع نفسي أعيش بدون الضوضاء."
التشجيع على استكشاف البلد الأمّ
عندما تعود بالذاكرة إلى الوراء، تجد Zina Khair أنّها لم تكن تقدّر تماماً تشجيع والديها الدائم على استكشاف بلدها أولاً والتواصل معه. وتقول: "في ذلك الوقت، كان الأمر يبدو روتينياً، رحلات بالسيارة ومهرجانات محلّية ومواقع تاريخية، لكنه شكّل هويتي بطرق لم أفهمها حتى الآن. فهم جذور ثقافتك لا يأتي من الكتب المدرسية، بل من التجارب الحياتية. علينا أن نبادر إلى التعرّف على بلداننا حقاً، لأنّ العالم غالباً ما يعرّفنا من خلال الصور النمطية والعناوين الرئيسة. إذا لم نتعلّم تاريخنا ومناظرنا الطبيعية بشكل فعّال، والأهمّ من ذلك لغتنا العربيّة، فإنّنا نخاطر بفقدان الاتصال بهويتنا." وتختتم: "يحزنني أن أرى أطفالاً لا يجيدون التحدّث بلغتهم الأم، ويعرفون عن ثقافات وتاريخ بلدان أخرى أكثر ممّا يعرفون عن بلدهم. وكأهل، من واجبنا أن نحرص على أن يتعلّم أطفالنا لغتنا، لتنمية فضولهم حول أصولهم. لأنّهم إذا لم يعرفوها، فلن يتمكّنوا من حمايتها أو الحفاظ عليها أو استمداد القوّة منها."
إقلائي أيضاً: أنت على موعد غداً مع معرض Les créatures sublimes