
عروستنا في هذا التقرير شغوفة بالثقافة والفنّ والفروسيّة! خولة بن خدية، ابنة رجل الأعمال ورائد العمل الخيري ياسر بن خدية، مديرة في مجموعة YBK، وتدير مشروع 50U، الذي بدأ على شكل كتاب يحتفي بالتاريخ والتراث الإماراتيّ من خلال الثقافة المعاصرة ومن ثم استمر كبرنامج ثقافي. وهي فنانة وفارسة تختص بسباقات القدرة والتحمل. وفيما نتعمّق في تقاليد حفلات الزفاف، تشاركنا خولة لمحة من كواليس حفل زفافها الخاصّ! هذا الحفل الذي جمع ما بين الإبداعات الفنية واللمسات التقليدية، وهو أول حفلٍ يقام في غاليري كونكريت الفني في السركال أفنيو. وفي ما يلي نسترجع حصريّاً هذه الذكريات معها!
"كان حفلاً يتسم بالألفة والحميمية، تفاصيله مبتكرة، ولكنه يحتفظ بروح الثقافة الإماراتية وتقاليدها، كلُّ ما فيه مميز من موسيقى وضيافة ورقص، كان أشبه بالحفلات الخيالية"، هذه هي الكلمات الأولى التي تتبادر إلى ذهن خولة عندما طلبنا منها أن تصف لنا حفل زفافها. تميّز هذا الحفل بتنسيق وتصميم خارج عن المألوف، حيث قسّمت المساحات في غاليري كونكريت إلى صالات مختلفة لكلّ منها حكاية، اتّسمت بلمسات فنيّة واضحة، وحين سألناها عن مصدر إلهامها وراء هذا التصميم؟ قالت لنا: "لطالما كان يعجبني أسلوب Gucci الفني وجماليات الجمع ما بين فنّ الديكور بطراز آرت ديكو والتصاميم الغرافيكية والفن البصري."
وعن تفاصيل هذه الأقسام والصالات قالت: "يتألف التصميم من أكثر من جناح، ولكل صالة نشاطها وتصميمها الخاص، فصالة الليلك تمثل ردهة الاستقبال وفيها تستعد المدعوات للدخول بعد أن يتركن عباءاتهن، تليها صالة المرجان، وهي الردهة المخصصة للاسترخاء وتبادل أطراف الحديث بين الضيوف وإلقاء نظرة أخيرة على تفاصيل مكياج الحفل بينما تقدم هذه الغرفة زاوية مخصصة للجمال تتميز بإضافة خلابة لركن التجميل من Charlotte Tilbury، وكان لا بدَّ أن يكون هناك زاوية مخصصة لجهاز التقاط الصور التذكارية. أما الصالة الخضراء فقد خصصت للمأكولات والمشروبات والحلوى، وتميزت بعرض قوالب كيك الزفاف بأجواء تشبه فيلم "أليس في أرض العجائب" حين تلتقي شخصية أليس بصانع القبعات لتناول شاي بعد الظهر، ومن اللمسات التي زادت رونق هذه الغرفة هو السجاد الذي تناغم بشكل كامل مع اللوحة الإبداعية التي رسمتها تفاصيل الحلوى. أما الصالة الزرقاء، فكانت هي القاعة الرئيسة للزفاف، وهي الأكبر حجماً ومساحةً، أقيمت فيها جميع الفعاليات الاحتفالية الرئيسة كالعروض الترفيهية والزفة، ومن أبرز الإضافات الجمالية كان الحاجز الفاصل بين الفرقة الموسيقية الغنائية وضيوف الحفل، حيث تم تصميمه بطريقة استراتيجية تعزل الفرقة عن رؤية الضيوف ولكن تتيح للضيوف رؤية الفرقة والاستمتاع بأنغام الموسيقى، وهو أمر يرتبط بعادات حفلات الزفاف الإماراتية التقليدية، حيث لا يمكن للرجال رؤية النساء وزينتهنّ. إن مشهد الفرقة وهي تعزف يعدُّ من أكثر التفاصيل التي ارتبطت في ذاكرتي وكيف كانت جزءاً من الحفل دون أن تكون مخفية. وآخر الأقسام هو الصالة الكريمية المخصصة للتصوير الفوتوغرافي والمجهزة تجهيزاً كاملاً بالخلفيات الفنية وتنسيقات الورود، برفقة مصورة محترفة حرصت على التقاط صور إبداعية للضيوف.
أوّل حفل زفاف على الإطلاق يُقام في غاليري فنّي
لم يخرج هذا الحفل في عمقه عن التقاليد الإماراتية والعرف الثقافي، حيث كانت الأنغام التراثية والضيافة الإماراتية حاضرة وأصوات الدِلال وفناجين القهوة العربية، إلا أنه تميز بإضافات مبتكرة جعلته مختلفاً عن باقي الحفلات المعتادة، ترى ما هي الجوانب التي اختلف فيها هذا الزفاف عن الزفاف التقليدي؟ تقول خولة: "إن أول عوامل تميّز الحفل هو موقعه، فقد اخترنا أن يكون الزفاف في قلب منطقة الفن في دبي، في غاليري كونكريت بالسركال أفنيو التي تنبض بالفن والفنانين، وبهذا فإن حفل الزفاف الذي يقام في مركز فني بالتأكيد لن يكون كأي حفل آخر." وأضافت: "أما العامل الآخر فهو روح الاحتفال التي كانت طاغية طيلة الوقت، فقد حرصت على ألا يكون حفل زفافي مجرد حفل عشاء جميل، بل أردته أن يكون حفلة راقصة ممتعة أرقص فيها طوال الوقت مع أهلي وأحبتي وأصدقائي، وبالفعل، لم أفعل ما تفعله العروس عادة وهو الجلوس، بل خلقت أجواءً أكثر فرحاً وحيوية ومتعة."
ما هي التفاصيل التي جعلت من زفافها يوماً مميزاً بالنسبة لها هي؟
تتذكّر خولة وتقول: "التفاعل المستمرّ مع ضيوفي طوال الحفل لأنّني أردته أن يكون احتفالاً وليس مناسبة رسمية فقط. كما وُضعت كابينة هاتف قديمة للضيوف ليتركوا رسائل شخصية لي ولزوجي، وكانت الرسائل جداً مميزة. ومن أقرب التفاصيل على قلبي، هو فستان زفافي، قد يبدو فستاناً أبيضاً تقليدياً، إلا أنه كان من تصميم والدتي الحبيبة، كما أضفتُ على الطرحة تطريزاً مميزاً لتاريخ يوم الزفاف مع كلمتي Mon Coeur & Wifey، ونسقته مع حذاء أحمر يتماشى مع باقة الورد الأحمر التي حملتها. بالإضافة إلى أنّ الأغنية التي دخلت على وقعها كانت هديّة زفافي من زوجي، كتبها شاعري المفضل أنور المشيري وغنّاها فنّاني المفضّل ماجد المهندس. كما كان الفنان محمد البكري هو من أحيا الحفل، وأنا شخصياً أحبّ صوته وأداءه منذ كنت طفلة، الأمر الذي زاد جمال تلك التجربة بالنسبة لي. ومن الأمور الجميلة التي أسعدتني هي السعادة التي كانت بادية على وجوه الضيوف كافة، حيث كان هناك نشاطٌ ممتع في كل زاوية، ومن بين الأنشطة الترفيهيّة للضيوف كان تصميم شموع خاصة بهم وتطريز أغطية وسائد لكل منهم وأخذها كهدايا تذكارية. كما حصل الضيوف على حقيبة تحتوي على خفّ تميّز بشعار حفل الزفاف وحلوى على شكل قلب تحمل أول أحرف من اسمي واسم زوجي".
شعار مخصّص لحفل الزفاف
جاء حفل الزفاف من تنظيم وتصميمGoshá Buro بإشراف المديرة الفنية Nat Morcos، أما قالب الكيك فكان من تصميم وإعداد الخبيرة Sophia Stolz، ومن الجدير بالذكر أن شقيقة خولة، روضة بن خدية قد أسهمت بشكل كبير في التصور الفني لحفل الزفاف وشعار الحفل، الذي صممته قريبة خولة، مهرة القبيسي، حيث قالت: "اعتمد تصميم شعار الزفاف على عناصر مستوحاة من قصة العروسين، فلكل جزء من الشعار معنى وهدف محدد، وتعكس التفاصيل والألوان كل ما له علاقة بهما، إنه تصميم خاص وشخصي ونابض بالحياة."
أما عن تفاصيل تصميم الحفل، حدثتنا Nat Morcos قائلة: "إن حفل الزفاف هو من أكثر اللحظات التي تحلم بها الفتيات ويصاحبه دائماً تصورات حالمة وساحرة، وبحكم عملي في مجال الإبداع والفن ولكوني أنا شخصياً فنانة، فلا يمكنني أبداً العمل على مناسبة يكون إطارها العام مكرر أو مأخوذ من فعاليات سابقة، ولهذا فقد كانت خولة بالنسبة لي العروس المثالية والاستثنائية، حيث أرادت أن تمنح لضيوفها حفلاً عربياً أصيلاً بطريقة فريدة من نوعها، لذا فقد أضفنا لمسات عصرية حديثة على التفاصيل التقليدية لحفلات الزفاف المحلية، وابتكرنا تجربة "الصالات" التي أوحت للضيوف وكأنهم دخلوا عالم العجائب المليء بالتجارب الحسية والبصرية. أنا فخورة للغاية بأنني تمكنت وفريقي في Goshá Buro من تقديم أسلوب جديد لتجربة المناسبات التقليدية."وشاركتنا Nat أيضاً رأيها حول تطوّر التقاليد في احتفالات الزفاف فقالت: "نحن نعيش في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وألاحظ أنّ حفلات الزفاف في المنطقة بدأت ترحّب بالمزيد من أفكار التصميم والترفيه من مناطق أخرى من العالم، كما أرى المزيد من الاهتمام بعامل التجربة أيضاً، حيث تكون مواضيع حفلات الزفاف مستوحاة من السينما والفنون والثقافات العالمية... وهناك تحوّل جميل في خيارات ملابس الزفاف أيضاً، حيث أصبحت مواكبة للتوجهات العالميّة". ومن ناحيتها، تخبرنا الفنّانة والمديرة الإبداعيّة الخبيرة في تحضير الحلوى Sophia Stolz: "كان النهج المعتمد في حفل الزفاف هذا فريداً من نوعه ولا يشبه أي مشروع عملت عليه من قبل. منحتني العروس الحريّة الإبداعية المطلقة، ممّا سمح لي بتصميم غرفة مليئة بالحلويات اللذيذة! وقد صُمّمت الطاولات خصيصاً لعرض قوالب الكيك والحلوى التي حضّرتها، وكان ديكور الغرفة بأكمله مُصمّماً بعناية ليتماشى معها. جعلتني هذه التجربة أشعر وكأنّني أميرة قوالب الحلوى، وكانت رؤية نظرات الحماس التي أظهرها الجميع أمراً مذهلاً. كان حفلاً ساحراً بالفعل وسيحظى هذا المشروع بمكانة خاصّة في ذاكرتي."
ونختتم بسؤال خولة إذا ما استطاعت العودة بالزمن إلى الوراء، فماذا ستغيّر في حفل زفافها؟ تخبرنا بأنّها كانت تودّ تمديده حتى اليوم التالي لكي يدوم الاحتفال 24 ساعة! وهي منذ أن أقامت حفل زفافها هذا، منحت الآخرين الفرصة ليكونوا أكثر إبداعاً وتميزاً وارتباطاً برؤيتهم الشخصية. وتؤكّد: "إن الهدف من حفل الزفاف هو مشاركة البهجة واللحظات السعيدة. ويسعدني أنّ مجتمعنا يتقبّل الأفكار المبتكرة التي تحترم ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا."

MCxKhawla1.jpg

MCxKhawla2.jpg

MCxKhawla3.jpg

MCxKhawla4.jpg

MCxKhawla5.jpg

MCxKhawla6.jpg

MCxKhawla7.jpg

MCxKhawla8.jpg

MCxKhawla9.jpg

MCxKhawla10.jpg

MCxKhawla11.jpg

MCxKhawla12.jpg

MCxKhawla13.jpg

MCxKhawla14.jpg

MCxKhawla15.jpg

MCxKhawla16.jpg

MCxKhawla17.jpg