نساءٌ ورجالٌ احتفلنا سويّاً بيوم المرأة الإماراتيّة!
ما هو روتينك الصباحي؟ هل يُسأل الرجل هذا السؤال؟ لماذا يُطرح إذاً على المرأة؟ اعتاد بعض الأشخاص في مجتمعنا على طرح أسئلة معيّنة على المرأة تتعلّق بالحياة الشخصية والتوفيق بين الحياة العائليّة والعمليّة، في حين تتركّز الأسئلة المطروحة على الرجل على إنجازات العمل. هل تعلمين أنّ أسئلة من هذا النوع تلعب دوراً في إرساء القوالب النمطيّة؟ وفي إطار سعينا الدائم لتحدّي الصور النمطيّة السلبيّة، قُمنا في هذا التحقيق بقلب المعادلة من خلال توجيه أسئلة منمّطة تُطرح عادةً على النساء إلى رجال والعكس صحيح، وقد عرضنا الفيديو الخاص على مواقع مجلّتنا بمناسبة يوم المرأة الإماراتيّة. أمّا في هذه السطور فنناقش مع المهندسة مريم البلوشي بشكل أعمق بهذه الصور النمطيّة السلبيّة والسبل الأفضل لتحديّها في مجتمعاتنا!
المهندسة مريم البلوشي: كوني امرأة تعتز بأنوثتها وقيادية تعتز بدورها
تبرع المهندسة مريم علي البلوشي في مجالات عدّة سواء في العلوم أو الأدب أو الفنّ. فهي رئيسة مفاوضي ملف تغيّر المناخ للدولة لقطاع الطيران المدني ومؤسّسة تخصّص البيئة في الطيران المدني في الإمارات منذ عام 2006. كما أنّها كاتبة ومؤلّفة وفنّانة تتميّز بخطّها العربي الفريد الذي بدأته في طفولتها ثمّ طوّرته بنفسها.
- هلاّ شاركتنا المزيد عن المهام التي تقومين بها في إطار الأدوار العديدة التي تلعبينها اليوم؟
- رئيس مفاوضي ملف التغيير المناخي لقطاع الطيران، وهو دور حيوي أقوم به من خلال تمثيل الدولة في المحافل الدولية والاقليمية والمحلية في جميع المواضيع المختلفة المرتبطة بقطاع الطيران والتغيير المناخي. وهذا الدول من شأنه جعلي أتعامل مع الكثير من القطاعات سواء في الطاقة أو الطيران، بالاضافة للقيمة الكبيرة الاقتصادية لهذه القطاعات وأهميتها.
- كاتبة: وهذه مهمة جميلة وهواية خاصة جدا علي اشغلها منذالصغر وتحولت أيضا لشبه احترافية من خلال كتابتي الاسبوعية في عمود "كلمات" لجريدة الخليج" أيضا، من خلال اصداريي العديد من الكتب (8 اصدارات)، أخرها كتاب تنفس والذي أطلق باللغتين العربية والأنجليزية ، وذلك بالتعاون بين دار ملهمون وجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي.
- نبذة عن تنفس: استمر إنتاجه نحو 6 أعوام ونصف، قصة الكاتبة مع 40 صورة، و37 مصوراً من 19 دولة، في تجارب مختلفة؛ حيث يشمل كتاب «تنفّس» 6 دورات رئيسية من دورات الجائزة وهي: حُبّ الأرض، جَمَال الضوء، صنع المستقبل، الحياة ألوان، السعادة، التحدي، وقد صنفت المقالات الـ 40 لتكون ضمن أربعة محاور هي: مع الله، مع ذاتك، مع الأسرة ومع الحياة. واختيرت صور الكتاب بعشوائية تامة، دون النظر لاسم المصوّر أو بلد الانتماء، حَرَصَت من خلاله الكاتبة على الانجذاب الخاص مع تفاصيل الصورة وخلق قصتها الخاصة التي أوجدتها الصورة، الاتصال الذي جمع بين كلماتها وروح الصورة، لتعطي بذلك قصة مختلفة عن قصة المصور الأولى في لحظة التقاط الصورة، بدأت بـ 30 صورة ومن ثم أكلمتهم لـ60 مقالة، والكتاب اليوم يحتوي على 40 مقالة مُترجمة، بصورها.
- فنانة في الخط العربي: وقد ترجمعت العديد من أعمالي في اسلوبي الخاض الذي دمج روح الفنانة بالكتابة الكثير من القصص والرسائل المهمة التي تخدم الوطن والإنسان ونظرتي للعالم والتسامح الذي يدعو له قادتها، أيضا لي أعمال جسدت ثقافات أخرى وانتقلت إليها مثل لوحة القهوة التي عرضت في البرازيل لمدة 6 أشهر (تفاصيل موجودة في الانستغرام Brazil highlight).
- هل يمكنك وصف أسلوبك في القيادة وصنع القرار؟
اليوم ومع النضج هناك حزم أكثر في صنع القرار، وعي وثقة وحكمة، ويأتي ذلك من خلال الكثير من القراءة والمشاورة مع فريق العمل الذي اثق به، الكثير من المناقشات الثنائية أيضا من الدول المهمة في مجالي، وأيضا أصحاب العلم والتخصصات الفنية الذين اعتمد عليهم لأبعاد اقتصادية أكبر من مجرد قراءة السطور، بل تنطلق لما دون السطور. أيضا يعتمد على معرفتي وثقافتي الخاصة بمجريات الأمور، واطلاعي على الأجتدات المختلفة، وتوجهات الدولة والدول الأخري والمنظمات الكبرى.
- ما هي برأيك الصور النمطيّة السلبيّة عن المرأة والرجل التي يجب التخلّص منها؟
أنهمّا في حالة تنافس... بل على العكس نحن نكمل بعضنا، وحتى في طريقة التفكير هناك مميزات لكل واحد منا يستفيد منها الأخر، وكل يدعم الثاني.
- ما هي برأيك السبل الأفضل لتحقيق هذا التوازن في التعامل مع المرأة والرجل على حدّ سواء من دون تنميط؟
أن تكون هناك واقعية أكثر وشفافية، في سرد القصص، قصص النجاح وعدم التحيز، وذكر التفاصيل التي لن يخلو منها الطرفين، فهناك أدوار تكاملية يشغلها الأثنان لصناعة الأنجاز والتفوق، أيضا من المهم عدم خلط الثقافات، وما يجري في الخارج بمجتمعنا، فنحن نستند على دين وعادات وتقاليد خدمت المرأة منذ الأزل، وخفظت حقوقها واعطتها أدوراها.
- هل يمكنك مشاركة بعض النصائح مع رائدات الأعمال بناءً على خبرتك؟
التأني، والصبر، وصناعة الشخصية المثقفة المدركة لقيمها وعاداتها وتقاليدها، اخلاق مجتمعها.
أن تكون صاحبة علم، وأن تصبر على علمها، أن تجتهد في التحضير لمختلف اأدواراها وأن لا تتسرع، أن تخلق لها مجتمعا من المستشارين، وأن تكسب الجميع ولا تعيش حالة التنافس، أن تخلق أصدقاء وزملاء عمل، وتتجنب الخلافات، ألتواضع وحسن الاستماع، أن تكون قيادية وتخلق صفا من القيادات وتنقل خبرتها لهم، أن تكون مدرسة وملهمة، ان تحقق التوازن بين العمل والهواية والأسرة، ان تستثمر في نفسها، وفي مهاراتها الحياتية، حضورها وأن تهتم بنفسها وصحتها العقلية والجسدية.
- ما هي رسالتك للمرأة الإماراتيّة في يومها الوطني؟
كوني امرأة تعتز بأنوثتها، قيادية تعتز بدورها في خلق أجيال ونقل المعرفة والثقافة. أن تكوني واثقة ومتأكدة من خطواتك، واحترامك لمن وثق بك، أن تعتزي بقيمك وجوهرك العربي والاسلامي، أن تفخري بانتمائك، وتكوني أصيلة واعية مدركة أن الهوية هي الأرض الصلبة التي نقف عليها، أن تكوني سفيرة لوطنك ومن عليها.
إقرئي أيضاً: Eng Maryam Albalooshi: " نحن محظوظون بوطن لم يبخل علينا بأيّ شي ووضعنا على الخارطة العالميّة"