المشاريع الناشئة والشركات الحالية بقيادات نسائية في قطاعَي الفن والتصميم مع خديجة البستكي

Khadija Al Bastaki: "نحرص في حيّ دبي للتصميم بشكل كبير على بناء مجتمع استثنائي قائم على الإبداع، حيث تلعب رائدات الأعمال دوراً مهماً ومتنامياً ومؤثّراً".

لطالما كان الشغف بعملها الدافع الرئيسي لمواصلة خديجة البستكي، النائب الأوّل لرئيس مجموعة تيكوم – حي دبي للتصميم، سعيها لتحقيق النمو. فمسيرة خديجة البستكي المهنية كانت وما زالت غنية بالتجارب الملهمة التي مكّنتها من تحقيق الإنجازات، مدفوعةً دوماً بشغفها الكبير للتعلّم والنمو والتحسين المستمرّ، بدءاً من تنمية مهارات التفكير النقدي من خلال هندسة البرمجيات والعمل مع أبرز جهات القطاع، مثل شركة "آي بي إم" وموانئ دبي العالمية، وصولاً إلى الانضمام إلى مجموعة تيكوم والإشراف على إدارة حي دبي للتصميم. انضمّوا إلينا في هذه المقابلة التي ستطلعنا فيها خديجة البستكي عن المشاريع الناشئة والشركات الحالية بقيادات نسائية في قطاعَي الفنّ والتصميم في دبي.

ما هي نظرة خديجة البستكي للمشاريع الناشئة والشركات الحالية بقيادات نسائية في قطاعَي الفنّ والتصميم؟ تجيب خديجة البستكي قائلة: "تواصل دبي ترسيخ مكانتها الرائدة كإحدى أبرز وجهات الاستثمار وريادة الأعمال في العديد من القطاعات على مستوى العالم، حيث تحرص على الارتقاء بسهولة ممارسة الأعمال، من خلال المبادرات والإستراتيجيات الحكومية الرائدة والأطر التنظيمية الداعمة وتسهيل الحصول على التراخيص التجارية والتأشيرات، الأمر الذي يسهم في توفير بيئة عمل داعمة للشركات والمواهب. ويظهر ذلك بوضوح ضمن القطاعات الإبداعية، حيث تواصل دبي استقطاب نخبة بارزة من المبدعين والمصمّمين والمبتكرين من كافة أنحاء العالم، فضلاً عن دعمها وتمكينها للمواهب المحلية الناشئة. وقد أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" مؤخراً إلى أنّ دبي نجحت في استقطاب أعلى تدفّقات لرأس مال الاستثمارات الأجنبية المباشرة في القطاعين الإبداعي والثقافي على مستوى العالم في عام 2023، بزيادة قدرها 60% مقارنةً بالعام السابق".

ومشيرةً إلى دور حيّ دبي للتصميم في دعم رائدات الأعمال، تؤكّد خديجة البستكي: "نحرص في حي دبي للتصميم بشكل كبير على بناء مجتمع استثنائي قائم على الإبداع، حيث تلعب رائدات الأعمال دوراً مهماً ومتنامياً ومؤثّراً. ولطالما كان حي دبي للتصميم وجهة رائدة ومفضلة للشركات الناشئة الناجحة بقيادات نسائية ملهمة، مثل علامة الأزياء الرائدة "بوجيسّا" والاستوديو المحلّي الشهير للمجوهرات الفاخرة "بالعربي" واستوديو التصميم متعدّد التخصّصات "الجود لوتاه للتصميم". وليست هذه سوى أمثلة قليلة عن القيادات النسائية الناجحة في حي دبي للتصميم، حيث نؤكد التزامنا الدائم بتوفير المنصّات والبيئة اللازمة لهنّ للعمل معاً وتحقيق النمو المستدام". وتضيف: "تلعب الإستراتيجيات والمبادرات الحكومية دوراً محورياً في تعزيز مساهمة قطاعات الإبداع بما يتوافق مع أهداف التنويع الاقتصادي. ونحرص دوماً على مواصلة إبرام شراكات جديدة واغتنام الفرص الإستراتيجية، لتمكين مجموعة أكبر من رائدات الأعمال من إطلاق مشاريعهنّ التجارية المبتكرة أو توسيع نطاقها".

ما هي الفرص المهمّة اليوم على صعيد قطاعات الفنّ والتصميم والإبداع العالمية والمحلية التي تعتقد خديجة البستكي أنّه يتعيّن على رائدات الأعمال والمستثمرات في هذا المجال إعطائها الأولوية القصوى؟ تجيب البستكي: "يتعيّن على العلامات التجارية أن تعطي الأولوية للاستفادة من إمكانات التحوّل الرقمي والتكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، لتطويع البيانات بما يسهم في تعزيز تجربة العملاء والتعاون مع علامات تجارية بارزة أو مجموعة جديدة من الفنّانين لتوسيع قاعدة العملاء واغتنام فرص النمو المتاحة. وسوف يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الكفاءة في عملية التطوير والإنتاج الإبداعي، بما يساعد الشركات على إدارة عملياتها بشكل أفضل وتعزيز الناتج الإبداعي وتلبية احتياجات المستهلكين المتغيّرة بسرعة. وتُعدّ الاستدامة إحدى الأولويات الرئيسية الأخرى، بخاصّة مع زيادة وعي المستهلكين المحليّين والعالميّين لآثار اختياراتهم اليومية على البيئة. وتُعدّ إعادة النظر في عمليات التصنيع للحدّ من المخلّفات والانبعاثات والعمل مع جهات البيع التي تلتزم بالمعايير البيئية والاجتماعية، بالإضافة إلى البحث عن طرق مبتكرة لإعادة استخدام المخزون الزائد، من العوامل التي يمكن أن تسهم في ترسيخ مكانة العلامة التجارية وسمعتها وتعزيز ولاء العملاء، بما يمكّن الشركات بالتالي من الإسهام في الارتقاء بجودة حياة الأفراد وضمان مستقبل أفضل للجميع".

ما الذي دفعك إلى التوجّه نحو العمل في قطاعات الفنّ والتصميم والإبداع في دبي؟ تؤكّد البستكي قائلة: "تُعدّ دبي مدينة عالميّة بامتياز، حيث يعكس القطاع الإبداعي المحلّي النسيج الاجتماعي القائم على تعدّد الثقافات، بما يسهم في ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة للعمل والتعاون والابتكار. كما أنّ موقعها الإستراتيجي كصلة وصل بين الشرق والغرب وضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتيح للشركات الكبرى فرص الدخول إلى أسواق واعدة وضخمة، مدعوماً بأطرها التنظيمية الداعمة للشركات وبنيتها التحتية المتقدّمة التي تعزّز التجارة وريادة الأعمال. وانطلاقاً من هذه الركائز الثابتة، تواصل دبي تعزيز مساهمة القطاع الإبداعي في النمو الاقتصادي المستدام والمتنوّع، بما ساهم في اختيار "اليونسكو" لمدينة دبي أول مدينة مبدعة في مجال التصميم على مستوى منطقة الشرق الأوسط. وتحظى القطاعات الإبداعية اليوم بالكثير من الاهتمام، حيث بتنا نلمس إقبالاً كبيراً على الصعيدين الإقليميّ والدوليّ نحو المفاهيم والمنتجات الإبداعية الجديدة. وتواصل دبي ترسيخ مكانتها وجهةً عالميةً رائدةً للإبداع والابتكار، من خلال فعاليات رائدة مثل أسبوع دبي للموضة وأسبوع دبي للتصميم. ونرى في المستقبل القريب الكثير من الفرص والإمكانات الواعدة لمواصلة تطوير هذا القطاع الغني والمرن وتمكين أبرز العلامات التجارية من الدخول إلى الأسواق المحلية والإقليمية. فلا شكّ في أنّ دبي هي إحدى الوجهات العالمية الرائدة للإبداع والابتكار".

وعن الدور الذي تلعبه المرأة في تطوير القطاعات الإبداعية خلال العقد المقبل، تؤكّد البستكي: "تلعب المرأة دوراً جوهرياً في نمو القطاعات الإبداعية وتطوّرها. ويضمّ حي دبي للتصميم مجموعة غنية وملهمة من رائدات الأعمال اللواتي يلعبن دوراً قيادياً على صعيد الابتكار والتميز في هذا القطاع الحيوي، بدءاً من تصميم الفنادق العالمية وصولاً إلى ريادة شركات الأزياء اللائقة. ويُعدّ التنوّع كذلك من الركائز الأساسية للاستفادة من الفرص الناشئة وترجمة الرؤية الإبداعية إلى خبرة عملية وتعزيز التنوّع الثقافي والتعاون، كما يسهم في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات الراهنة والمستقبلية. وقد أشارت دراسة أجرتها شركة "نيلسن" إلى أنّ النساء يشرفن على ما يقدّر بقيمة 31.8 تريليون دولار أميركي من الإنفاق العالمي في العام 2024، ولديهنّ تأثير بنسبة 70% – 80% على الإنفاق. لذلك، يتعيّن على الشركات الإبداعية أخذ ذلك في الحسبان عند اتخاذ القرارات وإجراء الأبحاث وتطوير العلامات التجارية".

وتختتم خديجة البستكي بتقديم هذه النصيحة للنساء الراغبات بترك بصمة ملحوظة في هذا المجال: "أنصح جميع الشركات بإعداد فِرق إبداعية متنوّعة من حيث المزايا الديموغرافية والمهارات والخبرات. وأنصح كلّ رائدة أعمال بنشر ثقافة عمل قائمة على التعاون داخل المؤسّسة وخارجها ومع أصحاب المصلحة، للاستفادة من مجموعة واسعة من الآراء والموارد والرؤى التي تحفّز على الابتكار وتحسّن عملية صنع القرار. أنصحكنّ جميعاً بتزويد المواهب الشابة، ولا سيّما المواهب النسائية، بما يلزم من دعم وتوجيه للنمو وتعزيز مهاراتهنّ القيادية لتلبية احتياجات قطاعات الإبداع في المستقبل".

إقرئي أيضاً: حيّ دبي للتصميم... واحة للإبداع والابتكار

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث