Danielle Hatem: "فلتكن إدارة أموالك بحكمة هدفاً لك واعملي على تأمين مستقبلك المالي"
بدأت دانيال حاتم مسيرتها المهنية في القطاع المصرفي في فرنسا. وفي العام 2008، انتقلت إلى لبنان حيث انصبّ تركيزها على أسواق رأس المال. وبعد أكثر من عقد من العمل في القطاع المصرفي، أطلقت D Does Business، وهي منصة إلكترونية تهدف إلى تثقيف الناس حول التمويل والاقتصاد بطريقة سهلة وتفاعلية بينما تدير محفظتها الاستثمارية الشخصيّة. ويُعدّ توفير معلومات فريدة وعالية الجودة وجديرة بالثقة عاملاً أساسياً بالنسبة إليها. وفي عددنا هذا تشاركنا بعض النصائح بناءً على خبرتها الواسعة!
1. ما النصيحة التي تقدّمينها للشابّات والسيّدات اللواتي يتطلّعنَ إلى بدء رحلة استثمارهنّ؟
يتطلّب بدء رحلة الاستثمار التعليم والتخطيط الدقيق والالتزام المستمرّ. بالنسبة إلى الشابّات والسيدات اللواتي يدخلنَ هذا المجال، فمن الضروري البدء بأساس متين وتنويع الاستثمارات واختيار المجالات التي تتماشى مع اهتماماتهنّ الشخصية وإمكانية النمو لديهنّ. وأنصح عادةً بالبدء بالاستثمار في الأشياء التي تستخدمينها في حياتك اليومية، مثل الهواتف والقهوة ووسائل التواصل الاجتماعي ومنصّات الذكاء الاصطناعي وغيرها من المنتجات المألوفة. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري إجراء بحث شامل وطلب المشورة المهنيّة عند الحاجة لضمان توافق استثماراتك مع أهدافك المالية وقدرتك على تحمّل المخاطر. والطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كنت تقومين بالاختيار الصحيح هي البدء بالتجربة والمغامرة في رحلتك الاستثمارية. قد لا يكون الطريق مستقيماً وتصاعدياً، ولكن مع التفاني والالتزام، ستصلين في النهاية إلى أهدافك. فيكمن السرّ في القيام بالخطوة الأولى!
2. إذا كنت ستبدئين الاستثمار اليوم، ما هو القطاع أو المجال الذي كنت ستختارينه ولماذا؟
لو كنتُ سأبدأ الاستثمار اليوم، فسأختار مجال الاستثمار المستدام مع التركيز بشكل خاص على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة. ينمو هذا المجال بسرعة بسبب زيادة الوعي بتغير المناخ والعدالة الاجتماعية وقضايا حوكمة الشركات. ويبحث المستثمرون عن طرق للتوفيق بين محافظهم الاستثمارية وقيمهم، ويوفّر الاستثمار في الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات إمكانية تحقيق عوائد مالية قوية وتأثير مجتمعيّ إيجابيّ. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدعم التنظيمي وطلب المستهلكين يدفعان النمو في هذا القطاع، ممّا يجعله خياراً واعداً ومستقبلياً. أضيف إلى ذلك أيضاً قطاع التكنولوجيا الذي يواصل دفع النمو الاقتصادي العالمي والابتكار. فتتوسّع مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والأمن السيبراني بسرعة وتوفّر فرصاً كبيرة للنمو والتأثير. وأخيراً، لا بدّ من متابعة التكنولوجيا المالية التي تُحدث ثورة في طريقة تقديم الخدمات المالية، بدءاً بالخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول وأنظمة الدفع إلى الـBlockchain والعملات المشفّرة. يقدّم هذا المجال حلولاً مبتكرة يمكن أن تعطّل الأنظمة المالية التقليديّة وتخلق فرصاً جديدة في السوق. لكن يجب أيضاً توخي الحذر فقد يكون هذا المجال محفوفاً بالمخاطر ومتقلّب!
3. ما هي المعادلة الصحيحة للاستثمار؟ وما الخطوات اللازمة لكي تصبح السيّدة رائدة أعمال أو مستثمرة ناجحة؟
تتضمّن المعادلة الصحيحة للاستثمار الناجح التوزيع الدقيق لأصولك، وغالباً ما يتمّ اتباع إرشادات مثل القاعدة القائمة على العمر حيث تُخصّص نسبة مئوية مساوية لعمرك لاستثمارات الدخل الثابت والباقي للأسهم. وبيما تشكّل هذه القاعدة نقطة انطلاق مفيدة، إلّا أنّ المستثمرين البارعين يحدّدون مخصّصاتهم بناءً على الأهداف المالية الفردية ومدى تحمّل المخاطر وظروف السوق. كما أن التنويع في فئات الأصول الأخرى مثل العقارات والسلع يزيد من توزيع المخاطر ويعزّز مرونة المحفظة الاستثمارية. ولكي تصبح السيّدة رائدة أعمال أو مستثمرة ناجحة، فإن الانضباط والتحكّم العاطفي أمران أساسيّان. فإدارة العواطف مثل الخوف والجشع، والحفاظ على التماسك مع استراتيجيتك الاستثمارية، بخاصّة أثناء تقلّبات السوق، أمران مهمّان جداً. كما أنّ التعلّم من الإخفاقات ضروريّ، والمرونة في مواجهة الانتكاسات بالإضافة إلى الصبر في النمو على المدى الطويل أيضاً من السمات الجوهريّة. ومن خلال إحاطة نفسك بفريق داعم من الموجّهين والمستشارين والمتعاونين ستعزّزين قاعدة معرفتك وعمليّة اتخاذ القرار. ويلعب أيضاً التعلّم المستمرّ حول اتجاهات السوق والبحث الشامل قبل الاستثمار دوراً حاسماً. وعندما تضعين أهدافاً واضحة وتحافظين على رؤية قوية سيوجّه ذلك استثماراتك نحو تحقيق الأهداف المالية طويلة الأجل مع إدارة المخاطر بفعالية خلال ذلك.
4. هل هناك أي تطبيقات تساعد رائدات الأعمال في بدء هذه الرحلة؟
بالتأكيد! هناك الكثير من التطبيقات التي يمكن أن تساعد رائدات الأعمال في بدء رحلتهنّ الاستثمارية، حيث توفّر أدوات للتعلّم وإدارة المحافظ الاستثمارية. أحد الأمثلة التي أعرفها هي منصة FxPro التي تقدّم حساباً تجريبياً يسمح للمستخدم بممارسة التداول بمحفظة افتراضية واكتساب الخبرة بدون مخاطرة مالية. فهي تتيح للمستثمرين ممارسة التداول في ظروف السوق في الوقت الفعلي بأموال افتراضية. ويتيح ذلك للمبتدئين تعلّم استراتيجيات التداول وفهم ديناميكيات السوق بدون المخاطرة برأس المال. ويمكنهم بعد ذلك البدء في الاستثمار بمبالغ صغيرة. ومن التطبيقات الشائعة الأخرى المتاحة تطبيق Robinhood للتداول وتطبيق Acorns. لكن من المهم أن يدرك الناس أنّ هناك بعض التطبيقات الأقلّ موثوقية تدّعي أنها جديرة بالثقة ولكنّها في الحقيقة مخادعة! لذا يجب أن تتوخي الحذر قبل اختيار التطبيق الذي تريدين العمل به!
5. ما رأيك في الاستثمار في البيتكوين والعملات المشفّرة والرموز غير القابلة للاستبدال؟
استثمري في البيتكوين والعملات المشفّرة بالمبلغ الذي ترغبين في خسارته! إنّها عملات متقلّبة جداً ومحفوفة بالمخاطر، ولست من كبار المعجبين بها حتى الآن. أمّا بالنسبة إلى الرموز غير القابلة للاستبدال، فقد تبيّن أنها فاشلة تماماً بما أنّ كلّ تلك الموجودة في السوق اليوم بلا قيمة تقريباً!
6. كيف تنظرين إلى إشراك الأطفال والمراهقين في الاستثمار في وقت مبكر من حياتهم؟
يمكن أن يكون إشراك الأطفال والمراهقين في الاستثمار في سنّ مبكرة طريقة رائعة لتعليمهم الاستقرار المالي والمسؤولية المالية. فهذا يساعدهم على تعلّم مفاهيم مثل الادخار ووضع الميزانية وإدارة المخاطر والتخطيط طويل الأجل منذ الصغر. وقد يؤهّلهم هذا التعرّف المبكر على المجال لمستقبل مالي أكثر أماناً عندما يكبرون. وبالنسبة إلى الصغار جداً، يمكن لرحلة إلى السوبرماركت أن تساعدهم في تقدير الاحتياجات مقابل الضروريات على سبيل المثال، كما يمكن لبعض الألعاب في المنزل أن تجعلهم يستوعبون مفهوم المال وقيمته. وكلّما كبروا، يمكن أن نبدأ بتحفيزهم على الاستثمار باستخدام حساب تجريبي أو جزء من مصروفهم الخاصّ لاستثماره في أشياء يستمتعون بها مثل الهواتف الذكية أو لعبة Nintendo وغيرها... فهذا يخلق لديهم ذهنية معيّنة تتطوّر معهم مع الوقت!
7. ما أهميّة الاستعانة بمستشار مالي؟
إنّ الاستعانة بمستشار مالي أمر بالغ الأهمية نظراً لعدم امتلاك الجميع المعرفة المالية اللازمة. وأحد الجوانب المهمّة في الحياة هو الجانب المالي، لذا لن ترغبي في المخاطرة بارتكاب أخطاء يمكن تجنّبها! وبدلاً من الاعتماد على المضاربة، يُنصح بالبحث عن إرشادات الخبراء للتعامل مع الأسواق المتقلّبة بفعالية. ويمكن للمستشار المالي أن يصمّم لك استراتيجية تتماشى مع درجة تحمّلك للمخاطر وأهدافك المالية، ممّا يوفّر لك دعماً هائلاً في إدارة استثماراتك وتنميتها بطريقة حكيمة.
8. استناداً إلى تجربتك الخاصة، ما هي الدروس الحياتية التي قد تشاركينها مع النساء اللواتي يرغبنَ في بسط أجنحتهنّ في هذه الرحلة؟
1. اعرفي قيمتك: لا تدعي أحداً يقلّل من قدراتك أو قيمتك. ثقي بنفسك وبقدراتك على النجاح في رحلة الاستثمار.
2. تقبّلي النقد: دعي النقد وراءك وركّزي على الملاحظات البنّاءة التي تساعدك على النمو، ولا تدعي السلبية تردعك عن أهدافك.
3. اسعي لتحقيق الحرية المالية: لا يوجد شيء أكثر تمكيناً من تحقيق الاستقلال المالي. فلتكن إدارة أموالك بحكمة هدفاً لك واعملي على تأمين مستقبلك المالي.
إقرئي أيضاً: انا قدّها لأنج كنتي قدّها