At home مع Hannah Cecil Gurney

بعد أن تخرّجت Hannah Cecil Gurney ونالت شهادة في الفيزياء، أكملت مسيرتها لتصبح محاسبة قانونيّة في شركة PriceWaterhouseCoopers في لندن، حيث استمرّت في عملها طوال ثلاث سنوات. إذ عملت في مكتب شركة ضخمة مع ثلاث آلاف موظّف، ممّا عزّز انضباطها ومعلوماتها القيّمة حول بنية الشركة... لكن كلّ ذلك العمل كان مملّاً بالنسبة إليها! وحين رأت شغف والدها Claud، مؤسّس علامة de Gournay بعمله الذي زوّده دائماً بالطاقة والإبداع، أدركت حينها أنّ عليها دخول هذه التجربة. وهكذا انضمّت إلى الشركة العائليّة وغيّرت حياتها. وهي تؤمن بأنّك عندما تفعلين شيئاً تحبّينه في عملك، ستنتقل الفرحة التي يزرعها فيك إلى كافّة جوانب حياتك الأخرى أيضاً. إذ أصبحت أكثر نشاطاً وطموحاً... بينما تشبع الجانب الإبداعي من شخصيّتها أيضاً. وسرعان ما أصبحت مديرة الشركة وساهمت في دفع خبرة هذه الأخيرة في مجالات أوسع نحو التصميم والموضة والإعلام. وفي ما يلي، نغوص معاً في ديكور منزلها الساحر حيث تعيش مع زوجها وأطفالها، لنكتشف مصدر الإلهام وراء كلّ غرفة ولنستوحي منها أيضاً!

التصوير: Maximilian Gower

بعد أن نشأت وأنت محاطة بورق جدران جميل ومرسوم باليد، كيف صقل ذلك رؤيتك للهندسة الداخليّة للمساحات؟

بعدما نشأت محاطة بورق الجدران المرسوم باليد، تعلّمت في مرحلة مبكرة جدّاً أنّ الديكور يمكنه أن ينقل المرء من مكان إلى آخر. فهو يتمتّع بالقدرة على تغيير مزاجك وإشعال مخيّلتك. ويمكن أن يبعث فيك اللون شعوراً معيّناً. فيما تجعلك المشاهد والأنماط تشعرين بأنّك في مكان مختلف. إنّه لأمر ساحر أن تعودي إلى المنزل بعد يوم طويل وتدخلي من الباب وتنتقلي إلى مكان جميل من ابتكارك. هذا أشبه بشكل من أشكال علاج اللاوعي. ففي منزلي في وسط لندن مثلاً، لدي في حمّامي ورق جدران مرسوم باليد ويظهر مشاهد طيور النحام وهي تستحمّ في الأنهار عند سفوح جبال الأنديز، ممّا يجعلني أستمتع بحمّام ساخن كلّ مساء. وفي هذا الحمّام، عندما أخصّص 20 دقيقة للابتعاد عن كلّ مصادر الإلهاء الأخرى في الحياة... يجعلني الديكور أشعر وكأنّني على بعد أميال من حياتي الحقيقيّة، وكأنّ أحد المناظر الطبيعيّة النادرة تحيط بي. يساعدني ذلك على الابتعاد قليلاً والاسترخاء. وإذا كان الحمّام مطليّاً فقط باللون الأبيض... لكنت سأحدّق في الجدران وأفكّر في كلّ الأمور التي يجب أن أفعلها، وأقلق بشأن كلّ الأمور الصغيرة التي نقلق بشأنها في الحياة اليوميّة... فيمنحنا ورق الجدران فرصة للهروب من الواقع.

كيف تصفين انتقال de Gournay من شركة متخصّصة تتوجّه إلى جمهور محدّد، إلى شركة رائدة في الصناعة العالميّة؟

حدث التغيير بشكل طبيعيّ جداً طوال العقد الماضي ولم نقصد فعلاً أن نفعل ذلك. لم يكن لدينا أي تمويل من قبل... ولم نكن نقوم بالإعلانات أبداً... لم نتبع الطرق المعتادة من أجل التوسّع... وأظنّ أنّ ما حدث هو أنّ عملنا مميّز جداً وفريد من نوعه، وبينما كبّرنا فريقنا، ووظّفنا أشخاصاً موهوبين ومتحمّسين وشغوفين، انتشر اسم de Gournay. وقد ركّزنا على التصميم وعلى الجودة والمشاريع التعاونيّة الجميلة مع شركات مثل Aquazzura وErdem وLouis Vuitton. فراح المزيد من الناس يتعرّفون علينا. وقد بقينا دائماً أوفياء تماماً لقيمنا من حيث الإنتاج اليدويّ بالكامل، والتمتّع بإمكانيّات هائلة لترجمة رؤى زبائننا والمحافظة دائماً على الديناميكيّة والإبداع... أظنّ أنّه عندما نلتزم بتوجّه معيّن ونضع شغفنا وطاقتنا ونحظى بفريق مؤلّف من أشخاص رائعين، لا بدّ أن يكون النجاح حليفنا. كما أنّ والدي قائد رائع، ويتمتّع بطاقة هائلة لا تنتهي أبداً، ولديه دائماً أفكار جديدة. وهذا يشجّعنا ويدفعنا جميعنا للمضيّ قدماً.

ساهمت في دفع خبرة الشركة إلى مجالات أوسع نحو التصميم والموضة والإعلام. كيف دعمت هذه الخطوة توسّع العلامة التجاريّة وهل من تعاون مميّز وعزيز على قلبك؟

أظنّ أنّ مشاريعنا التي نقلتنا إلى مجال الموضة كانت قويّة بشكل خاص فدفعت علامتنا التجارية نحو ساحة عالميّة أوسع. ومن بين التعاونات الأولى التي عملت عليها، والتي لا تزال عزيزة جداً بالنسبة إليّ، كان ديكور حفل Met Gala في مدينة نيويورك عام 2015. وكان لشرف كبير لنا أن اختارتنا Anna Wintour للمشاركة في ديكور الفعالية التي كانت تحمل عنوان China Through The Looking Glass. لقد صنعنا أغطية مائدة مرسومة يدوياً وأقمشة جميلة... عملنا أيضاً على ورق جدران مرسوم يدوياً لغرفة الطعام وللمساحات المختلفة داخل المعرض... حتّى المسرح كان يحمل توقيع de Gournay، وكان ذلك فعلاً مميّزاً. والأفضل من ذلك بعد هو أنّني حضرت الحفل. كانت تجربة رائعة وسريالية ومذهلة. ثمّ تعاونّا لاحقاً مع علامة الأحذية Aquazzura عام 2018 وكان عملاً ممتعاً جداً. فمؤسّسا العلامة Edgardo وRicardo شخصان استثنائيّان، وقد استمتعنا كثيراً بالتعامل معهما. عملنا على ابتكار تصميم ورق جدران ممتع ومبهج، وكان عبارة عن جنّة استوائية زهريّة، تمّ استخدامه أيضاً في مجموعة من الأحذية. وكانت ردود الفعل رائعة. فتميّزت الأحذية وورق الجدران بالخفّة والمرح. وسنفرح كثيراً للعمل معهما مجدّداً في المستقبل، إذ نشعر أحياناً أن هناك ما يربطنا ويجعلنا نتّفق. بعد فترة قصيرة، عملنا مع عارضة الأزياء البريطانيّة الشهيرة Kate Moss على تصميم ورق جدران استناداً إلى الزهرة المفضّلة لديها، شقائق النعمان. وكانت Kate رائعة جداً وشاركت كثيراً في العمل، واستخدمنا ورق الجدران للمرّة الأولى في حمّامها في لندن. وكانت تجربة جديدة ومختلفة بالنسبة إلى علامتنا. ثمّ عملنا مؤخراً مع علامة Erdem على مجموعة ملابس كبسوليّة. إذ يتميّز المصمّم بأسلوبه الأنثويّ والرومانسيّ جداً لكن مع لمسة من الجرأة. ولطالما كان أحد المصمّمين المفضّلين لديّ وأحبّ ارتداء تصاميمه. وعندما أرسلتُ له رسالة وسألته ما إذا كان مهتماً بالعمل على مشروع معاً، لحسن الحظّ أجابني قائلاً إنّه معجب كبير بورق الجدران الذي نصنعه! وكان التعاون رائعاً، وجاءت النتيجة على شكل ورق جدران ذات طابع رومانسيّ رائع ويتميّز بالأزهار البريّة والطيور المغرّدة. وكانت صورة العارضات بالفساتين أمام ورق الجدران، حيث تبرز الأنماط المتعدّدة والألوان الغنيّة المذهلة، قويّة جدّاً. وكان هذا العمل من أجمل ما قمنا به على الإطلاق.

ما كان مصدر إلهامك الرئيس عندما فكّرت في التصميم الداخليّ لمنزلك هذا في لندن للمرّة الأولى؟

أبدأ دائما بالألوان لأنّني أحبّها، فأردتُ أن يعكس المنزل السعادة ويحسّن المزاج. فغالباً ما تكون لندن باردة ورماديّة. وأردتُ أن أبتكر تصميماً داخليّاً يبدو وكأنّه ملجأ من صخب المدينة وضجيجها. كنت أرغب في المرور عبر الباب الأماميّ كلّ يوم لأشعر بأنّ منزلي يمنحني عناقاً ترحيبياً دافئاً. ومع 3 أطفال و4 كلاب، ركّزتُ أيضاً على أن يكون المنزل ملائماً لعائلة كبيرة. وأردتُ أن يكون متماشياً مع أسلوب حياتنا وخاصّاً بنا. فهذا هو الجانب الممتع في التصميم الداخلي، إذ يمكنه تعزيز روتينك اليومي وتحسينه...

هل كان من الصعب عليك اختيار ورق الجدران الفنيّ المذهل؟

كلّا لم يكن ذلك صعباً وبما أنّني كنت أضع ورق الجدران في كلّ الغرف تقريباً، تمكّنتُ من استخدام كلّ التصاميم المفضّلة لديّ! فاخترتُ بعض ورق الجدران لأنّه كان من الإضافات الجديدة إلى مجموعاتنا، وأردنا تجربته للمرّة الأولى، وكان بيتي بمثابة ساحة الاختبار. كما أنّني اخترت البعض الآخر لأنّه كان قديماً ولطالما أحببته. وعندما نستمرّ في حبّ شيء ما بعد سنوات من رؤيته، فهو حتماً اختيار حكيم. لكنّني استمتعتُ أكثر باختيار ورق الجدران لغرف نوم أطفالي. فأحببتُ أن أراه بعيونهم، وهم يعشقون غرف نومهم. كما أنّ ورق الجدران يؤجج مخيّلتهم، ويعرفون كلّ الشخصيات الموجودة على الجدران... من زرافات وقرود وسلاحف... ويشعرون بأنّهم فعلاً أصحاب غرفهم لأنّها مميّزة للغاية. ويخلق ورق الجدران أجواءً سعيدة حيث يلعبون فيها كلّ يوم!

تعيشين في هذا المنزل مع زوجك وأطفالك الرائعين. ما هي جوانب هذا التصميم الداخلي التي ترغبين في أن يتمتّع بها أطفالك فيما يصنعون ذكريات طفولتهم في هذا المنزل؟

كانت أولويتي الأساسيّة هي تصميم غرف الأطفال لأغذّي خيال أطفالي وألهمه. أردتهم أن يشعروا وكأنّهم داخل كتاب أو أرض سحريّة، وأن يدخلوا غرف نومهم فينتقلون بعيداً عن الحياة اليوميّة. رغبتُ في تصميم الغرف بحيث تكون مناسبة للأطفال إنّما أيضاً ترفيهيّة لهم عندما يكبرون... وقد غطّيت ورق الجدران في غرف نومهم وحمّامهم بطبقة زجاجيّة واقية ليدوم ولنتمكّن من تنظيفه إذا لزم الأمر. كما أنّ ورق الجدران الموجود في الحمّام مقاوم للماء فيمكن رشّ الماء من دون القلق. كما أنّ الغرف مصمّمة أيضاً لتكون عمليّة! فأنا أحبّ المنزل المليء بالأطفال والكلاب وأحبّ الفوضى والضجيج. فأكره أن أضطرّ لتنبيه أطفالي بعدم لمس الأغراض أو الجلوس عليها طوال الوقت، إذ يجب أن يشعروا بالراحة التامّة في المنزل. فهذا منزلهم بقدر ما هو منزلي. وأثناء العمل على الديكور، اخترتُ الأقمشة والمفروشات الجميلة والمتينة بشكل خاصّ.

هلّا تشاركينا ذكرى مميّزة عن تصميم هذا المنزل؟

عندما وُلد ابني الأوّل، كان ينام في الغرفة التي تتميّز بمناظر تحت الماء على الجدران. وبجانب سريره كانت هناك سلحفاة مرسومة باليد، وكنّا نلوّح له كلّ مساء عندما نضعه في سريره لينام. والكلمة الأولى التي قالها ابني كانت "سلحفاة"! ولم نصدّق ذلك!

ما هي الفكرة الرئيسة التي أردت تجسيدها أثناء التجديد؟

أردتُ أن توحي الغرف بالسعادة. وأردتها أن تكون خاصّة لي ولعائلتي.

نرى مزيجاً جميلاً من الألوان المختلفة. هل لديك أيّ لون مفضّل للديكور؟ وأين يظهر ذلك أكثر؟

أحبّ أن يكون هناك باقة من الألوان المتنوّعة في أرجاء المنزل. فما من لون رئيس واحد، بل كنت أحرص على أن يعكس المنزل التنوّع. إذ تقدّم كلّ غرفة تجربة جديدة وتخلق مزاجاً وأجواءً مختلفة. أردتُ أن أجسّد شعوراً معيّناً في المطبخ يختلف عن الشعور الذي تعكسه الغرفة الصغيرة الجانبيّة مثلاً. وبما أنّ المطبخ يُستخدم غالباً خلال النهار، أردتُ أن توحي تلك الغرفة بالنشاط والإشراق. فالجدران مغطّاة بنباتات استوائيّة مطلية باللون الأخضر الزاهي والتوتيّ على خلفية بنفسجية، أمّا خزائن المطبخ كلّها فهي باللون الشمندريّ. وتبدو الألوان طبيعيّة وممتعة في الوقت نفسه، بخلاف الغرفة الجانبيّة حيث نجلس عادةً للمطالعة أو مشاهدة الأفلام في المساء، فإنّ لون الجدران فيها هو أزرق-أخضر داكن مع لمسات ذهبيّة وبتدرّجات الأحجار. أمّا الشعور الذي تعكسه فهو شعور غنيّ وفاخر وأكثر تقلّباً. أمّا على الجدران، فاخترتُ في الواقع قماشاً مزداناً بالأزهار المطرّزة يدويّاً بالكامل بخيوط من الحرير والذهب على قماش ساتين من الصوف. ويتمّ شدّ القماش هذا على الجدران وهكذا تتميّز الغرفة أيضاً بتأثير صوتيّ مذهل وهو أمر رائع لأنّها مساحة مخصّصة للترفيه أو مشاهدة الأفلام.

هل لديك غرفة مفضّلة تحبّين أن تسترخي فيها؟

أقضي معظم وقتي في غرفة المعيشة على مقعد النافذة... إنّه المكان الأكثر راحة للجلوس والعمل. ويجلس كلبي عادةً عند قدميّ. من هناك أستطيع أن أرى ما في المطبخ والرواق وصولاً إلى الغرف الجانبيّة. أستطيع أن أرى ما يفعله الجميع وأشعر بأنّني أشارك في أنشطة العائلة بينما أجد أيضاً بعض الهدوء والسكينة. كما أنّ ورق الجدران مميّز جداً هناك، إذ يصوّر مشاهد رائعة على طول النهر في الهند، فنرى النمور تشرب في فتحات المياه المظلّلة بأشجار النخيل الرائعة والفيلة التي تستحمّ في النهر أمام معالم هندسيّة رائع ومعابد متهدّمة وأنقاض القصور. رُسمت بالكامل يدويّاً باللون الأزرق والأخضر على قاعدة أوراق فضيّة مطليّة يدوياً. وتعكس الأوراق الفضيّة الضوء من النافذة وتوزّعه حول الغرفة. ممّا يجعلها تبدو مشرقة. ومع تغيّر زاوية الشمس، يتغيّر ورق الجدران، وأنا أعشق ذلك.

ما هي نصيحتك للنساء من أجل اختيار ورق الجدران المناسب لمنازلهنّ؟

أنصحهنّ برؤية الأنماط المختلفة التي نقدّمها لاختيار ما يؤثّر بهنّ، ولمعرفة أيّها يفتح المجال لخيالهنّ أو يمنحهنّ الشعور بالحيويّة أو السعادة. فيجب أن تثق المرأة في حدسها دوماً. كما أنصحهنّ أيضاً بالبدء بورق الجدران ثمّ الانتقال إلى الغرفة استناداً إليه، فإنّ تأثيره قويّ جداً ويشكّل نقطة انطلاق رائعة وسهلة... وإذا كنّ بحاجة إلى المساعدة... يمكنكنّ أن تقصدنَنا! إذ لدينا فريق رائع من مدراء المشاريع في جميع أنحاء العالم يتمتّعون بالشغف والدراية وهم جاهزون للمساعدة!

إقرئي أيضاً: At Home مع Miri Najarian Khayat

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث