
كونها مواطنة عالمية، تدرك لمى حوراني مدى أهميّة أن يكون للعائلة منزل يعكس رحلتها الجماعية والأماكن والذكريات والكنوز التي اكتشفتها على طول الطريق. فهي تعتبر المنزل انعكاساً لخلفية العائلة وثقافتها وجمالياتها المتنوّعة. حيث نتنقّل مع عائلتها من بلد إلى آخر مع قطعهم الفنّية وأثاثهم ويحرصون في كلّ مرة على أن يكون منزلهم ملاذاً فنياً دافئاً للاسترخاء والتواصل والاستلهام. ويضمّ منزل مصمّمة المجوهرات في شنغهاي مجموعة كبيرة من الأعمال الفنّية الصينية التي جمعتها على مرّ السنين. حيث يشكّل احتفاءً بالمكان وبحياتها العائلية قبله وبعده. لذا، فإنّ كلّ مكان عاشت فيه عائلتها يتمتّع بهويته وأسلوبه الخاصّ. ولطالما تميّزت عائلتها باختياراتها الإبداعية، حيث تجمع بين التحف والأثاث الحديث، وبين الأثاث العتيق بتوقيع أهمّ المصمّمين والفنّ المعاصر. ويتمّ دمج كلّ العناصر بانسجام تام. كما تسعى مع أفراد عائلتها دائماً إلى أن يعكس منزلهم المكان الذي يعيشون فيه، ويحمل لمسة منه في الوقت الحاضر. رافقينا في ما يلي حيث نكتشف منزل مصمّمة المجوهرات لمى حوراني في شنغهاي!
التصوير: Ke Tang
1. كيف تنعكس شخصيتك وشخصيتَي طفلَيك في ديكور المنزل؟
لم نصمّم ديكور منزلنا بهدف تزيينه للأولاد أو جعله مكاناً مناسباً للأطفال. إنّما لطالما ترجمت منازلنا جمالياتنا واهتماماتنا الفنية. وعندما رزقنا بطفلَينا، كان يجب أن يندمجا في المنزل، ولم نقم بالكثير من التدابير الوقائية للأطفال فيه. فالخزائن الوحيدة التي قد تأكّدنا من سلامتها هي الخزائن التي تحتوي على مواد كيميائية، لكنّ ولدانا نشآ محاطَين بالفنّ وقد قدّراه دائماً وتعلّما أنه يجب احترام الفنّ والتعامل معه بحذر، وفي نفس الوقت، خصّصنا لهما غرفة فنية يمكنهما فعل ما يريدون فيها وحيث لا توجد أي حدود. كما أنّهما مسؤولان عن غرفة اللعب وعن ديكورها وطريقة العمل واللعب فيها.
2. هل تظنّين أن البيئة والمحيط يؤثّران على التصميم الداخلي للمنزل أم أنّ الأمر يتعلّق أكثر بالإلهام والذوق الشخصي؟
أعتقد أنّه من المهمّ دائماً عندما نعيش في مكان ما أن ننغمس فيه، ولا أن نأتي ونبني منزلاً داخل المكان بدون أن يكون هناك أي ارتباط بينهما، كما لو كان فقاعة أو عزلة أو مساحة منفصلة. بالنسبة إليّ من المهمّ دائماً أن أكون مرتبطة قدر المستطاع بالمكان الذي اخترت العيش فيه، وهذا ينطبق على تعلّم اللغة وإنشاء استوديو التصميم الخاص بي واختيار أصدقائنا وأسلوب حياتنا. نحن نحاول ونحبّ أن نسمي أنفسنا مواطنين عالميّين ونربي ولدانا كمواطنين عالميين. وهذه الفلسفة تعني أننا ننغمس ونتأقلم في كلّ مكان نذهب إليه.
3. ما الذي يجعل هذا المكان منزلاً بالنسبة إليك؟
الفنّ والأثاث، وعائلتي أيضاً، فالعائلة هي القلب ولا يهم أين نعيش طالما نحن معاً. لقد كان الفنّ جانباً عاطفياً كبيراً في رحلتنا في الماضي منذ أن تزوجت قبل خمسة عشر عاماً ومنذ أن بدأنا بالتنقّل حول العالم. لذا فإنّ الفنّ هو توثيق ونوع من المذكّرات لرحلاتنا وتجاربنا وتطوّرنا كزوجين.
4. هلّا تشاركينا ذكرياتك المفضّلة مع طفلَيك في هذا المنزل؟
تجربتنا في هذا المنزل حلوة ومرّة مع طفلَينا. فقد عشنا تجربة صعبة بعض الشيء في الصين، لكنّنا قضينا أروع الأوقات معاً. إذ أنّنا اختبرنا الحجر الصحي في برشلونة ثم عدنا خلال فترة انتشار وباء كورونا إلى شنغهاي واضطررنا إلى الالتزام بالحجر الصحي مرّات عدّة معاً. كان الجزء الممتع هو الطهي مع بعضنا البعض. كما أنّنا نبتكر معاً دائماً في هذا المنزل. فلدينا غرفة مخصّصة للفنّ، لذا نسمح لطفلَينا بأن يكونا عفويين وفنّانين كما يريدان. ولدينا أيضاً غرفة أسمّيها مركز إعادة التدوير، حيث لدينا أدراج مليئة بالعبوات والأغراض المكسورة وقطع الليغو المفقودة والشرائط والغراء والأسلاك. ويصنع الطفلان أشياء منها طوال الوقت. الإبداع هو الأساس والمحور في المنزل، كما أنّه يساعدك على تقدير ما لديك. وهذا ما يحبّ الطفلان فعله حقاً. فهما يقضيان ساعات طويلة في الإبداع والرسم وبناء الأشياء، وهذا نشاط نحبّه جميعاً.
5. ما هي قطعتك الفنّية المفضّلة في هذا المنزل؟ هلّا تخبرينا بالقصة وراءها؟
أحدث مشترياتنا من الأعمال الفنّية هي قطعة خزفية للفنّانة المكسيكية Milena Muzquiz. والقصة وراء هذا العمل الفنّي الخزفي هو أنّنا نحاول الآن تحويل تركيزنا إلى الفنّ النسائي، ولا سيّما في الاستوديو الخاص بي حيث لديّ أعمال فنية لفنّانات رائعات مثل Ju Ting وFu Xiaotong وLin Fanglu وغيرهنّ. أحاول إحاطة نفسي بالإبداع النسائي والاحتفاء به في كلّ مناسبة. ونحاول أن نشتري من الفنّانات لدعمهنّ والارتقاء بالفنّ النسائي حول العالم.
6. هل يظهر تراثك وجذورك في تصميم هذا المنزل الداخلي؟ وكيف؟
أظنّ أنّ هوّيتي وتراثي يظهران ويتركان أثراً لهما في المنزل. فلدينا أعمال فنية وشعرية عربية لفنّانين أمثال سبهان آدم وسيروان باران. لدينا أيضاً عناصر هندسية إسلامية وأعمال فنية تحمل كتابات عربية أو من توقيع فنّانين عرب. لكنّ منزلنا هو مزيج من الثقافات ومزيج من هوياتنا وخلفيتنا والمكان الذي نعيش فيه.
6. هل لديك أي قطع مفضّلة تضفي لمسة من الإيجابية على مساحتك؟
لدينا تمثال رأس حصلنا عليه من ميلانو حيث كان جزءاً من عمل فنّي موقّت لفنّان شوارع خلال Salone del Mobile Milano في العام 2010، وكان قد وضع مجموعة من تماثيل الرؤوس المتماثلة المصنوعة من مادة الجيسو على جسر تورتونا، وكان الناس يسيرون في الأرجاء من دون أن ينتبهوا لها، لذا "تبنّينا" واحداً وأخذناه معنا إلى المنزل. أنا أحبّ هذه القطعة لأنّها تمثّل تجربة شخصية بالإضافة إلى التفاعل مع الفنّ ورؤيتنا لمفهوم الفنّ. إنّها ليست قطعة قيّمة ولكنني أحبّها رغم ذلك.
7. كونك مواطنة عالمية، كيف ألهمتك تجربة العيش في بلدان متعددة في فهمك لنمط الحياة وتصميم منزلك الخاص؟
التنقّل الكثير جعلني أدرك مدى أهمية أن يكون لدينا منزل يعكس رحلتنا الجماعية والأماكن والذكريات والكنوز التي اكتشفناها على طول الطريق. منزلنا هو انعكاس لخلفيتنا وثقافتنا وجمالياتنا المتنوّعة. نحن نتنقّل من بلد إلى آخر مع قطعنا الفنّية وأثاثنا ونحرص في كلّ مرة على أن يكون منزلنا دائماً ملاذاً فنياً دافئاً نسترخي ونتواصل ونستلهم فيه أينما كنا.
8. كيف تمنحين مساحة المعيشة والعمل ميزاتها الخاصة، وكيف تترجمين مفهومك للفنّ في حياتك؟
أسعى إلى تصميم مساحتي المعيشية والعملية مع مراعاة احتياجاتنا وعناصر حياتنا المتغيّرة في العائلة والعمل. يجب أن يكون منزلي دافئاً ومرحّباً ومضاءً جيداً ومليئاً بالأعمال الفنية والتحف من جميع أنحاء العالم. وبالرغم من أنّ مساحة التصميم والعمل الخاصة بي تحتوي على عناصر من رحلتي في التصميم، إلّا أنّها مساحة مرحّبة ومنسّقة تماماً بفوضويتها وتفاصيلها. تتجاوز مجموعتنا الفنية عدد جدران منزلنا لذا نحاول إعادة ترتيب الأعمال الفنية في المنزل سنوياً للاستمتاع بالأعمال ورؤيتها بشكل مختلف. كما لدينا أيضاً مستودع فنّي في برشلونة يحتوي على ما تبقّى من مجموعتنا الفنّية. ويتميّز أثاثنا بطابع عصري وانتقائي ونحن نحبّ ابتكارات Tobia Scarpa فهي تمتزج بشكل رائع مع الحياة العصرية والأثاث الحديث.
9. هل هناك غرفة محدّدة في المنزل تجلسين فيها وتستمدّين الإلهام لعملك؟
في غرفة التصميم في الاستوديو الخاص بي، لديّ ضوء طبيعي جميل وهدوء، كما لديّ كتبي وأعمال فنيّة وملاحظات من طفليّ وأغراض أخرى. إنه المكان الذي أشعر فيه بالسعادة.
لقد صُمّم الاستوديو بهدف منح عملائي بيئة فنّية ذات طابع أنثوي أنيق. تحتفي العناصر الطبيعية بالفنانة المطلقة أي "الطبيعة"، من الرخام إلى التيرازو المخصّص والكريستال المنفوخ والسيراميك العتيق فالأسمنت. أما الأعمال الفنية المختارة فتعود معظمها لفنّانات تشكيليات وهي موجودة لتعزيز الطاقة الإبداعية الأنثوية في صالة العرض. إنّها مساحة مرحّبة تثري الحواس لتجربة تجارية جديدة ومبتكرة.
10. هل هناك أي مشاريع جديدة تودّين مشاركتنا بها؟
كان لدينا تعاون مع لعبة Shining Nikki مؤخراً، احتفالاً بسردها المبتكر وتعبيرها الإبداعي. وقد كشفنا معاً عن V-Shield، وهي قطعة متعدّدة الاستخدامات يمكن ارتداؤها كبروش وعقد في آن واحد، وتدعو المعجبات إلى عالم يلتقي فيه الفنّ بالخيال. يرمز حرف V في V-Shield إلى "Vibration"، ويمثّل المرونة والقدرة على التكيّف في مواجهة تحديات الحياة. وتعكس هذه القطعة قوة شخصية Nikki ومثابرتها، وتجسّد العناصر الديناميكية والمتشابكة في عالم اللعبة.
كما أنّنا بصدد افتتاح أوّل مساحة تجارية لعلامة Lama Hourani Jewelry في شنغهاي والانتقال إلى عملية بيع بالتجزئة كاملة تجعل قطعنا متوفّرة للكثير من الأشخاص خارج مجموعة عملائنا وأصدقائنا والداعمين للعلامة التجارية.

At-HomexMC1.jpg

At-HomexMC2.jpg

At-HomexMC3.jpg

At-HomexMC4.1.jpg

At-HomexMC5.jpg

At-HomexMC6.jpg

At-HomexMC7.jpg

At-HomexMC8.jpg

At-HomexMC9.jpg

At-HomexMC10.1.jpg