
أدركت Elisabetta Franchi منذ بداياتها أنّ الموضة هي شغفها الحقيقي، وما لبثت أن بدأت تصميم أزياء تتألّق بها نساء من جميع أنحاء العالم، بينما تعيد تعريف مفهوم الملابس الجاهزة. وذلك من خلال المزج بين الأناقة والعمليّة من جهة، والجاذبية والشمولية من جهة أخرى. بالنسبة إليها، الموضة والتصميم هما بيتان من القصيدة نفسها: كلاهما يحتفي بالجمال والهدف والانسجام. وقد تسنّت لنا الفرصة لزيارة منزلها حيث يتحدّث كلّ عنصر نفس لغة الأناقة والهدف! رافقينا في ما يلي حيث نكتشف مساحة خاصّة وراقية مليئة بالذكريات والحكايات.
الإعداد: Arzé Nakhlé
التصوير: Filippo Fortis
ما هي الجوانب المشتركة بين التصميم الداخلي لهذا المنزل وشخصيتك؟
يعكس هذا المنزل شخصيّتي تماماً. وأكثر ما يميّزه هو الحوار المستمرّ بين الداخل والخارج، والذي أصبح ممكناً بفضل النوافذ الكبيرة التي تسمح للضوء بالوصول إلى كلّ زاوية. لا شيء وليد الصدفة في هذا المنزل؛ حيث يتمّ اختيار كلّ خطّ وكلّ مادّة بعناية لخلق التوازن والانسجام. ليس الجزء الخارجي مجرّد خلفية، بل هو جزء حيّ من المنزل ينعكس على التصميم الداخلي ويكمّله.
كما أنّ التلاعبات في الشفافية، والفتحات المتعمّدة، وتغيّر الإضاءة على مدار اليوم، كلّها تدلّ على جوانب من شخصيّتي، مثل اهتمامي بالتفاصيل وقوّتي وحسّاسيتي.
كيف تدمجين عالمَي الموضة والديكور الداخلي في هذا المكان؟
بالنسبة إليّ، الموضة والتصميم هما بيتان من القصيدة نفسها: كلاهما يحتفي بالجمال والهدف والانسجام. في المنزل، تماماً كما في مجموعاتي، يتحدّث كلّ عنصر نفس لغة الأناقة والهدف.
أمّا الألوان فهي راقية ومتناغمة، والمواد مختارة بعناية، وحتى المفروشات الناعمة تحمل طابع الأزياء الراقية. والنتيجة هي مساحة خاصّة وأنيقة، لا تبدو باردة أبداً، فهي مثل خزانة ملابس تنبض بالحياة، مليئة بالذكريات والحكايات. حكاياتي أنا.
هلّا تشاركينا ذكرى خاصّة من فترة عملك على التصميم الداخلي لهذا المنزل؟
ما زلت أتذكّر بوضوح اليوم الذي اشتريت فيه هذا المنزل. كان يوماً مهماً، ونتيجة سنوات من العمل الجاد والشغف والتضحية. كان جزء من المبنى يُستخدم كإسطبلات فيما مضى، واليوم، أصبح حلماً يتحقّق، بينما لا يزال يحتفظ بروحه وتاريخه. فقد حوّلنا المكان مع المهندس المعماري خطوة بخطوة، مصمّمين كلّ التفاصيل بعناية تماماً كما تخيّلتها: نوافذ كبيرة لتسمح بدخول الضوء، مساحات مفتوحة للتهوئة، وأرضيات فاتحة اللون لتعزيز الشعور بالهدوء. اليوم، إنّه ملجأي — أكثر مكان أشعر فيه بالراحة، حيث أتشارك لحظات حقيقية وقيّمة مع عائلتي.
ما الدور الذي لعبه التراث والحرفية الإيطالية في خيارات التصميم التي قمت بها لهذا المنزل؟
لا شكّ في أنّه كان دوراً محورياً وأساسياً. سواء كنت أصمّم مساحة أو مجموعة، فإنّ نقطة انطلاقي دائماً هي نفسها: الجودة والحرفية الأصيلة. لهذا المنزل، اخترت مواد إيطالية ووثقت بأيادٍ ماهرة تعرف كيف تحوّل العناصر الخام إلى قطع دائمة وقيّمة. تتميّز الحرفية الإيطالية بقيمة ملموسة: الاهتمام الدقيق بالتفاصيل، إرث من الخبرة، وقوّة تدوم مع الزمن. لا يتعلّق الأمر بالجماليات فحسب، بل بالأخلاق أيضاً وباحترام الأشياء المصنوعة جيداً وما هو مقدّر له أن يدوم. بالنسبة إليّ، هذا ما يمنح المكان جوهره: جمال نابع من الإتقان والأصالة.
ما مدى تأثير الاستدامة على خياراتك العامة في الديكور؟
إنه مبدأ يوجّه الكثير من خياراتي، سواء في عملي أو في حياتي. خلال تأثيث منزلي، اتّبعت القيم نفسها التي أطبّقها في شركتي: الاحترام، المسؤولية، والوعي. الحديقة، التي تشكّل القلب الأخضر للمنزل، ليست مجرّد زينة، بل هي مساحة نابضة بالحياة وترتبط بالديكورات الداخلية وتعزّز رفاهية من يعيشون هنا. اخترتُ مواداً متينة وعالية الجودة مصمّمة لتصمد مع مرور الوقت، لا لتُستبدل. صحيح أنّها جميلة، لكنّ الأهمّ هو جانبها الأخلاقيّ. قلّلت من استخدام الجلود لأن حماية الحيوانات التزام حقيقي بالنسبة إلي. فأنا أؤمن بالتصميم الجميل من ناحية لكن أيضاً العادل من ناحية أخرى، فيحترم العالم من حولنا ويخلق توازناً قيّماً بين الجماليات والوظيفة والضمير.
هل هناك أي قطع خاصة تضيفينها عادةً إلى التصميم الداخلي لمنزلك لإضفاء الإيجابية أو الطاقة الجيّدة؟
بالتأكيد، الشموع المعطّرة والزهور الطبيعية وصور العائلة وصور كلابي هي أجزاء أساسية من منزلي. أحبّ أن أحيط نفسي بأغراض تعكس الكثير من المشاعر، فتكون كرموز يومية صغيرة تمنحني السلام. كلّ صورة تروي جزءاً من الحياة: لحظات عشناها، عناقات، أو نظرات. كما أنّ رسومات ابني معلّقة على الجدران كأعمال فنّية، فهي قطع أصيلة وملوّنة تضفي طابعاً حيوياً وشخصياً على المكان. أنا أؤمن حقاً بطاقة المساحات، حيث يتمّ اختيار كلّ التفاصيل لخلق الانسجام، ليس فقط بصرياً بل عاطفياً أيضاً. لأنّ المنزل، قبل كلّ شيء، يجب أن يغذّي الروح.
ما الذي يضفي على هذا المكان جوهره الخاص بنظرك؟
بالنسبة إليّ، يتمتّع هذا المنزل بجوهر خاصّ لأنه أصيل ويشهد على الحياة اليومية. إنه ملاذي الآمن عندما أحتاج للابتعاد عن العالم، ولكنّه أيضاً المكان الذي أستعيد فيه طاقتي، أشعر فيه بالفرح، وأبتسم. يضمّ هذا المنزل قطعاً من قصّتي: ضحكات أطفالي التي تتردّد أصداؤها في الغرف، رسوماتهم المعلّقة كأعمال فنّية صغيرة، وكلابي التي تعتبر الأريكة ملكاً لها. إنّه مفعم بالحياة، بالفوضى المليئة بالحبّ، وباللحظات اليومية التي تجعلني أشعر بأنني تماماً حيث يجب أن أكون. إنه المنزل، بالمعنى الأكثر دفئاً وصدقاً للكلمة.
إقرئي أيضاً: Elisabetta Franchi تعيّن Georgina Rodríguez سفيرةً لها

L'ourson by Kiko


إلى اليسار Shark Chair وإلى اليمين Dragon Chair by Giulia Ligresti

