Zena Assi: يستكشف هذا العمل الموضوعات المتداخلة للأمومة والخطر، والموت والصمود، والأمل والقلق

تحاول Zena Assi عدم الالتزام بأيّة قواعد أو إرشادات في ممارستها الفنيّة. فهي تعتقد أنّ أكثر النُهج غير الاعتياديّة يتم تقبّلها إذا ما تكلّلت بالنجاح. وعادةً ما تعتمد محيطها المباشر كنقطة انطلاق لفنّها، حيث تتشرّب الأشياء والصورمن بيئتها الاجتماعيّة والسياسيّة والشخصيّة أحياناً وتعيدها إلى العمل، سواء كانت لوحة أو نقش أو تطريز أو حتى في فيلم رسوم متحرّكة. ومؤخراً، وظّفت اهتمامها في معالجة المفاهيم المتعلّقة بالتصالح مع الذاكرة، وكيف أنّها تتغيّر وتتبدّل مع الهجرة وتنقّل الأشخاص. وفي الغالب، تتناول أعمالها مفهوم وضوح الرؤية وعدمه، وتجذب المشاهد عن كثب وتجعله يتساءل حول كيفيّة الانخراط في فعل النظر. من لندن حيث تتواجد الآن، شاركتنا الفنانة اللبنانيّة عملاً فنيّاً يصوّررؤيتها للأمومة!

آلهة الخصوبة تحمل الثقل كلّه

هذا العمل الذي يحمل عنوان New Blood أي "دم جديد" مستوحى مباشرة من غرافيتي رأته زينة على جدران بيروت منذ فترة. لكن ما المفهوم المتعلّق بالحمل الذي تصوّره فيه؟ باستخدام الصور كقصة سرديّة، واللقطات المختلفة كاستعارات، يستكشف العمل الموضوعات المتداخلة للأمومة والخطر والموت والصمود والأمل والقلق والجذور القديمة والبدايات الجديدة... ونرى الأم، نظراً إلى أنّها من تحمل وتمثّل إلهة الخصوبة، تحمل الثقل كلّه. وتماماً مثل رمز Memento Mori أو لوحة Vanitas، فإنّ تكافؤ الحياة والموت حاضر في العمل. كما وتبدو الأم نفسها على اتصال مباشر ووثيق بأمّنا الأرض، لدرجة أنّها تتحول إلى مناظرها الطبيعيّة.

حديقة عائمة أو شجرة صفصاف منحنية

كيف ساعدت الأشكال والألوان والمواد التي اختارتها زينة على إبراز رؤيتها؟ يتزيّن العمل بتفاصيل دقيقة وطبقات غنيّة لتشكّل المفارقات الأداة الرئيسة فيه. في هذا الصدد تخبرنا الفنّانة الرائدة: "لا أحوّل الصورة نفسها في العادة، بل أستخدمها مثلما هي. وأجمع مختلف اللقطات وأضعها جنباً إلى جنب ثم أنسجها معاً بدون تغيير جوهر كلّ منها"، قبل أن تضيف:" لكن تخبرنا كلّ مجموعة محدّدة بحكاية مختلفة تماماً وفيها تتحوّل الصور إلى رموز أو استعارات واللوحة إلى قصة". وباستخدام ملصقات ورقيّة ورسومات ولوحات ونماذج أحاديّة، تم بناء هذا العمل المستلهم من أنماط الطبيعة المتقنة، لتبدو وكأنّها حديقة عائمة أو شجرة صفصاف منحنية. كذلك، فإنّ السطح متعدّد الطبقات المصبوغ بلوحة ألوان دافئة يستخدم الجمال لجذب المشاهد، ليكشف عن المسائل المعقدة والموضوعات المبهمة. إنّها أداة تحثّ على النظر إلى ما وراء المظاهر المتجسّدة في الأنماط والتراكيب الملوّنة ورؤية ما يكمن خلفها.

الرؤية الشخصيّة للأمومة

وتعترف الفنّانة اللبنانيّة: "لطالما اعتقدت أنّه في مرحلة ما من حياتي، سأهدم مطبخي وأحوّله إلى استوديو على خطى Louise Bourgeois"، ولكنّها تؤكّد: "باعتباري أمّاً لثلاثة أطفال، تعلّمت كبح هذه الأمنية وتقدير كلّ مرحلة من مسيرة الأمومة المعقّدة. إنّما لا بدّ لي من الاعتراف أنّني لم أتّخذ مساراً اعتيادياً، إذ أردت الدراسة والعمل وإنشاء مسيرة مهنيّة لنفسي. غير أنّني استلهمت وتعلّمت رويداً رويداً". وتعتبر Zena إنّه من المؤسف أنّه لا يزال ثمة الكثير من الأفكار الساذجة حول اعتبارالمرأة الفنّانة أماً جيدة بينما تمارس فنّها بتفانٍ. وتستشهد بإحدى الإدعاءات الرئيسة حول الفناّنة الأم، التي تفترض وجود صراع ما بين حبّها لطفلها وتكريس وقتها الكامل لفنّها. إنّما تؤكد Assi Zena التالي:" شخصيّاً، جعل أطفالي ممارساتي الفنيّة أكثرغنى بدلاً من أن يستنزفوا منها. حتى أنّهم كانوا أساسيّين في رؤيتي وزادوا من رهافة إحساسي ووسّعوا خبراتي لتطال الكثير من المستويات". قبل أن تختتم بالقول: "من المرجّح أن هذا العمل بمفارقاته وجاذبيّته وعوائقه، يحمل أصداء شخصيّة لتجربتي الخاصة كأم".

اقرئي أيضاً: Fatma Lootah: ابتسامة المرأة الحامل سرّ الفرح الداخلي الذي ينعكس في كيانها

العلامات: Zena Assi

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث