Soraya Abu Naba'a: "يسلط العمل الضوء على الشخصيّة باعتبارها مهد الحياة والتغيير والتحوّل المستمر"

كبرت Soraya Abu Naba'a وهي محاطة بالفن. فولدت في فلوريدا من أب فلسطينيّ وأمّ من أصل لبناني مولودة في جمهورية الدومينيكان، حيث كبرت قبل أن تتخرّج من باريس، وتنال شهادة الماجستير في لندن.‎ وقد ضمّت عائلة والدتها تجارفنون وأصحاب معارض فنيّة. كما عاشت في سنّ مبكرة مع أجدادها لمدة أربع سنوات تقريباً، بينما امتلأ منزلهما بلوحات معظمها لفنانين من هايتي وجمهوريّة الدومينيكان. ثم انتقلت مع عائلتها إلى شقة تعلو الطابق الأول الذي ضمّ معرض أجدادها، والذي زارته كلّ يوم بعد المدرسة. كذلك، كانت شقيقة جدتها فنّانة أيضاً وعاشت في نفس المبنى الذي تعيش فيه، واعتاد أن تعيرها خلال طفولتها ألوانها الزيتيّة. لذلك يمكن القول إنّ الفن دائماً ما شكّل جزءًا من حياتها، وشعرت بأنّ حلمها بأن تصبح فنّانة مثّل جزءًا من تطوّرها الشخصيّ. تبدو لوحاتها ملوّنة وحالمة جداً وتجعلنا نسافر إلى أبعاد مختلفة! لنكتشف المفهوم الكامن وراء العمل الفنّي الذي ابتكرته من ميامي حيث تقيم.

الرسم محادثة لا تنتهي

"أعتقد أن هويّتي المختلطة والتّعرف المبكرعلى مختلف الثقافات والأماكن قد جعل من عملي امتداداً لتلك التجارب"، تجيبنا الفنّانة الموهوبة عندما سألناها عن كيفيّة تحديدها الأسلوب العام لعملها. وتستكمل كلامها: "يمكنني تقسيم عملي بحسب موضوعات ووسائل مختلفة مترابطة بتقدير شديد للألوان والأشكال باستخدام التصوير والتجريد لإنشاء لغتي المرئيّة. إنّني أجرّب المواد والمقاربات التي تتحدّى احتمالات ما قد تبدو عليه اللوحة". وعلاوةً على ذلك، فإنّ الاحتمالات اللامتناهية للرسم هي التي تحثّها على الاستمرار في التعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة ملموسة. كما أنّها لا تريد أن تقتصر أعمالها على "أسلوب" أو مدرسة فنيّة معيّنة. وتقول: "أعتقد أنّ عملي يتطوّر بينما أتطوّر أنا كشخص". تستقي إلهامها من مصادر تمتدّ على نطاق واسع، بدءًا من صور العائلة والغرباء ووضعيّات اليوغا على الإنترنت والشكل البشري والطبيعة والألوان إلى انسيابيّة الأشكال اللابلوريّة. وتميل إلى الاهتمام بتصوير الجسم وتبسيط الأشكال والتكرار والعلامات المنسوبة إلى المناظر الطبيعيّة الرقميّة والعين الشريرة، لابتكار الفنون الحرفيّة التي تُعزى تاريخيّاً إلى النساء والمعروفة باسم النحت الناعم والمنسوجات. وهي تؤكد أنّها ترى الرسم على أنّه محادثة لا تنتهي.

الأطفال يجعلونك تحلمين مرة أخرى

غيّرت تجربة الأمومة حياة Soraya Abu Naba’a، بحيث باتت تحيا كلّ يوم بيومه. كما جعلتها الأمومة تقدّر التفاصيل الصغيرة وتصبح أكثر امتناناً وتفهماً. وعن هذا التغيير، تقول: "كلّ إنجاز يحققه طفلك يذكّرك كم أنّ الحياة سريعة التأثر وفائقة القيمة. فالأطفال يجعلونك تحلمين مرة أخرى، إذ أجد نفسي أرى العالم من خلال عيونهم حيث كلّ شيء ممكن وجميل". وتؤمن الفنّانة أنّ الأبوة والأمومة مسؤوليّة كبيرة وتتطلّب الحب والصبر والعطف. وتشرح وجهة نظرها بالقول: "لا بدّ من العمل على ذلك يوميّاً لأنّ كلّ طفل مختلف عن الآخر، ويذكرني ذلك بتغذية فرادتهم كلّ يوم، لا سيّما واحترام خياراتهم مع توجيههم ووضع الحدود التي تساعدهم على التطوّر".

مراحل الأمومة المختلفة

يعكس هذا العمل الفني سيرة ذاتيّة للفنّانة، فالصور الموجودة فيه مأخوذة من صورها وأطفالها. وتفصيلاً، فقد استخدمت التكرار لإنشاء تركيبة اللوحة، باستخدام الرقم ثلاثة كمرجع للحمل وخصوصاً كتجسيد للزمن، بمعنى أنّه يدمج الماضي والحاضر والمستقبل. وتحدّد المفهوم الكامن وراء هذه اللوحة بالآتي: " يسلّط العمل الضوء على الشخصيّة باعتبارها سفينة/مهد الحياة والتغيير والتحوّل المستمر".

هذا وطبّقت الفنّانة لغة بصريّة مبسطة مستوحاة من الطبيعة، من خلال تدرّجات اللون الأزرق والأحمر والأخضر، والعلامات الرقمية للبكسل، والخطوط الحادة والباهتة، وصولاً إلى المجالات الدقيقة التي تعكس مرحلة الطفولة العابرة. وتوضح اختيارها بهذه العبارة: "يمثّل العدد الذي لا يُحصى من الأنماط والظلال والألوان الجريئة والشفافة محاولة للإشارة إلى تعقيدات الهويّة". وتخلص إلى أنّ: " بعض العلامات تتكرّر في خلال العمل لتوحيد مراحل الأمومة التي تمّ تصويرها في اللوحة الثلاثيّة كمحاولة للتذكير باستمراريّة الحياة ولكن أيضاً بمدى اختلاف مراحل الأمومة هذه".

اقرئي أيضاً: Maitha Abdalla: تمثّل هذه اللوحة الجانب المظلم للأمّ الحامل والمشاعر المتناقضة من الفرح والارتباك

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث