Raha Moharrak: بعد انتهاء هذه الأزمة، آمل أن يتعلّم الناس أن يتضافروا وليس أن يتباعدوا
- 05.06.2020
- إعداد: أرزة نخلة
ما بدأ مع رها محرق من مغامرات طفلة يافعة في الصغر سرعان ما تحوّل إلى صوت يعبّر عن أيّ شخص مختلف ومتمرّد. حيث أنّ رها هي المرأة السعوديّة الأولى التي تتسلّق أعلى قمم القارات السبعة. فهذه الشابّة التي فتحت عينيها على العالم كمستكشفة، كبرت لتصبح هائمة تجوب العالم. ففي صغرها، كانت رها فضوليّة وتحلّت بحسّ المغامرة، وقد عزّز والداها خصالها تلك إلى جانب روحها الجريئة والحرّة، ممّا غذّى حبّها للأنشطة الخارجيّة وطوّرها على مرّ السنين. وبعدما كبرت، راحت تسافر في كلّ مرة وجدت فيها وقت فراغ، لأنّها تعتقد أنّ السفر يبقى المعلّم الأفضل في الحياة ويجعلها تكتشف الكثير عن نفسها أكثر من أيّ أمر آخر، وهي تقدّر كل ما علّمتها رحلاتها إيّاه.
في ظلّ فترة الإغلاق هذه، تفتقد رها الكثير من الأمور حول العالم الخارجي. كذلك، فإنّها تحنّ لأصدقائها، وللاستكشاف والسفر وعيش المغامرات. وعن هذا الأمر، تقول: "أفتقد القيام بنشاطي في الخارج وممارسة الرياضة في الهواء الطلق، ولعب الكرة الطائرة والمنافسة على الشاطئ، فضلاً عن السير حافية القدمين بينما تتغلغل الرمال بين قدمي وأتذوّق ملح البحر على شفتي." إلّا أنّها تؤكّد أنّ التباعد الاجتماعي ضروريّ لإنقاذ بعضنا البعض ولشفاء العالم، على الرغم من أنّه ليس بالأمر السهل.
الحفاظ على اللياقة البدنيّة في المنزل
أمّا عن لياقتها البدنيّة، فتخبرنا رها بالتالي: "كان من الصعب جدّاً عليّ تحويل نظام التدريب الخاص بي إلى تدريب داخلي. حيث أنّني عادةً ما أتمرّن في الهواء الطلق، سواء مارست مثلاً تسلّق الجبال أو الكرة الطائرة، لذا تحتّم عليّ إعادة برمجة نفسي لتقبّل واقع التدريب الداخلي". وعن روتينها الجديد في منزلها ، أطلعتنا أنّها تتمرّن على القوّة والتكيّف لمدّة ساعة يوميّاً. وفي بعض الأحيان، تطبّق هذه الممارسة بسعادة ورغبة، لكن ثمّة أحيان يتعيّن عليها فيها دفع نفسها للقيام بها. لكن في كلتا الحالتين، تؤكّد لنا أنّه "يجب القيام بذلك حتماً، لأنّ الحفاظ على صحة الجسم والعقل واللياقة بهدف البقاء في حالة جيّدة جسديّاً وذهنيّاً وعاطفيّاً أحد أهمّ الأمور في هذه الفترة ". ولهذا السبب تماماً، تحاول العثور على طرق ممتعة لمواصلة تدريبها هذا، سواء كان ذلك من خلال الاستماع إلى موسيقى جميلة أو بمتابعة مقاطع فيديو تدريبيّة مختلفة يوميّاً. وبحسب قولها إن لم تفعل ذلك: "فإنّ الأيام ستبدو أطول بكثير ممّا هي عليه، وهي بالأصل صعبة جداً".
وبينما تظنّ أنّه من السهل قول ذلك بدلاً من فعله، لا تتردّد رها بممارسة مختلف الأنشطة للحفاظ على صحّتها وإيجابيّتها. ومن بين تلك الأنشطة، تخبرنا بالتالي: "لديّ جدول أعمال مزدحم، حيث أقوم بأعمالي الروتينيّة، وأتعلّم أموراً جديدة، وأعمل على تعزيز لغتي الإسبانيّة، فضلاً عن أنّني عدت إلى الرسم من جديد، ولا زلت مستمرّة في التواصل مع الناس كي لا أشعر بأنّني بمفردي". وتؤكّد الرياضيّة الشغوفة أنّ هذا جانب غاية في الأهميّة من أجل البقاء بصحة وحالة ذهنيّة جيّدة. وتتوجّه إلى جميع القارئات بالقول: "لا يجب أن نستسلم لليأس، لذا علينا إيجاد طرق إيجابيّة وتفاصيل صغيرة تغيّر يوميّاتنا، لمساعدتنا على المضي في هذا الأمر وتقبّل واقع أنّه ثمة أيّام جيدّة وأخرى سيّئة، وثمة أيضاً أيّام بالكاد نخرج فيها من السرير. وإنّنا نعيش جميعاً هذا الأمر معاً، لذا يجب أن تعرفن أنّكن لستنّ وحدكنّ. وعندما تحتجن إلى المساعدة، فالناس في استعداد لمدّ يد العون لكنّ".
وعادةً، ما تنصح رها أيّ شخص يودّ الحفاظ على لياقته، بأن يقع في حبّ رياضة معيّنة، فعندها لن يشعرأبداً بأنّه يمارسها كواجب. لكن في ظلّ الظروف الحاليّة، تقول للجميع: "فليختر كلّ شخص نشاطاً معيّناً ويحاول ممارسته لمدة ساعة يوميّاً، مع وضع نظام محدّد ومحاولة الالتزام به. كذلك، على كلّ فرد أن يقيّم نفسه ويتحدّى ذاته لمعرفة ما إذا بإمكانه التحسّن، لأن هذه النقطة مهمّة جداً بهدف الحصول على جسم قوي".
بعد الحجر المنزلي
لطالما عاشت رها حياتها بفضول، لدرجة أنّها تظنّ أن عطشها لاكتشاف العالم لن يرتوي قط. وتعبّر عن شغفها بالقول: "سأرغب دائماً في استكشاف العالم، وأعتقد أنّ هذا الأمر الوحيد في أسلوب حياتي الذي لن يتغيّر، لأنّ هذا ما أنا عليه".
وبالإضافة إلى عناق عائلتها ولقاء أصدقائها، كشفت رها لنا أن أوّل ما ترغب القيام به بعد انتهاء الأزمة هو العودة إلى ممارسة رياضتها وعيش مغامراتها، وقصد الشاطئ ولعب الكرة الطائرة هناك. كذلك، تتذكّر أمراً آخر تحبّه في شغفها بالمغامرة، ألا وهو مساهمتها في تغيير منظور المرأة عن نفسها وتغيير نظرة العالم للمرأة العربيّة.
أخيراً، سألناها كيف تتخيّل العالم بعد الأزمة، فأعربت عن سرورها قائلةً: " يسعدني أنّك استخدمت فعل التخيّل في سؤالك، لأنّني آمل بحق أن يتحقّق ما أتخيّله، إنّما لا أعتقد أنّ هذا ما سيحصل في الواقع". وعلى أيّ حال، تخبرنا عمّا يجول في خاطرها، فتقول: "أتخيّل أن يدرك الناس أخطاءهم التي أوصلتنا إلى هذه الحالة، وأن يتعلّم الجميع من هذه الأزمة الرهيبة كي لا نكرّرها مرّة أخرى. وختاماً، آمل أن يتعلّم الناس أن يتضافروا وليس أن يتباعدوا، وأتمنّى أن يزيد تعاطفنا تجاه بعضنا البعض ".
اقرئي أيضاً: Tina Khalil Diab: ساعدنا الإغلاق على قضاء وقت غير مشروط مع أطفالنا