Nujood Alotaibi: "يرسم هذا العمل الفنّي العلاقة بين الأمّ والطفل التي تبدأ بصوت دقّة قلب"

التصوير: Aishah Abdullah 

هي فنّانة ورسامة سعوديّة تميّزت من خلال موهبتها في الرسم منذ سنّ الثالثة. بدأت Nujood Alotaibi تفقد حاسّة السمع لديها في سنّ الخامسة تقريباً، غير أنّ فقدان السمع لم يعقها، بل شجّعها على اعتباره طريقة للتعبير عن نفسها من خلال فعل أكثر ما تحبّ. لذلك، حازت شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة عبر تخصص الاستوديو الرقمي من جامعة ويسكونسن-ميلووكي، وقد شاركت عالميّاً ومحليّاً في معارض جماعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة والمملكة العربيّة السعوديّة. وهي تبتكر تصوّرات متضخّمة ومتطوّرة للأشخاص مع مجموعة متنوّعة من الموضوعات في وسائل مختلفة، مع القدرة على التواصل من خلال أسلوب الواقعيّة المفرطة. ويجمع عملها بين الرسم الزيتي على القماش والفحم، والحبر على الورق. واليوم، تودّ الفنّانة إلهام الآخرين بالطريقة التي استلهمت بها من بيتهوفن الذي عاني صعوبات سمعيّة ومع ذلك كان أحد أفضل الفنانّين على الإطلاق، كما وتهدف إلى كسر الحواجز عن طريق فنّها. دعينا نكتشف رؤيتها وراء هذا العمل الفنّي الذي ابتكرته من جدّة لهذا العدد.

التفكير كالشعراء والعمل كالفنّانين

"ليس فنّي معقداً البتّة وإنّما لا يزال عاطفيّاً جداً. وفي الواقع، لا ينبغي بالفنّ الحقيقي أن يتّصف بالغموض أو الصعوبة دائماً! بل يروق لي كثيراً حينما أوظّف طاقتي كلّها لأصنع قطعة جميلة لتأمّلها فحسب"، هذا ما تخبرنا به الرسامة السعوديّة التي تؤكّد أنّها تفكر بشكل مختلف في كلّ مرة تبتكر فيها عملاً فنّيّاً جديداً. وبالحديث عن شغفها بالفنون، تضيف: "إنّها خبرة جديدة أحبّ اكتسابها بدون العودة إلى المقاييس القديمة ودائماً ما تلهمني كثيراً!" والملفت أنّ Nujood Alotaiby تفكّر كالشعراء لكنّها تعمل كالفنّانين، وتتحدّث إلينا أكثر عن أسلوب عملها: "عملي متقن وواضح ومفصّل وإنّما معقّد في آنٍ معاً. كذلك، فإنّ جميع مشاريعي الفنيّة مختلفة في العنوان والشكل والوسائل. وفي الوقت الحالي، إنّني أحتضن فقدان السمع لديّ وأساعد الناس على التألق معي في هذه الرحلة".

قلبان ينبضان في جسد واحد

وعندما سألنا الفنّانة السعوديّة عن القصة وراء رسمها، أجابت: "يتمثّل المفهوم الكامن وراء الأمومة في حقيقة أنّ الطفل عندما يكون في رحم الأم ولو حتى بدون أذنين، يمكنه أن يسمع ويشعر بكلّ ما يحصل من حول أمّه ومعه هو نفسه. لكن كيف نثق في أنّ أطفالنا قادرون على سماعنا أثناء الحمل؟ ولماذا يتم الحكم على الأطفال عندما يولدون من خلال سمعهم في هذا العالم؟" من هنا، يرسم هذا العمل الفنّي العلاقة بين الأم والطفل، هذه العلاقة التي تبدأ بصوت دقة قلب. وتوسّع الفنانة السعوديّة فكرتها قائلةً: "إنّه ذاك الصوت الذي يمكن سماعه حتى بدون أن يتشكّل الطفل بالكامل، بحيث يسمعون أمّهاتهم بكلّ مجدهم. كما وأنّها تلك علاقة الأنقى على الإطلاق، البعيدة كل البعد عن أيّ أحكام أو شروط متعلّقة في ما إذا يستطيع طفلها سماعها أم لا، لأن ذلك ليس سؤالاً يُطرح أبداً. بل إنّها علاقة محسوسة بين قلبين ينبضان في جسد واحد، بينما يسمع ويشعر كلّ منهما بالآخر في أكثر أشكال الحب نقاءً". من حيث اختيارها للمواد، فقد رسمت بالفحم وأقلام الرصاص بشكل أساسي. وتبرّر خيارها بالتالي: "عندما أستخدم وسائل مثل الفحم، عادةّ ما يمثل العمل تجارب عاطفيّة وذكريات خالدة ولحظات ملموسة. لقد بدأت في الرسم انطلاقاً من الجزء الداكن من اللوحة، حيث فكّرت كيف أنّ الأشخاص الذين يجهلوننا يحكمون علينا كثيراً بدون معرفتنا شخصيّاً، ثم انتقلت إلى الجزء المشرق حيث ثمّة أشخاص داعمون مثل عائلاتنا وأصدقائنا المقربين الذين يعرفوننا حق معرفة ويهتمون بنا حتّى عندما يدركون نقاط ضعفنا وعيوبنا". ثم تختتم: "استمرّيت في تفتيح القسم حيث تربط بين الطفل ووالدته الصلة والفهم الأرقى لبعضهما البعض بدون وجود تواصل بينهما".

اقرئي أيضاً: Fatma Lootah: ابتسامة المرأة الحامل سرّ الفرح الداخلي الذي ينعكس في كيانها

العلامات: Nujood Alotaibi

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث