Nouf Alosaimi: يتكلّم كلّ الغواصين لغة البحر فتشعرين أنّك متساوية معهم وتنتمين إلى هذا المجتمع

التصوير: Osama Jouhari

كان والد نوف العصيمي يحكي لها في صغرها قصصاً قبل النوم تشعرها بقدرتها على إنجاز وتحقيق كلّ ما تريده، إذ كانت تشغل في تلك القصص دور البطلة المنقذة، وقد ساعد ذلك في تكوين شخصيّتها وتطوير حبّها للمغامرة. نشأت نوف في مدينة الطائف الجبليّة في المملكة العربيّة السعوديّة، ما ولّد لديها حبّاً للطبيعة بكلّ أشكالها. إذ علّمتها البيئة الجبليّة التّحدي واعتبار الصعوبات مجرّد جزء من مسيرتها في الحياة لا النهاية. وعشقت السباحة منذ صغرها، إنّما كانت علاقتها بالماء سطحيّة، إذ تقتصر حدودها على سطح الشواطئ أو المسابح. إلّا أنّها في خلال رحلة إلى شرم الشيخ، خاضت لمرّة الأولى تجربة الغوص متسلّحة بحبّها للمغامرة والاستكشاف. وقد أسرها هذا العالم منذ ذلك الحين، فغيّرت هذه اللحظات عجلة حياتها ولم تتمكّن بعدها من مفارقة هذا العالم. وبعد احترافها الغطس، أصبحت المحترفة السعوديّة الأولى في الغوص التقني وتساعد الناس اليوم على اكتشاف هذا العالم المبهر والجميل. فلنتعرّف إلى نوف وعلى شغفها الذي رسم مسيرتها في ما يلي.

اقرئي أيضاً: Nadia Aly: إذا كان المحيط يلهمك فعليك أن تخرجي لتري ما يمكنك فعله!

كأنّها في ديارها بعيداً عن بيتها
كيف تشعر نوف عندما تغوص في المياه؟ تؤكد قائلةً: "من الناحية الجسدية، أشعر وكأنّ لا وزن لي. أمّا من الناحية العاطفيّة، أنفصل تماماً عن العالم السريع والمزدحم وأتواصل مع عالم صامت تملؤه الألوان حيث أعيش اللحظة بدون أيّ تشتيت، فأشعر بالسلام". وتصف المحترفة السعودية في الغوص التقني علاقتها بالبحر بالقول إنّها "تشعر وكأنّها في ديارها بعيداً عن بيتها". وهل يجعلها تسارع الأدرينالين ترغب دائماً في الغوص مجدّداً؟ تخبرنا: "بصراحة، ليس تسارع الأدرينالين ما يدفعني إلى العودة إلى البحر، بل الهدوء وتخفيف التوتر والحضور الذهني والسعادة هي ما تجعلني أرغب في العودة". وترتسم ابتسامة كبيرة على وجهها وتضيف: "الغوص يسبّب الإدمان فعليك أن تكوني حذرة".

ما هي الآثار النفسيّة التي يخلّفها الغوص في البحر على عافية الإنسان؟ تجيبنا بالقول: "إنّه الحضور الذهني إذ إنّ الغوص يهدّئك في حال كنت متوترة. كما أنّك تنفصلين عن الحياة الصاخبة والمزدحمة، فيُعيد إحياء طاقتك بدون إفراط. وأينما كنت في العالم، ومهما كانت لغتك، يتكلّم كلّ الغواصين لغة البحر فتشعرين أنّك متساوية معهم وتنتمين إلى مجتمع ما، بالإضافة إلى أنّ ذلك يمنحك الثقة".

كسر الصور النمطية بمجرّد المشاركة
من خلال مشاركة قصص عن الغوص والحياة تحت الماء على منصّتها Pink Bubbles Divers، تشجّع نوف النساء السعوديات على الغوص. كما تسلّط الضوء وتقول: "بات لدينا أيضاً منصّة نادي غوص Red Sea Citizen Dive Club حيث نقدّم دورات غوص ورحلات للسيّدات"، وتؤكّد: "نحن نكسر الصور النمطيّة بمجرد المشاركة وتأدية عملنا باحتراف".
وكونها سفيرة لاتّحاد مدرّبي الغوص المحترفين PADI، وGirlsThatScuba، أكبر مجتمع غوص نسائي في العالم، هو لأمر رائع بالنسبة إلى نوف لأنّها بذلك تستطيع إلهام النساء في جميع أنحاء العالم وتمكينهنّ، وليس النساء في بلدها فحسب. وتخبرنا: "أحد الأشياء التي نقوم بها سنوياً هي تنظيم PADI يوم غوص للسيّدات حيث تلتقي كلّ النساء الغطّاسات وغير الغطّاسات للغوص ومشاركة حبهنّ للمحيط، ويحدث ذلك في جميع أنحاء العالم في وقت محدّد من شهر يوليو وسنحتفل به هذا العام في رحلة غوص في مصر".

وتختم المحترفة السعوديّة الأولى في الغوص التقني بمشاركة هذه الرسالة حول اختبار الرياضات المائيّة وتقول: "أمامك خياران، إمّا تقومين بذلك أم لا. وفي كلتيْ الحالتين، لن تخسري شيئاً ولكن في حال أحببت ذلك، ستكتشفين عالماً جديداً بالكامل سيغيّر حياتك إلى الأبد!"

اقرئي أيضاً: Farida Osman: ما يجعلني أثابر هو السكون تحت الماء والتعمّق في أفكاري

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث