Miram El Maoula: الوجهات السياحيّة السعوديّة تذهل الكثيرين وتستحق التكريم

تعتبر Miram El Maoula أنّ الفن شغفها، وتجد أنّه شكل من أشكال التأمّل التي تبعث السعادة في نفسها! إذ بالعودة إلى أيّام المدرسة، لطالما أحبّت الصفوف ذات الصلة بالفنون. وفيما كبُرت لاحظت أنّها تستمتع بلمس المواد وتنسيق الألوان. وتباعاً، درست هذه الشابّة اللبنانيّة التصميم الداخلي، لا سيّما وتصميم المنتجات والأزياء بغية تعزيز حسّها الجمالي وتطويره. وهذا الشغف بالفنّ هو الذي دفعها إلى إنشاء علامة تجاريّة لأسلوب حياة تحت اسم Defectless، التي تركّز على الفنّ والتصميم والأزياء حيث تحتفي بالجمال الخفي وتربط الناس ببيئتهم. نناقش معها في ما يلي كيفيّة ترجمة رؤيتها الفنّيّة على أرض الواقع من خلال علامتها التجاريّة ونكتشف كيف وجدت نفسها مرتبطة بالكنوز السياحيّة السعوديّة وكرّمتها وترجمت جمالها في القطع الفنّيّة لمجموعتها الأولى.

سافرت حول العالم لتعمّقي معرفتك بالألوان والمواد وأيضاً بالإنسانيّة التي تجعل الأماكن مميّزة وتأسر حواسنا بحيث تبقى في ذاكرتنا. بصفتك مصمّمة لبنانيّة نشأت في لبنان، كيف وجدت نفسك على ارتباط بالمملكة العربيّة السعوديّة؟

شخصيّاً، لا أسعى إلى ابتكار قطع جذّابة من الناحية الجماليّة فحسب، بل أريدها أن تسرد قصصاً عن أشخاص وأماكن محدّدة وأن تلهم التقدّم البشري. ولهذا السبب أستوحي كثيراً ممّا يحدث في المملكة العربيّة السعوديّة ومن ظهور هذه الوجهات الجديدة فيها. حيث أنّ هذه الأماكن كانت مخفيّة عن العالم لسنوات طويلة، بينما نراها اليوم تذهل الكثير من الفنّانين، من بينهم أنا، بجمال طبيعتها وتراثها وشعبها وهي بالفعل تستحق التكريم.

شهدت المملكة العربيّة السعوديّة انفتاحاً على العالم في العام 2019. متى كانت المرّة الأولى التي قمت فيها بزيارة المواقع السياحيّة في المملكة؟ وما أكثر ما أعجبك فيها وفي أيّ مرحلة بالتحديد قرّرت ترجمة جمالها في القطع الفنّيّة لمجموعتك الأولى؟

حصلت زيارتي الأولى للمملكة العربيّة السعوديّة في أغسطس 2018، حينما قصدت منطقة عسير حيث فوجئت بالطقس والقمم الجبليّة الملبّدة بالغيوم والمساحات الخضراء. واستلهمت الكثير من كرم أهل تلك المنطقة وتراثهم، ولهذا السبب أنشأت المجموعة الأولى لي تحت عنوان Asir Fortress أي "قلعة عسير".

فهذه القلعة تحكي قصة منطقة عسير السعوديّة وأهلها. وتقول الرواية أنّه كان لكلّ قرية في عسير برج مراقبة وحصن يسكنه رجالها لحمايتها. واتّصلت هذه القلاع في نهاية المطاف معاً لتأمين الحماية من الغزاة ليس لألفي قرية منفردة فحسب، وإنّما للمنطقة بأكملها. وبذلك، قاموا بحماية أسلوب الحياة فيها أكثر من أيّ شيء آخر، وفي الحقيقة لقد قاموا بحماية مجتمع فريد من نوعه.

وهذه القطعة المحدودة مستوحاة تحديداً من هؤلاء الناس ومن هذا المجتمع. إذ تجلّ هذه القطعة رجال عسير بروعتها الشاهقة ومادّتها الصلبة التي لا تتزعزع. إنّها تحتفي بأؤلئك المحاربين الذين كرّسوا حياتهم لحماية أراضيهم. كما أنّها تحتفي بسيّدات عسير، اللواتي أثرينَ هذا المجتمع بفنهنّ النابض بالحياة والملوّن من خلال تفاصيلها الفنيّة المتنوّعة وجاذبيّتها الجماليّة. ففي النهاية، تجمع قلعة عسير بين القوّة والجمال للاحتفال بتضافر أهل عسير لإنشاء مجتمع فريد وحماية أرضهم العزيزة.

تقولين إنّ "إبداعاتك تزخر بالروح، ولكلّ منها قصّة فريدة تستحق أن تُروى". هل يمكنك مشاركتنا بعض القصص التي ترويها قطع هذه المجموعات للعالم اليوم؟

نعم بالفعل ثمّة إلهام فريد وراء كلّ مجموعة من مجموعاتنا. فإذا أخذنا على سبيل المثال قطعة Red Sea Siglia، فهي عبارة عن مرجان مستوحى من كنوز البحر الأحمر. وفي حين أنّ البحر الأحمر يحتوي على ملايين من الشعاب المرجانيّة الجميلة التي تراكمت على مدى 6000 عام، إلّا أنّ مرجاننا Siglia يعتبر فريداً ويتميّز بشخصيّة خاصّة به. وهكذا يصف مرجان Siglia نفسه: "ستجدني في أعماق البحر الأحمر، مستلقٍ بهدوء مع عائلتي من الشعاب المرجانيّة. نتدفّق في مياه البحر الدافئة، ونغازل أسماكها، ونهرب من تعقيدات العالم في ظلّ جمالها الهادئ. ملاذي فسيح ووفير، وصحيح أنّ الجمال يكمن في كلّ مكان، غير أنّني دائماً ما أبرز عن البقية. جمالي فريد من نوعه، وخطوطي الرائعة لا تشوبها شائبة وولوني آسر. ستراني كلّ يوم ولن تعتبرني يوماً أمراً مسلّماً به. رحبّ بي في عالمك، لأنّني حبٌ من النظرة الأولى، وحبّ أزلي".

هل لديك قطعة معيّنة عزيزة على قلبك؟ ما الذي يجعلها مميّزة بالنسبة إليك؟

لا شكّ في أنّ القطعة المفضّلة لديّ هي Guardian of Al-Ula. إنّها مستلهمة من سحر منطقة "العلا" في المملكة العربيّة السعوديّة ومن روعة صخرة جبل الفيل على وجه التحديد.

بحيث عاش الناس في العلا منذ آلاف السنين وشيّدوا فيها حضارة عظيمة. تتميّز بالكثير من الهياكل الجميلة من صنع الإنسان، ولكن أيضاً بآثار رائعة من صنع الطبيعة. وبالنسبة إليّ، إنّ صخرة الفيل هي الأجمل، وقد ألهمتني فرادتها وعظمتها لابتكار قطعة تحتفي به.

إذا أردت مشاركة رسالة واحدة ذات صلة بهذه القطع الفنّيّة وبكيفيّة ترجمتها الجمال الخفي للمملكة، فماذا ستقولين فيها؟

في علامة Defectless، إنّنا نبتكر منتجات مستدامة فريدة مصنوعة يدويّاً تحتفي بالأماكن والأشخاص الذين يميّزونها. هذا ونقدّر كيفيّة تفاعل الأشخاص والأماكن لخلق ألحان جميلة وفريدة من نوعها تتجاوز الزمان والمكان. ونأمل أن تسلّط مجموعاتنا الضوء على هذا الارتباط العميق.

هل لك أن تخبرينا أكثر عن اختيارك استخدام المواد المستدامة حصراً وعن أنواع المواد التي تستخدمينها؟

تمثّل الاستدامة القيمة الأساسيّة في علامة Defectless. وإذا استرجعنا مثال Red Sea Siglia، يتّضح أننا أردنا إبراز الشعاب المرجانيّة والاحتفاء بها، لذلك استخدمنا مواد خرسانيّة لنتمكّن من جلبها إلى منازلنا وتذكّر أهميّة حمايتها. والحقيقة أنّنا دائماً ما نحاول استخدام مشاغل صغيرة تديرها عائلات متواضعة لإنتاج قطعنا. إذ نأمل من خلال ذلك المساهمة في استدامة وظائف هؤلاء الحرفيّين.

هل يمكن للقرّاء أن يطلبوا قطعاً مصنوعة حسب الطلب ومخصّصة بوحي من تلك الموجودة في هذه المجموعة؟

إنّ القطع التي لدينا بالفعل حصريّة جداً. بحيث ابتكرنا 35 قطعة فحسب من تصميم Red Sea Siglia، وهذا ما يجعلها فريدة إلى هذا الحدّ.

كيف أثّر الوباء على عملك وحياتك الشخصيّة؟

في الواقع، لقد منحني الوباء الكثير من الوقت للتفكير في علامتي وفي كيفيّة المضي قدماً. وحينها طوّرت مفهوم استديو Defectless Studio الذي سنفتتحه في الرياض قريباً. وفي السياق نفسه، أثّر الوباء على حياتي الشخصيّة أيضاً، حيث اضطررت وزوجي إلى تأجيل زفافنا في العلا. وصحيح أنّني شعرت بخيبة أمل كبيرة، غير أنّني آمل إقامة الحفل هناك قريباً.

هل تهدفين إلى التعاون مع مصمّمين سعوديّين لمواصلة تناول التراث الثقافيّ والطبيعيّ السعوديّ؟

هذا هدف الاستوديو الذي ستفتتحه Defectless في الرياض بالضبط. ونحن نهدف إلى استخدامه لإلقاء الضوء على المصمّمين السعوديّين. بحيث سيجسّد مساحة للاجتماع والتعاون والإبداع المشترك، ومكان للتدريس والتعلّم.

هل تودّين استكمال التركيز على المملكة في أعمالك الفنّيّة المستقبليّة أم أنّك تخططّين إلى ترجمة مفاهيم إقليميّة أو عالميّة أخرى تحتفي أيضاً بالأماكن وبالأشخاص الذين يجعلون منها مواقع مميّزة؟

العالم مليء بالأشخاص الرائعين وبالأماكن الجميلة، وآمل أن أراهم وألتقي بهم وأحتفي بهم من خلال Defectless.

اقرئي أيضاً: Ghita Tazi: "في عالم الرفاهيّة، لا يشتري الناس السلع والخدمات"

العلامات: Miriam El Maoula

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث