Dr. Nura Adam Mohamed: النجاح لا يأتي بسهولة والنهايات دائماً ما تستحقّ التعب
- 06.03.2022
- إعداد: أرزة نخلة
أثبتت المرأة عبر العصور قدرتها على التفوّق في المجالات العلميّة كافّة... وليست العالمة ماري كوري إلّا خير مثال على النجاح الذي يمكن أن تحقّقه المرأة عبر مثابرتها وجهدها. إلّا أنّنا لا نزال بحاجة إلى تحطيم الكثير من الصور النمطيّة والعقبات لمساعدة الباحثات حول العالم للوصول إلى مستوى أعلى في حياتهنّ المهنيّة. حيث أنّ التّحديات والحواجز كثيرة وتختلف بحسب التخصّصات والبلدان والمجتمعات فيمكن أن تكون مثلاً على صعيد نقص التمويل أو على صعيد حدّ المرأة في إطار يمنعها من تطوير مسيرتها. وبالرغم من أنّ النساء في المهن العلميّة حول العالم يشكّلن ما يزيد قليلاً عن 33% من الباحثين وفقاً لتقرير اليونسكو للعلوم المنشور في يونيو 2021، إلّا أنّ انخفاض عدد الباحثات في المستويات الأعلى للبحوث بحسب البلدان والتخصّصات يبقى واقعاً إلى حين تغييره! ولكي تكون مختلف مجالات العلم من العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) وغيرها شاملة نحن بحاجة إلى تعاون بين الرجال والنساء حيث أنّ التّحديات التي يواجهها العلم بحاجة لجهود مشتركة من الجنسين. فلا غنى عن تحليل فكر المرأة والنظرة الجديدة أو المختلفة التي يمكن أن تطرحها. بالإضافة إلى ذلك تلعب المرأة الكثير من الأدوار الاجتماعيّة المحوريّة ومشاركتها تلك ستجعلها تترك أثراً أكبر في مجتمعها.
اقرئي أيضاً: Honourable Lujaina Mohsin Darwish: لا تدعي خوفك من المجهول يردعك
وفيما احتفى "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم" هذا العام بإنجازات 14 عالمة عربيّة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 5 منهنّ من دول مجلس التعاون الخليجي، سنتعرّف في ما يلي إليهنّ عن قرب ونكتشف مواضيع أبحاثهنّ ودورها في تطوير مجتمعاتهنّ! محطّتنا الآن مع Dr. Nura Adam Mohamed:
الدكتورة نوره آدم محمد تعمل حاليّاً كباحثة مشاركة في معهد البحوث الطبيّة الحيويّة (BRC) في جامعة قطر في الدوحة، ولديها منصب فخري كباحثة مشاركة في إمبريال كوليدج في لندن وهي عضو في الجمعيّة الصيدلانيّة البريطانيّة (BPS). أمّا بالنسبة لتخصّصها فهو تطوير مجموعات نانوية ذات تأثيرات واقية للقلب للمساهمة في تطوير وسائل علاجيّة متقدّمة لأمراض القلب بالإضافة الي مرض السكري ومضاعفات القلب والأوعية الدموية المرتبطة به. وقد نالت الجائزة تقديراً لجهودها في هذا الإطار، لنتعرّف إليها وعلى أبحاثها عن قرب في ما يلي!
هلاّ شاركتنا المزيد عن الدراسات التي تقومين بها والنتائج التي توصّلت إليها؟
يُعتبر مرض السكري من أكثر الاضطرابات الأيضية المزمنة شيوعاً في قطر ومنطقة الخليج العربي والعالم، وتُعدّ مضاعفات القلب والأوعية الدمويّة أكثر المضاعفات شيوعاً في داء السكري والمساهم الرئيس في الإصابة بالأمراض. ويظهر هذا الأمر أهميّة تطوير أدوات علاجيّة غير تقليديّة. من هذا المنطلق، تركّز أبحاثي على تطوير تركيبات نانوية واستخدامها كناقلات للأدوية. وبالإضافة لنقل أدوية السكري، تمتلك هذه الناقلات خصائص تمكّنها من تقليل مضاعفات القلب والأوعية الدموية. ولدراسة هذه التركيبات، أعزل الخلايا الجذعيّة لاستخلاص تلك الأوليّة من دم المرضى، وابتكار نماذج مرضيّة معمليّة بشكل أفضل لدراسة الآثار المختلفة لاستجابة الأدوية النانوية على مختلف الأشخاص والمساعدة في تقريب هذه النماذج الأولية من مرحلة التجربة السريريّة.
لماذا برأيك نحن بحاجة إلى المزيد من النساء في مجالات العلوم عموماً والتكنولوجيا والهندسة والرياضيّات (STEM) والذكاء الاصطناعي؟
عندما يتمّ تمكين النساء في المجال العلمي بالأدوات المطلوبة يكون بإمكانهنّ أن يلعبنَ دوراً محوريّاً في المجال العلمي من أجل ضمان تقدّم المجال. لكنّ الأمر ليس بهذه السهولة لأنهنّ غالباً ما يواجهنَ الكثير من التّحديات الداخليّة والخارجيّة التي تشمل الصور النمطيّة الاجتماعيّة المقيّدة، والضغوط المرتبطة بالعمل، وعدم التوازن في الحياة العمليّة التي تقيّدهنّ في أماكن عمل معيّنة. لحسن الحظ أنّ تطور المجال البحثي كان مصحوباً بتحسّن ملحوظ في مكانة المرأة، حيث أنّ باحثات اليوم محاطات بنماذج علميّة قويّة، فمنهنّ تعلمنّ استراتيجيّات مواجهة التّحديات المختلفة من أجل الحصول على حياة مهنيّة ناجحة في المجال العلمي. وقد تتضمّن الثقة بالنفس، والتفاني والعمل الجاد، واختيار بيئة بحث إيجابيّة للعمل من خلالها. وساعد وجود نساء عالمات يشغلنَ مناصب صنع القرار في جدولة أوقات عمل مرنة، وسياسات إداريّة صديقة للمرأة. ساعدت كلّ هذه العوامل في خلق بيئة بحثية مناسبة تساعد على زيادة أداء النساء في مجال البحث العلمي.
ما هو شعورك بعد هذا التكريم وما الرسالة التي توجّهينها لكلّ الفتيات القطريّات بمناسبة يوم المرأة العالمي للسعي وراء أحلامهنّ وتحدّي الصعوبات؟
أنا ممتنّة جداً لنيلي هذه الجائزة فمنذ الصغر كنت أحلم بأن أصبح عالمة تساهم في بناء مجال الأبحاث وتطويره. كما أردت أن أكون مثالاً لزميلاتي وطالباتي وأن أشجّع المزيد من النساء على الانضمام إلى مجتمع البحث العلمي. هذه الجائزة ستساعدني على فعل ذلك وعلى تمثيل النساء الباحثات في قطر والخليج والشرق الأوسط بشكل جيّد، كما ستساعدني في أن أكون قدوة للآخرين. وستمكّنني من بناء علاقات تعاون مع العلماء الرائدين على مستوى العالم في مجال طب النانو في كلّ من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. والأهمّ من ذلك، سأتمكّن من مقابلة زميلاتي العالمات من منطقة الخليج والشرق الأوسط، وبناء العلاقات ووضع صورة رائعة لمجتمعاتنا.
نصيحتي للفتيات القطريات اللواتي يرغبن في بناء حياة مهنية في مجال البحث العلمي ألّا يخفن من ارتكاب الأخطاء، وأن يعتبرنَ كله تجربة أو خطوة فاشلة خلال المراحل الأولى من الحياة المهنيّة في الأبحاث العلمية كدافع للمضي قدماً. وأن يتذكّرن دائماً أن النجاح لا يأتي أبداً بسهولة وأنّ النهايات دائماً ما تستحق التعب والتضحيات التي نبذلها. وفي النهاية أتمنّى وأن يتذكّرنَ دائمًا من هنّ، ومن أين أتينَ، وما الذي يردنَ تحقيقه، وأن نساعد بعضنا البعض ولا ننسي هويّتنا.
اقرئي أيضاً: Nour Hage: العيش كامرأة في هذا العالم هو بحدّ ذاته تصريح سياسيّ واجتماعيّ