Diana Baddar: حين نظهر للرجال ما يمكننا إنجازه في مجال التكنولوجيا، يمنحوننا الاحترام الذي نستحقّه
- 30.04.2019
- إعداد: أرزة نخلة
ترعرعت ديانا بدّار الفلسطينيّة الأصل في كندا، وهي تقيم منذ 16 عاماً في دبي. تابعت دراستها في العلوم السياسيّة والدراسات الروسيّة، لكنّها ما لبثت أن دخلت عالم التكنولوجيا من خلال المحتوى. شغلت بدّار منصب مديرة تطوير الأعمال في OSN والقنوات التابعة لها، ثمّ انتقلت إلى YouTube حيث تتولّى اليوم رئاسة شراكات YouTube في منطقة الشرق الأوسط. فاكتشفي معنا في هذه المقابلة قصة تلك المرأة الرائدة في عالم التكنولوجيا.
اقرئي أيضاً: لم تعُد خيارات النساء المهنيّة في السعوديّة محدودة
ما رأيك بتأثير ثورة وسائل التواصل الاجتماعي على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
لا شكّ في أنّ التأثير كبير جداً وأعتبر نفسي محظوظة لأنّني تمكّنت من مشاهدة ظهور مجتمع المبدعات على YouTube هنا في العالم العربي. في الجوهر، وُجد YouTube لإعطاء كلّ شخص حريّة التعبير عن آرائه وإيصال صوته إلى العالم. وهذا ما تقوم به تحديداً نساء عربيّات كثيرات فيسردن قصصهنّ لأكثر من مليار شخص يسجّلون الدخول إلى موقع YouTube يوميّاً. وقد بات بعض هؤلاء النساء رواة قصص مؤثّرات في مجتمعاتهنّ كـHatoon Al Kadi في السعوديّة وNoor Stars في العراق.
هل تعتقدين أنّ النساء والرجال يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مختلف في منطقتنا؟ وهل تؤيّدين فكرة أنّ المرأة هي القوّة التي تكمُن وراء هذه الوسائل؟
في السنوات القليلة الماضية، شهدنا بالتأكيد فورة في قنوات YouTube التي تقودها النساء. واليوم، تتولّى النساء قيادة واحدة من بين كلّ أربع قنوات في العالم العربي في حين أنّه قبل خمس سنوات، لم يكن لدينا مبدعات تجاوزن عتبة المليون مشترك على قنواتهنّ. لذا، فالإجابة هي نعم، تمثّل النساء بالتأكيد قوّة دافعة ورئيسة لبعض المحتوى الأكثر تأثيراً الذي رأيناه على YouTube.
أخبرينا أكثر عن مهامك اليوميّة وكيف تستطعين برأيك تمكين النساء من خلال عملك؟
يرتكز جزء كبير من عملي على مساعدة مجتمع المبدعين الناشئين على YouTube هنا في الشرق الأوسط. فنحن نساعدهم على فهم YouTube كمنصّة ونعرض عليهم أفضل الأساليب كما ندعمهم بقدر الإمكان. ونركّز بشكل أساسيّ على دعم المبدعات النساء. فمنذ خمسة أعوام لم يكن لدينا مبدعات تجاوزنَ عتبة المليون مشترك على قنواتهنّ، أمّا اليوم فتدير المرأة قناة من بين أربع فيها مليون مشترك. وقد أطلقنا قناة "بطلة" التي نسلّط الضوء فيها على مبدعات المحتوى العربيّات.
اقرئي أيضاً: عندما تلتقي 8 فنّانات عربيّات متمكّنات في فيلم وثائقيّ واحد Strong
ما هو شعورك إزاء كسر الصور النمطيّة وتولّي منصب قياديّ في مجال تكنولوجيا الاتصالات؟
بصراحة، أشعر بالفخر لاعتباري رائدة في هذا المجال، وأعتقد أنّه في الكثير من الأحيان لا نعطي أنفسنا كنساء ما يكفي من الفضل في ما يمكننا تحقيقه. لربّما صعُب على الناس رؤيتي في موقع قياديّ في YouTube حين بدأت عملي، لكنّني لاحظت على مرّ السنين كم عدد النساء الناجحات اللواتي أصبحن قائدات في مجالاتهنّ، ورأيت سير الأمور في الاتّجاه الصحيح.
تعملين في مجال يسيطر عليه الرجال، فكيف تنجحين كامرأة في تأدية دور بارز فيه؟
يتطلّب النجاح الكثير من العمل الشاقّ وعليك أن تحظي بالاحترام الذي تستحقّينه في كلّ خطوة تخطينها. إنّ العمل إلى جنب الرجال ليس بالأمر المستحيل، وعندما تظهرين لهم أنّك تسطيعين إنجاز ما ينجزوه تماماً سيمنحنوك الاحترام الذي تستحقّينه.
ما هي التّحديات التي تواجهينها كامرأة وكأم عاملة في هذا المجال؟
كما هي الحال في أي مجال، أتساءل كأم عن التضحية التي أقوم بها للحصول على مهنة وتربية الأسرة. ومن المهمّ جداً برأيي فرض التوازن بين ما نقدّمه لعملنا وما نقدّمه لأسرتنا وبصراحة يمكن تحقيق ذلك الأمر الذي قد يحتاج إلى جهد إضافيّ، إلّا أنّه ممكن في نهاية المطاف.
اقرئي أيضاً: المرأة التّتريّة بيْن الأصالة والحداثة
كيف يمكنك توعية النساء بشأن حماية خصوصيّتهنّ عبر الإنترنت؟ هل لديك بعض النصائح التي تحبّين مشاركتنا إيّاها؟
ثمّة أمور كثيرة يمكن القيام بها لحماية الخصوصيّة على الإنترنت، إليك أهمّها:
- وضع رقم هاتف أو عنوان بريد إلكتروني لاسترداد الحساب وتحديثه دائماً
- استخدام كلمات مرور فريدة للحسابات
- الحفاظ على تحديث برنامج الكومبيوتر الخاصّ بك
- إعداد المصادقة الثنائيّة (Two-factor authentication)
- استخدام الـ Google Security Check-Up
إنّ الإنترنت اليوم متاح للأطفال في سنّ مبكرة، ما هي نصيحتك للأهل لحماية أطفالهم وضمان سلامتهم؟
تُعدّ مساعدة الناس لاسيّما الأهل والأطفال على فهم كيفيّة استخدام الإنترنت بطريقة آمنة من أبرز أولويّاتنا. فنحن نثقّف الأطفال ونساعد أهلهم ومعلّميهم في دعمهم لاستكشاف الإنترنت واستخدام منتجات Google الخاصّة بنا بأمان. فإلى جانب برامجنا التثقيفيّة كـ"أبطال الإنترنت" لدينا منتجات وميزات يمكن الأهل تفعيلها لحماية أطفالهم على الإنترنت.
فعلى YouTube، يُمكن الأهل تفعيل وضع "تقييد المحتوى" الذي يحجب المحتوى غير المرغوب فيه والذي قد يفضّلون عدم رؤيته أو الذي لا يرغبون في أن يشاهده أحد أفراد الأسرة. وأنصح الأهل والمعلّمين المهتمّين في تعليم الأطفال كيفيّة استخدام الإنترنت بطريقة آمنة للاطّلاع على برنامج الأمان الرقميّ "أبطال الإنترنت" الذي أطلقناه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عاماً. فيتضمّن البرنامج لعبة "عالم الإنترنت"، وهي لعبة إلكترونيّة تفاعليّة ممتعة تتضمّن مغامرات يتمحور كلّ منها حول السلامة الإلكترونيّة وتفادي التنمّر الإلكتروني كما تُعلّمهم استخدام الشبكة بذكاء وحذر وثقة وشجاعة.
لمَ نحتاج برأيك إلى نساء أكثر في عالم التكنولوجيا وكيف تُساهم التكنولوجيا في تمكين المرأة؟
في Google لا نفرّق بين المرأة والرجل، فالتنوّع هو امتداد طبيعيّ لمهمّتنا الأساسيّة وهي تعزيز الوصول إلى المعلومات والفرص من خلال تخطّي الحواجز بالتكنولوجيا. وتركّز استراتيجيّتنا على تعزيز التنوّع داخل Google، مع العمل في الوقت نفسه على زيادة فرص المشاركة والمساهمة في التكنولوجيا على نطاق أوسع. تستطيع التكنولوجيا وقد تمكّنت بالفعل تمكين الكثير من الناس والنساء على وجه الخصوص سواء كان من خلال الإتاحة للنساء فرصة سرد قصصهنّ على YouTube أم من خلال حيازة شهادة المهارت الرقميّة الخاصّة بهنّ من Google، ومساعدتهنّ في الحصول على وظائف أفضل من خلال "Maharat Min Google"، وهو برنامج مجّاني في اللغة العربيّة أطلقناه في العام الماضي، يهدف إلى امتلاك المهارات الرقميّة اللازمة.
اقرئي أيضاً: Fatima Al Shirawi: آمني بنفسك ودافعي عن مبادئك واعملي بجهد واثبتي أنّك قادرة على التفوّق والبروز