Ayah Yamani: ابدئي بالعمل على جوهرك الذي هو مصدر قوّتك وحينها سيصبّ كلّ شيء آخر في مكانه الصحيح

آية يماني مهندسة سعوديّة تعمل حاليّاً في مجال البيع بالتجزئة الفاخرة مع التركيز على الموضة والجمال والإكسسوارات. وطوال مسيرتها المهنيّة في الاستشارات، أدركت أهميّة نمط الحياة المتوازن من أجل الحفاظ على إحساسها بالرفاه وتعزيز ثقتها وإبداعها. لذا منذ ذلك الحين، نما تفانيها للصحة واللياقة البدنية حتى قرّرت الحصول على شهادة في هذا المجال وتجاوز ممارستها الشخصيّة من أجل مشاركة شغفها مع مجتمعها، ومن ثم بدأت في تدريس البيلاتيس على لوح التجديف StandUp (SUP) في المملكة العربيّة السعوديّة. فيما يلي نتعرّف إليها أكثر وعلى نظرتها عن الرفاه والنموّ في ظلّ وباء كورونا. 

الإيمان بالنفس لتعزيز النمو
بالنسبة إلى آية، يتمحور الرفاه حول إيجاد التوازن الذي يناسبك من حيث تكريس الوقت والمساحة للياقة البدنيّة والأكل الصحي والرعاية الذاتيّة وعبارات التأكيد الإيجابيّة ضمن روتينك اليومي، ممّا يؤدي في النهاية إلى بلوغ حال من السعادة. وفي هذا الإطار تقول: "إنّ التمتّع بالصحة يعني أن نكون مدركين للطريقة التي نتحرّك بها وما نستهلكه، وأيضاً منح أنفسنا القدر الضروري من الراحة اللازمة لتجديد شبابنا وإيماننا بأنفسنا لتعزيز النمو". كذلك، لديها اعتقاد بأنّ مفهوم الرفاه قد تطوّر بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية في المملكة العربيّة السعوديّة مع التزام مزيد من الأفراد بممارسات اليوجا والبيلاتس بثبات. وتضيف: "اليوم، لم يعد يُنظر إلى التأمّل على أنّه نشاط نادر، بل يتطلّع مزيد من الناس إلى التواصل مع الممارسين المتخصّصين ودعاة الرفاه". وبصفتها امرأة سعوديّة، ينصب تركيزها الأساسي على إشراك المجتمع المحلي عبر الإنترنت والدعوة إلى الإيجابيّة والعافية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عبر حسابها على انستجرام Suparabia، وخارج الإنترنت من خلال توفير دروس بيلاتيس في الاستوديو أو في الهواء الطلق بين أحضان الطبيعة. وقد استكمل كلّ ذلك من خلال عرض دوري تمّ عبر الإنترنت أثناء الإغلاق جرّاء الجائحة. وتطلعنا آية أيضاً على الآتي: "أنا ملتزمة أيضاً بالاستدامة ويسعدني أن أروّج لثقافة ترسّخ التنوّع والشمول من خلال دعم مبادرات تمكين المرأة المحليّة والدعوة إلى تمثيل مزيد من النساء في المناصب القياديّة من خلال عملي في تجارة التجزئة الفاخرة".

الرفاه في زمن وباء كورونا
عادةً ما يعتبر الشهر المبارك مناسبةً للمّ شمل العائلات وإنّما للأسف أثّرت جائحة كوفيد 19 على هذا الجانب من حياتنا وبالتالي على رفاهنا. فما الذي تقترحه المدرّبة للتعامل مع هذا الوضع والتغلب عليه؟ إليك إجابتها: "أودّ أن أقترح على الجميع أن يحاولوا البقاء نشيطين في المنزل خلال شهر رمضان المبارك للحفاظ على معنويات روحنا وإبقاء مستويات الطاقة مرتفعة لدينا على الرغم من قيود الصحة والسلامة الأخيرة. كذلك، ثمّة مجموعة متنوّعة من موارد الرفاه المتاحة الآن عبرالإنترنت بأسعار معقولة. كما وأوصي بتخصيص هذا الوقت لاستكشاف طرق رعاية ذاتيّة مختلفة سهلة وممتعة، مثل أقنعة الشعر والوجه المصنوعة منزليّاً".
ما هي إذاً أفضل الطرق لتحسين صحتنا العقليّة لا سيّما في هذه الأوقات الصعبة؟ تفيدنا: "في هذه الأوقات غير الاعتياديّة، أجد الطمأنينة والشعور بالراحة من خلال كتابة مذكّرات حول المواقف الماضية والحاليّة وتدوين الأحلام والرغبات. هذا ويمكنك أيضاً تعزيز ذلك من خلال إحاطة نفسك بأفراد إيجابيّين، أؤلئك "الفاعلين" الذين يتطلّعون دائماً إلى التغلب على التحديات. وتذكر أيضاً بعض الإجراءات الصغيرة التي يمكن للمرأة أن تتخذّها للاحتفال برفاهها والتي من شأنها أن تؤثّر إيجابيّاً على حياتها اليوميّة في ما يلي: "في بعض الأحيان أجد أنّه من شأن فعل بسيط أن يترك تأثيراً كبيراً عليك، مثل النظر إلى نفسك في المرآة بتعاطف وإحساس إيجابي بالتوكيد. وأرى أنّ مدح الآخرين بصدق يمكن أن يضاعف ثقتك بنفسك ويغذّي تقديرك لذاتك". 

من شأن القوة البدنيّة أن تعزّز ثقتك
وفي نهاية حديثنا معها، تشاركنا آية هذه النصيحة حول كيفية تدريب أنفسنا فعليّاً على التخلص من المعتقدات التي تقيّدنا وإعطاء الأولويّة لرفاهنا: "لا يوجد وقت أو مكان أفضل من هنا والآن للبدء في الإيمان بنفسك! إذ نحتاج جميعاً إلى البدء من مكان ما، ويكمن جمال حياتنا في مسيرتنا بغض النظر عن الوقت الذي يستغرقه وصولنا. ويمكن أن تكون القوة البدنيّة معززاً للثقة، لذلك أوصي بشدة أن تبدئي في العمل على جوهرك، "مصدر قوّتك" وحينها سيصبّ كلّ شيء آخر في مكانه الصحيح".

اقرئي أيضاً: Maha Taibah: التواصل مع الآخرين المضاد الأوّل للاكتئاب