فاطمة النبهاني: نحن كنـساء عربيّات قادرات أن نشارك في بطولات دوليّة وأن نقدّم صورة تفوق ما هو أفضل

التصوير: Firas Al Raisi

الإدارة الفنيّة: Farah Kreidieh

من منّا لم يسمع بهدوء سلطنة عمان وطبيعتها الخلاّبة وكرَم شعبها وإنجازات نسائها؟ منذ خمسين عاماً، عملت السلطنة على إقامة دولة عصريّة ترتكز على قيم السلام والاحترام والوحدة والحوار والأمن والاستقرار والتنمية المستدامة. فتقدّمت في خلال هذه السنوات من إنجاز إلى آخر في شتّى الميادين حتّى أصبحت مثالاً يُحتَذى به لجهة المحافظة على العراقة والأصالة والقيم والتراث وفي الوقت عينه مواكبة التطوّر في المجالات التربويّة والعلميّة والاجتماعيّة والصحيّة والاقتصاديّة. ونجحت في ذلك ببناء الدولة الحديثة التي تؤمّن التنميّة على كلّ الأصعدة. ولا يخفى على أحد أنّه كان لنساء السلطنة دور أساسيّ في هذه النهضة خصوصاً في ظلّ تمكينهنَّ من قبل السلطان "قابوس بن سعيد". وبمناسبة العيد الوطني العمانيّ الذي صادف في الثامن عشر من الشهر الماضي، سلّطت ماري كلير العربيّة الضوء على عُمانيات رائدات ومن بينهنّ فاطمة النبهاني.

منذ صِغرها، اختارت رياضة كرة المضرب التي لم تمارسها فتاة في السابق في سلطنة عمان. فلم يَكُن طريقها سهلاً وواجهت تحديّات عدّة، خصوصاً أنّ هذه الرياضة غير معروفة كثيراً في دول الخليج. إلاّ أنّها نجحت وتفوّقت في هذا مجال الذي يهيمن عليه الرجال وصُنّفَت بين أفضل لاعبات كرة المضرب العربيّات. إنّها فاطمة النبهاني، الرياضيّة العُمانية الرائدة التي لم تسمح لشيء في الوقوف أمام تحقيق طموحها، متسلّحةً بدعم والدتها وحبّها لبلدها. فتعرّفي معنا في ما يلي إلى فاطمة النبهاني والتحديات التي تواجهها اليوم كشابّة تحترف الرياضة وتمثّل سلطنة عمان في المحافل الدوليّة وعلى الرسالة التي توجّهها للنساء العُمانيات ولوطنِها.

أنت مصنّفة بين أفضل لاعبات كرة المضرب العربيّات، فكيف تُساهمين في نشر الوعي بما يخصّ ممارسة الرياضة بين الفتيات العُمانيات؟

في السنوات الأخيرة أصبحَت الفتيات يتمتّعنَ بوعي بأهميّة الرياضة ويشاركنَ في النشاطات الرياضيّة بشكل كبير. ويُسعدني أن أرى فتيات يُمارسنَ الرياضة سواء بشكل احترافي أو نسبةً لأهميّتها للصحّة البدنيّة. وفي الفترة الأخيرة، تطوّرت الرياضة النسائيّة في عمان، حيث أصبَح لدينا منتخبات في رياضات مختلفة، وهذا يُسعدني وأفتخر به.

لقد حزتِ على الميداليّة الذهبيّة في دورة الألعاب العربيّة في 2011، فما هي الإنجازات الدوليّة التي تطمحين إلى تحقيقها؟

نعم، فزت بالميداليّة الذهبيّة في دورة الألعاب العربيّة وفي دورة الألعاب الإسلاميّة وألعالب المرأة الخليجيّة التي عُقدت في عمان. وفزت بعدّة بطولات دوليّة وخاصّةً لدى الناشئين وحزت على المرتبة الـ30 في العالم. وقد لعبتُ البطولات الأربعة الكبرى وحقّقت نتائج جيّدة. لكن طبعاً هذا لا يكفي، فأنا أطمح بتحقيق نتائج دوليّة أكثر وتحسين ترتيبنا الدوليّ وأن يكون لنا فرصة المشاركة في الأولمبياد الدوليّة.

لقد تعرّضت منذ حوالى سنة للتمييز في خلال بطولة عالميّة، فكيف تعاملت مع هذا الموضوع وماذا تنصحين الفتيات العربيّات والمسلمات بالتصرّف إذا تعرّضنَ لهذا النوع من التمييز؟

حادثة التمييز كانت من أسوأ الأمور التي حصلت في خلال مسيرتي الرياضيّة. وتعاملت معها بالرفض وعدم السكوت عن الموضوع. وأنا فخورة بهويّتي وشخصيّتي وديانتي وبنفسي، لذا، لا أسمح لأيّ شخص بممارسة التميّيز ضدّي. وأنا لا أخطئ بحقّ الآخرين وأحترم شخصيّتهم وديانتهم، وبالمقابل عليهم بدورهم احترامي. ونصيحتي للفتيات هي التالية: كوني دائماً فخورة بنفسك وشخصيّتك ولا تسمحي لأحد أن يسيء إليك.

ما هي التحديات التي تواجهينها اليوم كشابّة تحترف الرياضة في سلطنة عمان؟ وكيف تترجم السلطنة اهتمامها بعنصر الشباب في القطاع الرياضي؟

تُواجهنا تحدّيات كثيرة وليس من اليوم، إنّما منذ أن بدأنا برياضة كرة المضرب لأنّها غير معروفة في وطننا العربي وفي دول الخليج، فليس لدينا بطولات في المنطقة. وهذا ما يُضطرّنا للسفر لنشارك في بطولات ومعسكرات تدريبيّة وهذا الأمر صعب. أمّا بالنسبة لترجمة السلطنة اهتمامها بالشباب في القطاع الرياضيّ، فهذا الاهتمام حثيث ولدينا إمكانيّات في رياضات مختلفة، بالإضافة إلى لاعبين محترفين حقّقوا إنجازات جميلة نفتخر فيها كعُمانيات.

لقد نجحت وتفوّقت في مجال الرياضة الذي يُهيمن عليه الرجال بقوّة. فكيف استطعت أن تُثبتي نفسك باعتبارك امرأة تُؤدّي دوراً فعّالاً في هذا المجال؟ وما هي النصيحة التي ترغبين في مشاركتها مع الفتيات والنساء العُمانيات التي تُساعدهنَّ على الامتثال بك؟

هذا من فضل ربّي ومن فضل دعم والدتي لي وتضحياتها حتّى أصل لهذا المستوى الذي وصلت إليه اليوم. فلولا دعمها لي، لم أكُن لأحقّق حتّى 1 في المئة من هذا الإنجاز، خصوصاً أنّني اخترتُ منذ صغري رياضة لم تمارسها فتاة في السابق. فعندما كنت صغيرة لم أكُن أعرف كيف أتبع خطوات امرأة أخرى خاضت هذه الرياضة قبلي. لكن، كلّ ما كنت أتابعه هو حبّي وشغفي بهذه الرياضة وكان لديّ هدف أو حُلم أريد أن أصل له. ومع العزيمة والإصرار وصلت لهذا الهدف. ورسالتي كانت أيضاً بأنّه لا شيء يُمكن أن يوقفنا كنساء عربيّات عن الوصول إلى حلمنا. فكلّ شيء ممكن مع العزيمة والإصرار. ونحن كنساء عربيّات قادرات أن نصل ونشارك في بطولات دوليّة ونتفوّق على ما هو أفضل.

إذا أردت أن تحترفي رياضة أو هواية أخرى غير كرة المضرب، ماذا تختارين ولماذا؟

سأختارالرماية، لأنّني في السنوات الماضية اكتشفت أنّني جيّدة فيها بشكل عام وبرماية البندقيّة بشكل خاصّ. فأحببتُ هذه الرياضة كثيراً وأتمنّى أن أحاول أن أطوّر نفسي فيها وأحترفها ربّما في المستقبل.

ما هي الصور النمطيّة المتعلّقة بالمرأة العمانيّة التي ترغبين في تغييرها؟

ليس لديّ أيّ صورة نمطيّة في المرأة العُمانية أريد تغييرها. فهي جميلة ومبدعة في مجالات عدّة. وأنا أفتخر بها كما هي وبإنجازاتها في السلطنة.

كيف تساهمين كعُمانية في جعل سلطنة عمان نموذجاً رائدًا على جميع المستويات؟ وماذا تتمنّين لبلدك في يومه الوطني؟

أحاول قدر الإمكان عندما أسافر خارج السلطنة للمشاركة في بطولات دوليّة أن أظهر بالصورة الطبيّة وبالأخلاق التي علّمتنا إيّاها السلطنة والتي ربّانا عليها مولانا صاحب الجلالة لأنّها ستنعكس على بلدنا الغالي. وأحمد الله على نعمة الأمن والأمان وأتمنّى لبلدي دوام التقدّم والازدهار، فدائماً ما أشعر بالفخر لكوني عُمانية.

هل يُمكنك مشاركتنا 3 أشياء تتميّز بها السلطنة وتُحبّينها؟

أكثر ثلاثة أشياء أحبّها في السلطنة هي أوّلاً طيبة أهلها التي يُشيد العالم بها، وثانياً طبيعتها الرائعة التي أعشقها، وثالثاً الهدوء الذي تتّسم به. فعندما تريد التوجّه إلى مكان جميل وهادئ ترتاح فيه نفسيّاً لإمضاء فترات نقاهة، سلطنة عمان هي العنوان المناسب.

اقرئي أيضاً: جناب السيّدة بسمة آل سعيد: في سلطنة عمان نساء مبدعات، وأتمنّى أن تتمثّل كلّ امرأة عُمانية بهنَّ

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث