الأب... هو الحبّ الأوّل مع Shaikha Al Nowais

التصوير: Maximilian Gower

تتفتّح عيونك على الحياة وتشعرين بنبضات قلب والدتك فيما يترقّب والدك اللحظة التي سيضمّك فيها إلى حضنه! فها إنّ أميرته قد ولدت... ينظر إليك بحنان ويتطلّع بشغف إلى الأوقات التي سيقضيها معك! أمّا أنت، فترين أمامك بطلاً يحميك، يشعرك بالأمان، يدعمك ويدلّلك، هو العيون التي ترين من خلالها العالم الخارجي... فها أنت تختبرين حبّك الأوّل! وبينما تكبرين تتطوّر هذه العلاقة، قد لا تخلو من بعض المشاكل، إنّما يبقى والدك هو سندك وملجأك. وبعيداً عن التعميم حيث تختلف علاقة كلّ والد بابنته، يبقى في معظم الأحيان للأب مكانة خاصّة في حياة ابنته. ولأنّنا نعتزّ بهذا الحبّ الصادق نسلّط الضوء في هذا التقرير على العلاقة التي تجمع Shaikha Al Nowais بوالدها his excellency Nasser Al Nowais. فبين الإلهام والقوّة والثقة المستمدّة من والدها وتقديرها العميق له تتّسم هذه العلاقة بأعمق أنواع الحبّ! فانضمّي إلينا في ما يلي لتكتشفي ذلك عن قرب! 

اقرئي أيضاً: Honourable Lujaina Mohsin Darwish: لا تدعي خوفك من المجهول يردعك​​​​​​

إلى جانب العمل الذي قام به في عالم المصارف والتأمين والطيران والاستثمار السياحيّ، تولّى سعادة ناصر النويس سابقاً منصب وكيل وزارة الماليّة والصناعة في حكومة الإمارات العربيّة المتّحدة حتّى تأسيسه مجموعة روتانا لإدارة الفنادق عام 1992، التي كانت أوّل سلسلة فنادق عربيّة في الشرق الأوسط. وخلال السنوات الـ11 الماضية، حملت شيخة النويس إرث والدها وعملت إلى جانبه. وهي تشغل اليوم منصب نائب الرئيس في إدارة علاقات الملّاك في شركة روتانا لإدارة الفنادق بينما يشغل والدها منصب رئيس مجلس الإدارة. دعينا نكتشف معاً المزيد عن العلاقة المميّزة التي تجمعهما في ما يلي!

"عندما نتقدّم في السنّ، نحتاج إلى شخص يكون محطّ ثقتنا، وقد كنت محظوظاً جدّاً لأنّ ابنتي شيخة كرّست نفسها للعمل الذي بدأته من الصفر عام 1992 ليس لأنّ عليها ذلك بل لأنّها تحبّ القيام به وتحبّني أيضاً"، بهذه الكلمات بدأ سعادة ناصر النويس حديثه عن ابنته، قبل أن يضيف قائلاً: "شيخة هي الوحيدة بين أولادي التي تعمل معي لأنّها تستمتع بهذا العمل وهذا ما جعلها تنجح على مدار السنوات. فقد أثبتت قدرتها على القيام بهذه الوظيفة بعد أن اجتازت مراحل كثيرة للوصول إلى هذا المستوى."

في الواقع، يترافق دخول شيخة إلى عالم أعمال والدها مع مسؤولية كبيرة. فهي تؤكّد قائلة: "هذه مسؤوليّة ضخمة أحرص على تحمّلها، ليس من أجلي بل من أجل العائلة بأكملها وبما فيها والدي." وتواصل حديثها بوصف والدها بهذه الكلمات: "من الناحية المهنيّة، النزاهة صفة مهمّة جداً بالنسبة إلى والدي. لديه قيَمِه التي لم يتنازل يوماً عنها وهذا شيء نقَله إليّ أيضاً. هو متواضع جدّاً وبسيط ومرحّب، بابه مفتوح للجميع وهذه سياسة يعتمدها دائماً، كما يؤمن بي وبالأشخاص المحيطين به إذ يعتقد أنّهم أوصلوه إلى ما هو عليه اليوم."

الثقة هي المفتاح
عند سؤالنا شيخة عن علاقتها بوالدها، تجيبنا قائلة: "أصبحت علاقتنا أقوى على مرّ السنين. ومع تطوّر هذه العلاقة، ازدادت ثقتي في التعامل معه." وتوضّح لنا: "لقد أثّرت فيّ كثيراً تجربة العمل مع والدي على المستويين المهنيّ والشخصيّ وعلّمتني كيف أكون أكثر ثقةً بنفسي." ويظنّ السيّد النويس أيضاً أنّ ابنته تتمتّع بثقة كبيرة في نفسها ويؤكّد لنا: "هي تفعل ما تؤمن به وهذا ما أحبّه كثيراً فيها. وعندما نعطيها أيّ مهمّة تنفّذها فوراً."

لدينا الكثير من القواسم المشتركة
وفيما نتساءل عن القاسم المشترك بينهما على المستوى المهنيّ، يجيبنا سعادة ناصر النويس قائلاً: "لدينا الكثير من القواسم المشتركة. فنحن نحبّ الناس ونهوى مساعدتهم وخدمتهم، ونعامل الجميع بمساواة ومن دون تمييز وهذا جزء من نجاحنا. نحن صبورون ولا نستاء بسرعة، وبالإضافة إلى ذلك تربطنا علاقة جيّدة مع موظّفينا."

كيف تعبّر شيخة عن حبّها لوالدها وهل تتغيّر علاقتهما في العمل؟ تجيبنا على الشكل التالي: "هو يبقى والدي في العمل ولكنّني أتلقّى الأوامر منه وأحبّ أن أتحدّى نفسي لأنفّذ المهام وأثبت لنفسي أنّه بمقدوري ذلك. أهتمّ كثيراً لأمره ويسعدني أن أرى أنّه فخور بما أنا عليه اليوم." وتشاركنا في هذا الإطار هذه الذكرى العزيزة على قلبها وتقول : "كنّا مؤخّراً في رحلة عمل في السعودية وكانت مهمّة جدّاً بالنسبة إليّ لأنّ والدي كان يرافقني في حين أنّه لا يسافر معي عادةً في الرحلات المهنيّة. وخلال أحد اجتماعاتنا مع وكيل وزارة السياحة، مدحني ورأيتُ في عينيه مدى فخره بي وفي تلك اللحظة تأثّرت كثيراً ."

قدّموا لبناتكم أفضل تعليم
من أهمّ الدروس التي تعلّمتها شيخة من والدها تشاركنا ما يلي: "أحبّي ما تفعلينه وافعلي ما تحبّينه ولا تساومي يوماً على قيم النزاهة ومبادئها. حافظي على مبادئك ودعيها ترشدك في كلّ ما تفعلينه وأحبّي الناس. كوني عادلة في كلّ شيء ولتكن آراؤك مستقلّة دائماً ولا تكوني متحيّزة."

في الواقع، ينصح سعادة ناصر النويس جميع الآباء الذين يربّون بناتهم اللواتي سيعملنَ معهم في يوم من الأيّام بالآتي: "قدّموا لبناتكم أفضل تعليم، ولا تسمحوا لهنّ بالعمل معكم من البداية فيجب أن يختبرنَ قبل ذلك العمل في شركات أخرى. يجب أن تجعلوهنّ يشعرنَ بأنهنّ لسنَ هنا لأنّهنّ بناتكم، بل هنّ جزء من الشركة وعليكم تعليمهنّ على العمل من الخطوة الأولى وصولاً إلى أعلى المراكز ومنحهنّ الثقة للقيام بالوظيفة بأنفسهنّ."

يختتم الأب الفخور بابنته حديثه معنا بهذه الكلمات النابعة من القلب: "أنا محظوظ وسعيد وفخور جداً لأنّ شيخة ابنتي، فقد جعلت حياتي وعملي أسهل بكثير. لقد ساعدتني كثيراً، وأظنّ أنّها فعلت الكثير من الأمور لتسعدني، وقد وجَدت حلولاً لمسائل عدّة بنصيحتي أحياناً وبجهودها الخاصّة أحياناً أخرى". 

أمّا شيخة فتختتم بدورها بهذه الكلمات المؤثّرة: "أبي هو سندي وقدوتي ومصدر إلهامي. أكتشف شيئاً جديداً عنه كلّ يوم. وأقدّر فعلاً أنّه يؤمن بي. وأشعر بالفخر والامتياز والحظّ الكبير لأنّني عملت معه طوال هذه السنوات وآمل أن أستكمل إرثه. كذلك سرّ نجاحنا الحقيقي هو دعاء أمّي ودعمها اللامحدود وإيمانها بقدرتنا على تحقيق أيّ شيء نطمح له... حاضرنا ومستقبلنا هو من صنع أمّي!" 

اقرئي أيضاً: Nadine Kaadan: يستحقّ كلّ الأولاد أن يروا أنفسهم في القصص التي يقرؤونها

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث