مركز SEA BEYOND يفتتح أبوابه والهدف مستقبل أكثر استدامة

في خطوةٍ ملفتة وهادفة توّجهنا مع مجموعة Prada إلى مدينة البندقية الإيطاليّة لنشهد على افتتاح المركز الإيطالي الأوّل والوحيد المخصّص لمحو أمية المحيطات.

ومن البندقيّة، توجّهنا إلى الجزيرة القريبة منها "San Servolo" حيث يقع هذا المركز، وهناك غصنا في عالم البحار وتعرّفنا أكثر على أهميّة العمل على الحفاظ على الثروة البحرية.

تأتي هذه المبادرة كتعاون ما بين مجموعة Prada واللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية التابعة لليونسكو وتحمل المبادرة عنوان SEA BEYOND وهي بمثابة مشروع لزيادة الوعي لدى الأجيال الشابة بقضايا الاستدامة والحفاظ على المحيطات وهو مشروع كان قد بدأ منذ عام 2019 ليتجلّى اليوم بخطوة أساسيّة وكبيرة ألا وهي هذا المركز المميّز الذي من شأنه أن يساهم في زيادة نسبة التوعية علّه يكون مقصداً للكثير من ورش العمل والتلاميذ والسيّاح.

يكتسب اختيار الموقع أهميّة ملموسة ورمزيّة حيث تمثّل المنطقة مثالاً فريداً نظراً لعلاقة البندقيّة والجزر المحيطة بروابط ثلاثة ملفتة تشكّل أساس الحياة فيها وهي: البرّ، البحر والبشرية، ما جعل الدول الأعضاء في اليونسكو يختارون البندقية كمدينة تهدف للعمل على محو أمية المحيطات واستعادة علاقة المجتمع بالمحيط.

يأتي هذا المركز ليكون مكاناً مصمّماً ليشهد أنشطة عدّة مصمّمة لتعزيز الحوار بين الطلاب والمجتمعات المحلية والباحثين والمقيمين وكذلك السيّاح حيث أنّ الهدف الأساسيّ منه ومن هذه الأنشطة هو الحسّ على التفكير النقدي في علاقة الإنسان مع المحيط والبحار والبحيرات وتبنّي سلوكيات إيجابية من أجل مستقبل أكثر استدامة وتحويل المعرفة الى أفعال.

يعدّ هذا المركز ٍ إنجازاً حقيقياً ودلالة على متانة الشراكة بين مجموعة Prada واللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات التابعة لليونيسكو وهو مثالاً على العمل الجماعي الذي بدأ منذ 2019 وترسّخ تحديداً على مدار السنوات الثلاث الماضية. - لورينزو بيرتيلي، Prada Group Head of Corporate Social Responsibility

خلال جولتنا في المركز، استوقفتنا ثلاثة مساحات أو غرف أساسيّة وكذلك التجربة الفريدة والتفاعلية لاكتشاف ما بداخل الغرف والاطّلاع على المعلومات حيث تركّز الغرفة الأولى على خريطة بعنوان “ عالم الجزر” رسمها الجيوفيزيائي وعالم المحيطات، Athelstan Spilhaus وذلك عام 1942 والتي تُصوّر المحيط ككتلة مائية واحدة مترابطة وتأتي هذه الخريطة كمُجسم ثلاثي الأبعاد يعكس سطحاً مائياً، على ارتفاع ٦٠ سنتيمترًا عن سطح الأرض ويرافق هذه الخريطة عرضاً صوتياً ما يجعل التجربة تفاعلية بامتياز.

في الغرفة الثانية، تحتل بحيرة البندقية مركز الصدارة؛ حيث تعرض على طاولة مُجسّمة ثلاثية الأبعاد ومُثبتة على جدار ذي نوافذ تُضفي تواصلاً بصرياً مع المشهد الخارجي. تعكس هذه المساحة بُعداً محلياً كونها توضح عمليّة المد والجزر في منطقة تُشكّل حاجزاً بين اليابسة والبحر، حيث تُؤثر التبادلات الهيدروديناميكية على درجات الحرارة والملوحة والتيارات، وتُشكّل الموطن بأكمله.

أما الغرفة الثالثة، فتحمل عنوان " The Power of Actions" وتركّز على البعد الإنسانيّ وأهميّة أن يأخذ الإنسان الإجراءات اللازمة وذلك من خلال لعبة أرضية على شكل جزيرة سان سيرفولو، صُممت بالتعاون مع مصمم الألعاب لوكا بورسا، وتتحدى الزوار الشباب لإنشاء مشروعهم الخاص لمحو الأمية البحرية. كذلك، توفّر المكتبة الممتدة على طول جدار المركز، والمُزودة بكراسي ومجموعة متنوعة من الكتب للتصفح، البيئة المثالية لهذا النشاط. أخيراً، تأتي الشاشات التفاعلية في هذه الغرفة لتقدّم معلومات عن أربع مبادرات تعليمية، بما في ذلك بعض المبادرات التي تُروج لها منظمة SEA BEYOND عالميًا، بهدف إلهام المستخدمين. يروي القصص كلٌ من: Carmelo Isgrò، عالم الأحياء ومؤسس متحف MuMa Museo del Mare في ميلاتسو، صقلية؛ وMeghan Marrero من الرابطة الوطنية لمعلمي البحار (NMEA)، التي تُشجع المدارس على السعي لتصبح مدارس زرقاء؛ و Carlo Barbante، أستاذ علم المناخ القديم في جامعة Ca’Foscari University of Venice، والمدير العلمي لمشروع "اتبع الجليد - ذاكرة الأنهار الجليدية"؛ و"مركز المحيط الواحد One Ocean Hub"، وهو برنامج بحثي يركز على استدامة المحيطات والحفاظ عليها.

أخيراً، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ قيم الاستدامة تتجلّى في هذا المركز حيث تأتي الأرضيات مصنوعة من المحار والأصداف البحرية بالإضافة إلى الخشب المعاد تدويره. كما يضم المركز نظامًا تفاعليًا خاصًا به لتنقية المياه، مزودًا بنظام لتقليل الاستهلاك إلى أدنى حد. 

العلامات: UNESCO Prada

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث