حياة الرجل فوضى... دون المرأة

المرأة والرجل كل منهما يكمل الآخر. فدور المرأة في حياة الرجل له أهمية بالغة، فهي مسكنه وملاذه، سر بيته وسنده. لا يستطيع الرجل أن يستغني عن وجود المرأة، لكن يمكن للمرأة بدورها أن تعتمد على نفسها دون حاجة حقيقية لوجود الرجل.

أظهرت دراسة أمريكية شملت 76.000  شخص، في العام 1989  وفي العام 1997 على التوالي، أن الرجال العازبون أو الذين يفضلون البقاء دون زواج يموتون في سن مبكرة. كما أشارت الدراسة الى أن نسبة الوفيات ارتفعت أيضاً لدى الأزواج الذين فقدوا زوجاتهم.

دراسات وأبحاث

أكدت دراسة قام بها ثلاثة من الأساتذة في كلية الصحة العامة بجامعة "جون هوبكنز" بالولايات المتحدة، أن الزوج يشعر بالكآبة عندما تغيب عنه زوجته لفترة طويلة. وبعض من الأزواج الذين تتراوح أعمارهم ما بين 55 و64 عاماً، يهملون طعامهم وأعمالهم ومظهرهم الخارجي ويلزمون البيت في حالة غياب الزوجة. كما تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الوفيات بين الرجال الذين فقدوا زوجاتهم تصل إلى 63%  مقارنة بالأزواج الذين ينعمون بحياة زوجية سعيدة.

كما أظهرت دراسة برازيلية مختصة بالشؤون الاجتماعية والمرأة، أن ما يميز المرأة عن الرجل، هو أنها كائن يستطيع القيام بعدة مهمات. فهي تتمتع بمعرفة وبقدرات طبيعية للقيام بالواجبات المنزلية، إضافة إلى قدرات أخرى وعلى رأسها الحمل والإنجاب والتمتع بالصبر لتربية الأولاد ومرافقة مسيرة حياتهم. وأشارت الدراسة بأن المرأة هي العمود الفقري لحياة جميع المجتمعات في العالم، وأهميتها بالنسبة للرجل تأتي على رأس قائمة الأولويات. وأضافت الدراسة أيضاً، إلى أن المرأة قادرة على تذكر التواريخ، وقياس الوقت وتحديد الأوقات المناسبة للقيام بكل مهمة من مهامها في الحياة. ومما هو جدير بالذكر، على حد قول الدراسة، أن المرأة هي أكثر قدرة على التعامل مع العنوسة، لأنها لا تحتاج للرجل في تنظيم حياتها، أما الرجل فهو الذي تتحول حياته إلى فوضى من دون زوجته.

المرأة لا تتأثر بغياب الزوج

يفسر هذا السلوك عالم النفس الأمريكي "جون ديلا واني" قائلاً:" إن الرجل لا يستطيع الحياة من دون المرأة، بينما تستطيع المرأة أن تعيش من دون الرجل. كما أن الرجل يعتمد على المرأة بدرجة أكبر في الحفاظ على توازنه النفسي والعقلي. ويرتبط الرجل بالمرأة منذ الطفولة لارتباطه بأمه، وعندما يصل إلى مرحلة الشباب تصبح المرأة محور حياته. أما السر وراء عدم استغناء الرجل عن المرأة فتؤكده عدة إحصاءات خلاصتها، أن الرجال غير المتزوجين أكثر إصابة بالأمراض العضوية والنفسية، كما أنهم أقصر عمراً. بينما تؤكد الدراسات نفسها أن النساء اللاتي يعشن حياتهن من دون زوج تكون صحتهن أفضل.

تعليق أهل الإختصاص على الدراسات

علق استشاري علم النفس والسلوكيات الأسرية "ماجد قنش" على الدراسات الآنفة الذكر، قائلاً: إن مثل هذه الدراسات قد تكون صحيحة في المجتمعات الأوروبية والأمريكية لكن لا تنطبق بالكل على مجتمعنا العربي وبالأخص السعودي، لكون الرجل في مجتمعنا يستطيع الخروج والسفر حيثما شاء ووقت ما شاء ولا يوجد ما يمنعه من ذلك، ولكن الرجل في هذه الحالة يشعر بالفقدان وليس الكآبة. وأضاف على الجزئية التي تقول، "بعض الأزواج الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 سنة يهملون طعامهم وأعمالهم ومظهرهم الخارجي ويلزمون البيت في حالة غياب الزوج" أعتبرها مطابقة للواقع بشكل كبير، وذلك لكون الرجل تعود على وجود زوجته معه، مؤكداً أن لكل قاعدة شواذ. وبخصوص ما قيل أن "نسبة الوفيات بين الرجال الذين فقدوا زوجاتهم تصل إلى 63% مقارنة بالأزواج الذين ينعمون بحياة زوجية سعيدة، أعتبرها الأخصائي" قنش" أنها صحيحة إلى حد ما وليس بالمطلق، وذلك بسبب وجود أزواج كثيرين مازالوا على قيد الحياة حتى بعد فقدانهم لزوجاتهم. أما فيما يخص تحليل عالم النفس الأمريكي "جون ديلا واني" فأشار إلى أن التحليل يتفق مع الصواب بدرجات عالية جداً. وأضاف قنش أن الفئات العمرية التي تكون أكثر تأثراً بالأمر لدى الرجال تكون في العقد الرابع وما فوق، وتعود أسبابه إلى ما يلي:

شعور الرجل بالوحدة في ظل غياب زوجته عنه.

غيرة الرجل وخاصة عند اجتماعه مع أصدقائه وحديثهم عن زوجاتهم، حيث يشعر حينها بفقدانه لنصفه الأخر، وهذا ما يؤثر على نفسيته.

وعن الأسباب التي تجعل المرأة أقل تأثراً بغياب الرجل في حياتها، أوضح قنش قائلاً:" نظراً لتنشئة المرأة بضرورة اعتمادها على نفسها، ورعايتها للآخرين، وقدرتها على القيام بعدة أدوار اجتماعية في ذات الوقت، فهي بإمكانها العيش وترتيب شؤونها بمفردها ، وتجمع بين دور الأم والأب، وتعتبر أكثر صبراً وتحمل من الرجل، ومحاولتها التطور المستمر في حياتها، وإشغالها نفسها بأمور عديدة.

الرأي النفسي والتربوي

أشارت الاستشارية النفسية والتربوية والمدربة والمستشارة في المجلس العربي وعضو هيئة الأمم المتحدة الدكتورة "سحر رجب خلق الله " أن المرأة والرجل يكملان بعضهما البعض، لأنهما شريكان في مركب واحد. فبتلاحمهما يصنعان أسرة مكتملة القوام تتحمل المسؤولية، لذلك نجد أن بعض الرجال يتزوج بعد وفاة زوجته للقيام على شؤونه ورعايته والاهتمام به شخصيًا أو مع أطفاله.

وأوضحت أن هناك مقولة تردد عند تعزية الرجل بقول المعزين له "جدد الله فراشك". كل هذه الأمور تؤكد أن الرجل لا يستطيع العيش بدون امرأة، عكس المرأة التي بعد ترملها يرددون على مسامعها "صبرك الله وأعانك على تربيتهم"، ومن هنا نجد أن الزوجة تتحمل على عاتقها مسؤولية الأب والأم بذات الوقت.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث