جولة خاصة في معرض Corps et Âmes في Bourse du Commerce – Pinault Collection مع Sara Abou-Khalil

مرحباً بجميع متابعات ماري كلير العربية! لقد عادت المستشارة وجامعة الأعمال الفنّية Sara Abou-Khalil إلى باريس وستصطحبنا في جولة خاصة في معرض Corps et Âmes في Bourse du Commerce – Pinault Collection. 

في العام 2016، أعلن السيد Francois Pinault عن خطته لإيواء مجموعته الفنّية في Bourse du Commerce، وهو معلم باريسي شهير له تاريخ عريق. 

هل سبق لك أن زرت هذا المكان؟

في القرن السادس عشر كان مقرّ Catherine de Médici التي كانت واحدة من أكثر الملكات الوصية على العرش نفوذاً في فرنسا. ولم يتبقّ من تلك الفترة سوى Colonne Médicis الغامض. 

وفي القرن الثامن عشر، أصبح سوقاً دائرياً للحبوب (Halle au Blé) والأول من نوعه، وكان له قبّة خشبية مبتكرة استُبدلت في ما بعد بقبّة حديدية تظهر قوة النظام الملكي في ذلك الوقت. 

ثمّ في القرن التاسع عشر، تم تحويله إلى بورصة باريس التجارية أو Bourse du Commerce التي كانت بمثابة بورصة السلع الزراعية في المدينة.

واليوم، أصبح معلماً من معالم الفنّ المعاصر، يجذب الزوّار من جميع أنحاء العالم. 

وكما يوحي اسم المعرض، Corps et Âmes أي "الجسد والروح"، هو يركّز على مواضيع الهوية والضعف والروحانية والمرونة الإنسانية، وهي مواضيع عالمية مهمّة أكثر من أي وقت مضى في عالم اليوم. يضم المعرض حوالى 100 عمل فنّي لحوالى 40 فناناً مختلفاً مثل Marlene Dumas و Georg Baselitz و Niki de Saint Phalle و William Kentridge و Ali Cherri وغيرهم الكثير. 

أعجبتني منحوتة Georg Baselitzبالحجم المبالغ فيه، والتي تصوّر الفنّان نفسه وهو طفل، ولكنّها تحمل وجهين أيضاً. أوليس لدينا جميعاً أوجه وطبقات مختلفة ومتعدّدة؟ 

أريد أيضاً أن أتوقّف قليلاً للتحدّث عن الفنّان اللبناني علي شرّي الذي ولد ونشأ خلال الحرب في لبنان، وهو فنّان متعدّد التخصّصات وسينمائي معروف بأعماله التي تستكشف التاريخ وعلم الآثار وعلاقة الجسد بالصدمة والنزوح. في بعض الأحيان، تبدو أعماله أثرية ومستقبلية في آن واحد. فتتحدى التاريخ من جهة ومفهومنا للقطع الفنّية التي تستحقّ أن تُعرض في المتاحف من جهة أخرى، فهو غالباً ما يشتري قطعاً وتحفاً أثرية متجاهلة من المزادات، ليعيد استخدامها ويمنحها المكانة التي تستحقّها في المتاحف.

هذه المجموعة الخاصة من الأعمال مستوحاة بعمق من فيلم Jean Cocteau بعنوان The Blood of a Poet عام 1932، والذي يتناول فيه مواضيع الذاكرة ومرور الزمن ودور الفنّان كمراقب ومبدع في آنٍ واحد. 

وفي حين أنّ هناك طبقات متعدّدة في منحوتات علي التي تتّخذ أشكالاً مختلفة ومتنوّعة، إلّا أنّني أجد فيها أيضاً الكثير من الأمل والعملية. إذا نظرنا إلى القطعة التي يطلق عليها اسم Little Lucy على سبيل المثال، ومن دون معرفة التاريخ أو الأسطورة الكامنة وراء العمل، نرى أنّها تتمحور حول فكرة أن يكون لدينا عينان تنظران إلى الأمام ورجلان للمضي قدماً، فتجسّد موضوع الأمل. 

وبينما بدأنا مع Georg Baselitz الشاب، فإننا نختتم مع 8 صور ذاتية لنسخة أكبر سناً وضعيفة من الفنّان، لكنّها لا تقلّ شموخاً عن باقي الأعمال، وربما تمثّل عظمة الروح رغم شيخوخة الجسد. 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث