تولي المرأة بطبعها العاطفي أهمية كبرى لجميع العلاقات التي تربطها بمحيطها الإجتماعي، فتراها تثمن علاقاتها بصديقاتها وتحاول جاهدةً الحفاظ عليها، في الوقت الذي تبذل فيه كل ما في وسعها لإسعاد أسرتها وزوجها. لكن ماذا لو خيرت المرأة بين قضاء الوقت مع زوجها أو صديقتها، فمن تراها تختار؟
الصداقة في الصدارة!
في استطلاع للرأي أجرته إحدى الجامعات الألمانية في هامبورغ، وتضمّن شريحة كبيرة من النساء اللاتي تتراوح أعمارهنّ بين 25 و55 عاماً، احتلّت الصداقة قائمة الأولويات في حياة المرأة. فقد أكّدت 97 في المائة من النساء المشاركات في هذا الاستطلاع مدى أهمية وجود صديقة يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها في حياة المرأة. في حين تحدّثت 95 في المائة منهنّ عن ضرورة الزواج وارتباط المرأة بشريك حياتها.
أين علم الاجتماع من هذا؟!
تقول الأخصّائية في علم الاجتماع، مريم محمود، "إنّ الإنسان كائن اجتماعي؛ لذا فإنّه يختبر في حياته العديد من العلاقات الإنسانية التي تؤثر بطريقة أو بأخرى على حياته. وبالتالي، عندما تُخيّر المرأة بين قضاء الوقت مع زوجها أو مع صديقتها المفضّلة، فإنّه يصعب عليها الميل إلى طرف دون آخر، نظراً لأهميتهما معاً. فالصداقة هي تلك العلاقة الصادقة التي تخلو من الأطماع وتكسر قيود الوحدة لتجمع بين شخصين. فالمرء في مسيرة حياته يحتاج إلى من يقدم له الدعم النفسي والمعنوي، وإلى من يثني على جهوده عند تحقيق النجاح، وإلى من يبادره بعبارات التشجيع في لحظات الوهن والضعف.
وفي المقابل، فإن العلاقة الزوجية هي ذلك الرباط المقدّس الذي يوحّد بين روحين، فيمسي الزوج شريك الأفراح والأتراح، ويتقاسم مع الزوجة هموم الحياة ومسرّاتها. وبالتالي، فإنّه من المهم جداً، أن تخصّص المرأة في حياتها الوقت لقضائه مع زوجها، دون أن تهمل أهمية قضاء جزء من هذا الوقت مع الصديقات. على أن توجد دوماً نوعاً ما من التوازن ما بين هاتين العلاقتين. حيث أنّ الإفراط في إيلاء الصداقة أهمية كبرى من خلال منحها كلّ الوقت، قد تثير غيرة الرجل وربما تشعره بإهمال وعدم اهتمام من قبلك، وقد يحدث ذلك في كثير من الأحيان شرخاً في العلاقة الزوجية ويزيد من التباعد بين الشريكين. كما إنّ عدم وجود صديقة في حياة المرأة، قد يضيّق الخناق عليها، لا سيّما أنّ المرء يجد في صديقه متنفساّ للإفصاح عن هموم ومشاكل لا يمكن البوح بها دائماً للزوج، فقد يكون أحياناً سبباً مباشراً فيها".
