
في هذا العصر ومع التطور السريع لثورة تكنولوجيا المعلومات، يرى البعض في ظل سهولة التواصل والإتصال أن الاشتياق فقد معناه والحب فقد رومانسيته الجميلة. في حين يرى البعض الآخر أن الحب إحساس راق لا علاقة له بالزمان أو المكان.
وردة وقلب وقبلة إلكترونية
أبدت ربى عجور رأيها بالحب في ظل العولمة فقالت: " الحب في أيامنا هذه يختلف عن الحب في العقود السابقة. فاليوم لم يعد هناك أنطونيو الذي يقبل على الانتحار بمجرد سماعه نبأ موت حبيبته. لقد أصبح العشاق الآن يتصرفون بواقعية أكثر". وأضافت:"حالياً، يفقد الإتصال بين العشاق معناه الجميل. فالإتصال الحقيقي يكون من خلال العين ولغة الجسد والإنطباعات الفعلية التي تجسد مفهوم الحب و تعززه وليس عبر الإنترنت". كما أكدت هند بقلة على أن الحب يفقد الإحساس والمشاعر عند التعبير عنه برموز إلكترونية، وقالت:" كلمة أحبك أصبح يُعبر عنها برمز للقلب. ولقد استبدلت تلك الوردة الحقيقية التي يفوح منها عادةً عبق الحب بأخرى إلكترونية. وتضيف: " في السابق كان الشعراء يقضون حياتهم ينظمون المئات من القصائد يمتدحون فيها حبيبتهم، كما هو الحال مع الشاعر "بترارك". أما الآن فالرجل يقضي جل وقته بطريقة عملية يسعى خلالها في تأمين رزقه".
تغيرت المفاهيم
عند سؤالنا عن مفهوم شوق الحبيب للحبيبة في الزمن الحاضر، أجابت يارا ( 34 عاماً ) :" تغيرت مفاهيم الحياة بمعانيها بشكل كبير، مثلاً لم يعد الفرد يشعر بالشوق بالمفهوم القديم. ففي الماضي كان جميل ينتظر الصدفة لتجمعه بحبيبته بثينة وتكون هذه اللحظة من اللحظات التي تطبع في ذاكرته وذاكرة حبيبته، ما أوجد حالة دائمة من الاشتياق. أما الآن فلم يعد البعد يضرم نار اللهفة للقاء الأحبة، وذلك بسبب وسائل الاتصال التي تؤمن التواصل في كل الأوقات بالصوت والصورة."
الجمع بين الماضي والحاضر
في حديثها عن طرق التعبير عن الحب قالت فوز شقير:" الطريقة الوحيدة للتعبير عن الحب الحقيقي سواء أكان في الزمان القديم أم في هذا العصر، هو من خلال التواصل الصحيح والصادق. والميزة الإيجابية للتكنولوجيا في أيامنا هذه أنها أتاحت لنا فرصة التواصل مع أحبائنا. لقد اتخذت وسيلة التعبير ذلك الجانب الإستهلاكي والتجاري بعيداً عن المشاعر الحقيقية، ولعل هذا ما يفقد الحب معناه وبهجته. أنا أفضل الإعتدال في طريقة التعبير عن الحب فأجمع بين الأساليب التقليدية كحب جولييت لروميو والأساليب الحديثة التي تواكب عصرنا."