Tûba Büyüküstün Exploring the Depths of Life

اسم Tûba، الذي لا ينبغي الخلط بينه وبين Tuba، يعني الخير والبهجة والجمال. وتدلّ كلمة "طوبى" بالعربيّة أيضاً على إسم شجرة كبيرة لها جذور في الأعلى وأغصان في الأسفل، ويُعتقد أنّها موجودة في الجنّة. تجسّد النجمة التركيّة الاستثنائية Tûba Büyüküstün اسمها على أكمل وجه. ليس فقط كممثّلة عالميّة رُشّحت بفخر لنيل جائزة Emmy، ولكن أيضاً كصديقة حقيقية.

التصوير: Pablo Saez، رئيسة التحرير: Farah Kreidieh، الإدارة الفنّية والتنسيق والحوار: Inan Kirdemir، الشعر: Alexis Parente، المكياج: Ania Greszczuk، الإنتاج في الموقع: Inka Colli، الإنتاج: Kristine Dolor

الإطلالات كلّها من Saint Laurent by Anthony Vaccarello

كما الشجرة الأسطوريّة، تتمتّع Tûba بروح حرّة، وتمتدّ جذورها إلى الأعلى مثل روح حرّة تتوق إلى الاكتشافات بدلاً من البقاء متجذّرة في الأرض. هي ليست مجرّد ممثّلة موهوبة إذ تتميّز بشخصيّة فريدة من نوعها، لا تشبه أحد. تعيش حياتها وفقاً لقيمها ومبادئها الخاصّة ولا تخشى أن تتبع قلبها ومشاعرها. وربما هذا هو شعور السعادة؛ أن نعيش في زمننا الخاص. فتخبرنا بينما تتناول قضمة من البطاطا المقلية في مطعمي المفضّل في فندق Hôtel Costes، في باريس: "أعتقد أنّنا نكون سعداء إذا كنّا سعداء بما نفعله، أو بالمكان الذي نختار أن نكون فيه، أو بالكلام الذي نقوله ونعنيه أو بالأمور التي نصمت عنها... إذا استطعنا أن نقف بثقة وبصدق في تلك اللحظة، نكون سعداء."

وعند الحديث عن الحياة مع Tûba، نشعر وكأنّنا نغوص في أعماق بحر لا متناهٍ. وفي هذه المياه التي ترمز إلى الحياة والمعنى، هي لا تبحر على السطح بل تستكشف أعماقها بفضول وشغف، إذ يختبئ عقلها وروحها في قاع البحر... وتقول لنا مبتسمة: "ربما حان الوقت لأتعلّم أن أطفو على السطح قليلاً. أنا أسعى جاهدة لأكون حقيقية وأعيش هذه الحياة على طبيعتي. بعيداً عن التظاهر والتكلّف قدر الإمكان. كانت هناك أوقات احتميتُ فيها وراء درع واقٍ، وما زلتُ أفعل ذلك أحياناً، لكنّني أريد أن أمضي في الحياة بأكثر الطرق شفافية، رغم كل شيء، وحتّى الألم... الشفافية هي أفضل كاشف للحقيقة في هذه الحياة، وهذا هو المبدأ الذي أعتمده في حياتي. إذ تكشف الشفافية الزيف وتبرز الأصالة، تماماً كما تصفّي المياه الشوائب وتظهر الجوهر."

وبالحديث عن المياه، هي تصف حالتها الذهنية الحالية كأنّها بحر متلاطم الأمواج. فتقول: "لقد انتقلت من فترة كانت فيها المياه ساكنة إلى فترة كان المد والجزر فيها سريعاً جداً. تخيّلي أنّك تسبحين في مياه عالية وفجأة تجدين نفسك في قاع البحر." في نهاية المطاف، الإبداع الحقيقي يزدهر في وجه العواصف، وبعد كلّ عاصفة لا نبقى كما نحن. وتضيف قائلة: "أشعر أنّني في خضمّ التغيير، ولا شكّ في أنّ التغيير يتطلّب بعض الألم. أنا أقدّر الطريق الذي قطعته لأصل إلى ما أنا عليه اليوم، لكنّني الآن أتطوّر وأنا متحمّسة للمستقبل. لقد كنت أكثر هدوءاً وتحديداً ووضوحاً وحقّقت نجاحاً كبيراً من خلال السير مع التيّار، لكن الأمور تأتيني مؤخراً فجأة ويمكن أن ترفعني وتلقي بي إلى الأسفل، لكن لا بأس بذلكً. أحاول أن أفهم مساري الجديد هذا. وبعد كلّ التأملات والتساؤلات الذاتية التي أجريتها مع نفسي، لا يوجد شيء أكثر جدوى من اكتشاف جوانب جديدة من نفسي".

وفي عالم يفرض معايير جمال صارمة، تبرز Tûba بجمالها الطبيعي الخلّاب. فهي تتميّز بعينيها الخضراوين الآسرتين وجمالها الطبيعي، وهي ترفض أن تكون مجرّد صورة مثالية وتفضّل التقدّم في السنّ بكلّ تألّق بدون تحسينات وتعديلات. تتّسم أيضاً بتواضعٍ بالغ، لدرجة أنّها ترفض أي مجاملة، حتى من أقرب الناس إليها. فتقول: "ربما تبدو الأمور مختلفة لمن ينظر إليّ من الخارج، لكنّني لا أرى نفسي من الخارج. يتمتّع كلّ شخص بتصوّراته وتعبيراته الخاصّة. ولديّ ملامح لا أحبّها في نفسي لكنّني أتقبّلها بكل فخر."

هي لا تحبّذ الحكم على الناس، لكن إبداء الرأي لن يضرّ. "لا ينبغي لأحد أن يدمّر ميزاته الخاصّة. أنا أؤيد التدخلات التجميلية البسيطة، فقط إذا كانت لا تؤدّي إلى فقدان الملامح المميزة. إذا كانت شفتيك رفيعتين وتجعلانك تبدين طبيعية، حافظي عليهما. وإذا كان لديك أنف مقوّس فهذه إحدى خصائص وجهك وهي ميزة بارزة. عندما تغيّرينها، فإنك تدمّرين قوّتك."

وبينما كانت تردّ على مكالمة هاتفية سريعة من ابنتيها التوأمين، رحت أفكّر كم هو رائع أن تكون لدى المرء أمّ مثل Tûba، فتكون الأمّ والصديقة المقرّبة في آن واحد. "ما دامتا تعيشان بصدق، سأظل أكثر الأمّهات رضا على وجه الأرض. أنا لا أريد أن أفرض شيئاً عليهما في المستقبل، أريدهما فقط أن تشعرا بالرضا عن أي شيء تختارانه."

كما أنّ الوعي بالذات هو أكثر ما يهمّها. سواءً في حياتها الشخصية كأم أو كممثلة عالمية محترفة: "إذا لم يكن المرء واعياً بنفسه، فما الفائدة من عيش هذه الحياة؟ ففي نهاية المطاف، أنت تعيش هذه الحياة مع نفسك، وليس مع شخص آخر."

في اللغة التركية نتكلّم عن تحميل أنفسنا مسؤولية أخطاء الآخرين. وقد يكون هذا هو أكبر صراع لها. فتقول لنا بينما تضحك بصوت عالٍ مع بصيص أمل صغير تحمله بين يديها من أجل بعض التغيير في المستقبل القريب: "أبدأ دائماً بتوجيه اللوم إلى نفسي، مهما كان الأمر. وإذا ما لمتُ شخصاً آخر، أتذكّر أنّني قد لمتُ نفسي أكثر من مرّة من قبل".

ومع المعجبين الذين يأتون إلى طاولتنا ويطلبون التقاط الصور معها، أجد صعوبة في مواصلة المقابلة. لا تهتمّ Tûba بالشهرة والأضواء، لا بل تكرهها حتى! وهذا هو سبب لطفها الشديد عندما يقترب منها المعجبون. ”أحد المحاور الرئيسة لوجودي هو العثور على نفسي وتذكّر نفسي. ماذا كنت قبل كلّ هذا؟ كلّما كبرنا، ننسى أنفسنا. لكن يجب أن نتذكّر من نحن، وما هي قيمنا. إذا كانت شهرتي تساهم في معنى أوسع، يمكنني أن أقبلها، وإذا لم تكن تفعل، فلا فائدة منها!"

وكانت لمديرة أعمالها Yasemin Özbudun الملاحظة الأخيرة حيث قالت: "إنّها شرهة في الطعام فقط، وما عدا ذلك فهي ليست نهمة في الحياة". وقد أحسنت القول فعلاً. هذه هي صديقتنا Tûba، ونحن نحبّها لما هي عليه!

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث