في عالم الدراما العربية الواسع، يضيء كلّ من معتصم النهار ونور علي سماء الفن بوهجهما الساطع وموهبتهما الاستثنائية. بعد نجاحهما الباهر في مسلسل "لعبة حب"، يأخذاننا في مغامرة خاصة تكشف خفايا العمل والمجهود المبذول وراء الكواليس. ففي حوار شيّق وحصريّ، يصطحبنا النجمان المتألّقان في رحلة إلى عالمهما الشخصي والمهني، لنكتشف الدوافع والتحديات والإنجازات التي صاغت مسيرتهما الفنية، ونغوص معهما في أعماق تحضيراتهما للشخصيات، ونكتشف سرّ التناغم الرائع الذي يجمع بينهما على الشاشة.
التصوير: Mohamad Seif، الإدارة الفنّية: Farah Kreidieh، تنسيق إطلالات معتصم النهار: Elio Moussallem، تنسيق إطلالات نور علي: Omar Abdulghani، الشعر: Bob Hair Design لدى Assaad Hair Design، المكياج: Moe Maanieh، الموقع: BOHA، الإنتاج: Kristine Dolor، المجوهرات كلّها من Tiffany & Co.
حوار مع معتصم النهار
تلعب العائلة دوراً محورياً في حياتك. هلّا تشاركنا درساً أو قيمة مهمّة غرستها عائلتك في نفسك وتحملها معك في حياتك المهنية والشخصية؟
بعد الزواج وبعد أن رزقني الله بابنتي ساندرا، شعرت بالمسؤولية. في البداية، كانت مسؤولية الأب تجاه ابنته، ثم كبرت وتوسعت بداخلي، ونمت عندي فكرة المسؤولية بشكل عام. فأصبحت مسؤولاً عن كل شيء: عن نفسي، وعائلتي، وبيتي، عن أفكاري ومشاعري، عن عملي، وعن شخصيتي التي تعتمد بشكل كبير على طبيعة عملي. وطبعاً مسؤوليتي تجاه زوجتي وأن أكون إنسانًا صالحًا أقدّر العائلة وأعمل على الحفاظ عليها لنستمر في الحياة. فعائلتنا وزواجنا جزء من عملنا وهما يشكلان نصف حياتنا. هذه المسؤولية التي ولدت مع ولادة ساندرا ساعدتني كثيراً في تحقيق أحلام وإنجازات اليوم. كلها نتيجة المسؤولية التي ولدت مع ولادة ساندرا.
كيف تتعامل مع ضغوطات الحياة المهنية المتطلّبة بينما تحافظ على علاقة وثيقة مع عائلتك؟ هل كانت هناك أي لحظات صعبة توجّب عليك فيها الاختيار بين العمل والعائلة؟
في حياتي، كثيراً ما أواجه تحديات تتعلّق بالموازنة بين العمل والعائلة، بخاصة في مجال التمثيل والفنّ. يقال في علم النفس إن المرأة تشعر بالسعادة من خلال الحب، بينما يجد الرجل سعادته في العمل. أما بالنسبة إليّ، فالأمر يتعلّق بالتوازن.
لقد نجحت في إيجاد هذا التوازن الذي يمكّنني من تحقيق ذاتي وإنجازاتي المهنية، وفي الوقت ذاته أن أكون حاضراً وداعماً لعائلتي. أنا أؤمن بأن العمل والعائلة لهما الأهمية نفسها ولا يمكن التضحية بأحدهما على حساب الآخر. نجاحي في العمل يعزّز سعادتي وينعكس إيجابياً على حياتي العائلية، والعكس صحيح. الذكاء الحقيقي يكمن في كيفية تحقيق هذا التوازن، وكيفية تلبية متطلّبات كل من العمل والعائلة بشكل فعّال. يتطلّب هذا تخطيطاً جيداً، ودعماً متبادلاً، وفهماً عميقاً لاحتياجات كل طرف. في النهاية، النجاح في الحياة يتطلب التميز في كلا الجانبين: العمل والعائلة.
كونك ممثلاً متفانياً ومجتهداً في عملك، كيف تؤثر هذه الصفات على تعاملك مع الآخرين داخل موقع التصوير وخارجه؟ هل واجهت موقفاً لعب فيه الاستماع الجيد دوراً حاسماً في تغيير مسار الأحداث؟
الحمد لله، بدأت حياتي المهنية بقواعد قوية جدًا من خلال العمل مع الأستاذ حاتم علي. كان مخرجًا معروفًا في الوسط الفني العربي، واستفدت كثيرًا من خبرته واحترافيته في العمل. عملت معه في الكثير من المسلسلات قبل وفاته، وكان لي شرف تعلّم الكثير منه، بما في ذلك كيفية الاحترام والالتزام بالمواعيد والاحترافية في العمل. هذه التجربة علّمتني أن الالتزام والاحترافية يعودان بنتائج ناجحة هامة في حياتي المهنية. رحمه الله، وأتمنى أن يكون تأثيره الإيجابي مستمرًا في حياتي المهنية.
انتقالك من المحاماة إلى التمثيل أمر رائع. هل كان هناك حدث أو شخص معيّن ألهمك للقيام بهذه الخطوة؟ كيف أثّر هذا التغيير على نظرتك للنجاح والإنجاز؟
درست المحاماة وتخرجت بنجاح، لكن كان عندي شغف بالفنّ والأفلام بشكل عام، سواء الرسم أو الإنتاج أو الغناء. خلال دراستي، تعرفت على أصدقاء كانوا يدرسون التمثيل، فاستغربت الفكرة وأحببتها. شعرت بأنني أنتمي إلى هذا المجال أكثر. قدّمت ثلاثة طلبات للقبول وتم قبولي في إحداها. ومنذ ذلك الحين، بدأت حياتي الفنية. على الرغم من خلفيتي في القانون، لم أمارس المحاماة أبدًا، والحمد لله، احتضنني الفنّ منذ اللحظات الأولى وحتى الآن، ولم أفكر في مجال آخر.
يبدو أن دورك القادم في مشروع سينمائي عربي مصري مشترك مهمّ. كيف يتوافق هذا المشروع مع قيمك الشخصية وأهدافك الفنية؟ ما هي الرسالة التي تأمل أن توصلها إلى الجمهور من هذا الفيلم؟
يسعى الفنان دائمًا للتطوّر، يسعى للانتشار، يسعى لتجارب جديدة. وبالتأكيد كل فنان غير مصري يتمنى أن يعمل في الدراما والسينما المصرية نظرًا لتاريخ الفنّ المصري العريق. ما من بيت عربي إلا وله ذكريات مع الفن المصري. خلال عملي، والحمد لله، تقدمت لي عروض كثيرة في مصر، لكن أغلبها لم ينجح لأسباب شخصية معينة.
هذا العمل أو الفيلم القادم، إن شاء الله، سيكون مميزًا بشخصياته وموضوعه. الموضوع درامي جميل يتناول حياة الناس في المجتمع، ضمن حالة جميلة ووسيط غير معقد. لا يتناول موضوعًا خطيرًا، بل يتناول حياة الناس بأسلوب بسيط. سألعب شخصيتي في الفيلم باللهجة المصرية، وهذه التجربة بحد ذاتها ممتعة لي. أنا متفائل جدًا بهذا العمل. وأعتقد أن الممثل الذي لا يسعى للتجارب والانتشار يصبح كقطعة الحديد التي تصدأ. إذ على الفنان أن يجرب دائمًا ويتعلم ويتطور.
فيما تتطلّع إلى المستقبل، ما هي بعض الأحلام الشخصية والمهنية التي تحتلّ مكانة خاصّة في قلبك؟ هل هناك أي قضايا أو مشاريع تتحمّس لها بشكل خاص وترغب في متابعتها؟
لديّ أحلام كبيرة وجميلة بالتأكيد وأتمنى أن تتحقق. أدرك أن عامل الزمن ضروري لتحقيقها بالشكل المطلوب. أنا سعيد برحلتي، وأستمتع بكل يوم أرى فيه جزءًا من أحلامي يتحقق.
أحلامي ليست معقدة أو غريبة، بل هي حياة هانئة وسعيدة. لكي يحقق الشخص ما يريد، عليه العمل بجده، وعليه أن يهتم بصحته وعدله وروحه. لدي تجارب كثيرة أشعر بأنني سأخوضها، وإن شاء الله، ستأتي في الوقت المناسب وسأشاركها معكم. شكرًا.
حوار مع نور علي
خلال نشأتك، من هي الشخصية التي كانت قدوتك أو مصدر إلهامك، وكيف أثّرت على مسيرتك كممثّلة؟
ما من شخصية معيّنة، لكنني تأثرت منذ الطفولة بما أسمّيه "حالة فنية عظيمة" وهي المسرح الرحبانيّ الذي كان له أثر كبير على مسيرتي.
كيف توازنين بين متطلّبات مهنة التمثيل وحياتك الشخصية؟ ما الذي تفعلينه للاسترخاء والبقاء متماسكة؟
مهنتنا صعبة جداً، لذلك من المهم أن تكوني محاطة بأصدقاء إيجابيّين وداعمين للاستمرار بالحياة على الصعيد الشخصي قبل المهني، لخلق هذا التوازن النفسي والعقلي. وأنا أسعى دائماً إلى إيجاد وقت لممارسة الهوايات التي أحبّها فأجدّد طاقتي وأعود باندفاع للتمثيل الذي يشكل شغفي بالحياة.
هل يمكنك مشاركتنا إنجاز شخصيّ مهنيّ ذات أهمية خاصّة بالنسبة إليك؟ ولماذا تعتبرينه مميزاً؟
خضت مؤخراً تجربة كأستاذ مساعد في المعهد العالي للفنون المسرحية. لقد تأثّرت بهذه التجربة إيجابياً، خاصّة وأنّ جزءاً كبيراً من شخصيّتي قد تكوّن في هذا المكان الذي يحمل الكثير من الذكريات والتحديات. لقد كان لعودتي إلى المعهد وعلاقتي المباشرة بالطلاب وقعاً إيجابياً جداً.
كيف أثّرت عائلتك على اختياراتك المهنية ودعمتك طوال رحلتك في مجال التمثيل؟
عائلتي هي الداعم الأوّل لي، وكان لديّ مطلق الحرية لاختيار توجّهي واختصاصي في الحياة. كما أنّ أفراد العائلة هم الناقد الأوّل لي، ودائماً ما تكون ملاحظاتهم صائبة وبدون مجاملة.
هلّا تحدّثينا عن تحدٍ شخصي واجهته وكيف صقل شخصيتك كممثّلة وإنسانة على حد سواء؟
شكّل مسلسل "لعبة حب" تحدياً كبيراً كدور أساسي وبطولة، فقد تحدّيت نفسي في هذا العمل الذي تطلّب منّي جهداً والتزاماً على مدار ٨ أشهر للمحافظة على هذا الشغف بالدور الذي ألعبه.
هل كانت هناك لحظة فارقة في حياتك غيّرت وجهة نظرك أو اتجاهك، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني؟
نحن نتعلّم من كلّ لحظة نعيشها في الحياة، وكلّ موقف نمرّ به يغيّر نظرتنا وطريقة تفكيرنا. وأنا أعتبر مثل هذه المواقف جسر عبور للنضج وتحديد الخيارات والأهداف في هذه الحياة.
هناك انسجام واضح بينك وبين الممثّل معتصم النهار على الشاشة. كيف تبنين مثل هذه الديناميكية القوية مع ممثل آخر وتحافظين عليها؟ هل لديك أي قصص من وراء الكواليس تسلّط الضوء على تعاونكما معاً؟
معتصم النهار شريك محترف، وعندما تتعاملين مع ممثّل محترف، لا بدّ من أن يظهر هذا الانسجام على الشاشة، وهذا أمر أساسيّ لنجاح أي ثنائية.