التصوير: Rayan Ayash، الإدارة الفنّية والحوار: Farah Kreidieh، التنسيق: Sonia Bedere، الشعر والمكياج: Yulia Pantiukhina لدى MMG Artists، الإنتاج: Kristine Dolor
الإطلالات كلّها من FENDI
قبل الغوص في أعماق عالم شخصية غلافنا الاستثنائية، نتوقّف للحظة لننقل لك أجواء التصوير المذهلة التي اختبرناها، حيث كان لنا الشرف أن تستضيفنا جويل ماردينيان في منزلها الساحر في جنوب فرنسا من أجل عددنا الخاصّ بالعودة إلى العمل والمرأة المستثمرة. وكان من الطبيعي أن يقع اختيارنا على هذه السيّدة الملهمة لغلاف عددنا الخاص هذا! إذ إنّها رائدة أعمال استثمرت في نفسها وفي مسيرتها المهنية، وقد أضفت بذوقها الرفيع ونجاحها المبهر خلفية مثالية لحوارنا. دعينا إذاً نستكشف تفاصيل رحلتها الرائعة كما روتها لنا بنفسها.
"يرتكز نجاحي على الدافع الشخصي لتجاوز توقّعاتي الخاصة. يتعلّق الأمر بالعمل بجهد كبير بدون انتظار التقدير أو المكافآت الفورية. بدأت مسيرتي التلفزيونية منذ عشرين عاماً، لكنّني أشعر أنّني أعمل على تطوير نفسي منذ صغري. فكانت أول وظيفة لي في سنّ الرابعة عشرة كمجالسة أطفال. وعلى عكس معظم الدول العربية حيث غالباً ما تُعتبر مجالسة الأطفال خدمة مجانية للعائلة، تعلّمت قيمة المكافأة مقابل العمل الجاد. فكنت أعتني بأطفال صديقات أمّي وكنت أشعر بالمسؤولية منذ ذلك العمر، وأدركتُ أنّه يمكنني كسب المال وإنفاقه على ما أريد.
عملت في وظائف متعدّدة حتى بلغت السابعة عشرة من عمري، ثم قرّرت دفع تكاليف دورة تدريبيّة لأصبح مدرّبة لياقة بدنية. وعندما التحقت بالجامعة، أبرمت صفقة لاستئجار قاعة الرياضية خلال فترات الاستراحة، واقتسمت الأرباح مع الجامعة. بالنظر إلى الوراء، أظنّ أنّني كنت أمتلك رؤية ريادية منذ سنّ مبكرة لكنّني لم ألاحظ ذلك حينها. بعد وفاة جدّتي عندما كنت في الثانية والعشرين من عمري، أدركت أنّ الحياة قصيرة وأنّني بحاجة للعمل في مهنة أحبّها. قرّرت أن أدرس فنّ المكياج، وكنت أحلم بالعمل في مجلّات مرموقة وعروض الأزياء. ولحسن الحظ، بعد سنوات من العمل الجاد، حقّقت هذا الحلم. وهذا العمل الجاد نحو رؤية واضحة هو ما يميّز الوظيفة عن المسيرة المهنيّة.
لقد بدأ مشواري التلفزيوني عام 2004 مع برنامج مستوحى من برنامج بريطاني بعنوان What Not to Wear، وهو حلم لأي شخص شغوف بالمكياج وتنسيق الأزياء وتغيير المظهر. اقترحت فكرتي على MBC ولم أكن أعلم بأن لديهم بالفعل خططاً لإعادة إنتاج البرنامج للمنطقة العربية. أثبت ملفّ أعمالي الواسع خبرتي، ووجدت نفسي على شاشة التلفزيون في غضون أسابيع قليلة. وفي العام 2008، فتحت أوّل صالون تجميل خاصّ بي، حيث قدّمت مجموعة شاملة من خدمات الجمال تحت سقف واحد، وكان أمراً نادراً في ذلك الوقت.
لكن بالرغم من ثقتي في نفسي الظاهرة، فقد عانيت من مشاكل في تقدير الذات طوال حياتي. ولم تبدّد مشاركتي في مسابقة ملكة جمال إيطاليا في سنّ الـ18 وعملي مع نجوم كبار شعوري بعدم الثقة في نفسي. لكن لطالما كانت أحلامي أكبر وأهمّ من مخاوفي. وعندما شاهدتُ أول حلقة تلفزيونية لي، رأيت نسخة واثقة من نفسي لم أكن أعرفها. مع مرور الوقت، وبفضل إنجازاتي وربما مع تقدّمي في السنّ، اكتسبت المزيد من الثقة في النفس، لكنّ الصراع كان حقيقياً طوال سنوات.
إنّما لو كنتُ سأبدأ مسيرتي المهنية في مجال الاستثمار اليوم، لقمتُ حتماً بإنشاء خط المكياج الخاصّ بي. فأنا نادمة لأنّني لم أفعل ذلك إلى جانب عملي كمديرة إبداعية لعلامة Max Factor طوال 10 سنوات. لكنّني طبعاً فخورة بشركاتي مثلMaison de Joelle و Clinica Joelle وEyecandy التي تجعلني أشعر بالرضا. والعائلة هي أهمّ شيء بالنسبة إليّ، ويأتي أولادي في المقام الأول. لكلّ منهم اهتمامات مختلفة، وأنا أدعمهم في متابعة شغفهم بدون إجبارهم على اتّباع أي اتجاه.
أمّا القطعة الأكثر قيمة في خزانتي فهي ساعة Rolex Rainbow. أنا أعشق ألوان قوس قزح واشتريت هذه الساعة بدون رؤيتها في الحقيقة، وقد زادت قيمتها بشكل كبير. كما أنّني أحبّ جمع حقائب Hermès وهذا شغفي الآخر، حيث تمثّل كلّ قطعة علامة فارقة في مسيرتي المهنية. فتشكّل هذه الحقائب مكافآت لعملي الجاد وتفانيّ.
لكن لا شكّ أيضاً في أنّني قد واجهت تحديات خلال مسيرتي، وكان من أهمّها التعامل مع مدير غير عادل في بداية مسيرتي المهنية. وبالرغم من الصراع العاطفي، حافظتُ على ثباتي وأثبتُّ جدارتي. ومن التحديات الأخرى الوثوق بالآخرين في علامتي التجارية من خلال منحهم حق الامتياز. فمن الصعب العثور على شركاء جديرين بالثقة فعلاً كما يظهرون في البداية، ولكن حتى الآن، كنت موفّقة بشركائي.
لذا فإنّ نصيحتي لأي رائدة أعمال هي أن تكرّس نفسها 100٪ لعملها. فتماماً مثل تربية الأطفال، يحتاج العمل إلى الاهتمام والرعاية الكاملة لينمو ويصبح مستقلاً. وإذا كنتِ لا تستطيعين التضحية بحياتك الشخصية والاجتماعية من أجل عملك، فقد يكون من الأفضل أن تجدي مهنة مُرضية بدلاً من ذلك.
وأوّد من ناحيتي أن أتقاعد الآن وأبيع مجموعة Joelle وأبقى في مجلس الإدارة مع التركيز على العلامة التجارية والتسويق والعلاقات العامة. أحلم بالتقاعد في جنوب فرنسا الذي يذكّرني بلبنان الذي نشأت فيه. وبالرغم من أنّني غادرت لبنان خلال الحرب ولا أستطيع العيش هناك الآن، إلّا أنّ جنوب فرنسا يعطيني إحساساً مريحاً بأنّني في وطني.
أمّا بالنسبة إلى استثماري الأكثر نجاحاً فكانت حتماً عيادتي Clinica Joelle التي أطلقتها عام 2008 عندما لم تكن عيادات الجمال شائعة. وقد جعل نمو الصناعة الطبية من هذا الاستثمار استثماراً رائعاً. وتشمل المشاريع الناجحة الأخرى مشروع Joelle Paris وEyecandy. أمّا الهدف من مشروعي الأخير Dubdub، فهو الوصول إلى الأسواق الدولية ومساعدة الأيتام في جميع أنحاء العالم.
وقد طوّرت أفكار أعمالي بشكل تدريجي وطبيعي. فبعد البرنامج، توقّع الناس أن يكون لديّ صالونات خاصّة بي لأنني كنت مشاركة جداً في عمليات تغيير المظهر. وهذا ما أدّى إلى تأسيس صالون Maison de Joelle، وتبعه Clinica Joelle حيث ازداد الطلب على النصائح حول الجراحة بسبب التحوّلات الذي رأتها النساء في برنامجي. وتقع على وسائل الإعلام مسؤولية تصوير أجسام الأمّهات الحقيقية بعد الولادة، ولكن حتى يتغيّر ذلك، تلجأ الكثير من السيّدات إلى الجراحة لاستعادة مظهرهّن قبل الحمل.
وبالفعل، كانت مسيرتي المهنية نسيجاً من العمل الجاد والمرونة والشغف، يقودها طموحي في تخطّي حدود تطلّعاتي الشخصية وإشعال شرارة الإلهام في نفوس الآخرين."