Farrah El Dibany: أشعر بالنجاح عندما أرى الناس يتأثّرون بغنائي ويحبّون وجودي على المسرح

الإدارة الإبداعيّة: Ajour Consultancy
التصوير: Amina Zaher
التنسيق: Yasmine Eissa
الشعر: Toi Beauty Salon
المكياج: Noha Ezz El Din
الإنتاج والعلاقات العامّة: Ajour Consultancy
الموقع: فندق La Maison Bleue El Gouna
المساعدة في التنسيق: Alia El Tawil, Laura Dayoub, Mohamed Ashraf

الجمبسوت من Azzi & Osta والمجوهرات من Azza Fahmy

هي امرأة موهوبة وحالمة، لم تتوانَ فرح الديباني يوماً عن متابعة شغفها بالموسيقى الكلاسيكيّة بشجاعة وإقدام حتّى أضحت المصريّة والعربيّة الأولى التي تغنّي في دار Opera de Paris وتحظى بجائزة الأوبرا القيّمة Prix Lyrique de l’AROP 2019 لأفضل مغنيّات الأوبرا الشابات الواعدات في الدار. وأحلام فرح مازالت مستمرّة بالرغم من كلّ الظروف لتكمل مسيرتها المميّزة وتحصد نجاحاً تلو الآخر. في ما يلي نتحدّث معها عن شغفها الفريد وعن نظرتها للنجاح والقوّة الإيجابيّة الكامنة وراء الإخفاق!

كونها تؤدّي الغناء الأوبرالي المسرحي، على فرح أن تعيش إحساس الأغنية التي تؤدّيها بغضّ النظر عن تمثيلها حالتها النفسيّة الآنيّة، وتقول: "تعلّمت كيف أكون قويّة ومسيطرة نفسيّاً لأفصل آدائي المسرحي عمّا يحدث في حياتي الخاصّة. وقد قمت بالكثير من تمارين التدريب الذهني لأنجح في ذلك." وتعتقد فرح أنّ المفتاح لكي يبدو الشخص بحالة جيّدة هو الإبتسام. أحد التّحديات التي تواجهها اليوم في حياتها المهنيّة هو المنافسة الشديدة في عالم الأوبرا كون هذا المجال الذي يعتبر "niche"، يدخل إليه أشخاص قليلون فتكون المنافسة أعلى. وتضيف: "إنّ وسط الأوبرا العالمي قاسي وحرج جدّاً ما يجعلك تشعرين أنّك لست جيّدة بما فيه الكفاية فتحسّين أنّه عليك تحدّي ذاتك والعمل أكثر. ففي هذا المجال لا نتلقّى الإطراءات بل النقد. ولكن علينا دائماً أن نكون على استعداد لسماعه وألّا نقع بل نكمل طريقنا. فأنا لا أضيّع الطريق وأركّز على نفسي وآخذ النقد بعين الاعتبار وأتقبّله وأعمل به عندما يكون بنّاءً". 

التفرّد والمثابرة والشغف

تحدّد فرح الخصائص التي تجعل الشخص ناجحاً بما يلي: التفرّد حيث يكون الشخص نفسه وليس شخصاً آخر والمثابرة والشغف. وبعد أن حصدت جائزة الأوبرا القيّمة Prix Lyrique de l’AROP Association pour le Rayonnement de l’Opera de Paris في العام 2019 من دار أوبرا باريس لأفضل مغنية أوبرا واعدة، النجاح التالي الذي تطمح إليه فرح؟ فتشير إلى أنّها ترغب بتأدية دور كارمن في دار أوبرا باريس، كما أنّها تطمح أن يكون لديها تسجيلها الخاص كأسطوانة مدمجة أو ألبوم خاصّ. كذلك بصورة عامّة، يكمن النجاح الذي تريد تحقيقه في ازدياد عدد الأشخاص المهتمّين بما تقوم به، فيكون هناك جمهور أكبر يهتمّ بطريقة تأديتها الأوبراليّة. تشعر فرح بالنجاح عندما تسمع وترى ردّات فعل الناس تجاه غنائها. وتؤكّد: "نجاحي هو عندما أرى الناس يحبّون غنائي ووجودي على المسرح".

تعتقد فرح أنّ الفشل من أهمّ الأمور التي يجب أن نتعلّمها لأنّها تجعلنا نفكّر من الصفر ونبدأ من جديد. وتقول:"عندما تكونين في صعود دائم يمكن أن تشعري أنّ كلّ شيء بخير ما يجعلك تضيّعين طريقك أو تلتهي. ولكن عندما تفشلين، وفي اللحظة التي يجب أن تبدأي فيها من جديد تتذكّري العمل الذي يجب أن تستثمريه والكثير من الأشياء التي كنت قد نسيتها." لذلك تعتقد فرح أنّ الفشل يمكن أن يكون إيجابيّاً في مسيرة المهنيّة لشخص ما حيث ترى فرصاً جديدة في الإخفاق. وهي تشاركنا في ما يلي خبرة لم تفصح عنها سابقاً: "قبل أربعة أو خمسة أشهر من حصولي على الجائزة، قمت بعمليّة جراحيّة بسيطة، إلّا أنّها أثّرت على عضلات البطن لديّ. فبتّ بحاجة إلى الوقت لأستطيع الغناء من جديد بطريقة صائبة. وفي هذا الوقت شعرت بالإخفاق الشديد وبأنّني لا أعرف أو لا أستطيع استعادة مستوى الغناء التقني الذي كنت أتمتّع به أو التحسين من جودته. فكنت أحاول مراراً وتكراراً وأعمل بجهد أكبر وأركّز على عملي لأعود إلى سابق عهدي. وبينما كنت أشعر بإخفاقي، شعروا في دار الأوبرا بتقدّمي وبتحسّن تقنيّتي أفضل من السابق وحصلت على هذه الجائزة وهذا التقدير الكبير. وفي ظلّ أزمة تفشّي فيروس كورونا ألغيت عروضاً ومشاريع عدّة كانت فرح ستعمل عليها خلال سنة 2020. حيث كان لديها عروض عدّة في أوبرا باريس. وفي شهر مايو كان لديها حفلة موسيقيّة مهمّة جدّاً في Radio France Musique. وتقول فرح: "هذان الحدثان كانا ليشكّلا خطوتين مهمّتين في مسيرتي المهنيّة، فإذا كان لديّ عصا سحريّة الآن لكنت استرجعهتما".

العودة إلى ذاتنا وعدم نسيان ما نريده

صحيح أنّ وسائل التواصل الإجتماعي تمارس الضغوط علينا وتشعرنا أنّ الجميع يجب أن يبدو ناجحاً، ما يؤدّي إلى شعور البعض أنّهم في سباق مع الآخرين. إلّا أنّ ذلك يزعج فرح، فهي تشعر أنّ سرعة ذلك السباق تزيد وقد أصبحت أكبر من السرعة الطبيعيّة. وتؤكّد: "أنا أؤمن بالفرديّة وبالعودة إلى ذاتنا وعدم نسيان ما نريده. فعلينا أن نرى الأمور بطريقة واضحة ولا يجب أن ننسى أنفسنا ونتماشى مع الواقع. نحن بحاجة لأشخاص حولنا نثق بهم يساعدوننا على إيجاد نواتنا من جديد كي لا نخسرأنفسنا في الطريق." وهي عندما تشعر بالإحباط أو بقدان الحافز، تلجأ إلى والدايها. وتخبرنا: "والداي هما نظام الدعم الأمثل وهما صريحان معي ويعرفان كيف يحفّزانني ويشعراني بالفرح". وتضيف: "كما أنّ لدي صديقة حقيقيّة أيضاً تحسّن من مزاجي دائماً، فأتّصل بها عندما أشعر بالإنزعاج وتعرف كيف تخرجني من المزاج السيء وتساعدني على العودة لنفسي أيضاً فهي تعرف كيفيّة القيام بذلك". بماذا تنصح فرح الشابّات العربيّات الموهوبات في الفنّ لتشجيعهنّ على أن يكنّ متميّزات وفريدات؟ تختم قائلة: "أنصحهنّ بعدم التّلهي بالصورة أو بالأمور السطحيّة. فللأسف بسبب وسائل التواصل الإجتماعي أصبح تركيز الناس ينصبّ على الصورة الخارجيّة والأمور السطحيّة بدل النواة. ولكن كي يكون الإنسان فريداً عليه أن يكون مختلفاً ويعبّر عن ذاته ويركّز عليها وعلى ما يريد. ويمكنهنّ أن يتّخذن لنفسهنّ قدوة ولكن أن يتطلّعوا إلى أمر أساسي وعميق حقيقي لديهنّ وليس إلى المظهر فحسب."  

اقرئي أيضاً: Amina Khalil: أتعلّم من خلال اللحظات التي لم أنجح فيها لأنّها تحوي دروساً أستفيد منها

العلامات: Farrah El Dibany

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث