هي نجمة متألّقة في سماء الفنّ تلمع بشخصيّتها الفريدة والمتمرّدة، على الرغم من أنّها لا تتخطّى العشرين من عمرها. هي الفنّانة وكاتبة الأغاني الفلسطينيّة – التشيليّة إليانا التي تتميّز بأسلوبها الغنائي الذي يمزج ما بين ثقافات متنوّعة، وما بين الموسيقى الشرقيّة والغربيّة. فهي صاحبة الأغنيات "أنا لحالي" و"غريب عليّ" و"الكون جنّة معاك"... ولطالما أرادت الغناء، إذ تشعر أنّ ثمّة دافعاً وراء ذلك، فصناعة الموسيقى بالنسبة إليها تمهّد لها الطريق لتعبّر عن ذاتها وتشارك الآخرين آراءها من خلال أغنياتها وكلماتها. كما تؤكّد لنا أنّه الوقت المناسب تماماً لتكون امرأة متمرّدة في عالم الموسيقى.
تشرّفت بلقائك. أريد أن أستغل هذا اللقاء لأتعمّق قليلاً في قصّتك. ما هو السبب الشخصي الذي يدفعك إلى الانغماس في مهنة الغناء؟
منذ اللحظة التي بدأت فيها التفكير بمستقبلي، شعرت دوماً أنّه من المفترض أن أكون مغنيّة. فلطالما توقّعت أنّني سأتمكّن يوماً ما من جعل الغناء مهنتي لأنّني كنت شغوفة به. وتبدأ أيّ خطوة لتحقيق أهدافنا بالشغف، فهو وسيلة تدفع بنا إلى الأمام وتمهّد لنا الطريق. وعندما يتوافق شغفك مع هدفك، تشعرين أنّ ثمّة دافعاً وراءه.
تبلغين من العمر 20 عاماً فقط وتُحدثين ضجّة كبيرة في صناعة الموسيقى العالميّة. لمَ الناس معجبون بك بحسب رأيك؟
مثلما يختلف كلّ شخص عن الآخر، أختلف عن غيري. لذلك يكفي أن أكون كما أنا فقط، وأشعر بأنّني أمثّل شيئاً أكبر مني. صحيح أنّني معجبة بعدد كبير من النجوم، إلّا أنّني أشعر بأنّ فنّي مختلف ولا يشبه فنّ الآخرين. وقد أكون الفنّانة العربيّة الأولى التي تعيش في أميركا وتغنّي باللغة العربيّة. وهذا بالفعل نادر وصعب في آن معاً، فحينها فقط تكونين القدوة والمثال الأعلى لنفسك. كما أنّه لا بدّ لنا من أن نطرح هذا السؤال أيضاً على الناس لمعرفة آرائهم.
بدأت الغناء في سنّ صغيرة. هل الموسيقى أسلوبك في قول الحقيقة وطرح هويّتك ومشاركة مخاوفك؟
من خلال الموسيقى أعبّر عن ذاتي وأشارك الآخرين آرائي عبر أغنياتي التي تمثّل شخصيّة متمرّدة وشرسة. وكوني بدأت الغناء في سنّ صغيرة، جعلني ذلك أتعمّق أكثر في مهنتي وأغوص في تفاصيلها، كما في أعماقي أيضاً، بحيث إنّني أتعلّم كلّ يوم أمراً جديداً. فكلّ ما عليك فعله هو المضي بلا توقّف ودفع نفسك إلى أبعد حدودها والخروج من منطقة راحتك وخوض التجارب للوصول إلى ما تتمنّيه فعلاً.
ينتابني الفضول لمعرفة ما إذا كانت الموسيقى بحدّ ذاتها قد شجعتك لتكوني أكثر تحدّياً. وهل هو الوقت الأنسب لتكوني امرأة متمرّدة في هذا المجال؟
ما من وقت محدّد للتمرّد، إذ عادةً ما يكون وليد شعورنا بالظلم، رافضين ما يحدث لنا. فالتمرّد على الواقع هو أوّل خطوة من خطوات التغيير نحو الأفضل. وأشعر أنّه الوقت المناسب تماماً لأكون امرأة متمرّدة في عالم الموسيقى، فأنا عربيّة، مقيمة في أميركا وصوتي مسموع ويدرك الناس رسالتي يوماً بعد يوم.
ما الذي لا يفهمه الناس حول تراثك الفلسطيني - التشيلي؟
أنا متعّددة الثقافات، ما يجعلني أرى العالم من عدّة زوايا، فينفتح ذهني على أمور مختلفة. ثمّة جالية فلسطينيّة كبيرة في تشيلي، وأشعر بأنّ صوتي يمثّلها تمثيلاً مشرّفاً، كما ويمثّل كلّ الجاليات العربيّة، فأنا أتكلّم عن أحلامهم وآمالهم، من خلال فنّ راقٍ ومحترم.
مع ما يقارب نصف مليون متابع، يبدو أنّك النموذج المثالي لمواليد الجيل زد، ولاسيّما أنّهم يحاولون فهم العالم من حولهم ومعرفة مكانهم فيه. ما هو شعورك عندما تكونين قادرة على التفاعل مع معجبيك؟
أنا في العشرين من عمري وأنتمي إلى هذا الجيل بطبيعة الحال، فأشعر بما يشعرون به وأعيش ما يعيشونه. أنا جزء منهم، وهم جزء مني، وأشعر بأنّ هذا الجيل متمرّد، كما أن ّأغنياتي تسمح لي بالتواصل معهم، والعكس صحيح.
تتمتّعين بصوت مميّز. ما هي المشاعر التي تريدين إيصالها من خلال أغنياتك وحفلاتك؟
لصوتي نطاق كبير ومتنوّع، ونتيجة لذلك أشعر بأنّني محظوظة. فأستطيع من خلاله أن أؤدّي أغنيات عاطفيّة وراقصة وغير ذلك من الأنماط. وهذا ما قرّبني من الناس، فهم يشعرون بروحي في كلّ عمل أقدّمه.
كانت لديك ثلاثة مشاريع تعاون مع ثلاثة فنّانين مختلفين. أيّ موهبة نسائيّة تختارين للتعاون معها في المستقبل القريب؟
ثمّة الكثير من الأسماء التي أرغب بالتعاون معها، وأتمنّى تحقيق ذلك في الوقت المناسب. على النساء أن تتكاتف معاً، وأنا مستعدّة للتعاون مع صوت قويّ ومؤثّر، لدى صاحبته رؤية فنّيّة وقادرة أن تلهمني.
أصدرت ألبومين حتّى الآن. قد يكون اتّخاذ القرار بتسجيل ألبوم جديد أشبه بعمليّة مرهقة. كيف تعلمين أنّ العمل على الألبوم انتهى وأنّه أصبح جاهزاً للخروج إلى العلن؟
لن يشعر الفنّان الحقيقي والمثالي أبداً بأنّ الألبوم قد انتهى، بل ثمّة المزيد دوماً لإضافته. حتّى عندما تطلق الألبوم، تشعر بأنّه لم ينتهِ بعد، لأنّك تريد أن تجعله أفضل طوال الوقت. كذلك أحبّ أن آخذ وقتي مع فنّي، لأنّني أسعى إلى تقديم ألبومات لا تزول مع مرور الوقت، إنّما القيام بذلك يستغرق وقتاً. فبالنسبة إليّ، يصبح الألبوم جاهزاً عندما أشعر بأنّ الأغنيات مختلفة تماماً عن بعضها البعض على رغم من أنّها تدور في الفلك نفسه.
ما هي نصائحك للعناية الذاتيّة والصحّة النفسيّة، ولاسيّما أنّ القلق والاكتئاب في ازدياد مستمر؟
حين أشعر بذلك ألجأ إلى الموسيقى. ونصيحتي هي التالية: ضعي أهدافاً صغيرة أمامك، وحاولي أن تجعلها حقيقة حتّى تتمكّني من الوصول إلى هدفك الأكبر. ولن أخفي عنك أنّني أعيش أحياناً مشاعر متناقضة لا أتمكّن أحياناً على استيعابها أو مجاراتها، لكنّني أعتبرها جزءاً من النضوج والمضي قدماً. فنحن بشر في نهاية المطاف، وعلينا عدم الاستسلام والنهوض في سبيل تحقيق أهدافنا في الحياة.
تحبّين الموضة منذ كنتِ صغيرة. كيف تحدّدين أسلوبك الخاصّ؟
أسلوبي يعبّر عن الجرأة وهو تجريبي للغاية. أتمنّى أن تصبح إطلالاتي في يوم من الأيّام، ربّما بعد 10 أو 20 سنة، مصدر إلهام للكثير من الفتيات.
ما هي نصيحتك للفنّانات الناشئات والطموحات؟
احتضنّ موهبتكنّ ولا تستعجلنَ فنّكنّ لأنّ العمل المميّز يستغرق وقتاً، وستلاحظنَ كيف يتفاعل الناس معكنّ عندما توظّفنَ جهودكنّ ووقتكنّ فيه.
ما التالي، وما الذي تطمحين إلى تحقيقه عام 2023؟
أعمل على ألبومي الجديد، وأشعر بأنّه دعوة إلى الجميع للاستمتاع به، فهو سيأخذك إلى عالمه الخاص، إنّه أشبه برحلة استثنائيّة، إذ يحتوي على تفاصيل جميلة وأنا فعلاً متحمّسة له. كما أنّني أتوق جدّاً للغناء في المملكة العربيّة السعوديّة وفي أماكن أخرى، ولاسيّما أنّني أعشق الغناء الحيّ، فهو مصدر لشعور لا يوصف.
اقرئي أيضاً: The Voice of Fashion يجمع المغنيّة Elyanna و Miu Miu