الإعداد: Challita Joe
تنحدر الفنّانة Sarah Sharak من أصول خليجية و تجد العزاء والإلهام في جمال الطبيعة. تركّز جهودها الفنية على رسم النباتات المحليّة في شبه الجزيرة العربية، وتحتفي بجمال أنواع النباتات التي غالباً ما يتم تجاهلها والتي تزدهر في الظروف الصحراوية القاسية. في العام 2022، أسست علامتها التجاريّة Sandflower Studio وهي كناية عن مشروع مخصّص لتعزيز الوعي بالنظم البيئية والنباتات المحليّة من خلال إكسسوارات وهدايا مصنوعة بعناية. وتستند العلامة على مبدأ الوعي البيئي والاستدامة في كل مراحل العمل، بدءاً بالمواد المختارة وحتى التعبئة والتغليف، ممّا يضمن أن كل منتج يجسّد فعلاً التزام المؤسِّسة بمستقبل أكثر خضرة. ومن خلال أعمال Sarah الفنية والمنتجات التي تبتكرها، تأمل في إلهام الآخرين للتواصل مع العالم الطبيعي من حولهم بالإضافة إلى تعزيز تقدير أعمق لجمال النباتات والحيوانات المحلية. وفي النهاية، تشكّل أعمالها تذكيراً بمسؤوليتنا المشتركة لحماية الطبيعة والحفاظ على البيئة.
Credit: Hannah Lunt-Bell
هلّا تخبرينا عن نشأتك في منطقة الخليج وكيف أثّرت في رحلتك الفنيّة؟
لقد نشأتُ في الكويت خلال الثمانينات والتسعينات، حيث كانت الحياة بسيطة، واعتندنا الذهاب إلى الشاطئ في عطلة نهاية الأسبوع. لكن خلال زيارتي للعائلة في Michigan في العطلة الصيفيّة، لاحظتُ الاختلاف الواضح في البيئة، واستمتعتُ دائماً بالمساحات الخضراء هناك. وصولاً إلى العام 2012، خلال زيارتي لحتا، لفتتني جمالية الطبيعة الصحراوية الصخرية. جمالها الصخري. لاحظت الاختلافات والتشابهات بين هذه البيئة وصحراء الكويت، وتعلّمت أن أقدّر التنوع الحيوي الذي ينمو في التربة الرمليّة فقط. وعلى مرّ السنوات، تمكّنت من استكشاف المزيد من هذه المناظر الطبيعية، فازداد اهتمامي بالنباتات والحيوانات الصحراوية والمخلوقات التي تدعمها.
مع خلفية في مجال التعليم ودرجة ماجستير في الرسم التوضيحي، كيف تدمجين معرفتك الأكاديمية في ممارستك الفنيّة؟
تأثّرتُ بشكل كبير بمشروع رسالة الماجستير الذي قدّمته،حيث علّمني كيفيّة البحث عن الثغرات في المعلومات و اهمية إحترام اهتماماتي الخاصة. كما تعلّمتُ أن أمضي قدماً في مشروع كبير حتى و إن كان صعباً. وكانت كلّ هذه المهارات أكثر أهمية من المشروع نفسه.
أمّا العمل في مجال التعليم أيضاً كان له تأثير على نظرتي للعالم، إذ أنّني أقدّر الفنّ كأداة تعليميّة مهمّة، وأظنّ أنه يجب علينا جميعاً أن نرى أنفسنا كمتعلّمين طوال الحياة.
Credit: May Marafie
يشكّل شغفك بالطبيعة مصدر إلهام كبير لك. هلّا تخبرينا عن تأثير الطبيعة على مشاريعك الإبداعية؟
لديّ شغف بمراقبة الطبيعة، ولا يفشل هذا العالم يوماً في إثارة إعجاب مراقبيه. ورغبتي في تجسيد ما أراه ومشاركته هو ما يدفع إبداعي في الفنّ.
هل يمكنك وصف عملك الفني الحالي الذي يركّز على رسوم النباتات المحلية في شبه الجزيرة العربية؟ وما هي التقنيات التي تستخدمينها؟
لقد قضيت ما يقارب العامين في استكشاف النباتات المحلية ورسمها. أبدأ بجمع المعلومات والصور والعينات إذا كان ذلك ممكناً. أحضّر رسومات النباتات من وجهات نظر مختلفة وأرسمها على جهاز iPad بالتفصيل وبالألوان. وعندما يصبح لديّ مجموعة من الرسومات، أقوم بترتيبها وجمعها رقمياً أو أطبعها على المنسوجات.
Credit: Hannah Lunt-Bell
لماذا برأيك من المهمّ تسليط الضوء على مرونة النباتات المحلية والحياة البرية وجمالها من خلال عملك الفنيّ؟ وهلّا تخبرينا بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول هذه النباتات والحيوانات؟
أشعر أنّه غالباً ما يُستخفّ بالنباتات المحليّة، لكنّها متنوعة ورائعة إنّما أقل شهرة بكثير من الورد والزنبق مثلاً. فلمَ لا نزيّن أقمشتنا وديكوراتنا الداخلية بالعشار العملاق أو أزهار الغاف أو الأزهار البرية الصحراوية أيضاً؟
هناك أكثر من 2500 نوع من النباتات المزهرة المحليّة في شبه الجزيرة العربية، ولديها تاريخ طويل من الاستخدام الطبي والعملي. كما أنّ الكثير منها يساهم في استمرار النحل الذي يُعتبر ضرورياً للتنوّع البيولوجي. أمّا أشجار المنغروف مثلاً فتتحمّل مستويات الملح العالية وتحمي أراضينا الساحلية من التدهور. بالإضافة إلى ذلك، تقوم هذه النباتات بكل ذلك بينما تتحمّل درجات حرارة عالية جداً خلال فصل الصيف مع كميات ضئيلة من الماء. ومع ارتفاع درجة الحرارة في أنحاء العالم بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، يجب أن نحمي هذه الأنواع ونتعلّم منها.
في العام 2022، أسّستِ Sandflower Studio . ما الذي دفعك لبدء هذا المشروع، وما هي مهمّته؟
كنت أفكّر في بدء مشروع يجمع بين الشغف والهدف منذ فترة. وقد استكشفت بعض المواضيع المختلفة، لكن لم يجذبني شيء مثلما فعلت النباتات. لذلك بدأت في تعلّم استخدام تطبيق رسم رقميّ جديد والبحث عن الأزهار البرية والأقمشة، وفي غضون بضعة أشهر كان لدي بعض العيّنات لأطبعها. لذا تشجّعتُ وحصلت على رخصة تجارية لبدء هذه الرحلة.
أمّا مهمّة Sandflower Studio فتتمثّل في تعزيز تقدير أنظمتنا البيئية وبيئاتنا والتوعية حول هذا الموضوع. فبدون التقدير لا يمكن تحقيق شيء.
كيف تتأكّدين من أن رسوماتك والمنتجات التي تقدّمينها في Sandflower Studio تعزّز فعلاً التقدير والوعي بالجمال الطبيعي المحليّ؟
يحصل العملاء على بطاقة معلومات مع مشترياتهم تطلعهم قليلاً على الأنواع الموجودة على القطع التي اختاروها ومتى تزهّر وما الذي يجعلها فريدة من نوعها. وآمل أن يكون ارتداء القطعة أيضاً بمثابة محفّز لبدء حوار حولها ممّا يعزّز الوعي أكثر فأكثر.
هلّا تحدّثينا عن الممارسات المستدامة التي تعتمدينها في عملك؟
في Sandflower Studio، نختار الأقمشة بعناية للتأكّد من أنها قابلة للتحلّل الحيوي، كما نعتمد عمليات تصنيع صديقة للبيئة. و يتم تصميم التغليف بحيث يكون قابلاً لإعادة التدوير أو التحلّل الحيويّ، ويُطبع بكميات صغيرة في كلّ مرّة بهدف الحدّ من النفايات. يمكن تنسيق هذه الإكسسوارات مع أزياء تندرج تحت مُصطلح "الموضة البطيئة" أو تعليقها على الجدران أو حتى استخدامها لتغليف الهدايا على طريقة Furoshiki اليابانية.
أخيراً، كيف تأملين أن يستفيد الناس من تجربة أعمالك الفنية ومنتجاتك في Sandflower Studio؟
آمل أن تمنحهم إعمالي الفرح وتثير فضولهم لملاحظة تلك الأزهار المرسومة على منتجاتهم من حولهم. سواء كان ذلك في الجبال أو في صدع في الرصيف أو في شجرة الغاف أمام المنزل.
بغض النظر عن موطن الشخص الأصليّ، يمكنه أن يشعر بالارتباط العميق بالأرض، لأنّها جزء من كوكبنا الرائع المشترك.
اقرئي ايضًا : صانعة الدمى الإماراتية :هنادي بدو