ريمي عقل: متى يحين الوقت إذاً؟

سترة قصيرة بياقة مبطّنة وسروال دنيم بقصّة قصيرة وواسعة من الأسفل

التصوير: Rudolf Azzi

الإدارة الإبداعيّة: Farah Kreidieh   

التنسيق: Jennifer Kolomoni لدى MMG Artists

تصفيف الشعر: Ania Ponioatowska لدى MMG Artists

فنّ رسم الحنّاء: Ambreen Waheed

الموقع: فندق Palazzo Versace Dubai

الإنتاج: Kristine Dolor

الأزياء كلّها من Fendi

الفنّ لغتها، والحريّة هويّتها. في كلماتها تصوير للواقع بأسلوب مميّز يلمس الجميع بدون استثناء، وفي عباراتها دعوة يقظة تحثّ على التغيير... هي ثورة اتّخذت شكل شابّة جميلة تنفرد بشخصيّة غنيّة في بساطتها وعطوفة في نقدها، وإنّما أيضاً مختلفة في طبيعيّتها وقويّة في جرأتها. في اسمها دلالة واضحة على ذهنيّتها التي تستحوذ على كلّ من يكتشف ولو جزءاً صغيراً منها، فعقلها يترجم أفكاره بطرق تدخل القلوب بدون استئذان... إنّها ريمي عقل، هذه النجمة التي تشعرنا بالامتنان لوجود فنّانين ومفكّرين ناشئين أمثالها.‎ انضمي معنا إلى هذه المقابلة الحصريّة للتعرّف أكثر إليها.

كيف تحدّدين الأولويّات من حيث التغيير الذي تريدين رؤيته في المجتمع اللبنانيّ؟

إنّه سؤال صعب، إذ لا يمكنني أن أحدّد أولويّة واحدة، فالتغيير يجب أن يحصل على عدّة أصعدة في الوقت نفسه. أوّلاً على صعيد إيديولوجيّ فردي، علينا تغيير مفهوم القيادة أو الزعامة واستيعاب أنّ الشعب هو السلطة. فنحن كلبنانيّين لدينا مفهوم خاطىء عن فكرة القيادة هذه، والدليل أنّ ما من زعيم أو قائد يشبهنا اليوم. والأسوأ من ذلك أنّنا نعتقد دوماً أنّ شخصاً آخر يجب أن يخلّصنا، فغالباً ما نلجأ إلى الصلاة أو طلب المساعدة أو التأمّل في أشخاص غير كفوئين. نحن القوّة التي يمكنها أن تنقذ نفسها وهذا البلد ونحن نقرّر من يقود بنا السفينة. لذلك، علينا أن نغيّر ونعيد النظر في قاداتنا. ثانياً على صعيد إنساني، على منظمة حقوق الإنسان العالميّة الحرص على تنفيذ شؤون حقوق الشعب البديهيّة والتحكّم بها، وليس الإشراف عليها فحسب، لفترة معيّنة الى أن يصبح لدينا دولة. ثالثاً، على صعيد الشؤون الخارجيّة، لا بدّ من إبعاد لبنان عن الصراعات الخارجيّة ووضعه على الحياد بعيداً عن المشاريع العقائديّة التي لا تشبهه. أمّا النقطة الأخيرة والأهمّ، فهي على صعيد المدارس والجامعات، إذ لطالما قيل لنا أن نبتعد عن السياسة وأنا أقول لهم أنّه يجب أن نقترب منها ونفهمها ونتثقّف سياسيّاً. بل أكثر من ذلك، على المدارس والجامعات أن تفرض العلوم السياسيّة كأيّ مادّة مثل التاريخ والجغرافيا والتربية لتربية جيل قادر على أن يقود الباخرة إلى الضوء.

جمبسوت بقصّة قصيرة وأكمام واسعة منفوخة وفتحة صدر على شكل قطرة الماء وتنورة مبطّنة بقصّة A-line وقميص بأكمام منفوخة من حرير الأورجانزا

كيف كانت طفولتك؟ هل رافقك الإحساس بالتمرّد منذ نعومة الأظافر؟ أم أنّ هذا الشعور ولد فيك بعدها؟

طفولتي تشبه المحتوى الذي أصنعه والمجتمع الذي نعيش فيه. فيها الكثير من الحبّ والعنف، الكثير من الاكتفاء، الكثير من الحرمان، الكثير من السلام والصراعات. فيها الكثير من التناقضات والأضداد إنّما مصحوبة بوعي وحبّ التعمّق بمعاني الحياة. لم أكن متمرّدة ولا يمكنني أن أصف نفسي بالمتمرّدة. فالمتمرّد هو عادةً الشخص الذي يقاوم مجتمع ويقول كلّا للتقاليد وأعراف والمبادئ النموذجيّة ويرفض أن ينصاع. أّما أنا فأصفُ نفسي بالثائرة ... ثوريّة: نعم نعم هناك فرق بين المتمرّد والثائر: الثائر هو الإنسان الذي يدعو ويطرح أفكاراً وأساليباً وطرق تفكير جديدة. المتمرّد يقول لا، أمّا الثوري أو الثائر فيقول لمَ لا؟ وهكذا تماماً أرى نفسي، بعيدة عن أيّ صراع أو تصادم مع مجتمعي. أنا أتحدّث عن حقيقة أفكاري فحسب، وهذا حقّ من حقوقي، إنّما بإرادةٍ ملحّة للتغيير وإدراج طرق تواصل وتعبير وتفكير جديدة. أمّا أن أطيع، فليس لديّ مشكلة أن أطيع أو أتبع نظاماً أؤمن به وأرى أنّه جيّد، ذكي، يخدم المصلحة العامّة، يجعل من لبنان دولة، بلد، ومن الكون مكان أفضل.

ماذا يقولون عنك من حولك؟ وهل توافقينهم الرأي؟

يقولون إنّني حالمة إنّما أقول: أنا واقعيّة لأنّني أحلم، ومن لا يحلم؟ من لا يحلم كلّ يوم؟ فعلاً. أحلامنا هي جزء من حياتنا اليوميّة. البعض يحلم يقظاً، البعض يحلم نائماً. الأحلام موجودة تأتي إلينا مثل السحاب ولا يمكننا ايقافها. نستيقظ معها، ننام معها، نأكل معها ونتغذّى منها. لا أفهم هؤلاء الذين ينظرون إليّ ويقولون إنّني لست واقعيّة، أنا أرى نفسي واقعيّة كأيّ عالم براغماتيّ وأي إنسان عملي، الفرق هو أنّني أعطي أحلامي فرصة أن يتحوّلوا إلى أهداف، لا أتركها تذهب مع الريح بل أفلترها وأجعل منها أهدافاً. وأخطّط وأتصرّف على هذا الأساس. لكنّني أحبّ الكمال والمثاليّة بطبعي، ففي الحياة لا أقبل بالرفض ولا أجيب بالرفض. مثلما أنا قادرة على إيجاد حلول ومخارج وطرق لكلّ شيء، أتوقّع الشيء نفسه من غيري. وعندما أرى شيئاً وأشعر أنّه يهتف لي، أصاب بالجنون وأمضي نحوه. من قيمي ومبادئي وتقاليدي أن أصل إلى أهدافي وأحقّقها وأطبّق أفكاري. هذا وعدي لنفسي. أحياناً أحصل على مرادي من دون أي تحدّي، وأحياناً أتلقّى رفضاً أم يظهر أمامي مطبّاً لكنّني لا أتراجع. أنا أؤمن أنّ إرادتي وحبّي وشغفي للأشياء التي يهتف إليها قلبي يتمّ رؤيتها وسماعها من فوق. أنا في هذه المرحلة من حياتي حيث أشعر أنّ لا شيء مستحيل حتّى الله عندما يرى إصراري يدعمني.

معطف طويل بصفّ أزرار واحد مع أكمام منفوخة واسعة وربطة شعر من الساتان

كيف تصفين علاقتك بالرجل؟

علاقتي بالرجل اللبنانيّ خصوصاً، مشوّقة، مثيرة، مسلّية . وبالرجل عموماً، جميلة، منعشة لأنوثتي ولذكائي.

أنت راقصة وكاتبة ومغنّية وصانعة أفلام أيضاً، أيّ منهة تحبّين ممارستها أكثر من غيرها؟

لا يمكنني أن أفصل الغناء عن الرقص عن الكتابة. هناك الكثير من الرقص في غنائي، هناك الكثير من الغناء في كتاباتي وهناك كلّ شيء في محتواي. من أكثر الأمور التي تفرحني هي عندما أصنع قطعةً فنّيّة تجمع كلّ هذه الفنون مع بعضها البعض. هذا حلم طفولتي، أن أدمج وأعبّر عن نفسي بكلّ أسلوب وطريقة دون تجزئة أو وضع حدود.

معطف طويل بصفّ أزرار واحد وأكتاف مربّعة وحذاء أسود من الدانتيل المرن المحبوك بتقنيّة Intreccio 

لو لم تكوني فنّانة، فمن تكون ريمي عقل وماذا تفعل؟

لو لم أكن فنّانة لكنت ميّتة.

هل تذكرين تجربة حياة حقيقيّة أثّرت في اختياراتك وهويّتك اليوم؟

ما من حادثة حياتيّة واحدة أثّرت في خياراتي. أمّا الشيء الوحيد الذي يؤثّر عليها، فحاجتي الماسّة واندفاعي الكبير لجعل حياتي الحاليّة تشبه حياتي التي أتخيّلها غداً. هذا هو الدافع لكلّ خياراتي اليوم، وكلّ ما واجهني في حياتي كان حلقةً من سلسلة حياة أفضل.

اقرئي أيضاً: Enjy Kiwan: دائماً ما تأتي عائلتي في المقام الأوّل ولطالما مثلّت أولويّتي

العلامات: ريمي عقل

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث