حصريّاً من كواليس مهرجان الجونة السينمائيّ: نجوم ونجاحات وذكريّات أزليّة

التصوير: Amina Zaher
الإعداد: Arzé Nakhlé 
الإدارة الفنّيّة والإنتاج: Ajour Consultancy
التنسيق: Yasmine Eissa
المساعدة في التنسيق: Mohamed Ashraf
تصفيف الشعر: Chez Richard وAhmed Mounir
المكياج: Sara Erian وDina Dimitry وShariff Tanyous
الموقع: La Maison Bleue، الجونة

شكر خاصّ لـ MAD Solutions

أبهرتنا الدورة الأولى من مهرجان الجونة عام 2017 التي أتت بعد سنة ونصف من التحضير لتكون على مستوى عالميّ من حيث الشكل والمضمون فمهّدت الطريق أمام مشاركة الإبداع الفنّي العالمي. حيث يقدّم هذا المهرجان منذ بداياته برنامجاً سينمائيّاً حافلاً بأحدث وأهمّ الأفلام العربية والدولية ويحتفي بالتنوع الثقافي الكبير لمنطقتنا ساعياً إلى تطوير السينما في العالم العربي وتشكيل صلة وصل بين صنّاعها المحليّين والدوليّين. وتستضيف مدينة الجونة الخلاّبة في كلّ دورة نخبة من النجوم العالميّين. وعن اختيار هذه المنطقة بالتحديد، يخبرنا المخرج أمير رمسيس المدير الفنّي لمهرجان الجونة: "عادةً تنظّم المهرجانات الكبرى في العالم في مدن صغيرة تستطيع أن تعيش نبض المهرجان في شوارعها، فارتأى المؤسّسون اختيار مدينة صغيرة سياحيّة كالجونة لإستضافته". 

اقرئي أيضاً: جولة حصريّة خلف كواليس مهرجان جونة السينمائيّ

وقد بدأت التّحديات تتوالى في السنين اللاحقة للمحافظة على المستوى عينه من الأفلام وصفوف Master Class التي تُقدّم في كلّ دورة، حيث استضاف المهرجان عدد كبير من السينمائيّين الدوليّين والعرب سواء صنّاع أفلام أو ممثّلين في خلال دوراته السابقة. ويذكر رمسيس مثلاً تكريمات النجوم Sylvester Stallone وClive Owen وGérard Depardieu والممثّل سعيد طغماوي والمخرج داود عبد السيد ومهندس الديكور أنسي أبو سيف والمنتجة درة بوشوشة. كما يشير المدير الفنّي على سبيل المثال لا الحصر إلى اللحظات التي طبعت دورات المهرجان السابقة مثل Master Class الذي قام به Oliver Stone وحفلة التكريم ليوسف شاهين التي لا تزال أصداؤها تتناقل حتّى اليوم بعد أن ربطت المهرجان بطقس سنوي عبارة عن Cineconcert. وبالرغم من التّحديات الكثيرة، تطوّر المهرجان خلال السنوات الماضية وكان يقدّم الجديد في كلّ دورة وسرعان ما أصبح إعلان المهرجان تفاعليّاً واستحدثت مسابقات جديدة كمسابقة أفلام البيئة خلال نسخة 2021. ويخبرنا رمسيس: "لقد أنشأ مهرجان Cannes هذه المسابقة بعدنا لأهميّة هذه القضيّة اليوم في العالم. أمّا عن مستقبل المهرجان فيقول: " يكمن مستقبل المهرجان بأن يفقد مركزيّة فعالياته بحيث يجد كلّ صانع سينما مكانه فيه، ممّا يعني أن يكبر ويتوسّع ويحوي عدداً أكبرمن السينمائيّين ويكون له اهتمامات وفئات عمريّة جديدة".

وفي ما يلي نتشارك معك حوارات قمنا بها مع نجمات زيّن بحضورهنّ المهرجان بعد جلسات تصوير قمنا بها معهنّ! فانضمّي إلينا لمعرفة آرائهنّ المتعلّقة بصناعة الأفلام والمسلسلات اليوم ودور المرأة في ذلك!

الفستان من Rami Kadi
المجوهرات من Tony Jewellery and Watches

Youssra: الدراما الصادقة يمكنها أن تغيّر قوانين بل مجتمع بأكمله 

لكلّ منّا ذكرى معيّنة مع أحد الأفلام أو المسلسلات التي كانت النجمة يسرا بطلتها. وبالإضافة إلى كونها أسطورة ومدرسة في التمثيل هي سفيرة للنوايا الحسنة لدى الأمم المتّحدة. وكانت يسرا من أوائل الممثّلات المنضويات في أعمال تلقي الضوء على قضايا مجتمعيّة دقيقة. فاكتشفي المزيد عن مفهومها لكيفيّة تغيير الدراما للمجتمع بالإضافة إلى ذكرياتها الأبرز في مهرجان الجونة السينمائي. 

ما هي الصورة التي تريدين أن يرسمها لك الجمهور ويذكرك من خلالها؟ 

تربطني بجمهوري علاقة خاصة جداً، ملؤها الحبّ والاحترام والصدق المتبادل. وهي علاقة أحرص دائماً على الحفاظ عليها. لمست هذا الرابط بيني وبين جمهوري من خلال حبّهم لأدواري في أعمالي المختلفة، مثل الإرهاب والكباب والمنسي وطيور الظلام والراعي والنساء ودانتيلا وفوق مستوى الشبهات وغيرها.

كنت من أوائل الممثّلات اللواتي خضنَ أعمالاً تعالج قضايا متعلّقة بالمجتمع والمرأة تُعتبر خطّ أحمر كما الحال في مسلسل "قضيّة رأي عام" منذ 14 سنة. هل لاحظت أيّ تطوّر مجتمعي متعلّق بهذه القضايا منذ ذلك التاريخ وكيف يمكن برأيك لصناعة السينما والدراما أن ترتقي بالمجتمع؟ 

الدراما الصادقة يمكنها أن تغيّر قوانين بل مجتمع بأكمله، مثلما حدث مع مسلسل "قضية رأي عام" الذي وصل تأثيره إلى تغيير نظرة المجتمع للمتحرّش والمعتدي، والذي كان يفلت من العقاب سابقاً، ليقع اللوم كلّه على الضحية لكونها أنثى. وأصبح المجتمع يسلّط الضوء على هذه القضية، ليصل العقاب إلى السجن المشدّد بل والإعدام في بعض الحالات. 

ما هي القضايا المتعلّقة بالمرأة العربيّة التي تحبّين ترويجها أو معالجتها اليوم في الأعمال التي تنخرطين بها؟ 

أرى أنّ المرأة العربيّة تعيش أزهى عصورها اليوم، فقد أصبحت تتمتعّ بقدر كبير من الحريّة، وأصبحت وزيرة وصاحبة عمل وسيّدة قرار بل وتستطيع إدارة الكثير من الشؤون والأعمال المهمّة.

هل يمكنك مشاركتنا اللحظات الأبرز لك أو ذكرى معيّنة حصلت معك خلال النسخات السابقة من مهرجان الجونة أو خلال هذه السنة؟

السنة الأولى هي الأجمل على الإطلاق، فهي تلك التي شهدت ميلاد مهرجان الجونة الذي ولد كبيراً منذ اللحظة الأولى، وكانت سنة مليئة بالحبّ والتفاهم. ومن أجمل ذكرياته الباقية حتّى الآن هي أغنيته التي حقّقت أكثر من 900 مليون مشاهدة في العالم كلّه. 

بماذا تنصحين الفنّانات الناشئات الموهوبات لتشجيعهنّ على أن يكُنّ مميّزات ونسخة عن أنفسهنّ فقط؟ 

أنصحهنّ بالصبر على النجاح، والإصرار على المحاولة مرّات عدّة، فلا يُصَبن بالإحباط سريعاً، وعدم النجاح مرّة واحدة لا يعني الفشل الدائم، كما أنصح كلّ واحدة منهنّ بأن تكون نفسها وألّا تحاول أن تشبه شخصيّة أخرى غيرها.

البدلة من Farah Seif
المجوهرات من Tres Hermanas Jewellery

Hend Sabri: يجب دعم النساء في صناعة الأفلام والمسلسلات من أجل تمكينهنّ من خلالها 

عرفناها ممثّلة موهوبة أبهرتنا بتأدية أدوار مختلفة، فأسرت قلوبنا باندفاعها وشغفها. واليوم هند صبري ليست فقط ممثّلة إنّما منتجة منفّذة أيضاً حيث تبحث عن قصص تستهويها كممثّلة ومنتجة وتساهم في جعلها ترى النور. تعرّفي في ما يلي على جديدها ونظرتها لكيفيّة تمكين النساء في صناعة الأفلام والمسلسلات كما على ذكرياتها الأبرز في مهرجان الجونة! 

إلامَ يحتاج عامّة الناس اليوم برأيك وكيف من شأن صناعة الأفلام والمسلسلات أن تتحلّى بالابتكار لتلبية حاجاتهم؟

أعتقد أنّ ما يحتاجه الجمهور حالياً من صناعة الترفيه هو التأثير فيهم عبر خلق مشاعر وعواطف معيّنة. الجمهور يشاهد الأفلام والمسلسلات لأسباب كثيرة، منها الهروب من الواقع، فيجب أن نمنحهم مشاعر وخيالاً وقِيماً إنسانيّة وأملاً في الغد ونجعلهم يدركون أنّنا نشعر بما يشعرون به، ونقدّر ذلك. لا يعجبني أنّ الأفلام الرومانسيّة ليست موجودة كثيراً في السينما بحيث أفلام الأكشن والكوميدي هي الشائعة، بينما ننسى القصص الإنسانيّة. علينا أن نُعبّر عن مشاعر الناس بطريقة تجعلهم يتصالحون بها مع أنفسهم والآخرين، ونتحدّث عن أيّ موضوع، لكن بطريقة تؤثّر في المشاهد.

ما هي القضايا المتعلّقة بالمرأة العربيّة التي تحبّين ترويجها أو معالجتها في حياتك العمليّة؟ وكيف يمكن لهذه الصناعة برأيك أن تمكّن المرأة؟

أيّ قصّة تستحق التكلّم عنها، لكنّني أحبّ تناول القصص الخاصّة أو النادرة، مثل فيلم أسماء التي تعاني مرض نقص المناعة، الإيدز. وهي قصّة غير شائعة في المجتمع، لكنّها تعبّر عن أشخاص كثيرين في المجتمع تُهدر حقوقهم لأنّهم يختلفون عمّا هو الشائع. دائماً ما أحبّ تناول النماذج النسائية المختلفة، بعيداً عن الصور النمطية الشائعة في الأفلام التجاريّة، مثل الفتاة الساذجة أو الملاك البريء. تُلهمني دائماً النساء اللواتي سلكن طريقاً مختلفاً، حتّى لو عارض المجتمع ذلك.
وتمكّن الصناعة المرأة عبر مشاهدة أفلام من كتابة نساء وإخراجهنّ. فيجب عدم النساء في الصناعة من أجل تمكينهنّ من خلالها.

كيف يمكنك كامرأة أن تساهمي في تطوّر صناعة السينما في عالمنا العربي؟
لا أدري إن كان ذلك صائباً، لكنّني أعتقد أنّني أساهم في ذلك عبر تجربة الإنتاج مع منصّة نتفليكس، فأنا لست ممثلة فقط في مسلسل البحث عن علا، ولكنّني أيضاً منتجة منفّذة. وأظنّ أنّ هذا لم يحدث منذ سنوات طويلة، أن تقوم ممثّلة بالإنتاج. وأعتقد أنّ هذا يمنح الأمل لنساء كثيرات، أن يكتبن أعمالهنّ ويتعاقدن مع منصات مثل نتفليكس وشاهد وغيرهما، وأن يشاركن في الإنتاج أو الإخراج أو التمثيل. هذا تمكين لنساء كثيرات، وبالمناسبة أتوجّه بالشكر لنتفليكس على منحي هذه التجربة، لأنّني لا أتمتّع بخبرة كبيرة في الإنتاج التنفيذي، ومع ذلك قد تحمّسوا للمشروع. بالنسبة إليّ، المساهمة في تطوير صناعة السينما يكون عبر تطوير نفسي وألاّ أظلّ في المكان نفسه لسنوات طويلة، وأن أبحث عن قصص تستهويني كممثّلة ومنتجة وأساهم في أن أجعلها ترى النور.

هل يمكنك مشاركتنا اللحظات الأبرز لك أو ذكرى معيّنة حصلت معك خلال النسخات السابقة من مهرجان الجونة أو خلال هذه السنة؟
بالتأكيد اللحظة الأولى هي افتتاح الدورة الأولى من المهرجان، لأنّني في اللجنة الاستشارية العليا منذ السنة الأولى. وأعتزّ أنني واحدة من الأشخاص الذين وثقوا في القائمين على المهرجان من اليوم الأولّ، وذلك قبل النجاح الذي يحقّقه حالياً. وأتذكّر حفل الافتتاح وتكريم الزعيم عادل إمام حيث كانت احتفالية سينمائية جميلة. أمّا اللحظة الثانية كانت في 2019 حين تسلّمت جائزة أفضل ممثّلة عن نورة تحلم. وأتذكّر فرحة زملائي والجمهور والتصفيق والكلمة التي ألقيتها والبكاء أمام الكاميرا، كانت ليلة لا تُنسى.

كيف تصفين نظرتك وتطلّعاتك للمستقبل العمليّ والشخصي وهل من مشاريع مستقبليّة تشاركينا بها؟ 
أقوم حالياً بالعمل على المراحل الأخيرة في مسلسل البحث عن علا، وأنا متحمّسة ليراني الجمهور كممثلة ومنتجة منفذة، وأقوم أيضاً بتصوير دوري في فيلم كيرة والجن مع المخرج مروان حامد والمؤلف أحمد مراد والنجوم كريم عبد العزيز وأحمد عزّ وسيّد رجب وأحمد مالك وعلي قاسم.

الفستان من Tony Ward Couture
المجوهرات من Tony Jewellery And Watches

Saba Mubarak: الوعي بالذات والصدق مع النفس هما كلمة السرّ 

منذ بدء مسيرتها الفنيّة تبهرنا صبا مبارك في كلّ دور تكرّس نفسها له. فأحبّ الجمهور العربي هذه النجمة وبات يترقّب جديدها سواء في التمثيل أو الإنتاج عبر شركتها Pan East Media. انضمّي إلينا في ما يلي لتكتشفي آراءها عن التّحديات التي تمرّ بها صناعة الأفلام والدراما والقضايا المتعلّقة بالمرأة التي تحبّ الترويح لها في أعمالها كما على جديدها! 

دائماً ما تبدو لنا أحوال الآخرين أفضل من أحوالنا، واليوم مع وسائل التواصل الاجتماعي يتزايد الضغط علينا "لنبدو" بأحسن حال دائماً. كونك دائماً تحت دائرة الضوء كيف يمكنك أن تبقي وفيّة لشخصيّتك وعواطفك وحالتك الذهنيّة والنجاح بحسب معاييرك الخاصّة؟ 
الوعي بالذات والصدق مع النفس هما كلمة السرّ. دائماً ما أسأل نفسي أكثر من مرّة عن الدافع خلف أيّ شيء أقوم به، هل أنا فعلاً أفعل الشيء لذاته أم هناك هدف سريّ من ورائه؟ ومهما كانت الإجابة، أحاول التصالح مع نفسي، لأنّنا في النهاية بشر وقد تختلط علينا الكثير من الأمور. وفي هذه الحالة أعطي لنفسي المزيد من الوقت للتفكير في الأمر، كما لا أحاول إرهاق نفسي بالمثاليّة والوصول إلى الكمال، لأنّها دائرة مفرغة تقود نحو النفاق فقط.

ما هي برأيك التّحديات التي تواجهها صناعة الأفلام والدراما وكيف يمكن تخطّيها عموماً وما هو الدور الذي يمكن أن تقومي به كممثّلة للمساهمة في تطوير هذا القطاع؟
أظنّ أنّ إحدى التّحديات الرئيسة تكمن في نقص الموضوعات والأفكار والتنوّع في النوعيّات المقدّمة، ولا تقتصر فقط على الأكشن والدراما بشكل رئيسي. ودوري كممثّلة في هذا الجانب متعلّق باختياري في المشاركة في مواضيع أكثر تنوّعاً ومغامرة، والمساهمة بالإنتاج لأنواع ليست على القدر الكافي من الانتشار.

ما هي القضايا المتعلّقة بالمرأة العربية التي تحبّين ترويجها أو معالجتها في حياتك العمليّة؟ وكيف يمكن لهذه الصناعة برأيك أن تمكّن المرأة؟ 
للمرأة العربية الكثير من القضايا التي من الضروري تسليط الضوء عليها. ولا أرى أنّ تمييز إحداها عن الأخرى صحيحٌ، فالأمر أشبه بسلسلة من الحبّات إذا انقطعت منها واحدة تشتّت الباقي. ويمكن أن تعالج صناعة السينما هذه المسألة بقيامها بدورها الطبيعي في التركيز على هذه المشكلات. أمّا في ما يخصّ تمكين المرأة، فأظن أنّ هذا يحدث وبدأنا نجدها في خانات تتخطّى التمثيل فقط، فثمّة أسماء بارزة في المونتاج والديكور والأزياء والإنتاج والكتابة والإخراج وغيرها. وإذا استمرّينا في هذا الطريق بنفس الوتيرة سنصل إلى مرحلة مثاليّة خلال سنوات.

هل يمكنك إطلاعنا على لمحة عن مشاريعك المستقبليّة؟ 
أنتظر عرض فيلمي بنات عبد الرحمن في عدد من المهرجانات الدولية الكبرى، مع المخرج زيد أبو حمدان ومن إنتاج شركتي Media Pan East. وهو فيلم دراما عائلي في إطار كوميديا سوداء عن نماذج عدّة من النساء في الأردن. وتفاعل هؤلاء النساء سوياً يولّد الكثير من المواقف التي تكشف لنا الكثير عن اختفاء والدهم.

الفستان من Sara Mrad
المجوهرات من Tony Jewellery And Watches

Nour: يجب أن تطرح السينما مواضيع تطال المرأة وتعبّر عنها 
منذ بدياتها عرفنا نور بأعمال مختلفة، فأتقنت أدوارها بتفانٍ وزرعت في قلب محبّينها شوقاً كبيراً للتعرّف على جديدها حيث تميّزت في الوقت عينه بحرفيّة الآداء وشجاعة الإنخراط في أعمال متنوّعة. تعرّفي معنا في ما يلي على كيفيّة تعاملها مع الشّخصيات التي تؤدّيها كما على آرائها المتعلّقة بصناعة السينما والتّحديات العمليّة التي تواجهها!

إذا امتلكت عصا سحريّة وأمكنك تغيير شيء ما في نفسك أو في العالم ماذا سيكون ولماذا؟
سأغيّر في نفسي وفي العالم من حولي طابع سيء أرفضه ولكنّني أرى أنّنا نمارسه بلا وعي، وهو الحكم على مظهر أو تصرّفات الآخرين، من دون الأخذ في عين الإعتبار الظروف والخلفيّات الاجتماعيّة والنفسيّة وراء هذه التصرّفات. 

هل ثمة شخصيّة معيّنة قمت بتأدية دورها أو تهدفين إلى لعب دورها في المستقبل وتتمنّين لو كانت تلك شخصيّتك في الحياة الواقعيّة؟ وهل سبق لك أن تعلّقت بإحدى الشخصيّات التي أدّيتها، لدرجة أنّك "لعبت دورها" في حياتك الحقيقيّة؟ 
لن أبالغ إذا قلت أنّني أحببت كلّ الشخصيات التي أدّيتها حتى الآن لكنّ حبّي لها وانسجامي معها لا يصل للدرجة التي تجعلني أجد صعوبة في التّخلص منها بعد الانتهاء من أدائها. فلديّ القدرة على الخروج بسلاسة من الشخصيّة التي ألعبها بعد انتهاء التصوير ولا أعود إلى بيتي بها.

ما هي التّحديات التي تواجهينها في حياتك المهنيّة وكيف تتمكّنين من التغلّب عليها؟ وعندما تشعرين بالإرهاق وفقدان الحافز ما الأمر الذي تقومين به لمساعدتك على المضي قدماً؟ 
أكبر تحدّي أعيشه في حياتي المهنية هو القدرة على الاستمرار بنفس المستوى، فعندما يصل الإنسان إلى مستوى معيّن من النجاح يَجب عليه الحفاظ عليه وعدم التراجع عنه، بل التقدّم لما هو أبعد. 
وعندما أشعر بالإرهاق وفقدان الحافز أترك نفسي لهذه الحالة وأعطيها فرصتها في الشعور بالإرهاق والتعب. لأنّني إذا أرغمتها على العمل في ظلّ مثل هذه الظروف، سأخفق فيما هو مطلوب منّي. لذا أنتظر حتى أستعيد عافيتي النفسية والجسديّة والعقلية لأتمكّن من استعادة الحافز والإرادة لمواصلة العمل مرّة أخرى. 

ما هي القضايا المتعلّقة بالمرأة العربيّة التي تحبّين ترويجها أو معالجتها في حياتك العمليّة؟ وكيف يمكن لهذه الصناعة برأيك أن تمكّن المرأة؟ 
أهمّ نقطة أحبّ التأكيد عليها قبل أي شيء هي أن تتوقّف المرأة من تحميل نفسها أكثر ممّا تحتمل، وأنّه آن الأوان للتوقف عن إجبار نفسها على أن تكون المرأة المثالية والخارقة في كلّ شيء: الأمومة والتمثيل والعمل وأي شيء آخر في الحياة، وأقول للمرأة العربيّة ولنفسي "إرحمي نفسك"، فأنت تستحقين أفضل من ذلك. 

يمكن للصناعة أن تمكّن المرأة بجعلها تشارك في كلّ ما يخصّ هذه الصناعة بالعمل فيها كممثلة وكاتبة ومخرجة ومديرة تصوير... كما يجب أن تطرح السينما مواضيع تطال المرأة وتعبّر عنها. 

هل يمكنك مشاركتنا اللحظات الأبرز لك أو ذكرى معيّنة حصلت معك خلال النسخات السابقة من مهرجان الجونة أو خلال هذه السنة؟
أجمل ذكرياتي في الفترة الأخيرة هي مشاركتي في أكثر من عمل ناجح في موسم رمضان وخارجه. وعلى قدر التعب والإرهاق الذي شعرت به حينها، إلّا أنّ نجاح هذه الأعمال أزاله عني وحوّله إلى ذكرى جميلة لا تُمحى.

الفستان من Top Drops
المجوهرات من Tres Hermanas Jewellery

Jamila Awad: لطالما كانت لديّ الرغبة في نقل صوت من لا صوت لهم  
كبرت جميلة عوض في منزلٍ ينبض بالفنّ حيث كان جزءاً طبيعيّاً من حياتها. وما لبثت أن شقّت طريقها الخاص في النجاح فحلّقت سريعاً من تميّز إلى آخر. تعرّفي معنا في ما يلي على نظرتها لتطوّر حياتها المهنيّة والقضايا المتعلّقة بالمرأة العربية التي تحبّ ترويجها في أعمالها، هي التي تطمح اليوم لأداء دور شخصيّة تاريخيّة أو أسطوريّة!
كيف تقرئين التطوّر في حياتك المهنيّة منذ أوّل عمل شاركت به حتّى اليوم؟ هل تغيّرت نظرتك للأعمال التي تُعرض عليك وهل من دور معيّن تطمحين القيام به للمستقبل؟ 
رغم صعوبة الشخصيّة الأولى التي أدّيتها وهي هانيا في مسلسل تحت السيطرة، إلّا أنّها تتشابه مع شخصيّتي في الكثير من الجوانب. لذلك حرصت بعدها على البحث عن أدوار لا تشبهني، مثل آية في مسلسل لا تطفىء الشمس، ونور مريضة البهاق في لازم أعيش، وتمارا في حرب أهليّة، وسالي في فيلم بنات ثانوي. وأطمح لأداء دور شخصيّة تاريخيّة أو أسطوريّة.

كبرت في منزل ينبض بالفنّ، فكيف أثّر ذلك على توجّهاتك؟ ولو لم تختاري التمثيل كمهنة، ما العمل الذي كنت ستُكرّسين حياتك له؟ 
كنت أشعر أنّ الفنّ جزء لا يتجزّأ من حياتي العادية، فقد اعتدت الذهاب مع جدّي إلى المسرح وأماكن التصوير منذ طفولتي، ممّا غذّى عندي الرغبة في أن أكون جزءً من هذا العالم. ولو لم أعمل في التمثيل كنت سأختار أن أكون مخرجة أو أن أكرّس حياتي للعمل في حقوق الإنسان.

هل تغيّرت نظرتك للحياة أو للأعمال التي تحبّين الإنخراط فيها بعد جائحة كورونا وكيف؟ 
بالتأكيد تغيّرت نظرتنا جميعاً للحياة بعد كورونا، فقد جعلنا هذا الوباء نعيد حساباتنا في كلّ شيء من حولنا. وعن نفسي أصبحت أكثر حرصاً على المقرّبين منّي وأكثر خوفاً عليهم من الإصابة سواء منّي أو من غيري. ولطالما كانت لديّ الرغبة، وقد ازدادت قوّة بعد الوباء، في نقل صوت من لا صوت لهم. وذلك لأنّني أملك وسيلة يمكنني عن طريقها أن أعبّر عنهم، وهي أعمالي التي أصبحت أكثر حرصاً على تمثيل أصحاب المعاناة العاجزين عن الوصول إلى الناس.

ما هي القضايا المتعلّقة بالمرأة العربية التي تحبّين ترويجها أو معالجتها في حياتك العمليّة؟ وكيف يمكن لهذه الصناعة برأيك أن تمكّن المرأة؟ 
أنا مع كلّ القضايا المتعلّقة بالمرأة بشكل عام علر الصعيد الإنساني والاجتماعي والمهني، ومع تمكين المرأة في كلّ المجالات وخاصّة السينما التي أتمنّى أن تحتلّ دوراً أكبر فيها، سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج أو أي عنصر من عناصر الصناعة الأخرى. وأحبّ أن أمثّل كلّ امرأة تعاني التنمر في المجتمع لأسباب قد لا يكون لها يد فيها، كالإصابة بمرض ما، مثلما حدث مع شخصيّة نور التي نفر كثيرون منها ظنّاً أنّ مرضها معدي وأنّ له تأثير على شكلها وملامحها. 
ومن خلال دراستي لهذه الحالة في حين تحضيري للشخصيّة، وصلتُ لحقيقة تفيد أنّ لكلّ امرأة جمالها الخاصّ ولا يشكّل المرض أيّ عيب لصاحبه.  

اقرئي أيضاً: الظهور الأوّل لبشرى بعد حادث الجونة

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث