تعرّفي إلى Lucia Pica المصممة العالميّة للمكياج والألوان لدى Chanel

مصمّمة المكياج والألوان لدى Chanel ليست بامرأة عاديّة، بل امرأة استثنائيّة وحالمة. بالرغم من حبّها المكياج والألوان، لا تهدف إلى تسليط الضوء عليها، بل ترغب في تحديد ملامح الوجه الجميلة ولا تستخدم المكياج لتغييرها على عكس الكثيرين غيرها. الجمال الطبيعيّ بالنسبة إليها هو الأهمّ، وهي بالفعل على حقّ، إذ إنّ لكلّ منّا جمالها الخاصّ وملامحها وسماتها التي تجعلنا نختلف عن بعضنا البعض. فالجمال لا يكمن إلّا في الاختلاف والتميّز، وLucia Pica تظهر ذلك جليّاً في هذا الحوار الذي تسنّت لنا إقامته مع هذه المبدعة الإيطاليّة في جادّة Charles De Gaulle في باريس، فاكتشفي ما تقدّمه إليك دار Chanel في مجموعة مستحضراتها لموسم خريف 2018  Apotheosis, Le Mat De Chanel.

اقرئي أيضاً: أوّل متجر لـChanel Beauty في الشرق الأوسط

مع كلّ مجموعة تصطحبيننا في رحلة جديدة. ومع كلّ رحلة تقدّمين إلينا قصّة جديدة وإلهاماً مختلفاً. هلّا تخبرينا قليلاً عن ذلك؟

يحتاج المرء دائماً إلى الأحلام، وأنا أحتاج إلى الحلم والإلهام لأقدّم عملاً مميّزاً. ومع دار Chanel العريقة بإرثها التاريخيّ، أغوص دائماً في تفاصيل الأمور لتكون النتيجة استثنائيّة، فتبرز فيها حرفيّة الدار ومهاراتها. لذلك أعمل على أدقّ التفاصيل بدءاً بالأسماء والألوان فالتركيبات والقصص وصولاً إلى الإلهام.

بالحديث عن الأحلام، ما هو حلمك الأكبر في عالم الجمال؟

في الحقيقة، أحقّق الكثير من الأحلام في حياتي بفضل دار Chanel وكلّ الفرص التي قدّمتها إليّ. وأظنّ أنّ الحرّيّة التي أتمتّع بها في عملي هي حلم بحدّ ذاته.

 

وما هو مصدر الإلهام الأبرز بالنسبة إليك؟

أستوحي من أمور كثيرة ومختلفة في عملي، فيكون أحياناً اللون أو التركيبة، أو أذهب لأستكشف مكاناً معيّناً، فأستوحي من ألوانه. وفي البداية كنت أجد صعوبة في إيجاد الوحي من المواقع والأماكن فأذكر مثلاً عندما ذهبت في رحلة إلى كاليفورنيا، شعرت بالتوتّر فلم أكن أدري كيف ستكون النتيجة. لكنّني تعلّمت أن أثق بنفسي وبالأمور التي استوحي منها، فأجد الإلهام أحياناً في أبسط الأمور كالطبيعة والمدن والتركيبات والصور. ففي الصور تختلف الإضاءة ومعها الألوان أيضاً، فتفاجئنا النتيجة الساحرة أحياناً.

متى بدأ اهتمامك بالجمال؟

لطالما استهواني المكياج في طفولتي ولا سيّما حقيبة والدتي للمكياج. فوجدت أنّه أمر رائع أن نتمكّن من استخدام كلّ تلك الألوان على الوجه. واعتدت أن أذهب إلى منزل جارتنا التي كانت تملك دُرجاً مليئاً بمستحضرات المكياج، فأدخل الحمّام وأقفل الباب وأضعها على وجهي. ثمّ أغسله وأخرج وكأنّ شيئاً لم يكن. لكن بعد زمن طويل، كانت هذه الصديقة تتحدّث مع والدتي فسألتها: "هل تذكرين كيف كانت تدخل الحمّام وتقفل الباب على نفسها؟" فصُدمت بأنّها على علم بما كنت أفعله. وأذكر أنّني شعرت بسعادة كبيرة كلّما تبرّجت.

اقرئي أيضاً: تألّقي بمكياجٍ مطفيّ مع Chanel

ما هو الشعور الذي تريدين أن تختبره المرأة التي تختار مستحضراتك؟

أريد المرأة أن تشعر بأنّها متمكّنة وسعيدة. فالمكياج أداة لتعزيز الجمال لكنّني أؤمن أيضاً أنّ كلّ امرأة مميّزة وفريدة، لذا لا أحبّذ القواعد الصارمة لتطبيقه. فليس المهمّ أن تشبه المرأة النساء الأخريات، بل يجب أن تظهر اختلافاتها وهنا يكمن الجمال. فبحسب معالم وجهك يجب أن تعزّزي مكياجك وتستخدمي التركيبة الصحيحة. وتطوّرت تركيبات المستحضرات مع الوقت، وفي هذه المجموعة الجديدة مثلاً يمكن ملاحظة تركيبة ظلال العيون المطفيّة التي تتمتّع في الوقت نفسه بجانب شفّاف ومشرق. ويبرز في المجموعة أيضاً قلم تحديد العينين 3 بـ1 الذي يمكن استخدامه للعين من الخارج والداخل وبمثابة ظلال للعيون أيضاً.

تتميّز إذاً مستحضرات هذه المجموعة الجديدة كلّها بالتركيبة المطفيّة، أليس كذلك؟

نعم بالفعل، تركيبة المستحضرات كلّها مطفيّة، فتتضمّن المجموعة أيضاً طلاء الأظافر المطفيّ وبودرة الخدود المطفيّة، وهي بودرة مميّزة يمكن أن تضع المرأة القليل منها على وجنتيها لتنمحها رونقاً مميّزاً. أمّا الجزء الثاني من المجموعة فيضمّ أحمر الشفاه Rouge Allure Velvet Extrême الذي عملت على تركيبته شخصيّاً مع فريق مختبر الدار والذي يشكّل التطوّر الطبيعيّ لأحمر الشفاه هذا. ولتعزيز المكياج المطفيّ، لا بدّ من إضفاء لمسة من اللمعان لإنشاء نوع من التباين والتناقض. وهذا ما أفعله دائماً في المكياج، فأحاول التنسيق بين الجانب المطفيّ واللامع فتكون العينان والشفتان مثلاً مطفيّة والبشرة لامعة ومشرقة.

 

كيف تجري عمليّة ابتكار المستحضرات؟

أعمل عن كثب مع فريق المختبر. أحضّر الأفكار مسبقاً طبعاً وأقدّمها إليهم ليحوّلوها إلى تركيبات حقيقيّة، فأراها بعدئذ وأعطي تعليقاتي وملاحظاتي. ومن المذهل أن أرى كيف تتحوّل أفكاري بسهولة إلى مستحضرات حقيقيّة.

ما هو التحدّي الأكبر الذي واجهته في خلال العمل على هذه المجموعة؟

أظنّ أنّ التحدّي الأكبر كان في العمل على أحمر الشفاه Rouge Allure Velvet Extrême لتكون تركيبته خفيفة لكن مطفيّة ومريحة وغير جافّة أو مزعجة على الشفاه. وصعب عليّ أيضاً العمل على ظلال العيون لتكون مطفيّة لكن شفّافة ومشرقة في الوقت نفسه، فأردت أن أقدّم مستحضراً معاصراً.

اقرئي أيضاً: طبّقي الكونتور والماسكارا على طريقة Chanel

في رصيدك تسع مجموعات حتّى الآن. ما هو التحدّي الأبرز الذي واجهته؟

التحدّي الأكبر بشكل عامّ هو فهم الصبغات والألوان والتركيبات، فتكون النتيجة مختلفة في كلّ مرّة ولا يمكن الحصول على ما نبحث عنه تماماً. يمكن المساومة أحياناً لكنّني أسعى دائماً إلى تقديم نتيجة ملائمة ودقيقة، إنّما لا شكّ في أنّه عليّ أن أكون مرنة لأنّني أتعامل مع مواد متقلّبة وغير مستقرّة.

لكنّك تضعين مشاعرك في هذه المواد، أليس كذلك؟

بالفعل، أضع من نفسي في تلك المواد. فعندما أتحدّث عن الألوان مثلاً مع الفريق بينما أقدّم إليهم أفكاري، لا أسمّي الألوان بأسمائها فحسب، بل أتعمّق بجوانبها وطوابعها المختلفة. لكنّني أرى أحياناً نظراتهم المستغربة، فنضحك كثيراً عندما أقدّم عرضي.

 

في خلال الأعوام التسعة المنصرمة، ما كان النجاح الأبرز الذي حقّقته أو ما هو المستحضر الذي تفتخرين به أكثر من غيره؟

أظنّ أنّها كانت مجموعتي الأولى، إذ تخلّلها الكثير من المخاطرة فقدّمت عملاً جريئاً نوعاً ما. أردت أن تكون المجموعة قويّة وجريئة لكن تتميّز أيضاً بالألوان الطبيعيّة والسهلة التي قد تختارها جميع النساء، وحقّقت هذه المجموعة نجاحاً هائلاً بالفعل. إضافة إلى ذلك، أحدثت مستحضرات هذه المجموعة صيحات كثيرة لاحقاً، فكنّا نرى النساء اللواتي يضعنَ ظلال العيون باللون الأحمر في الشوارع، وهذا يثبت أنّ المجموعة مصمّمة للنساء كافّة وليس للعارضات فحسب. ووضعت فعلاً من ذاتي في هذه المجموعة، فكانت ثمرة شغفي وحبّي للمكياج.

كيف تصفين مجموعتك الجديدة لموسم خريف وشتاء 2019/2018 بثلاث كلمات؟

إنّها مجموعة راقية وناعمة وحميمة.

اقرئي أيضاً: Chanel تطلق أول فرشاة ماسكارا ثلاثية الأبعاد

بما أنّك تصطحبيننا مع كلّ مجموعة في رحلة جديدة، ماذا تخبرينا عن قصّة هذه المجموعة الجديدة؟

في هذه المجموعة، ما من رحلة جديدة لكنّ الأمر يتعلّق أكثر بدراسة التركيبات. لم أبتكر الألوان بل استكشفتها بأوجهها المختلفة. ففي التركيبة المطفيّة جوانب متعدّدة. واستوحيت من الألوان وتأثيرها وطريقة استخدام الفنّانين الألوان والأضواء والظلال. وألهمتني أيضاً المناظر الطبيعيّة في الصحراء، فاستوحيت من ألوانها الترابيّة. وتتضمّن المجموعة أيضاً تدرّجات اللون الأزرق بتركيبة مطفيّة طبعاً تمتصّ الضوء بدلاً من عكسه، ما يجعلها ناعمة جدّاً وملفتة للنظر.

 

ما تعريفك للجمال؟ وما هو أوّل أمر يجذبك عندما تنظرين إلى امرأة أخرى؟

أظنّ أنّ إطلالة المرأة وأسلوبها ونظراتها هي أكثر ما يميّزها. عندما أطبّق المكياج للمرأة أهدف إلى إبراز معالمها فلا ينظر الناس إلى مكياجها بل إلى جمال وجهها بشكل عامّ. لذا لا أعمل على إظهار مستحضراتي في مكياج المرأة، بل أريدها أن تبرز بشخصيّتها وأسلوبها الخاصّ الذي يميّزها عن باقي النساء.

كيف توفّقين بين العمل على المجموعات والعروض في الوقت نفسه؟

ثمّة جوانب مختلفة لعملي لكنّ هذا ما يجعلني أحبّه أكثر، فلا أتحمّل المهام نفسها طوال الوقت. أحبّ العروض لأنّها مشوّقة جدّاً ونعيش في خلالها أجواء من الحماسة وكلّ ذلك في فترة قصيرة لا تتعدّى  خمس ساعات. أمّا من ناحية العمل على المجموعة فالعمليّة أطول طبعاً، إذ أبدأ في كلّ مرّة من الصفر لأحوّل والفريق الأفكار المجرّدة إلى مستحضرات حقيقيّة. وقد نواجه بعض المشاكل أحياناً لكن علينا أن نجد الحلول لكلّ العوائق لإنجاز مهمّتنا.

 

إلى جانب أحمر الشفاه، ما هو المستحضر الذي لا تستغنين عنه؟

لا أستغني عن لوحة ظلال الحواجب، إذ أصطحبها أينما ذهبت.

اقرئي أيضاً: Chanel تعرض مجموعة Cruise 2018/2019 في موقعٍ بمنتهى الروعة

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث