الإعداد: جاين شبلي
"بات يتراءى لنا اليوم ما كان أقرب إلى المستحيل في السابق"، تلك هي الكلمات التي قالها عملاق التكنولوجيا بيل غيتس في العام 2015 أثناء مقابلة له. فتبشّر اليوم تكنولوجيّات ابتكاريّة ببزوغ عصر جديد يفوق كلّ توقّعاتكِ لتطال إحدى أهمّ الصناعات وتصنع فيها كلّ الفرق، لدرجة أنّها تعيد ابتكار الأساليب والسبل التي نعتمدها لفعل الابتكار بحدّ ذاته. هكذا، تلتمس صناعة الجمال إبداعَ الذكاء الاصطناعيّ والصورة ثلاثيّة الأبعاد وتقنيّة الواقع المعزّز. فجوبي معنا في ما يلي نبذةً عمّا تخبّئ لك علامات الجمال الكبرى من تقنيّات تحملك إلى عالم المستحيل.
توازن ما بين الصحّة والجمال
نستهلّ جولتنا مع L'Oréal التي ارتأت أن تقدّم لك من خلال علامة العناية بالبشرة لديها La Roche-Posay جهازاً لا سابق له في مجال الجمال والعناية بالبشرة. فمن منّا لا تتعرّض بشرتها يوميّاً لشتّى أنواع الأحوال الجويّة والبيئيّة؟ فماذا لو قلنا لك إنّ L'Oréal Technology Incubator أطلقت، بالتعاون مع Epicore Biosystems، في مطلع العام 2019 نموذجاً أوليّاً عن جهاز استشعار My Skin Track pH الأوّل من نوعه، الذي يرتكز على علم الموائع الدقيقة. فيلتقط كميّة التعرّق التي تفرزها مسامات بشرتك عن طريق سلسلة من القنوات الصغرى، ممّا يسمح لك بالحصول على درجة الحموضة بشكل غاية في الدقّة في غضون 15 دقيقةً. وقد صرّح Guive Balooch، نائب الرئيس العالميّ لدى L’Oréal Technology Incubator, أنّ "الصحّة تشكّل مستقبل الجمال، لذا نتعهّد بالارتقاء بالتكنولوجيا لإطلاع زبائننا على رؤى وحلول مهمّة".
عالم الافتراض يعتني ببشرتك
أطلقت الشركة اليابانيّة المختصّة في العناية بالبشرة Shiseido في العام 2019 نظاماً مخصّصاً لكلّ فرد، باستخدام إنترنت الأشياء (IoT) وتقنيّة الواقع المعزّز، يُدعى Optune. ويتألّف هذا الجهاز من آلة استثنائيّة Optune Zero IoT وتطبيق Optune. يقضي التطبيق بتجميع بيانات مرتبطة بدورتك الشهريّة ومزاجك وحرارة جسمك وغيرها من المعلومات التي تتبدّل يوميّاً، من ثمّ ينقلها إلى الآلة المجهّزة بحوالى 1,000 تركيبة من السيروم والمرطّب. فصرّحت الشركة: "قرّرنا أن نوظّف التكنولوجيا الرقميّة مع أبحاث فريق Shiseido لتوفير حلول مثلى لكلّ من زبائننا".
تركيبة تلتمس الواقع
هل تمنّيت يوماً أن تتمكنّي من تحديد اللون المثالي الذي يتماشى وبشرتك؟ الآن، بات الحلم حقيقة، فتقدّم لك Lancômeكريم الأساس المخصّص لك Le Teint Particulier في تجربة فريدة. فيضمّ هذا الابتكار حوالى 72,000 تركيبة مختلفة. وبغية تحديد لون بشرتك، يجري أوّلاً الخبراء لدى Lancôme مسحاً على وجهك بواسطة خواريزميّات دقيقة من عدّة زوايا. من ثمّ، تُستخدم البيانات لابتكار تركيبة خاصّة، فيما تختارين درجة الرطوبة والتغطية التي ترغبين في الحصول عليها. وأخيراً، توضع التركيبة في عبوة تحمل اسمك ورقم تدرّج اللون المناسب، يمكنك إعادتها إلى المتجر لإعادة ملئها لاحقاً.
ماسك يحاكي فرادة وجهك
لكلّ امرأة ملامحها الخاصّة، من شكل وجهها إلى بعد عينها وحجم جبينها. وبما أنّ Neutrogena تؤمن بمدى فرادة وجهك، قرّرت أن تمنحك تجربة خاصّة غير مسبوقة لإعداد ماسك للوجه مطابقاً تماماً له عبر Neutrogena MaskiD . فكلّ ما عليك فعله هو التقاط صورة سيلفي بواسطة هاتف ذكي مجهّز بكاميرا ثلاثيّة الأبعاد تسمح لك بقياس المناطق الستّة التي يتألّف منها وجهك: الجبهة ومنطقة العين والخدود والأنف وطيّات الأنف والذقن، بالإضافة إلى فحص مدى ظهور المسامات والخطوط الرفيعة ودرجة رطوبة الجلد. والأهمّ أنّه يأخذ بالاعتبار مجموعة المكوّنات التي تغذّي كلّ منطقة بصورة خاصّة.
بلغت صناعة تكنولوجيا الجمال أوجّها، فأصبحت الشركات والعلامات تتوجّه أكثر فأكثر نحو الاندماج لتوفير تقنيّات وابتكارات فريدة تصقل من جودة المنتجات والخدمات، وهذا تحديداً ما تنبّؤه بيل غيتس في العام 2015 عندما قال في حديث له عن التكنولوجيا المستقبليّة: "في السنوات الـ15 القادمة، ستتّصل الأجهزة والتقنيات وتعمل سويّاً لمساعدة البشر بدلاً من أن تعمل كلّ تقنيّة على حدة".
اقرئي أيضاً: كلاسيكيّة إنّما جريئة
