من هنا يبدأ التغيير مع الممثلة السعودية عهد كامل

هي شابة طموحة واثقة من نفسها والجرأة عنوانها. يظهر التحدّي عندها جلياً في تحويل أفكارها ورؤيتها إلى منتج إبداعيّ. فتسخر الفن في خدمة قضايا المرأة السعودية وتستقي من تجاربها الخاصة ما يغذي أعمالها الفنية. رائدة في تأسيس أعمال سينمائية مميزة، درست في الولايات المتحدة فن الصور المتحركة (أنيميشن) والتمثيل والإخراج. إنها المخرجة والممثلة السعودية عهد كامل.

حققت الفنانة عهد كامل نجاحاً كبيراً وعالمياً في الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركتها في الفيلم الأمريكي الشهير المملكة -The Kingdom مع المخرج العالمي “بيتر بيرج”، وغيره من الأفلام الأجنبية، بالإضافة للفيلم التركي "رزان"، والذي حصلت به على جائزة البوابة الذهبية لأفضل ممثلة في مهرجان "سان فرانسيسكو" السينمائي.

Marie Claire التقت الفنانة عهد، إليك تفاصيل هذا الحوار الشيق.

بدايةً كيف بدأت قصّتك مع الإخراج والتمثيل؟

دخلت عالم التمثيل والإخراج عن طريق الصدفة. فكنت أدرس التحريك أو “الأنيميشن” في كلّيّة Parsons
School of Design، وبحلول السنة الأخيرة كنت قد كرهت هذا المجال. ولكي أختصر "الأنيميشن "في مشروع التخرّج، قرّرت أن أبتكر فيلماً وثائقيّاً يتضمّن مقاطع متحرّكة بدلاً من ابتكار مقطع من 5 دقائق يظهر شخصيّة متحرّكة. وكانت هذه تجربتي الأولى مع الكاميرا. وبعد أن تخرّجت، لم أكن مستعدّة لترك الولايات المتّحدة والعودة إلى جدّة، فقرّرت أن أتسجّل في مدرسة لتعليم الفنون السينمائيّة، ووقعت في حبّ هذا المجال.

من الداعم الأكبر لعهد كامل؟

أعتبر نفسي محظوظة للغاية لأنّني أتلقّى دعماً من أشخاص كثيرين حولي.

ما هي الصعوبات التي تواجهينها في عملك وكيف تتغلّبين عليها؟

أعتقد أنّ الصعوبات الأبرز تكمن في المحافظة على وفائي لنفسي خلال عمليّة الابتكار، لأنّني أعتبر هذه العمليّة دقيقة ومقدّسة، كما أنّها شخصيّة للغاية. من هنا، يكمن التحدّي في تحويل هذه العمليّة الشخصيّة والنابعة من الداخل إلى منتج إبداعيّ. وأعتقد أنّ الانضباط والصبر ساعداني للغاية.

فيلم "حرمة"... ماذا يعني مصطلح حرمة عند عهد كامل؟

يعني حرمة الحياة وقدسيّتها التي أشعر وكأنّ العالم قد نسيها.

كيف تصفين وضع المرأة السعوديّة في المملكة وكيف تجدين شخصيّتها بشكل عام؟

من جهة، أجد أنّ وضع المرأة السعوديّة صعب، لأنّنا نحتاج إلى استقلاليّتنا، وإلى أنّ نُعامَل كمواطنات من الدرجة الأولى، كما أنّنا نحتاج إلى حرّيّة التعبير عن أرائنا وأفكارنا. من جهة أخرى، أعرف وأرى نساء سعوديّات كثيرات يتمتّعن بالموهبة والقوّة ما يجعلني أتفاءل بأنّ التغيير قد بدأ. وأعتقد أنّ هذه المقابلة دليل على ذلك.

كيف تعالج المخرجة عهد كامل قضايا المرأة السعوديّة من خلال أفلامها؟

كوني امرأة، لا شكّ في أنّ تجاربي الخاصّة تغذّي أعمالي. لذلك لا أجلس وأفكّر في المواضيع التي سأعالجها، بل أعتمد على مشاعري وأتساءل "ما هي التحدّيات التي تواجهني كامرأة؟".

هل واجهتك انتقادات ومشاكل حقيقيّة من داخل السعوديّة على أفلامك وما قد تحتويه من رسائل؟

لم أتلقّ أيّ تعليقات مباشرة. أعتقد أنّ بعض الأشخاص صُعِقوا لدى مشاهدة أفلامي، لكنّهم لم يعبّروا لي عن ذلك. أما أصدقائي فهم يخبرونني أنّ أفلامي تحثّهم دائماً على التفكير، ذلك أنّها تتناول مواضيع شائكة وغير بديهيّة لم نعتد على معالجتها في منطقتنا، أقلّه بطريقة بصريّة.

أين وصلت تحضيرات فيلمك الروائي "ابتسم أنت في جدّة" وعن ماذا يتحدّث؟

لم يبصر مشروع "ابتسم أنت في جدّة" النور، لذلك وضعته جانباً وبدأت العمل على فيلم جديد. إنّه مفاجأة (تبتسم).

ما هي القضايا الأخرى التي لم تتناوليها بعد في أفلامك وترغبين في تسليط الضوء عليها في المستقبل؟

لا أبتكر أفلامي من منطلق القضايا التي يجب تسليط الضوء عليها، بل من منطلق إثارة مسألة ما. فلننتظر لاكتشاف الخطوة التالية.

كيف ترين مستقبل المملكة وهل ترين أنّ التغيير ممكن أن يتمّ على أيدي النساء السعوديّات؟

أنا متفائلة بأنّ الخير والشرّ سيبقيان موجودان دائماً وأنّ الإنسان يوظف طاقته للقوى الخلّاقة أو المدمّرة. لا شكّ أنّ المرأة السعوديّة قادرة على إحداث تغيير لأنّها سبق أن بدأت.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث