Ramesh Nair: النساء العربيّات يحببن التميّز

إعداد: Obeida Danhach

في هذه المقابلة يخبرنا المدير الإبداعي لدار Moynat الفاخرة الهنديّ الأصل والمقيم في باريس السيّد Ramesh Nair عن الطريقة التي يعتمدها لتغيير مجال صناعة الحقائب والصناديق. كذلك، يطلعنا على التّحديّات التي يواجهها مع الجيل الجديد فضلاً عن النهج الإبداعي الذي يعتمده والتغييرات التي لاحظها في اهتمامات المرأة العربيّة.

 

لماذا تختار العمل مع حرفيّين شباب؟

عملت في الماضي مع أشخاص متدرّبين ومتمرّسين لاسيّما الحرفيّين منهم، لكن في مرحلة معيّنة يفقدون مرونتهم فلا يهتمّون بتجربة أمور جديدة وهذه كانت مشكلتي الأساسيّة. فلا بدّ من تخطّي الحدود والبحث عن طرق نتفوّق من خلالها على أنفسنا وهكذا يبدأ الإبداع. إلّا أنّه يجب فهم القواعد والقوانين أوّلاً قبل أن نكسرها. أمّا المشكلة الثانية فهي جذب الشباب، لذا أظهر لهم أنّ صناعة الحقائب والصناديق والحرف اليدويّة مرحة ومسلّية.

كيف تجذب الجيل الجديد للانضمام إلى فريق عمل Moynat؟

في الواقع، ثمّة أمر يثير غضبي بعض الشيء إذ نجد أشخاصاً ينجزون العمل المطلوب إنّما بطريقة عاديّة بعيدة عن الإبداع والإتقان والحرفيّة ثمّ يظنّون أنفسهم قادرين على صناعة منتجات فاخرة. إلّا أنّ هذه الحرفة تتطلّب تعلّم أساس العمل لنبدع ونقدّم نتيجة ممتازة. وبما أنّنا اعتدنا المستوى العاديّ بتنا نظنّ أنّه رائع ومتقدّم وفاخر لكن في الحقيقة يُمكن أن نقدّم أفضل بكثير وهذا ما أكافح لأجله.

اقرئي أيضاً: سافري عبر الزمن مع هذه الحقائب

اليوم مع الجيل الجديد، تختار العلامات التجاريّة بمعظمها الإنتاج والاستهلاك الضخم بدلاً من الإنتاج الفاخر فتنسى أنّ الزبائن كثر وليس المستهلكين. إلّا أنّه يوجد فرق كبير بين الحصول على عدد كبير من الزبائن وتقديم تجربة فاخرة، أليس كذلك؟

عندما أسأل الناس عن التجربة التي يختبرونها يربطون التجربة المميّزة بالخدمة الرائعة والمتجر الجميل. لكنّهم لا يذكرون شيئاً عن المنتج بحدّ ذاته إنّما العلامة التجارية تُقيّم بالمنتجات التي تقدّمها. فالأهمّ ليس التجربة إنّما المنتج، ويبدو أنّ في عالم الفخامة ما من حوار مع الزبائن إذ يجهلون المواد المستخدمة وعمليّة التصنيع وهذا ما نحاول أن نطبّقه.

كيف كسرت الحواجز وتخطيّت الحدود عندما انضممت إلى فريق الدار؟ وما الذي تعلّمته من تجاربك السابقة؟

تعلّمت في دار Hermès الاحترام والكرم في كلّ أوجه حياتنا اليوميّة. فهذا أمر نتعلّمه مع الوقت ونطبّقه سواء في اختيار أجود أنواع الجلود أو في تخصيص وقت كبير للحياكة والتصنيع. فقدّم كلّ شيء بكرم للزبائن.

 

كيف تقيّم صناعة الصناديق في يومنا هذا؟

ما زالت هذه الصناعة حيّة وموجودة لاسيّما في الحقائب على شكل صناديق التي تُستخدم في الحياة اليوميّة. إذ مرّت بمراحل مختلفة على مرّ السنوات فكانت الصناديق مختلفة جدّاً في الماضي، إلّا أنّنا  نعمل على عودة الزبائن مراراً وتكراراً ولتحقيق ذلك علينا تلبية حاجاتهم المختلفة والمتغيّرة. أمّا من ناحيتي، فأحبّ أن أوضّب الكثير من الأمتعة عندما أسافر لذا أحتاج إلى حقيبتين على الأقلّ وحقائبي دائماً تشبه الصناديق. وأرى كثر يستخدمون الصناديق للسفر في يومنا هذا، كما أنّ أحد أصدقائي يريد أن أصمّم له صندوقاً يضع فيه أجهزة الموسيقى الخاصّة به.

هل تصمّم الكثير من الصناديق بحسب الطلب؟

نعم وأحبّ تصميم صناديق غريبة ومميّزة بحسب الطلب. ومن بين الصناديق الإستثنائيّة التي صمّمتها صندوق حلوى المكرون الذي يتّسع 280 قطعة.

اقرئي أيضاً: Glassing X FMM: عندما تلتقي الأصالة بالحداثة

هل أنت تربط تاريخ الدار والتكنولوجيا الحديثة بهذه الطريقة؟

ما زال النهج المعتمد في صناعة الصناديق كما كان في الماضي. وقد قمنا مثلاً بالتعاون مع علامة Jaguar للسيّارات الفاخرة لتصميم صندوق مناسب لسيّارة Jaguar F-Type الجديدة. وقد صمّمت بالفعل صندوقاً داخل صندوق السيّارة توضع فيه درّاجة كهربائيّة. وبالنسبة إليّ يُجسّد هذا الصندوق التباين الذي تتميّز به السيّارة نفسها.

 

ما الذي تودّ أن تراه في دار Moynat وفي أي اتّجاه تريد أن تأخذها؟

أتطلّع لرؤية مستقبل الدار وأتساءل عن طريقة تفاعل الناس مع هذه الحرفة ومع العمل اليدوي. كما أنّني أفكّر في المصادر والموارد التي نستخدمها في هذه الصناعة. فبعد 20 عاماً مثلاً قد تتضاءل كميّة الجلود المتوافرة لنا اليوم، لذا قد نضطرّ إلى تعديل استراتيجيّة العمل التي نتّبعها في الدار.

هل تعتمدون حاليّاً استراتيجيّة جديدة في ما يتعلّق بشراء الجلود؟

هذه مسألة غاية في الأهميّة بالنسبة إلينا إذ نعتمد طريقة أخلاقيّة في التصنيع وشراء الموارد التي نستخدمها، لذا إنّه أمر أساسيّ ولا بدّ من اعتماده. نتأثّر كثيراً في صناعة الأغذية فالجلود متوافرة لنا لأنّ الناس يستهلكون لحمها وكلّ الجلود التي نستخدمها صادرة من فرنسا.

اقرئي أيضاً: اكتشفي القطع المفضّلة لدى Dana Al Khalifa

ما هو الجزء الأصعب في عمليّة الإبداع؟

أظنّ أنّ الجزء الأصعب هو ترجمة الأفكار إلى واقع، فتصميم الحقائب أشبه بتشييد المباني. عندما نبتكر الحقائب نصمّم مساحة معيّنة باستخدام الجلد وهذا أشبه بعمل المهندس. وفي الهندسة يجوز التفنّن وابتكار أفكار غريبة ومميّزة كما في صناعة الحقائب.

 

لنعد قليلاً إلى المرأة العربيّة، هل هي زبوبة لديكم؟

نعم كثيرات من النساء العربيّات هنّ زبوناتنا، كما أنّني لست غريباً على هذه المنطقة فأزور دبي منذ طفولتي.

هل لاحظت اختلافاً في اهتمامات المرأة العربيّة؟

نعم طبعاً والتغييرهائل. فلاحظت التنوّع الكبير في اهتماماتها وتغيّر مواقفها إذ باتت أقوى من ذي قبل. كما أنّ قراراتها وأفكارها وطريقة التسوّق الذي تعتمدها تغيّرت مع الوقت ولا يمكن توقّع ما ستكون عليه المرأة العربيّة في المستقبل. لكنّها حتماً تحبّ التميّز واقتناء قطع حصريّة وفريدة. فهي تختار التصاميم التي تريدها بحسب ذوقها إذ تحبّ التميّز عن الأخريات.

 

ما هي مشاريعك المستقبليّة؟

أتمنّى أن نستمرّ في التوسّع، لكن مهما كان الاتجاه الذي نختاره سنحافظ دائماً على هويّة الدار.

 

هل من خطّة للتوسّع في المنطقة؟

تعرّفت إلى نساء سعوديّات وكويتيّات وإماراتيّات وهنّ لا يتشابهنَ، لذا قد نفتتح متجراً في دبي ومتاجر موقّتة في المناطق الأخرى.

اقرئي أيضاً: Tohum Design: حلى إثنيّة لجمال طبيعي

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث