هكذا تطوّرين ذكاءك العاطفي 

إنّ المشاركة في ابتكار مكان أفضل للعيش هو المساهمة في كلّ جوانب الحياة اليوميّة كالتنفّس والعيش والتفكير والخلق، فجميعها عوامل أساسيّة من وجودنا في هذه الحياة.

كتب الفيلسوف الفرنسي المعاصر والمؤلّف وعالم اللاهوت Frederic Lenoir: "الوجود واقع إنّما العيش فنّ". وعندما أصبحنا صديقين، اعترف لي قائلاً: "إنّ رحلة الحياة تكمن في تحويل مخاوفنا إلى حبّ".

فلا بدّ من اكتشاف الحقيقة الكامنة داخلنا لنجد الجانب الإبداعيّ فينا. ولا شكّ في أنّها مهمّة صعبة لا سيّما أنّه لطالما طُلب منّا أن نستخدم ذهننا وعقلنا بطريقة عقلانيّة مرتبطة مباشرةً بكلّ ما تعلّمناه في الحياة. لكن ثمّة طريقة لنحرّر أنفسنا من الحدود والقيود التي فرضتها علينا قوانين المجتمع وضغوطاته. فالابتعاد عن مخاوفنا وتحرير عقولنا من كل تلك الضغوطات سيساعدنا على تعزيز قيمنا. وهذه هي الطريقة المستدامة الوحيدة التي تسمح لنا بتطوير جانبنا الإبداعيّ لنبتكر الأفكار غير الاعتياديّة والخلّاقة.

وهذا هو المسار نفسه الذي سلكه كبار المبدعين أمثال Steve Jobs وElon Musk وOprah لتحقيق كلّ إنجازاتهم في مسيراتهم المهنيّة.

فقد وُلدنا جميعنا مع هذه القدرة لننمّي الجانب الفطريّ من عقلنا والذي يتضمّن الذكاء العاطفيّ، غير أنّ التركيز على الجانب العاطفيّ من العقل يتطلّب من الإنسان الكثير من التواضع وهو أفضل التمارين التي تساعدنا وتقودنا نحو الإبداع.

ولتعزيز ذكائنا العاطفيّ لا بدّ أولاً من تعلّم كيفيّة مراقبة أنفسنا في مواقف مختلفة والتوقّف عن الحكم على الآخرين. فيجب أن نراقب أنفسنا ونتحقّق من مشاعرنا ونتقبّل ما يريحنا ويلهمنا بإمتنان وتقدير. أمّا الرؤية المستقبليّة فهي حتماً أساسيّة أيضاً لبناء المستقبل لكنّها تلي الفكرة الفطرية.

كما أنّ أفضل طريقة للحصول على نتيجة مثمرة ومبدعة هي من خلال التحليل العقلانيّ للفكرة الفطريّة.

فإنّ فنّ العيش يكمن في التوفيق بين الإستنتاجات العقلانيّة البحتة كتحويل فكرة عاديّة إلى رؤية مستقبليّة مثلاً وبين خطّة عمل واضحة وبعض لحظات "التخلّي" حيث نعزل الجانب الذهنيّ ليصبح العقل العاطفيّ بأكمل طاقته فيجمع كلّ محفّزات حواسنا لكي نعيش كلّ لحظة ونستفيد من جوهر الحياة.

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث