ماري‭ ‬كلير‭ ‬العربيّة ‬تحتفي‭ ‬باللغة‭ ‬العربيّة

احتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر الفائت باليوم العالميّ للغة العربيّة، فقد شهد التاريخ منذ قرابة الخمسين عاماً إدخال اللغة العربيّة ضمن اللغات الرسميّة في الأمم المتّحدة. وبالرغم من اندراج لغتنا بين اللغات الخمس الأولى الأكثر محكيّة في العالم، ثمّة الكثير من العرب الذين يقلّلون من أهمّيّة استخدامها، خصوصاً أنّ كلّ ما حولهم من تكنولوجيا وإنتاج إبداعيّ يبعدهم عنها. فيجدر دائماً تذكيرهم بأهمّيّة لغتهم وهذا ما يتحقّق عندما تنوجد هذه اللغة في وسائط مختلفة تتعلّق بالتصميم والفنّ والموضة والتكنولوجيا. ومن منطلق حرصها على المحافظة على لغتنا الأمّ وتمكينها، كانت "ماري كلير العربيّة" قد أقامت طاولة مستديرة في مكتب مصمّمة المجوهرات نادين قانصو في منطقة دبي للتصميم، جمعت فيها إلى جانب قانصو كلّ من الكاتبة سارة عبداللّه ومصمّمة الأزياء أروى البنوي. ثاث سيّدات ينتمين إلى مجالات مختلفة لكن يتميّزن بشغفهنّ باللغة العربيّة، فتسلّط كلّ منهنّ الضوء عليها في مجالها.

اقرئي أيضاً: عندما‭ ‬تدرك‭ ‬المرأة‭ ‬قيمتها‭ ‬لن‭ ‬يشكّل‭ ‬الجندر‭ ‬عائقاً أمامها

دور الفنّ في تمكين اللغة العربيّة

هويّتنا العربيّة المتّصلة باللغة لها علاقة وثيقة بالفنّ والتصميم والثقافة، لذلك للأعمال الفنّيّة دور كبير في تمكينها وتعزيز أهميّتها، وهذا ما تؤمن به مصمّمة المجوهرات اللبنانيّة نادين قانصو. فدفعها شغفها باللغة العربيّة والهويّة العربيّة إلى ترجمة إحساسها في المجوهرات. فقد اختارت قانصو منذ أكثر من عشر سنوات الحرف العربيّ لإطلاق علامتها التجاريّة "بلعربي" لترتقي باللغة العربيّة وتنشرها وتحفّز استخدامها. فتريد أن يتكلّمها أولادها وجميع الناس من حولها. علامتها تنظر إلى هذه اللغة بطريقة مختلفة، فجعلتها موجودة في الموضة والمجوهرات. ولم يبرز شغف قانصو باللغة العربيّة في تصميم المجوهرات فحسب إنّما في تصاميمها التصويريّة وصورها الفوتوجرافيّة أيضاً. فهي فنّانة متعدّدة الوسائط اشتهرت أيضاً بأعمالها وتصاميمها التصويريّة البصريّة التي تعبّر فيه تعبيراً إيجابيّاً عن التنوّع في العالم العربيّ وعن ماهيّة الهويّة العربيّة اليوم وحبّها وتقديرها "بلعربي".

وفي سياق مداخلتها في خلال هذه الطاولة المستديرة، شدّدت قانصو على أهمّيّة افتخارنا كعرب بلغتنا الأمّ الرائعة وعلى ضرورة استخدامها وجعلها موجودة معنا وبيننا بكلّ الطرق الممكنة. فبالنسبة إليها، اللغة ليست شغفاً فحسب إنّما هويّة وثقافة وحضارة أيضاً وهذا ما يجب المحافظة عليه في كلّ الوسائط التي يمكن أن نقدّمها إلى غيرنا ليتعاملوا معنا بها ويشعروا بأهمّيّتها.

اقرئي أيضاً: نادين قانصو وشغفها باللّغة العربيّة

أهمّيّة الخطّ العربيّ في الموضة

وكما تلقي قانصو الضوء على اللغة العربيّة من خلال تصاميمها، تظهر مصمّمة الأزياء السعوديّة أروى البنوي شغفها بها عبر استعمال الخطّ العربيّ في الكثير من تصاميمها، لتدمج غنى الثقافة العربيّة بأسلوبها المميّز في التصميم. نشأت البنوي في جدّة وأمضت طفولتها في سويسرا ثمّ انتقلت إلى دبي لتبدأ مسيرتها المهنيّة في القطاع المصرفيّ. وبينما كانت تأخذ بعض الحصص في تصميم الأزياء، وجدت شغفها الحقيقيّ هناك فقرّرت إطلاق مجموعتها الأولى للملابس الجاهزة في العام 2015. تمكّن البنوي المرأة من خلال تصاميمها التي تحمل نفحة عربيّة، فتستوحيها من المرأة العاملة والمنشغلة.

وتعتبر البنوي أنّه كان من المهمّ في خلال مسيرتها كمصمّمة سعوديّة أن تستخدم اللغة العربيّة في الرسالة التي تحملها في الموضة لأنّ هذه اللغة جزء من حياتنا. وأكّدت في خلال مداخلتها أنّ الثقافة وتعدّد اللغات خاصّيّتان مهمّتان جدّاً، إلاّ أنّ اللّغة العربيّة تبقى لغتنا الأولى في العالم العربيّ ومن المهمّ أن يستخدمها العرب في حياتهم اليوميّة بفخر.

اقرئي أيضاً: تصاميم أروى البنوي بنفحة عربيّة

جعل اللغة العربيّة أقرب من الأطفال

من المؤكّد أنّ تواجد الخطّ العربيّ في منصّات الفنّ والتصميم يساهم في إبراز أهمّيّته والحفاظ على مستقبله، إلاّ أنّ تعليمها للأطفال وجعلها أقرب منهم هو من الأمور الأساسيّة ليتمسّك الجيل الجديد بلغته الأمّ ويعي أهمّيّتها. فيجد بعض الأطفال صعوبة في تعلّم اللغة العربيّة سواء بسبب قواعدها المتعدّدة أو بسبب عدم اعتيادهم على التحدّث بهذه اللغة مع أهلهم أو اختلاف اللهجة المحكيّة عن الفصحى المدرّسة. ووجدت سارا عبدالله الحلّ لذلك لنشر حبّ اللغة العربيّة في صفوف الأطفال ليشعروا ببساطتها وسهولتها وعصريّتها وقربها منهم ومن لهجتهم. فبعد عمل هذه المرأة اللبنانيّة لسنوات عدّة في مجالي الإنتاج التلفزيونيّ والإعلانات، أسّست تطبيق "عالم مكوكي" الهاتفيّ الذي يقدّم ترجمة عصريّة تناسب الأطفال ما دون الست سنوات من خلال قصص قصيرة وصور متحرّكة وأغانٍ، فيعلّمهم هذا التطبيق اللغة العربيّة بطريقة بسيطة ومسلّيّة تجعلهم يحبّونها.

وتوجّه عبداللّه، بصفتها أمّ لطفلتين تحرص على أن تتكلّما باللغة العربيّة، عبر صفحات "ماري كلير العربيّة" هذه الرسالة لكلّ الأمّهات: "فليكن اليوم أوّل يوم تتكلّمين فيه مع أولادك بالعربيّة، فاللغة هي شبّاك لحضارة كاملة يجب أن يتعرّف أولادك وأولادي عليه".

فإذا كانت لغتنا العربيّة هي هويّتنا وثقافتنا وتراثنا، فالأجدى بنا أن نتكلّمها ونعلّمها لأطفالنا، أليس كذلك؟

اقرئي أيضاً: سارة عبدالله تنشر حبّ اللغة العربيّة بين الأطفال

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث