سواء كنتِ رياضيّة محترفة أو عدّاءة هاوية، ستتحدّاك العلا في ماراثون لمسافة 80 كم أو 50 كم أو نصف ماراثون لمسافة 25 كم أو سباق ممتع لمسافة 10 كم، فهناك ما يناسب الجميع. وقد قبلت سيّدتان سعوديّتان، هما لجين الرفاعي وهيا صوان، التحدّي وستركضان في الهواء الطلق وسط المناظر الطبيعيّة الخلابة في وادي عشار ووادي رم في مغامرة فريدة من نوعها...
اقرئي أيضاً: Dima Antar: "لا شيء يمكن أن يمنعكم من تحقيق أهدافكم!"
Haya Sawan
ما الذي ألهمك لتكوني من ناشطات التوعية بأهميّة الصحّة العقليّة على وسائل التواصل الاجتماعي؟
أحد الأسباب الرئيسة التي دفعتني لإطلاق صفحتي على وسائل التواصل الاجتماعي هو الحفاظ على الحافز لديّ ومواصلة النموّ من خلال مشاركة تقدّمي في مراحل اللياقة البدنيّة. فمع مرور السنوات، ارتقت رحلتي من مجرّد رحلة في اللياقة إلى التقدّم والتطوّر. وقد أدركت أنّ اللياقة البدنيهة لها تأثير كبير على حياتنا، ليس جسديّاً فحسب بل عقليّاً وعاطفيّاً أيضاً. فهي تساهم في تعزيز قوّتك وانتاجيّتك وثقتك بنفسك.
أن تكوني "سليمة"جسديّاً وقويّة لا يعني بالضرورة أنّك تتمتعين بصحّة جيّدة. فالصحّة تشمل تلك النفسيّة والعقليّة، والأهمّ من ذلك كلّه الطريقة التي ترين بها نفسك، أيّ الأسلوب الذي تتحدّثين به مع نفسك. قرأت الكثير من الكتب على مدى السنوات وعملت مع الكثير من العملاء وواجهت تحدّيات كثيرة في العمل وفي الحياة حتّى وصلت أخيراً لفهم ماهيّة النموّ والتقدّم. وقد واصلت تقديم خبراتي ومعارفي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتمكين كلّ من يتابعوني ودفعهم لتعزيز قدراتهم وتحقيق أفضل ما لديهم.
برأيك كيف تؤثّر اللياقة البدنيّة على الصحّة العقليّة؟
بهدف أن تكوني "شخصاً يتمتّع بالصحّة"، عليك أن تعزّزي لياقتك البدنيّة وكذلك صحّتك العقليّة. فكلاهما يكملان بعضهما. أمّا امتلاك قدرات عقليّة سليمة، فيقوّيك دائماً ويدفعك لتحقيق المزيد من الأهداف. وعندما تزداد التّحديات ويغيب عنك الدافع المحفّز، فإنّ عقلك يبقيك متّزنة وثابتة لتتابعي مسيرتك من دون توقّف.
هل نشأت في عائلة تتمتّع بثقافة اللياقة البدنيّة؟
كانت أمّي تحبّ ممارسة التمارين الهوائيّة عندما كنت طفلة. وأذكر أنّني كنت أرافقها أحياناً وأجلس وأراقبها. أمّا والدي، فقد كان سبّاحاً ماهراً وكان يستيقظ يوميّاً قبل طلوع الفجر ليسبح. وأستطيع أن أقول بكّل ثقة إنّني الآن أتبع خطاه، حيث أستيقظ باكراً وأمارس الرياضة قبل شروق الشمس.
هل يمكنك أن تتكلّمي بالتفصيل عن تحدٍّ في اللياقة واجهته واختبرتي فيه قدراتك البدنيّة؟
في العام 2017، ذهبت لتسلّق جبل لأوّل مرّة في حياتي. وقد كان ذلك صعباً للغاية بحيث استغرق الأمر أربع ساعات بما في ذلك تحدّي نفسي للتغلّب على خوفي من المرتفعات أثناء الصعود لأعلى الجبل. كان ذلك التّحدي الأوّل. أمّا الثاني، فكان التدريب لسباق ماراثون كامل. وأودّ الإشارة هنا إلى أنّ تحدّي جسدي وإصراري على الاستمرار في التدريب، مكّنني من الوصول إلى هدفي.
ما حافزك في الالتزام بأهداف لياقتك؟
أعتقد شخصيّاً أنّ الحافز يكون موجوداً أحياناً وغائباً أحياناً أخرى. فهو ليس حاضراً كلّ يوم. فأنا أشعر بنشاط ودافع كبيرين في بعض الأيّام، وفي أيّام أخرى أشعر بأنّني لا أرغب حتّى بالنهوض من السرير.
وما يدفعني للمضيّ قدماً هو الانضباط والمحافظة على نظام حياتي لأنّني أؤمن بشدّة أنّ الانضباط والمثابرة على التدريب والخروج للمشي كلّ يوم، سيؤتي ثماره حتماً. فستتحقّق النتائج تباعاً وسيتحقّق الهدف بدوره.
هل من تحدّيات لياقة جديدة لك في المستقبل؟
الأوّل سيكون الجري في سباق ماراثون كامل في 11 فبراير. أمّا الثاني فسيكون سباق 50 كيلومتراً في العلا.
Lojain Alreeae
هلّا تشرحي لنا بالتفصيل إحدى تجاربك في الماراثون. أيّها كانت الأكثر تحدّياً برأيك؟
في ديسمبر 2022، خضتُ للمرّة الأولى سباق نصف ماراثون، وكان تجربة جديدة وصعبة للغاية بالنسبة إليّ، فاختلجتني مشاعرة جمّة وأحسست بجهد جسدي غير مألوف عندما أصبحت على بعد الكيلومترات القليلة الأخيرة. ولدى إكمال نصف الماراثون، تعلّمت الكثير من الدروس وأدركت ما هي مجالات التحسين الواضحة بهدف إعدادي بشكل أفضل للمسافات الطويلة التي أخطّط لخوضها في عام 2023.
هل تنصحين بأيّ أجهزة أو تطبيقات لتسهيل التدريب والمتابعة؟
أُوصي بشدّة بساعة Apple Watch وعلى وجه التحديد Ultra لأنّها تُقدّم حقاً كلّ شيء بدءاً من تتبّع النشاط والاتّجاهات وصولاً إلى تحليلات البيانات التي يريدها الفرد النشط أو الرياضي من أجل قياس التقدّم. وعند خوض غمار التّحديات الكبيرة والماراثونات، أشعر بالراحة لدى معرفة أنّ هذه الساعة تتضمّن جميع الجوانب المهمّة التي أحتاجها لخوض السباق، بما في ذلك نظام GPS وميزات الصحّة والسلامة وبطارية تدوم طويلاً.
كيف تستعدّين لسباق مسار 50 كم في العلا؟
من خلال التمسك بخطة التمرين الأسبوعية وتمارين التحمّل وزيادة المسافة الأسبوعيّة باستمرار بالاعتماد على مختلف درجات الشدّة والمسافات. بالإضافة إلى التركيز على التدريب على جوانب القوّة وتلك الوظيفيّة والحركيّة لتعزيز الاستعداد وتقليل مخاطر الإصابة.
أخبرينا عن قائمة الأغاني التي تستمعين إليها أثناء التمارين الرياضيّة.
تعتمد قائمة الأغاني على التمرين الذي أقوم به. بالنسبة للتدريبات التي تعتمد على تنشيط عضلة القلب، فإنّني أحصل على الحماس من خلال موسيقى House الحماسيّة ونغمات Remix من أنواع موسيقيّة مختلفة. أمّا خلال تمارين القوّة في صالة الألعاب الرياضيّة، فأستمتع حقاً بالموسيقى المستلهَمة من الأغنيات القديمة وHip hop وR&B.
ما هو روتينك التدريبي؟
أولوّيتي هي دائماً تنويع تماريني ومعالجة نقاط ضعفي على وجه التحديد. وكجزء من روتيني، أمارس بانتظام مزيجاً من تمارين القوّة وتلك الوظيفيّة، وتمرين المراحل المكثّفة، بالإضافة إلى اليوغا والبيلاتيس والدوران.
ما نوع تمارين CrossFit التي تقترحينها لمن يبدؤون في رحلة لياقتهم البدنيّة؟
CrossFit هو أسلوب تدريب محدّد للغاية وهو مذهل ويتطلّب الكثير من الجهد الجسدي. وتشمل بعض تمارين اللياقة البدنيّة الأساسيّة التي أدرجها دائماً وأوصي الأفراد بالتركيز عليها أنواعاً مختلفة من تمارين Squats وDeadlift وPull-ups وBarbell Overhead Press وBox Jump وBurpee.
إلى جانب السباق في العلا، هل من تحديات لياقة جديدة تلوح أمامك في الأفق؟
نعتزم أنا وزوجي دفع حدودنا حقاً في عام 2023 من خلال الابتعاد عن منطقة راحتنا قدر الإمكان، وقد يقودنا هذا إلى بعض سباقات التحمّل الأطول.
ما هي أهداف اللياقة البدنيّة التي تأملين تحقيقها خلال الأشهر أو السنوات القليلة المقبلة؟
أودُّ حقاً أن أركّز على أدائي الشامل عقليّاً وجسديّاً وأن أجهّز نفسي لأتمتّع بلياقة تسمح لي بتقديم أفضل أداء في حياتي.
اقرئي أيضاً: Mishael Alsudairi: "الكون يوفّر لنا جمالاً وطبيعة لا محدودة تلهمنا على الاستكشاف"
