زوري هذه الأماكن السياحيّة قبل فوات الأوان

هل أنت من محبّات استكشاف الأماكن السياحيّة المميّزة؟ هل تحلمين منذ صغرك بالسفر حول العالم للتعرّف على مختلف البلاد والحضارات؟

تتوافر حول العالم الكثير من الأماكن السياحيّة الجميلة التي تناديك لتسحرك بجمالها وأصالتها. لكن في المرّة المقبلة التي تختارين فيها وجهتك السياحيّة، يجدر بك أخذ بعض العوامل بالاعتبار. أتعلمين أنّ بعض الأماكن السياحيّة الأكثر شعبيّة حول العالم في خطر؟ أتعلمين أنّ بعض الوجهات التي كنت تتشوّقين لزيارتها في المستقبل معرّضة للتشوّه أو مهدّدة بالانقراض بسبب عوامل تغيّر المناخ، مثل ارتفاع درجات الحرارة ومستوى سطح البحر والزلازل والفيضانات والأعاصير؟ سنعرض لك في ما يلي خمسة أماكن سياحيّة يجب أن تتصدّر لائحة أولويّاتك لزيارتها قبل أن تتضرّر. فلا تفوّتي زيارة هذه الأماكن التي قد تتعذّر زيارتها في ما بعد.

البندقيّّة في إيطاليا

عندما تسمعين هذا الاسم، يتبادر إلى ذهنك مشهد الجندول الرائع، الذي يجوب فيه السيّاح قنوات مائيّة متعدّدة تتميّز بها المدينة الرومانسيّة على مستوى العالم. فتسحرهم اللوحة الخلاّبة التي ترسمها الأبنية التاريخيّة المتعدّدة الألوان والأشكال الهندسيّة، التي يعود أغلبها إلى عصر النهضة وانعكاس جمالها في المياه التي تطوف تحتها. وتُعدّ المدينة الإيطاليّة الخلاّبة هذه من مدن العالم الأجمل التي تستقطب الكثير من السيّاح. لكنّ مدينة البندقيّة، التي تتكوّن من جزر عدّة متّصلة ببعضها والتي تُعرف باسم ملكة البحر الأدرياتيكيّ نظراً إلى تراثها الحضاريّ والفنيّ، أصبحت هشّة بسبب ارتفاع منسوب المياه حتّى أصبح البعض يؤكّد أنّ هذه المدينة تغرق. فيؤثّر ارتفاع منسوب المياه في الحجارة والدواعم الخشبيّة التي تتآكل بسرعة أكبر، ما يؤدّي إلى احتمال فقدان توازنها. وأصبحت هذه المدينة معرّضة أكثر للفياضانات، ما يزيد من الخطرالذي يهدّد وجودها. ودفع ذلك الحكومة الإيطاليّة إلى بناء بوابات فولاذيّة عند مداخل البحيرة بهدف منع ارتفاع المدّ والجزر من غمر المدينة. لذلك، سارعي في التمتّع بجمال البندقيّة الراقي والأصيل قبل أن يستحيل ذلك.

إقرئي ايضاً: نوادٍ تجعلك مواطنة عالميّة لتحتفلي بعطلة نهاية سنة مميّزة

سور الصين العظيم

هو سور يمتدّ على الحدود الشماليّة والشماليّة الغربية للصين بطول 2400 كيلومتر. ويعتبر الهيكل الأكبر من صنع الإنسان فى العالم وأحد مواقع التراث العالميّ الأهمّ التي تشتهر بضخامتها وتحصيناتها وعظمتها وقوّتها. ويتوافد كلّ سنة ملايين السيّاح من مختلف بلدان العالم إلى هذا المعلم الذي يتصدّر قائمة الأماكن السياحيّة الأحبّ إلى قلب الناس، خصوصاً بعد اختياره عجيبة من عجائب الدنيا السبع الجديدة في العام 2007. هذا السور ليس مجرّد سوراً، بل مشروعاً دفاعيّاً متكاملاً يضمّ ممرّات استراتيجيّة وأبراج مراقبة وأدّى دوراً في التنمية الاقتصاديّة الصينيّة أيضاً. وتختلف الهياكل المعماريّة لهذا السور بين منطقة وأخرى، لأنّه يعبر في تضاريس جغرافيّة مختلفة من الجبال والصحراء والسهول والأنهار، فضلاً عن أنّه يُعتبر فاصلاً بين المناطق الزراعيّة والمناطق البدويّة، وبالتالي يتعرّض للمناخين الرطب من جهة والجافّ من جهة أخرى. وبعد مرور ألفي عام على بنائه، بدأ هذا السور يتعرّض حديثاً لأضرار جمّة، بسبب الزراعة المفرطة حوله التي أدّت إلى تضرّر ثلثيه تقريباً أو تدميره. وتوقّع البعض أن يؤدّي انجراف التربة في السنوات العشرين المقبلة إلى تحويل هذا الجدار إلى أنقاض. فماذا تنتظرين؟ اجعلي هذا المكان وجهتك السياحيّة المقبلة.

جبل كليمنجارو في تنزانيا

إذا كنت تحبّين خوض مغامرات استوائيّة، فجبل كليمنجارو أحد المواقع السياحيّة الأهمّ في تنزانيا. ويقع هذا الجبل في شمال شرق تنزانيا، وهو الجبل الأكثرارتفاعاً في أفريقيا، إذ يبلغ ارتفاعه 22 ألف قدم عن مستوى سطح البحر. ويتألّف من ثلاث قمم بركانيّة. ويُعتبرهذا الجبل الأطول في أفريقيا ويشتهر بالغطاء الجليديّ على واحدة من قممه، فهو النقطة الأقرب من خطّ الإستواء التي تغطّيها الثلوج. ويضمّ الجبل عدّة محميّات وحدائق وطنيّة تُعتبر من التراث العالميّ، ومساحات كبيرة وأنواعاً كثيرة من الغابات التي يكثر فيها التنوّع البيولوجيّ. إضافة إلى ذلك، يشتهر بأنهاره الجليديّة التي تتّخذ شكل أمواج متجمّدة أو غيوم قطنيّة ساحرة. ويمكن رؤيتها عند تسلّق الجبل وبلوغ قمّته فحسب. لذلك يقصده مغامرون كثر بشكل سنويّ للتمتّع بمناظره الخلاّبة. لكنّ الطبيعة التي تعاني تغيّر المناخ في هذه المنطقة، سرعان ما ستخسر جزءاً من غطائها الجليديّ. فاختفى أكثر من 80 في المئة من هذا الغطاء منذ أوائل القرن الماضي. ويؤكّد بعض العلماء أنّ الأنهارالجليديّة ستتلاشى في السنوات الخمس القادمة وأنّها ستختفي تماماً بحلول العام 2033. وهذا ما يجب أن يشجّعك على زيارة هذا المكان قبل فوات الأوان.

إقرئي أيضاً:رحلةٌ عبر الزّمن تُعرّفك على الأماكن الفضلى لممارسة الفروسيّة

البحر الميت في الأردن

يستمدّ هذا البحر تسميته من انعدام الحياة فيه، بسبب شدّة ملوحته التي تعادل تسع مرّات ملوحة البحر الأبيض المتوسّط. ويرجع العلماء سبب هذه الملوحة إلى أنّه مغلق وغير متصّل بأيّ بحر آخر ويشكّل وجهة نهائيّة للمياه التي تصبّ فيه. ويشتهر هذا البحر بأنّه البقعة الأكثر انخفاضاً على سطح الأرض، إذ ينخفض منسوب شاطئه حوالى 400 متر عن مستوى سطح البحر. وتقلّصت مساحة هذا البحر في السنوات الأربعين الماضية بنسبة تفوق الـ.35% وينخفض كلّ عام 33 سم تقريباً بسبب ارتفاع معدّل تبخّر المياه منه، نظراً إلى المناخ الصّحراوي للمنطقة الذي يمتاز بشدّة الحرارة والجفاف ومعدّلات التبخر العالية. ولا يزال هذا المنسوب يشهد انخفاضاً وتراجعاً مستمرّاً بسبب المناخ من جهة والاستخدام المكثّف للمياه وضخّها من جهة أخرى. وإذا استمرّ الاستغلال المفرط، سيختفي هذا البحر في السنوات الخمسين المقبلة. فإذا كنت تريدين أن تحتفظي بذكريات لك في هذا المكان وتستفيدي من العلاجات التي يُقدّمها، لا تتردّي في زيارته قريباً.

إقرئي أيضاً: السـيّاحة البيئيّـة لتوطـيد العلاقــة مع الطبيعة

الألب في أوروبا

عندما تسمعين بهذا المعلم، تفكّرين فوراً في نقاوة الثلج والطاقة الإيجابيّة التي يبثّها عندما تشرق عليه الشمس. هل حلمت يوماً بخوض مغامرة شيّقة في المكان السحريّ هذا؟ ننصحك بعدم تفويت الفرصة، فكلّما تأخّرت، كلّما ازداد احتمال عدم تمتّعك برونق هذا المكان وجاذبيّته الخلّابة. ولطالما تغنّى الشعراء والأدباء برصانة هذه الجبال وتألّقها، لكنّها اليوم لم تعد بأمان. فالكتل الجليديّة في جميع أنحاء العالم تتراجع بسرعة، وتلك الموجودة في جبال الألب لا تشكّل استثناءً، خصوصاً أنّ تساقط الثلوج السنويّ آخذ في الانخفاض. ومع استمرار الانحباس الحراريّ وتزايد معدّل ذوبان الكتل الجليديّة، تتعرّض الجبال الثلجيّة يوماً بعد يوم لخطرالانقراض. وبما أنّ جبال الألب على ارتفاع أقلّ من جبال روكي، فكتلها الجليديّة معرّضة أكثر للذوبان، حتّى أنّ بعض العلماء توقّعوا اختفاء هذه الكتل بحلول العام 2050. لذا استغنمي الفرصة هذا الشتاء واصنعي ذكريات في جبال الألب، فهذا المكان يقدّم إليك خبرة غنيّة متكاملة لتجدّدي فيها نشاطك.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث