At home with Amina Alabbasi

تصوير: Mariam Alaamer

شغوفة ومثابرة وعاشقة الفنون والرسم منذ صغرها. كانت تنهي واجباتها المدرسيّة بسرعة لتتمكّن من الرسم ثمّ تخصّصت في مجال إدارة الأعمال وعملت فيه، لكنّها ما لبثت أن قرّرت احتراف الفنّ. إنّها أمينة العبّاسي، الشغوفة التي لا تسمح لأيّ شيء أن يقف في وجه طموحاتها. زرنا منزلها في البحرين الذي يجمع، تماماً مثل رسوماتها، بين أصالة الأمس وحداثة اليوم. فوفّقت في تصميمه بين الأسلوبين التقليديّ والعصريّ، وبتنا أمام تحفة فنّيّة أنيقة تحمل فيها كلّ قطعة تاريخاً ومفاهيمَ ثقافيّة. اكتشفي معنا في هذه المقابلة جمال هذا المنزل وسحره وتميّز شخصيّة صاحبته.

تخصّصت في مجال إدارة الأعمال لكنّك تخليّت عن عملك في هذا المجال لتتفرّغي للفنّ. ما الدافع وراء ذلك؟

الفنّ جزء من حياتي. حين كنت طفلة، كنت أنهي واجباتي المدرسيّة بسرعة لأتفرّغ للفنّ. وكنت أفرح كثيراً حين أنهي لوحة ثمّ تعلّقها والدتي على جدران المنزل. ولا يزال هذا الشعور يراودني ويشجّعني على المواصلة والإبداع. وبما أنّني خرّيجة إدارة أعمال وصيرفة، عملت أوّلاً في أحد البنوك التجاريّة. لكنّني لم أجد فيه نفسي، إذ لجأت إلى الفنّ بعد العمل تماماً كما كنت أفعل بعد المدرسة حتّى لاقى فنّي أصداء جميلة. وبعدما تسنّت لي الفرصة لافتتاح معرضي الخاصّ، الذي لاقى نجاحاً كبيراً، أصبح عملي في البنك يشكّل عائقاً لي، فقرّرت احتراف الفنّ.

اقرأي أيضاً: جدران Gucci للفنّ تتألّق بأسلوب Monreal الحالم

كيف استثمرت خبرتك في مجال الأعمال في تأسيس عملك الخاص؟

الاكتفاء بعرض لوحاتي في معارض لم يكن ليقودني إلى ما وصلت إليه اليوم. فكان عليّ أن أسوّق عملي لأوصله إلى الناس المهتمّين به. وفي حين يختار الآخرون طرقاً أكثر تحفّظاً لتسويق منتجاتهم مثل الهبات والرزنامات والكتيّبات، قرّرت طباعة أعمالي الفنّيّة على أغطية الهواتف الذكيّة. وكانت واحدة من الاستراتيجيّات الفضلى التي اتّبعتها. فبدأت بـ20 قطعة، واليوم أكثر من ستّة آلاف شخص حول العالم يحملون هواتف طُبعت عليها أعمالي الفنيّّة. وأثّر ذلك كثيراً في عملي وشجّعني على تجربة خطوط إنتاج أخرى. ونحن الآن نحمل خطّين من المنتجات من الأزياء إلى
الإكسسوارات المنزليّة.

 

إلى جانب صالة العرض الخاصّة بك، تطبعين رسومك على الحقائب والإكسسورات والأدوات المنزليّة. هل من مجموعات تنوين إضافتها إلى ابتكاراتك؟ 

نحن دائماً في إطار البحث عن منتجات جديدة وإطلاق مجموعة جديدة في كلّ موسم. والمجموعة الأحدث من الملحقات المنزليّة هي تحويل رسوماتي إلى منحوتات خشبيّة تتضمّن عرق اللؤلؤ. وكلّ قطعة فريدة من نوعها تختلف من حيث لون اللؤلؤ والخشب.

اقرأي أيضاً: رحلة إلى عالم الأضواء

تُعرض مجموعة الإكسسورات التي ابتكرتها في متجر Harrods في لندن. أين ترين علامتك بعد خمس سنوات؟

في السنوات الخمس المقبلة، أحبّ أن أعرض أعمالي الفنّيّة في معرضٍ فنيٍّ دوليّ. وأودّ أن أرى علامتي التجاريّة في متجر دوليّ آخر مرموق مثل Harrods.

 

طوّرت تقنيّة للرسم أصبحت تحمل توقيعك. هل يمكنك أن تخبرينا بما تتميّز به هذه التقنيّة؟  

لكلّ فنّان لمسته الخاصّة التي تميّزه وتعطيه طابعاً خاصّاً، فيمكن التعرّف على أعماله فوراً بين الكثير من اللوحات، وهذا ما كنت أصبو اليه: أن أنشئ لنفسي مساراً فنّيّاً خاصّاً.

اقرأي أيضاً: سلطة البابايا الخضراء التايلانديّة

ما هو التحدي الأكبر الذي خضته في مسيرتك حتّى الآن؟ وما هي النصيحة التي تحثّين من خلالها النساء على تحقيق طموحاتهنّ؟

أنعم عليّ الله في مايو 2017 بتوأم هما فرح وسلمان. وأستيقظ لأواجه تحدّياً جديداً كلّ يوم وأعلم أنّ التحدّي الذي سأواجهه مدى الحياة هو تحقيق التوازن بين عملي والأمومة. وأنصح النساء بعدم الاندفاع لمعرفة كلّ شيء، بل تقبّل كلّ مرحلة من الحياة ومحاولة تقديم أفضل ما لديهنّ.

 

لديك شغف بالفنون منذ صغرك، فكيف عبّرت عنه في تصميم منزلك؟

من المعروف أنّ لوحاتي بسيطة غالباً ما تطغى عليها الألوان الكلاسيكيّة كالأبيض والرماديّ مع لمسة من اللون الذهبيّ. وأعتقد أنّ بيتي يعكس حقّاً قطعي الفنّيّة إذ استطعت نقل جوّ لوحاتي إلى ديكور منزلي.

 

تتمتّعين بحسّ فنّيّ وذوق رفيع وحسّ عمليّ ناتج من دراستك إدارة الأعمال. هل من ديكور أو لون معيّن تفضّليه أكثر من غيره؟

الأبيض لوني المفضّل، فهو بالنسبة إليّ لون الحرّيّة والبساطة والجمال.

اقرأي أيضا: هل البساطة تؤمّن السعادة؟

تمزجين في فنّك بين الأسلوبين التقليديّ  والعصريّ. هل اتّبعت هذه القاعدة أيضاً لدى تصميمك منزك؟

أحبّ القطع الخالدة، ويمكن رؤية ذلك في تسريحة شعري ومكياجي وملابسي وبيتي. ديكور منزلي متنوّع بفضل القطع الخالدة المستوحاة ثقافيّاً وإكسسواراته هي إذاً مزيج من التصاميم التقليديّة والحديثة والمفاهيم الثقافيّة التي تتجسّد مثلاً في تصميم طاولة يتخلّلها عرق اللؤلؤ وتحمل تاريخاً وقصّة. وأنا سعيدة بأنّني استطعت دمج تلك التصاميم في بيتي بمساعدة المصمّمة الداخليّة المدهشة سارة مطر المتواجدة في الإمارات العربيّة المتّحدة.

 

ما هي قطعة الأثاث أو الغرفة المفضّلة لديك في هذا المنزل؟

الغرفة المفضّلة لديّ هي غرفة الجلوس. صمّمتها مع نوافذ كبيرة لتطلّ على الحديقة. وأحبّ أن أدلّل نفسي بنفجان من الشاي والاسترخاء وتأمّل الحديقة لأتمكّن من إعادة شحن طاقتي في يوم مكتظّ بالعمل.

 

هل من قطعة أو تحفة فنيّة معيّنة تكمّل ديكور منزلك؟

اللوحة الكبيرة الزرقاء على الدرج هي المفضّلة لديّ.

 

هل يمكنك مشاركتنا قصّة مميّزة حدثت معك في هذا المنزل؟

في العام الماضي، كان عليّ أن أستريح في الفراش لما يقارب كامل فترة حملي. وجعلني ذلك أفكّر في الحرّيّة كثيراً ومفهوم الذهاب إلى أيّ مكان نريده والسفر أو حتّى ببساطة الخروج من السرير. وكنت أنظر إلى الخارج عبر نافذة كبيرة وأرى الطيور. ففكّرت في أنّها محظوظة للغاية لقدرتها على بسط أجنحتها والطيران إلى أيّ مكان عند رغبتها. وأثّر ذلك فيّ حتّى أصبحت هذه العصافير جزءاً من عالمي ومنزلي وعملي. ويمكن رؤية هذه الطيور في لوحاتي الأخيرة. وأنظر إليها الآن وأنا في طريقي إلى العمل وأقول: "اليوم سأبسط جناحاتي وأحقّق أحلامي".

كيف تصفين منزلك بكلمة واحدة ؟

منزلي هو ملجأي.

 

تتمتّعين بأسلوب رفيع وبسيط في اختيار الملابس.من هي أيقونة الموضة بنظرك؟

أحبّ أسلوب الملكة رانيا العبدالله الراقي والأزليّ الذي يظهر حتّى عند ارتدائها سروال جينز.

 

هل تحبّين الطهو؟ في حال كان ذلك صحيحاً، ما هي الوصفة الألذّ التي تحضّرينها؟

أحبّ الطبخ كثيراً، وتعلّمت حديثاً وصفة الشاورما المنزليّة التي أحبّها الجميع.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث