At Home مع Rania Masri El Khatib

التصوير: Sabrina Rynas

الإدارة الفنّيّة: Farah Kreidieh

التنسيق: Sima Maalouf

بعدما حاكت رانيا مصري الخطيب الكثير  من العلاقات المتينة عبر القارّات والثقافات المختلفة، تصف نفسها اليوم بالمواطنة العالميّة. بدأ شغفها بالترف والتسويق في سنّ مبكرة ما جعلها جزءاً من تطوّر صناعة الخدمات ونموّها في دبي. وفي السنوات الـ18 الماضية، استطاعت أن تواكب وتيرة المنطقة وسرعتها وهي تحارب يوميّاً لإيصال صوت النساء إلى العالم. زرنا منزلها في دبي الذي تجتمع فيه الفخامة وأسلوب الحياة المثاليّ الذي يحاكي الحواس. دعينا نكتشف في هذه المقابلة كيف تمكّنت رانيا من جعل منزلها نابضاً بالحياة وهادئاً في الوقت نفسه.

اقرئي أيضاً: At Home مع Karma Salman

ولدت في لبنان ونشأت بين السعوديّة وكندا، واليوم تعيشين وتعملين في دبي. في أيّ من هذه البلدان تجدين نفسك أكثر؟

أنا مواطنة عالميّة وكنت محظوظة جدّاً لأنّني اختبرت وعشت ثقافات متعدّدة وأقمت علاقات متينة عبر القارّات. وتشكّل كلّ تلك البلدان جزءاً من هويّتي اليوم وما كنت لأغيّر ذلك في حياتي، فأجد في كلّ منطقة قطعة من ذاتي.

 

بدأت مسيرتك المهنيّة في مونتريال بعدما أتممت دراستك في مجال التسويق للعلامات الفاخرة في الموضة. ما القصّة وراء شغفك بعالم التسويق والترف؟

في الواقع، بدأت مسيرتي المهنيّة قبل إكمال دراستي. وبنيت مسيرتي المهنيّة ابتداءً من قسم المبيعات وصولاً إلى العمل المباشر مع الزبائن والمنتجات. وعملت في مجال الخدمات منذ سنّ الـ16. فلطالما أحببت الانخراط مع الناس والمساهمة في تحسين حياتهم بشكل أو بآخر. ومن ناحية أخرى، كنت مهووسة بعالم التصميم والموضة، بدءاً بعروض الأزياء ووصولاً إلى المتاجر الاستثنائيّة التي كنت أراها حولي أثناء نشأتي في مونتريال ولاحقاً أثناء رحلاتي. وقد أتيحت لي الفرصة للعمل تحت إشراف خبراء تجارة التجزئة والأزياء في ذلك الوقت وفي دبي اليوم. وأحبّ التجربة الرائعة التي يعيشها الناس في المتاجر المميّزة وكلّ الذكريات التي كوّنتها في تلك التجارب الفريدة طوال حياتي. فكلّ قطعة تحكي قصة، وكلّ تجربة تصنع ذكرى.

انتقلت إلى دبي في العام 2002 بدافع العمل إذ حسّنت استراتيجيّات العلامات التجاريّة الفاخرة لتوسّعها في المنطقة وترأّست مشروع Level Shoes، المتجر العالميّ لبيع الأحذية. ما هو التحدّي الأكبر الذي واجهته خلال السنوات الـ18 الماضية؟

كنت محظوظة جدّاً لكوني جزءاً من تطوّر المجال ونموّه في دبي على مدى السنوات  الـ18 الماضية. ولو بقيت في عواصم الموضة الأخرى لأضعت الفرصة للمشاركة في بناء مشاريع أساسيّة. في دبي وفي عملي في Chalhoub Group كان إنشاء Level Shoes بمثابة حلماً يتحقّق. فثمّة تخطيط دائم للمستقبل في سوق دبي والزبائن في هذه المنطقة مطّلعين جدّاً ومستعدّين دائماً للإبداع والتغيير. وتشكّل دبي ملتقى أشخاص من خلفيّات متعدّدة ما يزيد من غنى التجربة بالنسبة إلى شخص يعمل هنا. لكنّ التحدّي الأكبر الذي واجهته كان في التأقلم مع وتيرة المنطقة وسرعتها. وأكاد لا أصدّق أنّ  18 سنة قد مرّت على عملي هنا! تأقلمت بالفعل من خلال التنقّل المستمرّ والسفر وحبّ الاستطلاع والاختلاط مع الناس والتعرّف إلى أشخاص يشاركوني الشغف نفسه بهذا المجال وبهذه المنطقة بالذات، وأتعلّم منهم الكثير كلّ يوم. وبالرغم من الانتقادات الكثيرة التي تتعرّض لها وسائل التواصل الاجتماعيّ حديثاً، أعتقد أنّها مفيدة بالنسبة إليّ كوسيلة للاسكتشاف وللاطّلاع على كلّ ما أحتاج إليه لأقوم بعملي بشكل أفضل. إنّها فوريّة ومتوافرة دائماً وهي بمثابة بيانات مهمّة وأساسيّة للأشخاص في مجال عملي. لكن لإتقان استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ يجب ألّا نضيع فيها طبعاً وأن نتمكّن من غربلة ما يفيدنا منها.

اقرئي أيضاً: At Home مع Tania Fares

كيف تصفين لنا يوم عمل عاديّ بالنسبة إليك؟

أستيقظ عادةً في وقت مبكر لأساعد ابنتيّ على الاستعداد. أجد دائماً الوقت للقليل من الرياضة وهذه هي الفترة الوحيدة التي أخصّصها لنفسي في النهار وفي خلالها أفكّر في ما عليّ فعله وأخطّط ليومي. في العمل، أحاول التواصل مع فريقي يوميّاً، ولطالما حظيت بالفرصة لأختار فريقي بنفسي وزاد ذلك من حبّي عملي ومنحني هدفاً أسعى إلى تحقيقه. فأحبّ الفريق المندفع الذي يتشارك الرؤية نفسها وأشعر بسعادة عارمة عندما نتمكّن من تحقيق أعمال كثيرة معاً. كما ترين، لا أظنّ أنّني قد عشت يوماً أو أسبوعاً مملّاً طوال السنوات العشرين الماضية!

أنت شغوفة بمستقبل عالم الموضة وتجارة التجزئة المتنامية. ما هي المشاكل والتحدّيات التي يواجهها مجال الموضة برأيك في ظلّ هذا التحوّل الرقميّ والإلكترونيّ الذي يشهده العالم؟

تتواجد الزبونة اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى في مركز القيادة. فهي تعلم ما تريده وتتمتّع بمعرفة كبيرة في ما يتعلّق بالصيحات وهي حازمة جدّاً أيضاً. وبالتالي، يتحوّل مجال الموضة ويتغيّر في محاولة لمواكبة تطوّر الزبونة التي أصبحت مطّلعة جدّاً من خلال التكنولوجيا الإلكترونيّة. أمّا التحديّ فيكمن في المحافظة على الأصالة والعمل على فهم الزبونة والانخراط معها واستبقائها. وبفضل التكنولوجيا الرقميّة والإلكترونيّة، بات عالم الموضة اليوم عالميّاً فيتوجّه إلى جمهور أكبر في كلّ أنحاء العالم وفي أيّ وقت كان. لذا يجب أن نواكب هذا الواقع الجديد في عملنا.

تعد السنوات القادمة بقفزة نوعيّة في استخدام العلامات التجاريّة التكنولوجيا ضمن عملها، بينما يبني تجّار التجزئة علاقات قويّة مع الزبائن لتلبية طلبهم وحاجاتهم. ما هي برأيك المعالم الرئيسة في هذا التحوّل وكيف يجب الاستفادة منه؟

لا بدّ من أن يستثمر تجّار التجزئة والعلامات التجاريّة في كلّ الأدوات اللازمة للتقرّب من الزبونات أكثر فأكثر. يجب أن نفهم التجربة التي تعيشها الزبونة وأن نفعل المستحيل لمواكبتها وليس العكس. وندرك اليوم مثلاً أنّ أكثر من 60% من المبيعات في المتاجر قد تأثّرت بالتسوّق الإلكترونيّ. وبالتالي يجب أن يحرص فريقنا على أن نبقى متوافرين للزبونات على الصعيد الإلكترونيّ وأن نقدّم تجربة سلسة في المتجر أيضاً. والجمع بين تجربة الموقع الإلكترونيّ والمتجر لا بدّ من أن تكون سلسة جدّاً لكن يتطلّب ذلك إجراءات كثيرة وتقنيّات ومهارات يجب أن يتحلّى بها تجّار التجزئة اليوم ويتكيّفوا معها. وبالرغم من التحوّل الإلكترونيّ والتكنولوجيّ الكبير، تبقى التجربة في المتاجر والتفاعل مع الناس من أهمّ العوامل في هذا المجال، ويجب أن نركّز على تقديم تجارب استثنائيّة تنطبِع في ذاكرة الزبونة وعلى بناء علاقات دائمة معها.

اقرئي أيضاً: At Home مع Mimi Raad

أنت شخص يتنقّل ويسافر كثيراً. كيف تلهمك رحلاتك في تصميم منزلك الداخليّ؟

في خلال العطل، أحبّ أن أزور وجهات جديدة كلّ سنة مع عائلتي. وأحاول أن أتجنّب شراء الأشياء التي قد أجدها في دبي. فأبحث عن المجوهرات الفريدة والقطع الفنّيّة الاستثنائيّة. وأحبّ أن أخبر القصّة وراء كلّ قطعة ديكور في منزلي من خلال الذكرى التي تعيدها إلى ذهني. وعندما أنظر إلى تلك القطع، أشعر بالسعادة فهي تضفي طاقة جميلة على منزلي.

هل تأثّر تصميم منزلك الداخليّ بشغفك بالموضة والترف؟ وهل يجسّد جوانب معيّنة من شخصيّتك؟

ما تعلّمته من خبرتي في عالم الموضة والترف هو أنّنا نعمل لابتكار أجواء مثاليّة تحاكي حواس الزبائن. ونحقّق ذلك من خلال الصور في جلسات التصوير التي نعدّها وفي التصميم الداخليّ للمتاجر والواجهات وطريقة عرض التصاميم... وبما أنّني بدأت مسيرتي المهنيّة في هذا المجال منذ سنّ الـ16 عاماً، أصبحت هذه نظرتي إلى الحياة بشكل عام وليس إلى العمل فحسب. فأعتمد كثيراً على الوسائل البصريّة والصور. وعندما أستضيف أحداً في منزلي، هناك دائماً شموع مشتعلة في الأرجاء وموسيقى في الخلفيّة وأهتمّ أيضاً بالإضاءة والديكور طبعاً، وأحبّ الأزهار كثيراً. وتماماً كما في مجال تجارة التجزئة التفاصيل الصغيرة مهمّة جدّاً في منزلي أيضاً.

 

هلّا تشاركينا إحدى ذكرياتك أثناء اختيار تصميم منزلك الداخليّ؟

أحببت هذا المنزل عندما رأيت حديقته الرائعة والمطلّة على البحيرة. أعتقد أنّنا في ظلّ وتيرة الحياة السريعة نحتاج إلى منزل يقدّم إلينا أجواء من الطمأنينة والصفاء لا سيّما في هذه المرحلة من حياتي ولابنتيّ أيضاً. وقد بدأت بالفعل بتصميم الحديقة، وفيها نستضيف  الأصدقاء والعائلة في أغلب الأحيان وتستمتع ابنتيّ باللعب وأنا بالمطالعة بعد الانتهاء من العمل.

هل تفضّلين لوناً أو أسلوباً محدّداً في ما يتعلّق بالديكور؟ وكيف يظهر ذلك في منزلك؟

أظنّ أنّ المرأة تتطوّر مع تجاربها في الحياة. فالأمور التي كنت أحبّها منذ عشر سنوات أو خمس سنوات مثلاً ما عادت تعنيني كثيراً اليوم. فنحن في تطوّر دائم وكذلك أسلوبنا. أسافر كثيراً ولطالما أثار ديكور الفنادق والمطاعم والمتاجر والحمّامات انتباهي. واليوم يتميّز منزلي بالأسلوب الباريسيّ المعاصر وهذا يمنحه طابعاً مريحاً وجميلاً. لكن فيه أيضاً قطع جمعتها في خلال رحلاتي إلى إيطاليا وإيبيزا وبالي ومن فنّانين ومصوّرين محلّيّين أيضاً. فهي تعبّر عن شخصيّتي وتجسّد أيضاً عائلتي وبالرغم من اختلافنا يشكّل هذا المنزل ملتقى شخصيّاتنا كلّها. وأظنّ أنّ ذلك يظهر على الجدار بالقرب من السلالم في منزلي، فهو من تصميم Serena Terzian التي جمعت صورنا وأضافت لمسة من الألوان وبعض القطع الاستثنائيّة.

اقرئي أيضاً: At Home مع Mariam Yeya

هل واجهت بعض الصعوبات في اختيار أكسسوارات منزلك وأثاثه؟ وهل هناك قطعة فنيّة محدّدة تظنّين أنّها تكمّل ديكوره؟

أبحث دائماً عن أحدث الابتكارات ولفتني متجر The Den في City Walk فأسلوبه مميّز وتتمتّع Nadia المؤسّسة المشاركة لهذا المتجر بمهارات رائعة استطاعت بفضلها أن تترجم أسلوبي في منزلي. عملت مع Nadia أوّلاً على اختيار الأقمشة والألوان والقطع الأساسيّة من Maison Sarah Lavoine والإضاءة المميّزة من La Petite Friture وPipistrello. تتميّز غرفة المعيشة في منزلي بجدار أزرق شكّل خلفيّة رائعة لصور الأصدقاء والعائلة، وهو أوّل ما يلفت النظر عندما يدخل أحد إلى المنزل. وقد عملنا على اختيار لون الطلاء بعناية كبيرة وحصلنا عليه من Ressources Peintures عبر متجر The Den. وأظنّ أنّ هذا الجدار يكمّل الغرفة بشكل رائع.

كيف تصفين منزلك بثلاث كلمات؟

إنّه مفعم بالحيويّة ومرح وهادئ.

 

هل تتّبعين روتيناً صارماً للتمارين الرياضيّة أو نظام تغذية محدّداً بما أنّ زوجك رياضيّ يخوض السباقات الثلاثيّة أو الترياثلون؟

أتبع برنامجاً رياضيّاً محدّداً وأحرص على اعتماد عائلتي نظاماً غذائيّاً صحّيّاً، ونؤمن فعلاً بأنّ العقل السليم في الجسم السليم. زوجي أنور رياضيّ منضبط ومرن ومندفع يلهم الجميع في المنزل، فيشكّل مثالاً يحتذى به. وبالرغم من هذا، نحبّ الطعام والاستمتاع بالإجازات والعطل، وبالتالي هذا التوازن أساسيّ في حياتنا.

كيف غيّرت ولادة ابنتيك حياتك؟

ابنتاي هما واقعي وحرّيّتي وأملي كلّه. زرع والداي فيّ التقاليد والقيم وأصبحت اليوم أمّاً وتساعدني ابنتاي على النموّ والتطوّر وهما تواجهاني وتتحدّيان وجهات نظري. وأتمنّى أن أستمرّ في الاستماع إليهما لأحافظ على هذا الرابط بيننا وهذا التواصل مع أبناء جيلهما. أحارب كلّ يوم لإيصال صوت النساء إلى العالم ومن أجل انفتاح مكان العمل والمجتمع بشكل عام على المساواة بين الرجل والمرأة. وأتمنّى أن تحظى ابنتاي يوماً ما بكلّ ما تحتاجان إليه للتحلّي بالثقة بالنفس وللشعوربالسعادة فأكون قد شاركت أنا في ذلك أيضاً.

اقرئي أيضاً: At Home مع Souraya Chalhoub

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث