At Home مع Lama Hourani

تُوظّف أشخاصاً من ذوي الإحتياجات الخاصّة بالإضافة إلى نساء محرومات في مشاغلها الخاصّة لتصميم المجوهرات في عمّان وهونغ كونغ. فتدعم بالتالي مهاراتهنّ وتعزّز ثقتهنّ بأنفسهنّ واستقلاليّتهنّ، لأنّها تعتبر أنّه لا مكان للنساء في عالمنا اليوم ما لم يدعمنَ ويشجّعنَ الأخريات. إنّها لمى حوراني المغامرة والحالمة التّي تعبّر عن شغفها بالسفر حول العالم في علامتها. ويبدو تأثير هذه الرحلات واضحاً في تصاميمها إلى جانب الحضارة العربيّة المترسّخة فيها، فكلّ قطعة هي تجسيد عصريّ للحضارات والثقافات القديمة التي تربط الشرق الأوسط بالعالم. لمى مواطنة عالميّة تملك منازل عدّة في بلدان مختلفة يعكس كلّ واحد منها حبّها للثقافة وللبلد نفسه. زرنا منزلها في باريس الذي يجمع كما علامتها بين الأسلوبين الكلاسيكيّ والعصريّ، فبتنا أمام تحفة فنيّة تأخذنا إلى عالم ساحر تنساب فيه الألوان والأشكال بطريقة أنيقة. اكتشفي معنا في هذه المقابلة جمال هذا المنزل وتميّز شخصيّة صاحبته.

التصوير: Rudolf Azzi
الإدارة الفنيّة: Farah Kreidieh
المساعدة: Marine Rosset
تصفيف الشعر والمكياج: Alana Holmes


لقد تنقّلت بين عمّان وشنغهاي وبرشلونة وباريس فأيّ مدينة تشبه أسلوب حياتك أكثر؟
لا يزال قلبي في برشلونة، وأحببت مدينة شنغهاي كثيراً فهي مفعمة بالطاقة والحيويّة وعشت فيها تجربة مميّزة جداً. أمّا باريس فهي مفعمة بالفنّ والإلهام وهذا ما يجعلني أستمتع بالعيش فيها. ليتني أستطيع أن أجمع حيويّة شوارع شنغهاي ومطبخ برشلونة الشهيّ، فيكون الوضع مثاليّاً.

اقرأي أيضاً: At Home مع Joelle Kurdi

تقولين إنّك تتمتّعين بروح المغامرة، فما هي المغامرة الأشدّ حماسة التي عشتها؟
شهر العسل كان أكبر مغامرة عشتها في حياتي. سافرت وزوجي إلى الأمازون في البيرو وسلكنا "درب الإنكا" إلى منطقة ماتشو بيتشو وزرنا مثلجة بيريتو مورينو وشاهدنا الحيتان وركبنا الخيل. كانت رحلة غير اعتياديّة بالنسبة لشهر العسل، إلّا أنّنا أمضينا 30 يوماً من مغامرات شيّقة انعكست إيجابيّاً على الحياة التي نعيشها معاً. وكنت لأغامر مجدّداً بغمضة عين وبدون تردّد.

لقد نشأت في عائلة من الفنّانين فكيف أثّر ذلك في حياتك وفي خياراتك المهنيّة؟
لطالما علمت أنّني أودّ التخصّص في مجال الفنّ والتصميم، فقد أسّست والدتي المعرض الفنّي الأوّل في الأردن في تسعينات القرن الماضي حيث قابلتُ مواهب هائلة من المنطقة وقد أثّروا فيّ كثيراً في صغري. ولطالما شجّع والداي الإبداع والابتكار في المنزل سواء كان في التصوير أو النحت أو الرسم أو غيرها من المجالات لذا كان ذلك تطوّراً طبيعيّاً بالنسبة إليّ. لقد ابتكرت مجموعتك الأولى باستخدام أدوات أساسيّة فحسب، ومع صائغ واحد علّمك أسس صناعة المجوهرات.

 

 

كيف تصفين أسلوب علامتك التجاريّة اليوم؟
تتميّز علامتي التجاريّة بالأسلوب الذي يمزج بين الحضارة العربيّة وتأثيرات من رحلاتي حول العالم، وأترجم كلّ ذلك في تصاميم عصريّة وعالميّة. وأرى أنّ مجوهراتي فريدة من نوعها وذلك نتيجة عمل إبداعيّ كبير، فكلّ قطعة هي تجسيد عصريّ للحضارة وللثقافات القديمة التي تربط الشرق الأوسط بالعالم.

لقد أطلقت مجموعتك الأولى من المجوهرات عام 2000 وأثبتّ من خلالها أنّك مبدعة وأوصلت الإرث العربيّ إلى العالم. ما هو التحدّي الأكبر الذي واجهته خلال السنوات الـ18 الماضية وكيف تجاوزته؟
كنت أظنّ أنّ تقليد التصاميم التي أبتكرها هو التحدّي الأكبر ونوع من الإطراء في الوقت نفسه، لكن عندما أنجبت طفلَيّ التوأم تغيّر مفهومي لكلمة "تحدّي" طبعاً. فأنا حالياً أفضل وأقوى ممّا كنت عليه يوماً بفضلهما، لكنّني ما زلت أحاول اكتشاف كيف سيؤثّر ذلك في عملي كمصمّمة مجوهرات وفي مسيرتي كأمّ.

اقرأي أيضاً: At home with Amina Alabbasi

كيف استخدمت خلفيّتك في تصميم المنتجات والفنون المتعدّدة التخصّصات لابتكار مجموعاتك الإستثنائيّة؟
تساعدني خلفيّتي طبعاً خصوصاً عندما أجمعها مع خبرتي التي تبلغ 18 عاماً ومع الأدوات الصحيحة التي تمكّنني من ترجمة نظرتي وتحويلها إلى حقيقة.

 

توظّفين أشخاصاً من ذوي الإحتياجات، فضلاً عن نساء محرومات في مشاغل عمّان وهونغ كونغ فتمكّنينهنّ بالتالي على الصعيد الماديًّ. ما الذي يعنيه لك تمكين المرأة تحديداً وكيف تساهمين في ذلك من خلال تصاميمك؟
تمكين المرأة بالنسبة إليّ هو دعم مهاراتها، ما يمكّنها ويجعلها مستقلّة ماديّاً ويعزّز ثقتها بنفسها للتقدّم والتطوّر على الصعيدين الشخصيّ والمهنيّ، فينعكس هذا حتماً على عائلتها ومجتمعها. وأنا أرى أنّه لا مكان للنساء في عالمنا اليوم ما لم يدعمنَ ويشجّعنَ الأخريات.

 

تمّ اختيارك كقائدة عالميّة شابّة في المنتدى الإقتصادي العالميّ عام 2012 بفضل مساهتمك في المجتمع من خلال الفنّ والثقافة. ما هي نصيحتك للمرأة لتسعى وراء أهدافها؟
يكمن السرّ في سعي المرأة وراء ما تريده في الحياة وفي عملها بجهد كبير لتحقيق هدفها. كذلك، عليها تفادي الإلهاءات والتركيز على ما تجيد فعله وتتقنه. فأقول لها: "اسمحي لنفسك بارتكاب الأخطاء وتجربة أمور قد تخيفك والمبادرة إلى مشاريع جديدة، فهذه هي الطريقة الوحيدة للخروج من منطقة الراحة... وستندهشين لاحقاً.

 

ما هي النصيحة التي تسدينها للمرأة لاختيار قطعة المجوهرات المناسبة لها؟
المجوهرات قطع شخصيّة وحميمة إذ تلامس الجسم وتعكس شخصيّة كلّ امرأة. وعندما تتوارث الأجيال قطع المجوهرات، تنقل معها قصصاً ومعاني مختلفة وتاريخاً كبيراً. وتعير حضارتنا أهميّة كبيرة لها، فتعتبر مثلاً الأحجار شبه الكريمة نوعاً من العلاج والحماية. لذا فنصيحتي للمرأة هي اختيار القطع التي تراها مناسبة لها والتجرّؤ على انتقاء تلك الإستثنائيّة، لتضفي لمسة مميّزة على إطلالتها.

اقرأي أيضاً: At Home مع Anine Bing

تهتمّين كثيراً بالابتكارات الثقافيّة وبإعادة إحياء التراث من خلال الفنّ والتصميم. كيف ظهر ذلك في اختيارك ديكور منزلك؟
عملي هو كناية عن رواية القصص من خلال المجوهرات ومنزلي هو انعكاس لخلفيّتي الفنيّة والثقافيّة المتنوّعة. ففي منزلي، قطع اشتريتها خلال رحلاتي الكثيرة والمختلفة بدءاً بالتحف الأثريّة من البيرو وصولاً إلى الفناجين المعدنيّة من الصين. وكلّ واحدة منها تحمل قصّة وتجربة عشتها ستبقى مطبوعة في ذاكرتي إلى الأبد.

 

تحبّين التنويع في استخدام المواد والأشكال والتركيبات المختلفة في تصاميمك. هل اعتمدت هذه المعايير في تصميم منزلك الداخلي أيضاً؟
أحبّ المزج بين الأسلوبين القديم والجديد معاً والكلاسيكيّ والعصريّ معاً سواء في الفنّ أو في قطع الأثاث التي أختارها لمنزلي. وقد يكون تطبيق ذلك صعباً في ديكورالمنزل لكن تبدو النتيجة مميّزة ومثيرة للاهتمام.

 

هلّا تشاركينا لحظة أو ذكرى مميّزة عشتها أثناء العمل على ديكور منزلك؟
في الواقع، كان عليّ العمل على ديكور منزلنا هذا في باريس خلال شهر ونصف فحسب لأنّني كنت حاملاً وعلى وشك الولادة، لذا أردت تجهير المكان قبل قدوم طفليّ.

 

هل لديك أسلوب أو لون معيّن تفضّلينه في الديكور؟ وأين يظهر ذلك في منزلك؟
أعتمد في كلّ منزل الأسلوب المحليّ وأمزجه مع لمسات مختلفة من ثقافات متنوّعة، فأحترم بالتالي المكان الذي أتواجد فيه طبعاً، إنّما أضفي عليه لمستي الخاصّة أيضاً.

اقرأي أيضاً: At Home مع ندى غزال

تتميّزين بأسلوبك الراقي، فهل وجدت صعوبة في اختيار الإكسسوارات أو قطع الأثاث في منزلك؟
كلّا، لأنّنا اخترنا معظم قطع الديكور والأثاث أثناء رحلاتنا على مرّ السنين. وكلّها قطع مميّزة ومفعمة بالمعاني لذا هي تضيف الكثير من الدفء والطاقة الإيجابيّة على منزلنا.

لمَ قمت بتزيين منزلك بالأزهار؟ وما هو النوع المفضّل لديك؟
أحبّ أن تملأ الأزهار منزلي في كلّ المواسم والفصول، فهذا يفرحني ويضفي المزيد من الحيويّة على منزلي، وإلّا أنّني لا أفضّل نوعاً معيّناً على الآخر.

تملكين منازل كثيرة في بلدان مختلفة، فما الذي يميّزها عن بعضها؟ وهل اخترت ديكوراً يناسب البلد والثقافة المحليّة في كلّ منها؟
يعكس كلّ واحد من منازلنا حبّنا للثقافة وللمكان نفسه، إلّا أنّ ديكورها متشابه من حيث أنّه يجمع عناصر مختلفة من مناطق كثيرة من العالم ويضعها تحت سقف واحد. كما أنّنا نختار دائماً قطع معيّنة لتكون محطّ أنظار في كلّ منها، ففي باريس إنّه تمثال White Shadow للفنّان Samuel Salced مثلاً، وفي برشلونة إنّها لوحة ضخمة من الأرض إلى السقف للفنّان Fernando Prats.

كيف غيّرت ولادة طفلَيك حياتك؟
ما من كلمات تكفي لأصف شعوري، لكن باختصار ولادتهما هي الفترة الأصعب والأكثر مكافأة في الوقت نفسه. هما نور حياتي، وأنا متشوّقة لأحوّل هذه التجربة إلى إلهام أترجمه بجمال وإبداع فيما بعد.

اقرأي أيضاً: AT Home مع نزهة علاوي

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث