ما هي الألوان المناسبة لمنزلك هذا الموسم؟

بينما كنّا نتمشّى خلال أسبوع ميلانو للتصميم وقفنا مذهولين أمام الكمّ الهائل من الإبداع والإلهام. فقد زرنا معرض Everything is Connected في Ventura Lambrate الذي يجمع أبرز المواهب العصرية النروجية في التصميم والحرفية لينقل لنا صورة المشهد الإبداعي اليوم في البلد. وقد سنحت لنا الفرصة للتحدّث مع المديرة العالمية للألوان في إحدى أبرز شركات الدهان التي أطلعتنا على آخر صيحات الألوان لهذا الموسم.

يصعب إيجاد صيحات الألوان، فأين تبحثين وما الذي يلهمك لاختيار الألوان؟

في الواقع، لقد عملت طوال 12 عاماً في مجال الموضة والآن في مجال الديكور والتصميم الداخلي وأظنّ أنّ كلا المجالين يبحث عن الأمور نفسها حالياً. أذكر مثلاً أنّ في حقبة الستينيات أصدرت Marie Quant مجموعة من التناناير القصيرة وكان طابور النساء اللواتي انتظرنَ دورهنّ لشراء التنّورة الزهرية القصيرة هائلاً. لكن اليوم تغيّر الوضع فلا يرضى الناس أن يُملى عليهم ما يجب أن يرتدونه بل يبحث كلّ شخص عمّا يناسبه. كما أصبح الجميع يعرف اليوم ما يلائمه وما لا يلائمه في المجالين. فكان الناس يسألنا في الماضي عن الألوان الرائجة بينما اليوم يسألونا عن التدرّج الذي يناسبهم مثلاً أو اللّون الذي يوحي بالهدوء أو الأنسب لطفل يعاني من فرط الحركة. بات الناس اليوم يبحثون عمّا يساعدهم في حياتهم اليومية. ولا يمكننا أن ننسى أنّنا نعيش في العصر الإلكتروني لذا لا بدّ من استغلال ذلك في كلّ المجالات. وقد رأينا ذلك في عالم الموضة حيث ابتكر مصمّم أزياء ألماني ملابس تدلّك الشخص عندما يلمسه أحد وهذا ما نبحث عنه نحن أيضاً، إذ نحاول دائماً أن نبحث عن فرص جديدة لنساعد الناس في حياتهم اليومية فنقدّم مثلاً الألوان الجميلة لتساعدك على الاسترخاء.

من أين استوحيت الألوان الثلاثة الجديدة: Nordic Breeze و Blue River و Norwegian Wood؟ وكيف ستؤثّر في مجال تصميم الأزياء والموضة؟

سنرى الكثير من ألوان الباستيل هذا العام ولا سيما الأزرق الباهت الذي أصدرناه فهو ليس عصرياً فحسب بل يمكن استخدامه على الأسطح الكبيرة أيضاً. واخترته بنفسي لجدران غرفتي لأنّه فعلاً ناعم وهادئ كما أنّه يليق جداً بمنطقة الشرق الأوسط بما أنّ الطقس حارّ جداً هنا فعندما يدخل المرء إلى غرفة من اللطيف أن تكون الأجواء مهدّئة. وقد استوحيت في الواقع لون Norwegian Wood من مدينة مسقط في عمان ومن عمامات الرجال باللون البيج والتطريز الأحمر والبني عليها. هذا اللون البني المائل إلى الأحمر سيكون مناسباً على جدار واحد أو اثنين ويتماشى أيضاً مع السجادات الرائعة في منطقة الشرق الأوسط أيضاً. أمّا لون Blue River الأزرق الداكن فهو لون عصري وقويّ. وهذا ما قد يختاره المهندسون وهو يليق بالمكاتب والشركات أكثر من المنازل، ولا شكّ أنّه لون مميّز وجميل.

هل تظنّين أن مصمّمي الأزياء سيختارون هذه الألوان أيضاً؟

لقد اختار بعض المصمّمين الألوان التي أصدرناها بالفعل! فتتضمّن مجموعة Prada مثلاً لهذا العام اللّون البني نفسه كما قد استخدمت Jil Sanders اللّون الأزرق الفاتح أيضاً.

هل تتعاونين مع المصمّمين مباشرةً؟

كلّا إنّما أراقب أعمالهم وقد أحضر بعض عروض الأزياء أحياناً.

وهل تستوحين أنت بدورك من مصمّمي الأزياء؟

نعم طبعاً، فأحبّ المصمّمين اليابانيين مثل Yohji Yamamoto إذ تعجبني تصاميمه. وأبحث بشكل خاص عن الألوان المريحة لأنّنا نريد أن تتماشى ألواننا مع أسلوب حياة الناس.

ما هي برأيك الألوان التي سيحبّها الناس في منطقتنا؟

أظنّ أنّهم سيحبّون الأزرق الفاتح وألوان الباستيل بشكل عام بالإضافة إلى اللّون البني أيضاً.

هل تظنّين أن اللّون البني سيتماشى مع ألوان المناظر الطبيعية في الشرق الأوسط؟

نعم أظنّ ذلك لكن يجب ألّا يكثروا من استخدامه.

هل تجدين أنّ ذوق الناس في الشرق الأوسط جريء أو كلاسيكي في ما يتعلّق باختيار الألوان؟

إنّهم يفضّلون الألوان الجريئة حتماً ويحبّون تجربة الألوان الجديدة أيضاً وبالنسبة إليّ هم الأكثر جرأة في العالم. كما أنّنا قد ابتكرنا تدرّجات خاصة للشرق الأوسط وقد لاقت نجاحاً هائلاً.

هل ستخصّصون ألواناً لمنطقة الشرق الأوسط قريباً؟

نعم، نحن سنصدر ألواناً خاصّة للشرق الأوسط قريباً ولمناطق أخرى أيضاً وستكون حتماً مختلفة. ففي الدول الاسكندنافية يفضّلون ألوان الطبيعة مثلاً لكن في الشرق الأوسط يحبّون كلّ ما هو أكثر تميزاً.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث