هيا عبد السلام: آمني بنفسك وتجاهلي أحكام الآخرين

 

https://vimeo.com/294518109

 

تصوير الفيديو: Pedro Hassrouny

التصوير: Jeremy Zaessinger

التنسيق: Farah Kreidieh

المكياج:Sharon Drugan  باستخدام مستحضرات Sisley Paris

تصفيف الشعر: Ania Poniatowska

حوار: نيكولا عازار

محرّرتا الموضة: Jessica Bounni و Sima Maalouf

المجوهرات كلّها من مجموعة Joséphine Aigrette  من Chaumet

أحجار الألماس كلّها بأسلوب قطع Brilliant-cut

كثيراً ما نلتقي في يوميّاتنا بأشخاص واثقين من أنفسهم يأسرونا بشخصيّتهم وفكرهم، فنستمتع بكلّ كلمة وكلّ تعبير يصدر عنهم، إذ فيه الكثير من الصدق والرقيّ والحكمة. هي تعي جيّداً نقاط قوّتها وضعفها، فما من أمر يمكن أن يزعزع سلامها الداخليّ، لا سيّما أنّها متصالحة مع نفسها إلى درجة الصراحة المطلقة، إضافة إلى قدرتها على التحمّل والصبر اللذين يشكّلان سلاحها في مواجهة الحياة بكلّ تفاصيلها. هي الممثّلة والمخرجة الكويتيّة هيا عبد السلام.

برزت في أعمال تركت أثراً كبيراً لدى المشاهد العربيّ، وآخرها كان مسلسل "الخافي الأعظم" الذي فاز بتقدير النقّاد، الذين أثنوا مرّة جديدة على موهبتها الاستثنائيّة. ارتباطها بالممثّل الأردني فؤاد علي كان جالباً للحظّ وخيّراً عليهما معاً، فضلاً عن أنّه يحبّ منزله وعائلته وعلّمها أن تحبّ نفسها أوّلاً. في هذا اللقاء، نكتشف جانباً جديداً من شخصيّة هيا عنوانه الصدق واحترام الذات والسعي إلى تقديم الأفضل على الصعيدين الشخصيّ والمهنيّ.

اقرئي أيضاً: تعرّفي إلى نجمة هوليوود Alicia Vikander

أنت ممثّلة ناجحة وصلت إلى النجوميّة. هل تعتبرين أنّك متصالحة مع ذاتك؟

أنا متصالحة مع نفسي إلى درجة الصراحة المطلقة. في الواقع، كنت أتحدّث وزوجي عن هذا الموضوع بالذات، وقلنا إنّنا طالما نثق بأنفسنا ونعي جيّداً نقاط قوّتنا وضعفنا، ما من أمر يمكن أن يزعزع سلامنا الداخليّ، خصوصاً إذا سعينا جاهدين إلى تجاهل أحكام الآخرين لأنّنا نتحلّى بالراحة النفسيّة. وأهمّ ما في الأمر هو أن نوظّف إيماننا بأنفسنا في مستقبلنا لنرتقي به.

 

منذ متى تتحلّين بهذه الثقة بالنفس؟

أعمل في مجال التمثيل منذ أكثر من 10 سنوات، وتبلورت هذه الثقة في خلال مسيرتي المهنيّة، وتحديداً منذ 5 سنوات حين بلغت الثلاثين من العمر. ومنذ ذلك الحين، بدأت أنظر إلى الحياة من منظور آخر، فمرحلة الثلاثينات في عمر المرأة هي الفترة التي تعاد فيها الحسابات والسلوكيّات، فتصبح بطبيعة الحال أكثر نضجاً وحكمة. ومن هنا، أصبحت أعيد النظر في القرارات السابقة وأتوخّى الحذر في اتّخاذي أيّ خطوة مستقبليّة، تجنّباً الوقوع في الخطأ، بالرغم من أنّنا جميعنا بشر معرّضون للوقوع. وبعد اتّخاذي قرارات حاسمة، خسرت عدداً من الأشخاص وحافظت على من أثق بهم. والآن والدتي وزوجي هما سندي الوحيد في الحياة.

اقرئي أيضاً: تعرّفي إلى صاحبة مشروع Follow me to

لمَ لا تتمتّعين بأصدقاء في الوسط الفنّيّ؟

كان لديّ الكثير من الأصدقاء، غير أنّ مفهوم الصداقة يختلف في أيّامنا هذه، علماً أنّ معظم أصدقائي هم من خارج الوسط الفنّيّ ومن أيّام الثانويّة والطفولة. إقامة الصداقات في المجال الفنّيّ باتت صعبة عليّ، لكنّ الزميل هو بالطبع صديق، على الرغم من أنّ البعض قد لا يعتبرونك صديقاً لهم إلّا إذا كنت من صفّهم. غير أنّني اخترت الحلّ الوسط وهو أن أكون صديقة للكلّ لكن من بعيد.

 

إلى أيّ مدى يشبهك هذا المجال؟

كثيراً، فترعرت في كنف أسرة فنّيّة. والدي عبد السلام مقبول رسّام تشكيليّ وتشرّبت وشقيقتي الصغرى لولوة الفنّ منه منذ صغري، فهي أيضاً تهوى التصوير وباتت الآن مخرجة محترفة.

ما هي أكثر سمة تحبّينها في ذاتك؟

قدرتي على التحمّل والصبر هما سلاحيّ وأحمد الله على قوّتي.

إنّما للصبر حدود، وفي بعض الأحيان نضيق ذرعاً إلى درجة فقدان السيطرة.

بالطبع، لكنّ انفجاري يدوّي بصمت. يظهر استيائي جليّاً على وجهي، وغالباً ما يكون بقوّة صمتي وصبري.

فمن يزعجني ويسيء إليّ، أردّ عليه بصمت يشعره بما أشعرني إيّاه من غضب وامتعاض.

اقرئي أيضاً: كارمن بصيبص: لا تخافي من قول لا

الصمت يستفزّ أكثر من الردّ بالمثل.

أجل، وورثت ذلك عن والدتي.

 

ما الذي لا تحبّينه في نفسك؟

في بعض الأحيان، أضع ثقتي في أناس لا يستأهلونها. وعلى الرغم من رسمي حدوداً للناس، لا أزال أثق بهم وأكرّر الخطأ نفسه، فأنا رقيقة وحسّاسة.

ما هو الانطباع الأوّل الذي يأخذه عنك من يلتقي بك للمرّة الأولى؟

مغرورة، لأنّني قليلة الكلام وربّما لأنّني لست على معرفة جيّدة بالشخص الذي ألتقي به. لكنّ الصمت لا يعني الغرور، فأنا أحبّ مناقشة مواضيع مختلفة مع الأشخاص الذين أكون على معرفة جيّدة بهم.

 

هل أنت خجولة بطبعك؟

أجل، لا أزال خجولة.

اقرئي أيضاً: تعرّفي معنا إلى الملهمة صونيتا ناضر

كيف تكسرين هذا الخجل على المسرح؟

عندما أكون على خشبة المسرح، أصبح شخصاً آخر وأرتدي عباءة الشخصيّة التي أؤدّيها. فالمسرح حالة مختلفة ولقاء مباشر مع جمهوري الوفيّ الذي أكرّس له كلّ وقتي وطاقتي طوال عرض العمل، حتّى أنّني أبتعد كلّ الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعيّ. أحترم جمهوري كثيراً ولا أغادر المسرح إلّا عندما يغادر الجميع.

أنت من الممثّلات الخليجيّات الأكثر متابعة. فكيف اكتسبت محبّة الناس؟

أشبه الناس، فأنا إنسانة بسيطة لا أختلف عنهم بشيء. فثقافتنا الخليجيّة ترفض التصنّع وتحبّ البساطة في الداخل والخارج.

 

ما كان رأي والدتك عندما قرّرت امتهان التمثيل والإخراج؟

كانت أكثر من داعمة وشجّعتني، لكنّها نصحتني بأن أظلّ ناعمة وحسّاسة تماماً كالممثّلة المصريّة الراحلة فاتن حمامة التي أكنّ لها كلّ التقدير والاحترام وكذلك باختيار الدور بعناية. وهذا هو النهج الذي أتّبعه في مسيرتي.

 

هل تفضّلين أن نناديك بهيا أو هيونة؟

كان "هيونة" اسم الدلع في صغري، لكنّني أفضّل مناداتي باسمي.

اقرئي أيضاً: ريم السعيدي‎: الحريّة خيار

شكّلت وزوجك الممثّل الأردنيّ فؤاد علي ثنائيّاً رائعاً على الشاشة والمسرح. إلى أيّ مدى انعكس هذا الرابط إيجاباً على مسيرتكما؟

فؤاد كان صديقاً مقرّباً لي منذ دخولي المجال ولم نتخيّل يوماً أن نرتبط. وما لبثت أن بدأت قصّة حبّنا حتّى تكلّلت بالزواج. فعندما تزوّجنا، كنّا قد شاركنا معاً في عمل واحد فحسب، غير أنّ بعدئذ شنّ البعض حرباً ضدّي وحاولوا زرع خلاف بيني وبين زوجي. لكنّ حبّنا أقوى بكثير من كلّ هذه المحاولات التي باءت بالفشل، وفي الخامس والعشرين من ديسمبر نحتفل بمرور أربع سنوات على زواجنا. ما أريد قوله هنا هو أنّ زواجنا كان جالباً للحظّ وخيّراً علينا معاً، فتضاعف أجري مثلاً أكثر من ثلاث مرّات والأمر سيّان بالنسبة إليه. أشعر معه بالأمان، فهو رجل شرقيّ بكلّ ما للكلمة من معنى ويحبّ منزله وعائلته وعلّمني أن أحبّ نفسي أوّلاً.

 

كيف تصفين شريك حياتك؟

يملك فؤاد قلباً طيّباً، فهو حنون ومحبّ وأخ وابن وزوج رائع. إضافة إلى ذلك، لا يخشى المغامرة ويهوى ركوب الدرّاجات الناريّة.

ما هي تحضيراتك وخططك للمرحلة المقبلة؟

ثمّة مشروع فنّيّ أعمل عليه مع فؤاد وأتمنّى النجاح في هذه الخطوة.

اقرئي أيضاً: رئيسة كرواتيا… مثال يحتذى به

قدّمت في شهر رمضان الفائت مسلسل "الخافي أعظم". إلى أيّ مدى أنت راضية عن هذه التجربة ولمَ؟

80%، فأشعر بأنّني قادرة على إبراز موهبتي وطاقتي الإبداعيّة أكثر. في داخلي بركان من المشاعر لم ينفجر بعد بانتظار أعمال خارجة عن المألوف.

 

متى سنرى هيا الكاتبة؟

لديّ تجربة يتيمة من تأليفي وإخراجي في العمل التلفزيونيّ "للوطن عزوة" الذي عُرض على التلفزيون الكويتيّ بمناسبة الذكرى الـ26 لغزو العراق الكويت. فتتطلّب الكتابة تخصيص الكثير من الوقت لها، غير أنّني أصبّ تركيزي حاليّاً على التمثيل والإخراج.

ما هي الرسالة التي توجّهينها إلى النساء، لا سيّما أنّ هذا الشهر مكرّس لحملة التوعية ضدّ سرطان الثدي؟

أفتخر بكلّ المؤسّسات والمنظّمات التي تهتمّ بمريضات سرطان الثدي أو التي تنظّم حملات التوعية وأحبّ أن أكون جزءاً منها لأدعم المرأة بصوتي وأشاركها وجعها ونضالها. وأقول للمرأة ألّا تتوانى عن إجراء الفحص المبكر كلّ ستّة أشهر تماماً مثلما أفعل، فهذا المرض خبيث يأتي على حين غرّة، ولا بدّ من أن نتوخّى الحذر لننتصر عليه. وفي هذه المناسبة، أهنّئ الفنّانة اللبنانيّة إليسا على تغلّبها على هذا المرض ومشاركة الناس انتصارها عليه لتكون رسالة أمل وتوعية في الوقت نفسه.

اقرئي أيضاً: ياسمين حمدان: قصّة امرأة لا تعرف الاستسلام

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث