مقابلة مع المخرجة الإماراتية الصاعدة عائشة الزعابي

شابة إماراتية وقعت في عشق الأفلام، فأخرجت 3 أفلام قصيرة، أولها "البعد الآخر"، الذي حاز على جائزة أفضل فيلم إماراتي قصير في مهرجان دبي السينمائي الدولي لعام 2014. كما تمّ عرضه في عدّة مهرجانات أخرى في كل من الجزائر وتونس. أما فيلمها الثاني "إلى بيتنا مع التحية"، فقد حصد جائزة أفضل فيلم إماراتي قصير في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل لعام 2016، وتم عرضه في مهرجان دبي السينمائي وفي Cannes وتونس. أما فيلمها الأخير فتمّ عرضه في مهرجان دبي السينمائي الدولي لعام 2016.

كيف بدأت مشوارك في الإخراج؟

درست الإعلام في كلية التقنية لأنّه مجال سهل وأردت أن أتخرّج خلال فترة قصيرة. إذ كان هدفي يتمثل في الحصول على الشهادة فقط. وبعد السنة الأولى شاركت في ورشة عمل Studio 64 ، حيث تعرّفت على ما أحبّه وما أريده حقاً. ولقد جرّبت كلّ الأعمال الممكنة، بدءاً من التصوير والمونتاج، وصولاً إلى الإخراج، ووجدت أنّني أبرع أكثر في الإخراج.

ولمَ اخترت الإخراج بالتحديد؟

لأنّ شخصيّتي مناسبة أكثر لهذا العمل. ومن الصعب أن نقنع الآخرين بالفكرة التي نكوّنها لكنّني شعرت بأنّ هذا الأمر هو ما يناسبني أكثر من أي شيء آخر.

كيف تصفين إحساسك عندما وقفت في موقع تصوير فيلمك الأوّل؟

في الواقع كنت مرتاحة جداً، فأنا بطبعي أحبّ الإدلاء برأيي، وقد كان طاقم العمل يستمع إليّ. لكن لا شكّ في أنّ إخراج فيلمي الأوّل كان صعباً بعض الشيء لأنّه أوّل عمل حقيقي أقوم به. ونظراً لأنني لم أكن أتمتع آنذاك بالخبرة الكافية لإخراج هذا النوع من الأفلام، فقد انتقد الناس عملي كثيراً ولم يظنّوا أنّني سأنجح.

كيف يمكن وصف الأصداء بعد فوز فيلمك بالجائزة في مهرجان دبي السينمائي؟

كانت الأصداء إيجابية جداً، وبدأ الناس يغيّرون رأيهم في إمكاناتي وفي أفلامي. وهكذا توقّفوا عن انتقادي، وباتوا يرغبون بالعمل معي على نحو أوسع.

وما هي التحديات التي واجهتك منذ أن بدأت العمل في هذا المجال وحتى اليوم؟

بالنسبة إليّ وإلى زميلاتي المخرجات الإماراتيّات كانت المسألة سهلة بعض الشيء بما أنّ الدولة تدعمنا وتساعدنا. ولذا كان الأمر سهلاً من هذه الناحية. لكنّ التحديات التي قد نواجهها هي ربما أنّنا لا نستطيع التعامل مع المخرجات الأخريات.

هل سبق أن عشت لحظات أو مواقف مضحكة مثلاً أو مؤثّرة أثناء التصوير وما زالت حتى اليوم محفورة في ذاكرتك؟

أذكر موقفاً مضحكاً حدث أثناء تصوير فيلم "إلى بيتنا مع التحية"، وهو فيلم عن الأطفال. وكانت تلك هي تجربتي الأولى في العمل مع أطفال. وفي أحد الأيام وأثناء التصوير أخبرتني إحدى الممثلات من الأطفال بأنّها لم تعد ترغب في التمثيل. وكان اليوم الثاني من التصوير وسبق أن صوّرنا بعض المشاهد معها لذا كان من المستحيل أن أستبدلها، ولم أستطع أن أجبرها على العمل أيضاً. بدأت تتذمّر وأرادت أن ترى والدها الذي كان في أبوظبي آنذاك، فحاولت أن أهدّئها، وقدّمت لها كلّ ما قد يرغب فيه أي طفل من طعام وألعاب حتى أنّ والدها اتصل وتكلّم معها، ولكن من دون نتيجة. أصابني اليأس بعد محاولات عدّة، فطلبت من الجميع أن يدعها وشأنها. وفجأة أتت إليّ بعد 10 دقائق واعتذرت منّي... لكنّنا كنّا قد أمضينا 5 ساعات سدى، وكنت قد سددت، أيضاً، أجور فريق العمل وموقع التصوير أيضاً، وكلّ ذلك بسبب مزاج طفلة صغيرة لم ترد أن تستمرّ في العمل! لذا أظنّ أنّ على المخرج أو المخرجة أن يتنبّه كثيراً لهذا الأمر قبل البدء بالعمل مع أطفال.

مقابلة مع المخرجة الاماراتية الصاعدة عايشة الزعابي

هل لنا أن نتعرف على فيلمك الأخير "ليلة في تاكسي" الذي عرض في مهرجان دبي السينمائي؟

كتب نص الفيلم محمد عمر، الذي جاء إليّ واقترح علي العمل على إخراج الفيلم. في البداية لم آخذ المسألة على محمل الجد إنما وافقت لاحقاً، لا سيما أنّني كنت أبحث عن عمل ليكون بمثابة مشروع تخرّجي. حين قرأت السيناريو للمرّة الأولى لم يعجبني كثيراً بصراحة. فهو يتمحور حول قصّة سائق تاكسي، باكستاني الجنسية، كان يعمل في دبي خلال فترة التسعينات. وكما يعلم الجميع فإنّ سائق التاكسي يتكلّم كثيراً ويخبر ركّابه عن مشاكله، ونحن نتذمّر دائماً من المشاكل في حياتنا، إنّما عندما نستمع إلى قصص سائقي التاكسي نرى أنّ مشاكلنا تافهة مقارنة بمشاكلهم. فعلينا بالتالي أن نغيّر نظرتنا إلى سائق التاكسي وأن نتحدث إليه ونتعاطف معه أكثر. وبعد قراءة النص بدأت أستعرض القصة في عقلي، ورأيت أنّني قد أوصل رسالة للناس من خلال هذا العمل فغيّرت رأيي ووافقت.

هل تواجهين تمييزاً أو تفرقة كونك امرأة تعمل في مجال الإخراج الذي يطغى عليه الرجال عادةً في الإمارات؟

في الواقع، معظم الأشخاص الذين أعمل معهم هم من الرجال، ولم أشعر يوماً بأي تمييز بل على العكس، فهم يحترمون المرأة المخرجة عندما تعمل بطريقة صحيحة ولا تفرض وجهة نظرها.

في أي نوع من الأفلام تظنّين أنّك تبرعين أكثر؟

أنا ما زلت أجرّب مختلف أنواع الأفلام. أود أن أجرّب أيضاً العمل على أفلام الدراما والرعب، وذلك لكي أعثر في نهاية المطاف على الفئة التي أبرع فيها أكثر، وأجد أسلوبي الخاص من خلالها.

اليوم بعد تخرّجك أين ترين نفسك وما هي مشاريعك المستقبلية؟

أريد الاستمرار في العمل في هذا المجال طبعاً، كما أرغب في كتابة النصوص والانتقال أيضاً إلى الأفلام الطويلة.

إقرئي أيضاً: أنجي جمال: حلم. شغف. إبداع , نايلة الخاجه:مخرجة إماراتية لمعت على الساحة السينمائية،مقابلة مع المخرجة القطرية هند فخرو

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث