Mishmashi‭‬ كلمة‭ ‬ابتكرناها‭ ‬لنشجّع‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬تقبّل‭ ‬أنّ‭ ‬ما‭ ‬يحبّونه‭

التصوير:  Stephanie Hamilton

ينبع جوهر إبداعها من إحساسها ومخيّلتها الواسعة. في العام 2012، أسّست مايا العمري علامتها التجاريّة الخاصّة لتمنح شغفها هويّة ملموسة. رافقينا في هذه المقابلة للتعرّف إلى المرأة وراء عالم Mishmashi الذي يعكس خلفيّة ثقافيّة متعدّدة وتصاميم تنبض بالحياة.

اقرئي أيضاً: Raneen Bukhari: ‬وصول‭ ‬المرأة‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الفنّ‭ ‬جعله‭ ‬أكثر‭ ‬شجاعة‭ ‬وشمولي

متى وكيف بدأ شغفك بالتصميم والموضة والديكور المنزليّ؟

لطالما أحببت التصميم والموضة والديكور الداخليّ وكان منزلي دائماً بمثابة لوحة بيضاء أفجّر فيها مواهبي وأعبّر فيها عن نفسي وشغفي وأسلوبي. وفي العام 2012، كنت أعيش مرحلة انتقاليّة في حياتي المهنيّة وأردت أن أقوم بعمل جريء يعنيني شخصيّاً. وبفضل دعم العائلة والأصدقاء، تشجّعت على تأسيس علامتي التجاريّة الخاصّة لتكون أداة أبدأ من خلالها مشواري في المجال وأسرد قصّة حقيقيّة وأمنح شغفي هويّة ملموسة.

ما الذي شجّعك ومكّنك لتحويل شغفك إلى عمل خاصّ منذ 7 أعوام؟ وما نصيحتك للمرأة للسعي وراء أحلامها؟

عندما قرّرت تأسيس علامتي التجاريّة Mishmashi، لم أكن أعلم أنّها ستغيّر حياتي وأنا فعلاً محظوظة وممتنّة لذلك. فاضطررت إلى أن أخاطر وألّا أخاف من المجهول وأثق بنفسي لأخبر قصّتي من خلال تصاميمي، آملةً بجذب الجمهور. جمعت قواي وأخذت هذه الخطوة بدعم هائل من محيطي الذي آمن بي ومن زوجي الذي تقبّل فكرة تحوّل منزلنا إلى مشغل مدّة عام تقريباً وبتشجيع كبير أيضاً من الأصدقاء. أمّا نصيحتي للمرأة للسعي وراء أحلامها، فهي أن تتبع حدسها وتحيط نفسها بأشخاص إيجابيّين وأن تؤمن بنفسها بكلّ بساطة. فهذه هي العوامل الرئيسة للاستعداد للعمل المرضي والمتعب في الوقت نفسه الذي يترافق مع تحقيق الطموحات والأحلام طبعاً.

اقرئي أيضاً: Barbara Van Pay: النساء العربيّات هنّ القوى الدافعة نحو التغيير

يتميّز أسلوبك بالألوان الزاهية والمزيج الجريء من الطبعات والأقمشة والتركيبات، فماذا يخبرنا ذلك عن أسلوب  علامة Mishmashi؟

بالنسبة إليّ، ما من قواعد محدّدة للتصميم ولهذا السبب شعار علامتي هو "ما يحبّه المرء جميل" أستوحي دائماً من محيطي الخاصّ ومن خلال قراءة قصص مصمّمين آخرين ومن القوّة العظمى في يومنا هذا: إنستجرام. بدأت أجرّب وأختبر تلقائيّاً وأعجبني مزج الألوان والنقشات والأقمشة وكان يتماشى تماماً مع تصاميمي، فأصبح هذا الطابع جزءاً من أسلوب حياتي الذي تطوّر شيئاً فشيئاً ليصبح أسلوب حياة Mishmashi أيضاً. أمّا كلمة Mishmashi فتحمل معنيين، الأوّل بالإنجليزيّة والثاني بالعربيّة، ما يعكس خلفيّتي المتعدّدة الثقافات. فعلامتي التجاريّة تجسّدني وتعكس هويّتي وأصولي وأحلامي للمستقبل.

 

هلّا تصفين طريقة عملك؟

يتضمّن عملي في المشغل ملاحقة الطلبات المعلّقة أو عمليّات التسليم في خلال النهار. أجتمع لاحقاً مع المنجّد لنناقش التصاميم الجديدة لمقعد Queen Pouf وأريكة The Ottoman، فهما من أبرز تصاميم Mishmashi. وبالنسبة إليّ، إنّ عمليّة التصميم قائمة ومستمرّة دائماً ولا يمكن تحديدها فعليّاً. وقد يتطلّب ابتكار فكرة جديدة أحياناً وقتاً أكثر من تنفيذها والعكس صحيح أيضاً. لكن مهما استغرق إنجاز التصميم تكون القطعة النهائيّة دائماً فريدة ومصنوعة يدويّاً بأجود أنواع المواد والأقمشة. أمّا الجزء المفضّل لديّ فهو تغطية التصاميم بالأقمشة الاستثنائيّة التي أختارها من جميع أنحاء العالم. والتشويق الذي نعيشه عندما نجمع كلّ تلك القطع ونرى النتيجة النهائيّة رائع فعلاً. ولا شكّ في أنّ التصاميم هي ثمرة جهد فريق كامل، فنبدأ بأفكاري ونجمعها معاً ثمّ ننفّذها.

لقد تطوّر المشهد الفنّيّ في دبي بشكل هائل في الآونة الأخيرة. وفي العام 2017، شاركت في معرض Art Dubai للمرّة الأولى. كيف تساهمين برأيك من خلال ابتكاراتك في ثورة الفنّ والتصميم؟

تشرّفني كثيراً المشاركة في هذه الثورة طبعاً. تركّز الإمارات العربيّة المتّحدة اليوم على الفنّ والثقافة وتدعمهما جدّاً وتشجّع دائماً المرأة على الإبداع وريادة الأعمال، وتقدّم إليّ بالتالي منصّة قويّة أستطيع من خلالها أن أستمرّ في تطوير مهاراتي وإمكانيّاتي لأكون جزءاً من هذا المجتمع الرائع. وتشكّل دبي نقطة التقاء الشرق مع الغرب، وهذا أيضاً جزء من هويّة Mishmashi، فهذه العلامة التجاريّة المحلّيّة تؤدّي دورها بمواكبة محبّي الفنّ الشغوفين والمبدعين وتلبية طلباتهم سواء في المنطقة أو في أنحاء العالم.

اقرئي أيضاً: عندما يصبح الفنّ أداة تمكين للمرأة العربيّة مع Lalla Essaydi

 

هل ترسمين الطبعات بنفسك؟ وكيف تنسّقينها؟

يبدأ العمل على الطّبعات عندما يصل القماش إلى مشغلنا فنجرّب ونختبر تشكيلات وتركيبات مختلفة لنحصل أخيراً على النتيجة التي نريدها. لكن حتّى الآن نحن لا نطبع بعد تصاميم الأقمشة الخاصّة لنا إنّما يشكّل ذلك أحد مشاريع Mishmashi المستقبليّة.

تتحدّرين من أصول سوريّة وقد نشأت بين باريس ونيويورك. فكيف تساهم خلفيّتك المتعدّدة الثقافات في صقل أسلوبك في التصميم؟

لا شكّ في أنّ خلفيّتي هي أساس حياتي وأسلوبي وكلّ ما يخصّني اليوم. ويرتبط جزء كبير من فلسفة Mishmashi وأسلوبها ارتباطاً مباشراً بحياتي الشخصيّة. وبما أنّ والديّ رسّامان بارعان، تعلّمت أن أقدّر الفنّ والعمليّة التجريبيّة، وشقيقتي أيضاً مغنّية ومؤلّفة ماهرة تعيش في نيويورك، لذا أظنّ أنّ الفنّ يجري في عروقنا. وكنت محظوظة للسفر والتنقّل من بلد إلى آخر بما أنّني وُلدت وترعرعت في نيويورك.  وعشت أيضاً في باريس في خلال نشأتي، فتعرّفت منذ سنّ مبكرة على طرق التقاء التصميم الكلاسيكيّ والأداء المعاصر ويتجسّد هذا التناقض في أعمالي اليوم. وأخيراً، أظنّ أنّ جذوري السوريّة تظهر في ترجمتي التراث الشعبيّ والمشاعر في تصاميمي. وكان من الطبيعيّ أن أؤسّس علامتي Mishmashi في دبي، فهي موطني وموطن عائلتي منذ حوالى 19 عاماً وتجسّد أيضاً كلّ هذا المزيج الثقافيّ.

ما هي نصيحتك للمرأة لاختيار التصاميم المناسبة لمنزلها؟

كما سبق أن ذكرت، تحمل كلمة Mishmashi معنَيين وتشجّع فكرة تقبّل أنّ "ما يحبّه المرء جميل". أصبحت هذه الجملة شعارنا ومقاربتنا مع كلّ زبوناتنا. وأنصح المرأة باختيار الألوان والأنماط التي تجذبها وتؤثّر فيها. وقد ترغب مثلاً في تفقّد موقع Pinterest لتستوحي الأفكار منه فتبدأ بحفظ الصور التي تناسب ذوقها وأسلوبها لتحوّلها لاحقاً إلى أغراض حقيقيّة.

اقرئي أيضاً: Salwa Chalhoub: “باتت النساء اليوم لاعبات بارزات على الساحة الفنّيّة”

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث