الأزياء الرياضية عبر التاريخ

لم تكن المرأة في الماضي تمارس الرياضة في الملابس الملونة والمصنوعة من الألياف الاصطناعية (Spandex). إذ كانت في بعض الحقبات ترتدي المشد المزوّد بشرائط، أو التنانير الطويلة، أو الخفّين الجميلين، وفي إحدى المراحل كانت ملابس الرياضة مزودة بنوع خاص من الفراء. في مطلع القرن العشرين، كانت الرياضة لا تزال حكراً على الرجال، ولم يخطر في بال الناس آنذاك بأنّ مشاركة المرأة في بطولات رياضية يحظى بأهمية كبيرة، وبالتالي لم تكن الملابس مصمّمة لتمنح المرأة حريّة التحرّك وممارسة الرياضة. ما رأيك في الانضمام إلينا في رحلة عبر التاريخ، وذلك للتعرّف على تطوّر ملابس الرياضة النسائية وصولاً إلى يومنا هذا؟

1910s

كانت المرأة التي تمارس الرياضة في هذه الفترة ترتدي المشدّات والأحزمة والتنانير الطويلة والقبّعات والقمصان بالأكمام الطويلة. وفي العام 1910 أضيفت الطيات العريضة على جوانب سترة الجاكار التي ارتدتها المرأة في لعبة الغولف، وذلك لتجنّب تمزّقها لدى ضرب الكرة. وقد استُخدم قماش التويد في أكثر من رياضة، ومن ثمّ ظهرت كنزة الغولف لاحقاً.

1920s

اختفت كلّ القيود على الملابس في العشرينات، وأصبح الجانب العملي هو الأهمّ. فاستُبدلت التنانير الطويلة والقبعات الضخمة بالفساتين ذات الخصر المنخفض التي يصل طولها إلى تحت الركبة، هذا فضلاً عن عصابات الشعر والقبّعات الواقية من الشمس. وقد اعتُبر المصمّم Jean Patou شخصاً جريئاً في تلك الحقبة، إذ ابتكر تنّورة الرياضة القصيرة، وقد عرّف الناس آنذاك على فكرة الملابس الملائمة للغرض والموقف. وفي العام 1922، أحدثت لاعبة التنس الفرنسية Suzanne Lenglen صدمة كبيرة بين الناس عندما حضرت بطولة Wimbledon مرتدية تنّورة قصيرة. وتخلّت أيضاً عن القبّعة، وأثارت بلبلة واسعة بسبب عصابة الرأس المصمّمة على نحو يمكّنها من رؤية ما يجري حولها.

1930s

في أواخر الثلاثينات بدأت مشاركة المرأة تشهد ازدياداً ملحوظاً. وأخذت الملابس الرياضية بالتغير التدريجي، وذلك وفقاً لحاجة المرأة النشيطة. فللعبة التنس، مثلاً، ارتدت المرأة فستاناً قصيراً، وللغولف سترة من الجلد المدبوغ بالألوان القوية وسروالاً واسعاً، أو تنّورة ذات طيّات، أو السروال على شكل تنورة والمعروف بـالـculottes. أمّا للرماية وصيد الأسماك، فارتدت المرأة سترة وتنّورة ذات طيّات، أو السروال على شكل تنورة، وكانت كلّها مقلّمة ومطرّزة. وهكذا تغيّرت الملابس الرياضية فأصبحت أكثر نعومة وأنوثة وأضيفت الطيات وأزيلت بعض السنتمترات من الأطراف، وذلك لضمان حركة أفضل.

1940s

ثمّ وقعت الحرب وفُرضت القيود على الأقمشة، فتراجع بالتالي وضع ملابس الرياضة. ولعل التأثير الأهمّ الذي أحدثته الحرب تمثل في السروال الذي أصبح مناسباً أكثر للرياضة. وفي ما يخص الألوان، فقد أصبحت داكنة بعض الشيء. وقد ارتدى العمّال البدلات الموحّدة، أي الـdungarees والـoveralls في تلك الفترة، وهكذا ظهرت الـsalopette. أمّا القماش الذي كان مستخدماً للرياضة الخارجية فهو غالباً قماش الغبردين المتين والعازل للماء. وبعد العام 1945 باتت الفساتين والملابس الداخلية وقمصان الرياضة تُصنع من أنسجة وأقمشة اصطناعية.

1950s

شهد مطلع الخمسينات عودة الأسلوب الأنثوي الأنيق والخصر الضيق والفستان الأبيض والكنزات المفتوحة المحتشمة. وقد استوحى المصمّمون من ظاهرة The New Look التي أطلقها Dior Christian لابتكار ملابس التنس الناعمة والأنثوية، وهكذا ظهرت الفساتين المضلّعة التي تتّسع عند الخصر وباتجاه الأسفل. وفي أواخر هذه الحقبة ركّز المصمّمون على الجانب العملي من الملابس الرياضية. أمّا التغييرات الأكبر فكانت في ابتكار الأقمشة والأنسجة الاصطناعية، ولا سيما النايلون، بالإضافة إلى تقنيات عملية تم تطويرها في الملابس العسكرية.

1960s

في منتصف الستينات بدأت التنانير والفساتين تعلو أخيراً إلى فوق الركبة، وبدأت الملابس المطاطية تظهر شيئاً فشيئاً، وكان عنصر الراحة بارزاً أيضاً. فارتدى الرياضيون السراويل القصيرة المصنوعة من النايلون والصدريات القطنية. وتوفّرت ملابس التنس البيضاء بأساليب وأشكال مختلفة، حيث ظهر السروال القصير مع بلوزة أو فستان. أمّا فكرة تناسق الألوان فلم تبدأ إلّا في أواخر الستينات مع ظهور بدلات الرياضة المصنوعة من الجيرسي والنايلون وبألوان مختلفة، كالأزرق الداكن والأخضر والرمادي.

تعرفي أكثر على تطور ملابس الرياضة النسائية عبر العصور الاخرى في عددنا الجديد.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث