السفر وتأثيراته الإيجابية على حياة الزوجين

يتيح لك السفر فرصة تكوين ذكريات جديدة، تشاركين بها زوجك أمتع اللحظات، لأنكما معاً ستكتشفان أماكن جديدة، وتتذوقان نكهات مختلفة، وتخوضان مغامرات لا تُنسى، وعندما تعودان إلى المنزل، ستظل هذه الأحداث حديثكما الشاغل خلال الأيام القادمة، وستتحول مع مرور السنين إلى ذكريات سعيدة تثير البهجة وتمحو كل الخلافات ما إن يتمّ استحضارها.

عندما تنطلقان في رحلة ما، من الطبيعي أن يتغيّر نمط حياتكما اليومية طوال فترة الإجازة، وهذا أمر إيجابي يكسر ملل الروتين الذي كنتما تعيشانه يومياً، فعوضاً عن الاستيقاظ باكراً مجبرين على الذهاب إلى العمل، يمكنكما على سبيل المثال الاسترسال في النوم ثم النهوض بنشاط لتناول الفطور في السرير أو حتى الاستمتاع بألذ أطباق الفطور التي تقدمها عادة الفنادق والمنتجعات في ردهاتها وحدائقها خلال الفترة الصباحية. وبدل أن تشاهدا التلفاز طوال اليوم وتخلدا للنوم باكراً،يمكنكما الانطلاق في مغامرات استكشافية أو القيام بنشاطات عديدة ممتعة، إلى حين حلول الليل حيث يمكنكما قضاء أجمل الأمسيات الحميمة في أحد الأماكن الهادئة، أو الاحتفال بسهرات صاخبة في أحد المطاعم أو الأندية.

 خلال الرحلات والأسفار يجد الزوجان نفسيهما متقاربان، كما تكبر الثقة في ما بينهما ويزداد اعتماد كل منهما على الآخر، إذ يخططان معاً للنشاطات والخطوات التي سيقومان بها، ويسأل كل منهما عن رأي الآخر بالنسبة إلى الأماكن التي يقصدانها أو الأغراض التي يشتريانها، وغيرها من الأمور مهما كانت بسيطة.

خلال السفر يصبح كل من الزوجين محطّ اهتمام الآخر، الأمر الذي يعيد إحياء الروابط العاطفية التي تجمعهما. فأنتِ سينصرف تفكيرك عن مشاغل المنزل وصعوبات تربية الأطفال ورعايتهم، وسينصب كل تركيزك على الاهتمام بزوجك، في حين ينصرف تفكير زوجك عن ضغوطات الحياة وصعوبات العمل ليركّز على قضاء أجمل الأوقات وأمتعها برفقتك. كما أنكما ستختبران فترة من صفاء الذهن.

خلال السفر، ستجدان الكثير من الوقت للانفتاح على بعضكما البعض والتحدث عن أحلامكما وآمالكما وحتى عن عمق مشاعركما، التي لم يسنح لكما الوقت في السابق لمشاطرتها، عوضاً عن التحدث عن الفواتير ومشاكل الأطفال والاحتياجات المنزلية.

وحتى إن كنت تنعمين بزواج هانىء وسعيد، يبقى السفر فرصة ممتازة لأخذ وقت من الراحة والابتعاد عن مشاغل الحياة، فتستعيدين وزوجك نشاطكما، وتنعمان بلحظات من صفاء الذهن والراحة النفسية، وتتزودان بالطاقة الإيجابية التي ستساعدكما على العودة إلى حياتكما العادية بنفس جديد وروح نشيطة ومتفائلة.

ستلاحظين خلال السفر أنك تمضين الوقت بأكمله مع زوجك، منذ ساعات الصباح الأولى وحتى وقت الخلود إلى النوم، وبالتالي ستتمكنين من التعرف أكثر إلى شريكك، و ما يجول في خاطره أو حتى ما يكمن في قلبه، كما ستتأكدين من صدق مشاعره.

قد تكتشفين خلال الرحلات التي تقومين بها مع زوجك، وجهاً جديداً من أوجه العلاقة التي تربطك به، فالزوج الذي كان يشاركك هموم المنزل ومصاعب الحياة، يصبح ذلك الصديق الذي تمضين معه أروع اللحظات وتخوضين معه أجمل المغامرات. والجدير بالذكر هو أنّ هذه الصداقة ستدوم وستغير الكثير في أسلوب تعاطي كل منكما مع الآخر، وحتى في طريقة تعاملكما مع مشاكل الحياة ومشاغلها.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث